هدى عقيل Huda Akil (و. 19 مايو 1945- ) عالمة أعصاب سورية أمريكية، ساهمت أبحاثها في فهم البيولوجيا العصبية للمشاعر، بما في ذلك الألم والقلق والاكتئاب. واشتهرت بتقديمهم أول دليل فيزيولوجي على دور الأندروفين في الدماغ وإثبات أن الأندروفين يتم تنشيطه بالإجهاد ويمكن أن يسبب تثبيط الألم.[1]

هدى عقيل
Huda Akil at UMich.gif
الدكتوره هدى عقيل تخاطب اللجنة الاستشارية للبحث الرئاسي في جامعة ميشيگان في أكتوبر 1996.
وُلِدَ19 مايو 1945
دمشق، سوريا
الجنسيةسورية
الجنسيةالولايات المتحدة الامريكية
اللقبنظم علم الأعصاب ، تسكين الإجهاد الناجم ، بيولوجيا الأعصاب للمشاعر واضطرابات الصحة العقلية
الزوجستانلي واتسون
السيرة العلمية
المجالاتعلم الأعصاب
الهيئات
أطروحةآليات أحادي الأمين الكامنة وراء التسكين الناتج عن التحفيز

تعمل هدى عقيل كأستاذة في غاردنر سي كوارتون في مجال علم الأعصاب بقسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ميشيغان.كما تشغل منصب المدير المشارك لمعهد العلوم العصبية الجزيئية والسلوكية ومركز جامعة ميشيغان لاتحاد أبحاث الاضطرابات العصبية والنفسية في بريتزكر مع زوجها ستانلي واتسون.

وتعتبر من العلماء السبع البارزين الذين يشتملون على فرقة العمل الخاصة ببحوث الامل للاكتئاب، الذين طوروا معاً خطة بحثية استثنائية تجمع بين المعرفة الأكثر تقدماً في علم الوراثة وعلم التخلق وعلم الأحياء الجزيئي والفيزيولوجيا الكهربائية وتصوير الدماغ، في محاولة للإسراع بأحدث البحوث العلمية المتعلقة بالاكتئاب وما يرتبط به من اضطرابات المزاج والعاطفية.[2] وجرى تكريمها بالعديد من الجوائز والعضويات في مختلف الجمعيات طوال حياتها المهنية، وأبرزها كان تكريمها كرئيسة سابقة لجمعية العلوم العصبية، وهي أكبر منظمة لعلم الأعصاب في العالم. وحصل في أبريل 2023 على وسام جروبر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والتعليم

ولدت هدى عقيل في 19 مايو 1945 بدمشق سوريا، وترعرعت ضمن عائلة كانت تؤمن إيماناً راسخاً بالتعليم، حتّى بالنسبة للنساء، حيث لم يكن تعليم المرأة رائجاً. والتحقت بالمدرسة الكاثوليكية الفرنسية من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى مرحلة المدرسة الثانوية، وتلقت تعليمها على يد راهبات من جميع أنحاء العالم. آمنت بفكرة إكمالها التعلم، بعد قراءة كتاب عن ماري كوري، عالمة الفيزياء الكبيرة الحاصلة على جائزة نوبل، والذي حصلت عليه من إحدى الراهبات الفرنسيات في مكتبة المدرسة. وتشير عقيل إلى هذه الحالة على أنها "نقطة تحول" في حياتها، حيث أدركت أنه حتى المرأة التي نشأت بعيداً عن مراكز المعرفة كبريطانيا العظمى وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية قادرة على أن تصبح امرأة عظيمة مثل ماري كوري. حصلت على درجة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في بيروت بلبنان. وفي السنة الثانية التحقت بالجامعة عن طريق منحة مؤسسة روكفلر التي طلبت منها الحصول على درجات كاملة، وهو أمر صعب للغاية، لأنها لم تكن تجيد اللغة الإنكليزية، ومع ذلك استوفت هذا الشرط وتخرجت في عام 1967 بدرجة بكالوريوس الآداب في علم النفس. اهتمت عقيل في البداية بسيكولوجيه اللغة، وهو الاهتمام الذي أثاره والدها، الذي كان عالماً نفسياً.[3]

بعد التخرج، تابعت عقيل التعليم في الجامعة الأمريكية في بيروت لمدة عام كامل قبل أن تسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة التعليم في جامعة آيوا. حيث درست دورة حول أساسيات علم الأعصاب والصيدلة وكانت مفتونة بهذا المجال كثيراً، مما دفعها لإكمال الدورة في مختبر الفيزيولوجيا الكهربائية حيث أجرت أبحاثاً حول التعلم مع ستيف فوكس. لاحقاً، قُبلت عقيل في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لمتابعة دراستها للحصول على الدكتوراه. وعملت في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس مع جون ليبسكيند في مجال أبحاث الألم وبعد أن حصلت على شهادة الدكتوراه، التحقت بمختبر جاك بارشاس في جامعة ستانفورد.

 
هدى عقيل

المسيرة المهنية والأبحاث

تعطي أبحاث عقيل العديد من المجالات، لكنه متمركزة بشكل عام في فهم المشاعر. فخلال مسيرتها المهنية، شملت أبحاثها العمل على مستقبلات الأدوية المنومة وتحليلات الوظائف الهيكلية والدراسات السلوكية وعلم الأحياء العصبي للاضطراب النفسي الحاد والأدمغة بعد الوفاة والبحوث الوراثية الجزيئية. وتقول عقيل: "لقد كان الأمر متعلق دائماً بكيفية تغير عملية استجابة الدماغ للعالم وكيف بدوره يغير الدماغ بيئة الحيوانات وتصوراته عن العالم، وأنا أحب كل ذلك."[4]

 
هدى عقيل

في عام 1970، انضمت عقيل إلى جون ليبسكيند، الأستاذ المساعد في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس والذي كان مهتماً بعلم الأحياء العصبي للألم، وركّز بشكل أكثر تحديداً على الدوائر العصبية للألم الوهمي، وفكرة أن الألم الوهمي لم يكن ظاهرة جسدية بحتة، بل نفسية أيضاً. ولاحظ عضو آخر في المختبر أن التحفيز الكهربائي قلل من تجربة الألم المعززة بدلاً من تعزيزها، وهذا ما ألهم عقيل وزميلها طالب الدراسات العليا دايفيد ماير لمواصلة البحث في هذه الظاهرة، التي أشاروا إليها لاحقاً باسم "تسكين الألم الناتج عن التحفيز". وبالتجربة على الفئران، وجدا أن التحفيز في العديد من مواقع الدماغ ومتلازمة صدى الدماغ قضيا على الاستجابة للمنبهات المؤلمة وترك الأنماط الحسية الأخرى غير متأثرة نسبياً. وأصبحت هذه الفكرة موضوع أطروحة دكتوراه عقيل تم إجراء المزيد من البحوث في هذا المجال على الفئران من خلال استخدام ذبذبات دامور وسميث من أجل التحقيق في الدور الذي تلعبه أحاديات الدماغ الدوبامينية والدوبامين والنورادرينالين والسيروتونين. لتغيير الانتقال في مسارات أحادي الأمين: استنزاف مخازن أحادي الأمين، واستبدال مخازن أحادي الأمين المستنفدة، وتعزيز أنظمة أحادي الأمين، وحصار إعادة متقبلات الكاتيكولامين. نتج عن الطرق الأربعة نتائج متسقة داخلياً. وفي عام 1977، اكتشفوا أن النالوكسون المضاد للمخدر يعكس جزئياً التسكين الناتج عن التحفيز الكهربائي البؤري للدماغ. في هذه الدراسة تم إنتاج التسكين في المادة الرمادية حول القناة، وهي منطقة من الدماغ معروفة باحتوائها على عدد كبير من مواقع الارتباط الأفيونية. واقترحت الدراسة مع نتائج الدراسات الأخرى، أن هناك نظامًا عصبيًا طبيعيًا في الدماغ، والذي يستخدم مادة تشبه المورفين لإنتاج التسكين، ولكن لم يكن معروفًا ما إذا كان تنشيط هذا النظام قد تم من الناحية الدوائية عن طريق التحفيز المباشر للمستقبلات، أو كهربائيًا عن طريق إطلاق المادة الذاتية.

كما أدت مجموعة من الأبحاث في الكيمياء الحيوية والسلوكية والدواء، إلى دفع عقيل، وزملائه في مختبر بارشا في ستانفورد، إلى الإندورفين، وتحديداً اثنين من الببتيدات تسمى إنكيفالين. كان ذلك كان سباقًا مع مجموعات بحثية أخرى لعزل هذه المواد الكيميائية الشبيهة بالمورفين وتحديد ما ينشط النظام. وبشكل أساسي، طوروا نموذجًا للتسكين الناجم عن الإجهاد والذي كان يستجيب للنالوكسون. وبناءً على الأبحاث السابقة، أثبت عقيل وزملاؤه أنه في الفئران، يؤدي الإجهاد الحاد الذي لا مفر منه إلى زيادة كبيرة في الببتيدات الأفيونية والإنكيفالين والإندورفين مع انخفاض متزامن في الاستجابة للألم.

واصلت عقيل البحث في مجال الببتيدات الأفيونية ومستقبلاتها، في معهد أبحاث الصحة العقلية بجامعة ميشيغان حيث كانت تعمل. وجمعت جهود مجموعتها البحثية مع جهود زوجها، الذي كان يعمل في جامعة ميشيغان كطبيب نفسي بيولوجي. وبعد توصيف تشريح أربعة ببتيدات أفيونية: بيتا إندورفين، وداينورفين، وميثيونين إنكيفالين، وليوسين إنكيفالين، ومستقبلاتها، استنسخت المجموعتان نوعين من المستقبلات وأجريا تحليلات هيكلية ووظيفية من أجل تحديد الأساس الجزيئي للألفة العالية والانتقائية تجاه الترابط الداخلي. وعلى مدى سنوات، أجرى المختبرين بحثًا مكثفًا في مجموعة متنوعة من الآليات الجزيئية والعصبية المرتبطة بتفاعل الإجهاد وعلاقتها بالقلق والاكتئاب، مع التركيز على ارتباط المواد الأفيونية ومستقبلاتها في التسكين الناجم عن الإجهاد وكذلك دور الستيرويد، مستقبلات هرمون التوتر في العاطفة. كما كان عقيل وواتسون أول من أظهر أن هناك حساسية طفيفة غير طبيعية تجاه ردود الفعل السريعة للجلوكوكورتيكويد التي تحدث على مستوى الدماغ، بدلاً من الغدة النخامية في مرضى الاكتئاب.

يعمل مختبر عقيل حاليًا على تطوير نماذج حيوانية من أجل فهم الأساس الجيني والتنموي للاختلافات في المزاج وآثار هذه الاختلافات الفطرية على التعرض للقلق والاكتئاب وتعاطي المخدرات. وتقول هدى عقيل: "أفضل طريقة للوقاية من الإدمان هي عدم تعاطي المخدرات كبداية.".[5][6][7][8]

التكريم والجوائز

حصلت هدى عقيل على العديد من الجوائز طوال حياتها المهنية. في عام 1993، حصلت على جائزة المعهد الوطني لتعاطي المخدرات، في العام التالي حصلت بالمشاركة مع الدكتور ستانلي واتسون على جائزة روبرت وكلير باسارو للأبحاث الطبية في الطب النفسي العصبي. في عام 1998، فازت بجائزة ساكار من جامعة كولومبيا وجائزة بريستول مايرز سكويب غير المقيدة. وحصلت على جائزة جون ب. ماكغفرن في العلوم السلوكية من الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم في عام 2006، وفي عام 2007 حصلت على جائزة الإنجاز من جمعية العلوم العصبية ميكا سالبيتير مدى الحياة وجائزة باتريشيا جولدمان راكيتش لعلم الأعصاب الإدراكي. واستمرت في الحصول على الجوائز على أبحاثها المتميزة، والتي تشمل جائزة بول هوش للخدمات البحثية المتميزة من الكلية الأمريكية لعلم الأدوية العصبية في عام 2010، وجائزة سارنات لعام 2012 من معهد الطب مع الدكتور واتسون، وجائزة AAMC 2013 للبحوث المتميزة في العلوم الطبية الحيوية. كما تم تكريم الدكتورة عقيل بعضوية العديد من الجمعيات، بما في ذلك معهد الطب التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم، والرابطة الأمريكية لتقدم العلوم والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم. بالإضافة لأنها شغلت منصب رئيس الكلية الأمريكية لعلم الأدوية العصبية (1998)، ورئيسة جمعية علم الأعصاب في العالم. وتشغل الدكتورة هدى عقيل حالياً منصب الرئيس المشارك للجنة التوجيهية لعلم الأعصاب في مؤسسة المعهد الوطني للصحة، وتعمل في مجلس معهد الطب التابع للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم. وفي أبريل 2023 نالت هدى عقيل وسام جروبر، لمساهماتها في فهم بيولوجيا المشاعر.

الحياة العائلية

عقيل متزوجة من ستانلي واتسون الحاصل على شهادة الدكتوراه، ويشترك الزوجان في إدارة معهد العلوم العصبية الجزيئية والسلوكية التابع لجامعة ميشيغان، وقد لعب كل منهما دوراً أساسياً في حياة الآخر. انجبا طفلان، هما بريندون وكاتلين. وتقول عقيل عن نهجها في تربية أطفالها بأنه "يسير على قدم وساق"، بشكل يحافظ على مسيرتها المهنية على المسار الصحيح وتربية أطفالها في نفس الوقت.[9]

المصادر

  1. ^ "Molecular & Behavioral Neuroscience Institute Faculty: Huda Akil". www.mbni.med.umich.edu. Retrieved 2015-11-19.
  2. ^ "Huda Akil, Ph.D. - Hope For Depression". Hope For Depression (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2015-11-20.
  3. ^ Paul, Carol Ann (2004-06-15). "The Road From Damascas: An Interview with Huda Akil". Journal of Undergraduate Neuroscience Education. 2 (2): E4–E5. ISSN 1544-2896. PMC 3592598. PMID 23495297.
  4. ^ Mayer, D. J.; Wolfle, T. L.; Akil, H.; Carder, B.; Liebeskind, J. C. (1971-12-24). "Analgesia from electrical stimulation in the brainstem of the rat". Science. 174 (4016): 1351–1354. Bibcode:1971Sci...174.1351M. doi:10.1126/science.174.4016.1351. ISSN 0036-8075. PMID 5167502. S2CID 39116279.
  5. ^ "CURRICULUM VITAE: Huda Akil". webcache.googleusercontent.com. Archived from the original on 2019-03-30. Retrieved 2015-11-19.
  6. ^ D'amour, Fred E.; Smith, Donn L. (1941-05-01). "A Method for Determining Loss of Pain Sensation". Journal of Pharmacology and Experimental Therapeutics. 72 (1): 74–79. ISSN 1521-0103.
  7. ^ Akil, Huda; Liebeskind, John C. (1975). "Monoaminergic mechanisms of stimulation-produced analgesia". Brain Research. 94 (2): 279–296. doi:10.1016/0006-8993(75)90062-1. PMID 125141. S2CID 28513693.
  8. ^ Kuhar, Michael J.; Pert, Candace B.; Snyder, Solomon H. (1973). "Regional distribution of opiate receptor binding in monkey and human brain". Nature (in الإنجليزية الأمريكية). 245 (5426): 447–50. Bibcode:1973Natur.245..447K. doi:10.1038/245447a0. PMID 4127185. S2CID 13166845.
  9. ^ "National mental health research award goes to U-M duo :: U-M Psychiatry and Depression Center Newsroom". Retrieved 2015-11-18.

وصلات خارجية