قانون المحروقات (الجزائر 2019)

قانون المحروقات الجديد بالجزائر تقدمت به حكومة تسيير الأعمال في 13 أكتوبر 2019 إلى البرلمان الجزائري.

مظاهرة احتجاج على قانون المحروقات الجديد، في 13 أكتوبر 2019، الجزائر العاصمة.

انتاج المحروقات في الجزائر يواصل الانخفاض. سوناطراك تناشد الحكومة (المؤقتة) سرعة تمرير مشروع قانون المحروقات الجديد لجذب شركات تنقيب. القانون يلتزم:

  • تقليص دعم المحروقات والكهرباء
  • خصخصة توزيع الطاقة
  • رفع نسبة ملكية الأجانب بالحقول إلى 60%
  • إتاحة التحكيم الدولي
سبب النضوب

نضوب حقول النفط والغاز الجزائرية حقيقة مرعبة، بسبب إنشاء أنابيب تصدير الغاز إلى أوروبا، التي أسميها "أصابع تشيني الخمس". وأنا كتبت عنها عدة مرات، في هذه الصفحة، طوال السنوات الثماني الماضية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ

في 13 أكتوبر 2019، قال وزير الاتصال الأسبق، عبد العزيز رحابي، إن قانون المحروقات “الجديد القديم” ظهر نصه الأولي في 2002 في شكل مشروع صاغه خبير أمريكي سابق في البنك الدولي Robert W Pleasant”.

وأفاد رحابي في منشور عبر صفحته على فيسبوك بأن قانون المحروقات، ”حاربته القوى الوطنية وأتهمونا آنذاك بكل الأوصاف وبضرب المصالح العليا للدولة”مضيفا “تم سحب هذا القانون تحت ضغط أكبردول منتجة للبترول (سعودية، فنزويلا، نيجيريا..) بحكم أنه يعطي امتيازات خارقة للعادة قد تمثل سابقة خطيرة في التعامل مع الشركات العالمية”.

وتابع يقول “بوتفليقة الذي كان يراقب دون منازع ولا مراقب، قانون المحروقات وظّف الموارد المعدنية كوسيلة لشراء الود أو الصمت الأجنبي كلما اقترب موعد انتخابي، ويظهر-حسب رحابي- أنه لم يكن لديه ما يعطيه غير ذلك… الثروات للأجانب والوعود للجزائريين”.[1]


مشروع القانون أكتوبر 2019

كشفت دعوة سوناطراك، في مطلع أكتوبر 2019، للسلطات العمومية (حكومة بن صالح المؤقتة) التعجيل في اعتماد قانون جديد للمحروقات، مدى الحاجة الملحة لنص تشريعي جديد لأهم قطاع اقتصادي في البلاد، في ظل محدودية النص القديم الذي اعتمده نظام الرئيس المخلوع وأثبت محدوديته، بدليل أنه طبق في 2006 لكن إنتاج البلاد من المحروقات بدأ مرحلة تراجع لم تتوقف بعد اعتبارا من العام 2007.[2]

وحملت وثيقة لسوناطراك نشرت قبل أيام دعوة مستعجلة للسلطات للإسراع في اعتماد قانون جديد للمحروقات لجلب وتحفيز الشراكة الأجنبية وتفادي تراجع الإنتاج، والتخلي عن القانون الحالي الذي لا يحفز على النهوض بالقطاع.

وبالنظر إلى كمية الإنتاج الوطني من المحروقات من حيث الكمية (طن مكافئ نفط) فقد عرفت تراجعا منذ 2007، واستمر التقلص إلى غاية 2019، والمفارقة أن تراجع الإنتاج بدأ بعد عام فقط من بداية تطبيق قانون المحروقات الساري المفعول (قانون حقبة بوتفليقة).

ووفق مشروع القانون الجديد للمحروقات الذي تحوز “الشروق” نسخة منه، فإن المسودة ركزت على محاور أساسية تتعلق خصوصا بالإعفاءات الضريبية والجمركية لعديد الأنشطة وتدابير نقل حصص الشركات الأجنبية في حال تم الاستحواذ عليها من طرف شركات أخرى، إضافة لما تعلق بنشاط المناولة والتوظيف وتقاسم الإنتاج والمخاطر.

وقدمت الوثيقة تحفيزات في المجال الضريبي والجبائي، حيث أعفي نشاط المنبع (البحث والاستكشاف والتنقيب) من الرسم على القيم المضافة ((TVA، على علاقة باستيراد السلع والخدمات المرتبطة مباشرة بهذا النشاط.

كما أعفي هذا النشاط من الرسم على النشاط المهني (TAP)، إضافة لإعفاءات من الرسوم والضرائب والحقوق الجمركية على واردات السلع والتجهيزات، والمواد والمنتجات المستخدمة في أنشطة استكشاف و/أو استغلال حقول المحروقات، كما ألغت الوثيقة الرسوم على التوطين البنكي المتعلقة باستيراد خدمات موجهة لأنشطة المنبع (الاستكشاف التنقيب والإنتاج).

وتضمن المشروع الجديد إلغاء الضرائب أو الرسوم أو رسوم أخرى غير مشار إليها في هذا العنوان (نشاط المنبع)، تم إنشاؤها لصالح الدولة والجماعات المحلية وأي شخص معنوي في القانون العام.

كما أعفي نشاط نقل المحروقات بالأنابيب (نفط وغاز) من الرسم على القيمة المضافة على علاقة بسلع وخدمات مرتبطة بهذه الأنشطة، وكذلك تم إعفاؤها من الحقوق والرسوم والإتاوات الجمركية في حال استيراد مواد ومنتجات موجهة لتلك الأنشطة.

وتطرق النص الجديد لما يعرف بحق الشفعة الذي تمارسه الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، لمنع تحويل حصص شركات أجنبية في حقول نفطية وغازية إلى شركات أخرى، حيث إنه يمنح حق الشفعة لسوناطراك التي يمكن لها ممارستها خلال فترة لا تتجاوز 60 يوما من تاريخ إخطارها من طرف وكالة تثمين موارد المحروقات “ALNAFT” بطلب تحويل الأصول.

وتضمن المشروع الإبقاء على قاعدة 51/49 الخاصة بالشراكة مع الأجانب في المشاريع النقطية والغازية، وهو نفس النهج الذي سار عليه قانون المالية 2019، الذي رفع هذه القاعدة لكنه أبقاها في القطاعات الاستراتيجية والمحروقات أحدها، مع إمكانية منح صفقات بالتراضي البسيط (gré à gré).

ومددت آجال تراخيص البحث والاستكشاف من 2 إلى 7 سنوات يمكن تمديدها لسنتين إضافيتين، وستكون المدة القصوى لاستغلال حقول نفطية وغازية 32 سنة.

ومدد قانون المحروقات الجديد آجال تراخيص الاستكشاف الغازي والنفطي من سنتيم (02) في القانون الحالي إلى 7 سنوات قابلة للتمديد لسنتين إضافيتين، بسبب عمليات محتملة لتطوير حقول الغاز الصخري، في حين أن المدة الأقصى لاستغلال الحقول بما فيها مرحلة الاستكشاف ستكون بـ 35 سنة. وحث القانون على حل الخلافات مع الشركاء الأجانب في إطار الخيارات الودية قبل اللجوء على التحكيم الدولي. وبخصوص الوقود فقد ورد في مشروع القانون الذي بحوزتنا تتوجا صريحا للدولة نحو تقليص دعم الوقود بأنواعه إضافة للكهرباء والغاز، وأخذ عدة تكاليف تدخل في نشاط تكرير وإنتاج الوقود والكهرباء والغاز بعين الاعتبار، بما فيها سعر البترول الخام لدى دخوله المصفاة النفطية لتكريره، بما يضمن سعرا تعويضيا عادلا لتسويق هذه المواد، إيذانا بزيادات مرتقبة في أسعار تسويق هذه المنتجات الطاقوية.

ومنح المشروع الأفضلية للشركات الوطنية (المحلية) يما يخص أنشطة المناولة المرتبطة بمشاريع النفط والغاز التي يجري تنفيذها بشراكة بين سوناطراك وأجانب، إضافة لمنح الأولوية للتوظيف للكفاءات الجزائرية فيما يتعلق بحاجياتها لليد العالمة لنشاطات المنبع (التنقيب والبحث والاستكشاف والإنتاج).

تحليل

تركيز القانون على تشجيع انتاج الغاز الصخري (قصير العمر) يدل على أن الشركات المستهدفة لا تنوي التنقيب الجاد الذي هو باهظ التكاليف.

الملعوب هو أن تقوم حكومة تصريف الأعمال باتخاذ القرارات الكريهة، قبل أن تنصرف. وطبعا الحكومات التالية ستطبق تلك القرارات الكريهة دون أن تتحمل مسئوليتها.

الاحتجاجات

احتجاج ضد قانون المحروقات أمام البرلمان الجزائري، 13 أكتوبر 2019.

نزل الجزائريون الأحد 13 أكتوبر 2019 إلى شوارع العاصمة احتجاجاً على مشروع قانون جديد للمحروقات من شأنه أن يمنح لشركات النفط غير الجزائرية مساحة للتنقيب والحصول على ملكية النفط في حال العثور عليه. وردد المتظاهرون الذين تجاوز عددهم الألف شعار "الشعب يرفض هذا القانون"، وتجمعوا في مكان قريب من مقر البرلمان الذي يفترض أن يقوم بدراسة القانون مساء ذلك اليوم.[3]

"تبيعون البلاد"

وردد المتظاهرون عبارات "خونة، تبيعون البلاد"، و"قانون المحروقات إلى النفايات" و"الشعب يرفض هذا القانون"، وتجمعوا في مكان قريب من مقر البرلمان الذي قطعت سيارات الشرطة وشرطة مكافحة الشغب الطرق المؤدية إليه. ويناقش مضمون مشروع القانون منذ أسابيع.

وأشار وزير الطاقة محمد عرقاب الأسبوع الماضي إلى محادثات مع "شركات كبرى"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. وتحدث عن وجود "نقطتين مهمتين" يجب العمل على "تحسينهما" في القانون. وتنتج الجزائر 1,2 مليون برميل نفط في اليوم. وتمثل عائدات المحروقات نسبة 95% من إيراداتها الخارجية وتساهم في 60% من ميزانية الدولة.

وقال محمد وهو متظاهر خمسيني وسط تصفيق الحضور إنه إذا "مر هذا القانون، يجب نشر أسماء جميع النواب الذين صوتوا لصالحه من أجل محاكمتهم حين يستعيد البلد سيادته".

انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ "رحابي: "قانون المحروقات صاغ نصه الأولي خبير أمريكي"". في بلادي. 2019-10-13.
  2. ^ حسان حويشة (2019-10-03). "هذه أهم محاور مشروع قانون المحروقات الجديد". صحيفة الشروق الجزائرية.
  3. ^ "آلاف الجزائريين يتظاهرون للتنديد بمشروع قانون جديد للمحروقات". فرانس24. 2019-10-13.