وفي تموز عام 1920 لجأ إلى خرنابات الثائر المعروف والشخصية المعروفة (ابن عبدكة) وهو ثائر اصله من مدينة (ذيابة) في شهربان، عجزت الحكومة التركية في القاء القبض عليه فالتف ثوار ديالى حوله وكان صاحب مروءة وشجاعة فائقة لا يتعدى على الفقراء والضعفاء والنساء حتى صار مضرب الامثال فاحبه اهل ديالى واحبهم. لقد ضرب ابن عبدكه مع مجموعة من الثائرين سراي ديالى مقر الانكليز من جهة شمال بعقوبة منطقة قنطرة خليل باشا الان فاضطر الانكليز إلى الفرار من حامية الجسر بعد ان قتل عددا منهم. فجهز الانكليز قوة كبيرة استعادوا فيها السراي فلجأ ابن عبدكه ال خرنابات فتعاون معه اهلها وحملوا الاسلحة للدفاع عن قريتهم ضد الانكليز وكانت لخرنابات في تلك الفترة (8) ابواب محروسة بالثائرين، وعندما سمع محمد الصدر الذي كان في تلك الفترة منتفضا في الخالص انضم إلىابن عبدكه في خرنابات مما اضاف زخما كبيرا للثورة في ديالى (أي ثورة العشرين) وقد كان لهذا الاجتماع تأثير معنوي على الثائرين، لقد استعاد الانكليز مدينة الخالص وبعقوبة وشهربان بعد قمع الثورة فيها فتوجهوا إلى خرنابات للقبض على ابن عبدكه الذي اعتبروه من رؤوس الثورة وان الامن لا يمكن ان يستتب الا بالقاء القبض عليه ولهذا وجهوا قوة كبيرة إلى خرنابات فيها مدافع وخيول، كان هذا في 28/9/1920 فضرب الانكليز خرنابات بالمدافع فاستشهد من سكانها (36) بين رجل وامرأة وهدمت الدور واستبيحت القرية كما اعتقل الانكليز (350) من سكان خرنابات ساقوهم إلى الباب المسمى بباب الحصار الان. لقد سطر اهل خرنابات في هذه المعركة مآثر كبيرة كانت محل احترام وتقدير جميع اهالي ديالى، اما ابن عبدكه فقد فر من قبضة الانكليز إلى الخالص وظل يتنكر ويتخفى حتى آواه احد شيوخ المحاويل وتم القاء القبض عليه في حزيران عام 1921 وحكم عليه بالاعدام، وبعد تدخل مهدي الخالصي ومحمد الصدر خفف الحكم إلى السجن لمدة 15 سنة. خرج ابن عبدكه من السجن عام 1936 حيث عين مراقبا في آثار بابل، وفي ايلول 1954 عندما كان ابن عبدكه يسير في ازقة الحلة وهو يتحامل على نفسه نتيجة لاصابته بالشلل اطلق عليه النار رجل كان ابن عبدكه قد قتل والده بطريق الخطأ سنة 1916.