الاهجر مدينة في محافظة الحديدة باليمن.

الأهجر هو وادٍ خصيب ، واسم منطقـة تقع في الشمال الغربي مـن مدينـة صنعـاء بمسافة ( 65 كم ) ، وأسفل جبل كوكبان جنوباً ، وهي منطقة محفوفة بالزروع والأشجار وبعض الفواكه ، وإليها ينسب " بنو الأهجري " أهل " هجرة المؤيد " ، وهـم من ولد " المطهر بن محمد بن سليمان الحمزي " ، ويذكرها الهمداني ضمن مخلاف " أقيان بن زرعة بن سبأ الأصغر " ، وفيها منابـع مياه وغيول جارية يعتمد عليها أهالي المنطقة في ري الزراعة ومنها مياه صالحة للشرب، ومنها تعرف باسم ـ شلال الأهجر ـ ووادي الأهجر كان فيه مطاحن تسير بقوة اندفاع المياه ، ومساقطه من جبل ذخار ، وتشتمل الأهجر على عدة قرى أهمها قرية المحجر حيث تحتوي على معالم أثرية إسلامية منها " الجامع الكبير " و " حصن حجر القصر " ، وتوجد " مقابر صخرية منحوتة " على كتل صخرية كبيرة على غرار المقابر الصخرية في " شبام الغراس " وغيرها ، وربما استخدمت كمقابر أو كمساكن كان يستخدمها اليمني القديم .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجامع الكبير

ينسب بناء هذا الجامع إلى الإمام " شرف الدين بن الحسين " حسب نص التأسيس الذي وجد على جدار الجامع .

- الوصف المعماري : الجامع الكبير عبارة عن مبنى معماري مبنٍ من الحجارة يتألف من بيت الصلاة وعدد من الملحقات ، جناح القبلة على شكل مستطيل يتكون من ثلاثة أروقة يحد كل منها صف من الأعمدة الإسطوانية ترتكز عليها عقود نصف دائرية موازية لجدار القبلة غير أنه لوحظ وجود عقدين عموديين على جدار القبلة، تقطع ساحة مستطيلة الشكل تقع في الجزء الشرقي ، ويتوسط الساحة حاجز جداري بموازاة جدار القبلة في الجزء الجنوبي منه ـ مصطبة ـ قبر ، عليه شاهد من حجر البلق .

- المحراب : يتوسط بيت الصلاة ، وهو مجوف يحيط به من الجانبين عمود جص مندمج ، ويعلو فجوة المحراب عقد نصف دائري .

- المدخل : يقع في منتصف الضلع الغربي لبيت الصلاة ، ويفتح بواسطة باب خشبي ، وباب آخر في الناحية الشرقية من الضلع الجنوبي يتكون من مصراعين تزينه دوائر هندسية بداخلها زخرفة نباتية محورة ، ويحيط بسقف المسجد من الخارج شريط من القضاض ، يزين الضلع الجنوبي والغربي كتابة محفورة غير واضحة ، ويتقدم الواجهة الشرقية من الخارج ممر مكشوف غير منتظم الأضلاع ، في الجزء الشرقي منه مدخــل صغير يؤدي إلى حجرة صغيرة ، وينتهي الممر في الناحية الجنوبية بعدد من الدرج الهابطة ـ سلم درج ـ عليه سقف خشبي محمول على عدد من العقود تؤدي إلى البركة في الناحية الجنوبية للجامع على مستوى منخفض .

- القبة : تقع في الجزء الجنوبي الشرقي للمسجد ، وتتألف من قاعة مربعة الشكل ، ويغطى سقفها قبة محمولة على حنايا ركنية ، ويتوسط جدارها الجنوبي مدخل يقابله على جدار القبلة تجويف المحراب ، ويجاور هذه القاعة مبنى معماري آخر مشابه للمبنى الحالي يحتمل أنـه ضمن مرافق الجامع .

- الوصف الزخرفي : تحتوي القبة على زخارف كتابية ونباتية منفذة على الجص وشواهد قبور من حجر البلق، منها ما وجد على يمين الداخل شريط بخط النسخ مكون من البسملة وعدد من الأبيات الشعرية أهمها البيت الأخير الذي يحدد وفاة صاحب القبر بحساب الجمل ( شبر تاريخه جنة الفردوس سوح الحسين ) وكتابات أخرى على شاهد قبر من الرخام مكسور نصفين عليه تسعة أسطر كتابية، بعد البسملة عدد من الألقاب الخاصة بصاحب القبر واسمه " شرف الدين بن الحسين …" حتى يتصل إلى نسب " علي بن أبى طالب " .

كما وجد بجانب الجدار الغربي لبيت الصلاة شاهد قبر من الرخام باسم امرأة تاريخه يرجع إلى سنة ( ستة وثمانين وتسعمائة هجري )


المقابر الصخرية

يعود اكتشاف المقابر الصخرية في اليمن لأول مرة إلى عام ( 1983 م ) في منطقة " شبام الغراس " حيث عُثر على خمس جثث محنطة عن طريق الصدفة، وهي مكفنة بالجلد المدبوغ ، ولُفت بالكتان واستخدم نبات ( الرا ) بحشو تجويف البطن لامتصاص سوائل الجسم ، وقد استخدم اليمنيون القدماء عنصر الزنك كمرسب للبروتين وتجميده ضمن عملية التحنيط، وقد دلت التحاليل المعملية التي أجريت لها أنها ترجع تاريخياً إلى ما قبل ( 2300 سنة ) على الأقل، وهذه المقابر الصخرية تـُلفت النظر، وتُثير الانتباه ولكنها ليست الوحيدة من نوعها بل أنها ظاهرة أثرية تتكرر في معظم أنحاء سلسلة المرتفعات الجبلية في اليمن، ويمكن لعين الخبير الأثري أن ترى أمثالها في وادي ضهر ، وشبام وكوكبان ، وذبحان ، وعلمان ، وظفار ، ومنكث ، والحداء ، ومغرب عنس ، والمعسال .

ويأتي اكتشاف المقابر الصخرية في المحويت حديث العهد وذلك من قبل بعض المواطنين الذين عبثوا بمحتويات إحدى المقابر في منطقة ـ صيح ـ في الجنوب الشرقي من مدينة الأهجر ، وعلى إثر ذلك قامت بعثة يمنية فرنسية مشتركة عام ( 1995 م ) بعمل مسوحات أثرية لهذه المقابر والقيام بدراستها ، وأسفرت نتائج المسح عن وجود كثير من هذه المقابر الصخرية إضافة إلى عدد من المواقع التي ترجع إلى عصور تاريخية مختلفة وذلك في منطقة الطويلة ، بيت منعين ، بيت العصيمي ، بيت النصيري ، وفي موسم المسح الميداني لعام ( 1999 م ) تم اكتشاف مجموعة أخرى من هذه المقابر الصخرية في وادي مخدرة على جبل التربة، ووادي سارع جنوبي المحويت على بعد ( 13 كيلو متراً ) ، وبصورة عامة فإن هذه المقابر تكون داخل جروف طبيعية بأشكال مقعرة في واجهات الجبل بين طبقتين من الحجر الرملي الصلب، ويتم أحياناً الحفر لزيادة حجم المقبرة ، وفتحة المدخل تتراوح ما بين ( 3 - 4 متراً ) عمقاً ، أما بالنسبة للنظام الجنائزي لهذه القبور فلم نتمكن من معرفته حيث أحدث النبش تغيرات كبيرة ، وسوف نقوم بفحص بعض العينات لتحديد فترتها التاريخية .

ويبدو الدفن في مقبرة ـ صيح ـ كان جماعياً حيث وجد ( خمسة عشرة شخصاً ) تبين ذلك من خـلال عـدد الجماجم ، وهناك هياكل عظميـة لم تحصِ ـ التقرير الموسمي للبعثـة الفرنسية – " ميشييل جارسيا " ، ومهما يكن من أمر هذه المقابر الصخرية فإنه من أهم الواجبات الإبقاء عليها من أجل المزيد من الدراسة العلمية التي لا شك أنها ستضيف لنا معلومات كثيرة عن أصحاب هذه المقابر وعن الوضع الاجتماعي الذي عاشوا فيه وعن الأساليب العلمية في التحنيط وعن الطقوس والعقائد في هذه الفترة السابقة لظهور الإسلام وفرض كل المتغيرات التي استجابت لها الحركة الحياة العقائدي انذاك .......

المصادر

محمد بن علي احمد الذاري -اليمن السعيد najrantrading@hotmail.com

الكلمات الدالة: