سور الصين الأخضر العظيم

سور الصين الأخضر العظيم، رسمياً برنامج غابات الملاجئ الثلاثة الشمالية (الصينية المبسطة: 三北防护林؛ الصينية التقليدية: 三北防護林؛ پن‌ين: Sānběi Fánghùlín�)، ويُعرف باسم برنامج حزام الملاجئ الثلاثة الشمالية، هي سلسلة من شرائط الغابات المستزرعة للحماية من الرياح (أحزمة المأوى) في الصين، وهي مصممة لإيقاف توسع صحراء گوبي،[1] وتوفير الأخشاب للسكان المحليين.[2] بدأ البرنامج عام 1978، ومن المقرر أن يكتمل بحلول 2050.[3] حيث سيبلغ طوله عند هذه المرحلة 4500 كيلومتراً.

يشير اسم المشروع إلى أنه سيتم تنفيذه في جميع المناطق الشمالية الثلاث: شمال، شمال شرق، وشمال غرب الصين.[4] إن هذا المشروع له سوابق تاريخية ترجع إلى ما قبل العصر المشترك. ومع ذلك، في عصور ما قبل الحديثة، كانت مشروعات التشجير التي ترعاها الحكومة على امتداد المناطق الحدودية التاريخية تهدف في الغالب إلى التحصين العسكري.[5]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تأثيرات صحراء گوبي

 
خريطة الصين وصحراء گوبي.

شهدت الصين زحف صحراء جوبي على مساحة 3600 كيلومتر مربع من الأراضي العشبية كل عام. سنوياً، تفقد الصين 3.600 كم² من الأراضي العشبية بسبب توسع صحراء گوبي.[6] كما تتسبب العواصف الترابية سنوياً في إزالة ما يصل إلى 2.000 كم² من التربة السطحية، وتزداد شدة العواصف كل عام. كما أن لهذه العواصف آثارًا زراعية خطيرة على البلدان المجاورة الأخرى، مثل اليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.[7] بدأ مشروع السور الأخضر عام 1978، وكانت النتيجة المقترحة هي زيادة الغطاء الحرجي في شمال الصين من 5 إلى 15 في المائة،[8] ومن ثم الحد من التصحر.

 
الحركة العالمية للأتربة من العاصفة الترابية آسيوية.


الجهود الفردية

حيث أن الدولة الصينية بذلت جهوداً لمكافحة العواصف الترابية التي اجتاحت أجزاء من المراعي من خلال الاستخدام السريع للتشجير، فهناك أمثلة عديدة لأفراد أخذوا على عاتقهم مهمة مكافحة البيئة القاسية التي تجلبها الرمال. ومن الشخصيات البارزة التي حاربت البيئات التي عاشوا فيها ين يوژن ولي يونگ شنگ. وقد استغرقت جهودهما عقوداً من الزمن لتحقيق ذلك، وقد نجحتا في تحويل النظم البيئية إلى واحات نابضة بالحياة وخصبة في أرض لولا ذلك ستكون أرضاً قاحلة.

أخذت ين يوژن على عاتقها مهمة زراعة الأشجار بمفردها لإعادة تأهيل البيئة القاحلة في راية أوكشين في المناظر الطبيعية الغربية شبه القاحلة في الصين. وقد تم الاعتراف بجهود يين في التشجير من قبل أفراد مثل أمين عام الحزب الشيوعي الصيني شي جن‌پنگ، الذي وصف خلال مؤتمر الشعب الوطني 2020 تصرفات أشخاص مثل ين بأنها إنجاز رائع وتحسين عام للبيئة في الصين.[9]

النتائج ونجاح المشروع

اعتبارًا من عام 2009، كانت الغابات المزروعة في الصين تغطي أكثر من 500.000 كم² (زيادة غطاء الأشجار من 12% إلى 18%) - وهي أكبر غابات اصطناعية في العالم. عام 2008، دمرت العواصف الشتوية 10% من مخزون الغابات الجديدة، مما دفع البنك الدولي إلى تقديم المشورة للصين بالتركيز بشكل أكبر على الجودة بدلاً من الكمية في أنواع مخزونها.[10]

وبحسب فورين أفيرز، نجح برنامج الغابات الثلاثة الشمالية في تحويل النموذج الاقتصادي في منطقة صحراء گوبي من الزراعة الضارة إلى السياحة الصديقة للبيئة، وتجارة الفاكهة، والغابات.[11]

عام 2018، وجدت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية أن الزيادة في تغطية الغابات التي رصدتها السواتل تتوافق مع بيانات الحكومة الصينية.[12] وبحسب شي‌شيونگ تساو، عالم البيئة بجامعة بكين للغابات، فإن الحكومة الصينية أدركت مشكلة نقص المياه في المناطق القاحلة وغيرت نهجها تجاه زراعة النباتات ذات المتطلبات المائية المنخفضة.[12] وبحسب تصريحات رئيس إدارة الغابات ژانگ جيان‌لونگ لوسائل الإعلام فإن الهدف هو الحفاظ على صحة النباتات واختيار أنواع النباتات وتقنيات الري المناسبة.[12]

وبحسب تقرير بي بي سي نيوز عام 2020، فإن برامج زراعة الأشجار أدت إلى امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وساعدت في التخفيف من آثار تغير المناخ. وقد تم التقليل من أهمية فوائد زراعة الأشجار في الأبحاث السابقة.[13]

كما نجح البرنامج في عكس اتجاه التصحر لصحراء گوبي، التي كانت تتوسع بمعدل 10.000 كم² سنوياً في الثمانينيات، لكنها أصبحت تتقلص بمقدار يزيد عن 2000 كم² سنوياً عام 2022.[14]

نقد

أعرب هونگ جيانگ، أستاذ الجغرافيا بجامعة وسكنسن، عن قلقه من أن الأشجار قد تمتص كميات كبيرة من المياه الجوفية، وهو ما قد يشكل مشكلة بالغة الأهمية بالنسبة للمناطق القاحلة مثل شمال الصين.[15] وأشار دي وليامز، عالم الأنثروپولوجيا بوزارة الداخلية الأمريكية، إلى إخفاقات الصين السابقة في جهود مكافحة التصحر، واقترح أن زراعة الأشجار هي حل مؤقت لا يمكن أن يغير السلوك.[15]

في ديسمبر 2003، انتقد عالم المستقبل الأمريكي ألكس ستيفن بشدة مشروع السور الأخضر على موقعه الإلكتروني Worldchanging. وزعم أن الصين لم تستخدم الجهود التعاونية ومنصات المعلومات لدعم الجهود المحلية. كما أدت مستويات التلوث المتزايدة في الصين إلى إضعاف التربة، مما جعلها غير صالحة للاستخدام في العديد من المناطق.[6]

توصلت الأبحاث التي أجريت على المناطق التي أعيد تشجيرها في هضبة لوس إلى أن الجمع بين الأنواع الغريبة من الأشجار والزراعة الكثيفة قد يؤدي إلى تفاقم نقص المياه. وتزيد الغابات من فقدان محتوى الرطوبة في التربة مقارنة بالأراضي الزراعية.[16]

فضلاً عن ذلك فإن زراعة كتل من الأشجار سريعة النمو تعمل على تقليص التنوع الحيوي في المناطق الحرجية، مما يخلق مناطق غير مناسبة للنباتات والحيوانات التي توجد عادة في الغابات. ويقول جون ماكينون، رئيس برنامج التنوع الحيوي الأوروپي-الصيني: "تزرع الصين أشجاراً أكثر من بقية العالم مجتمعاً. ولكن المشكلة هي أن هذه المزارع تميل إلى أن تكون أحادية الزراعة. وهي ليست أماكن ترغب الطيور في العيش فيها". كما أن الافتقار إلى التنوع يجعل الأشجار أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، كما حدث عام 2000، عندما فقدت نينگ‌شيا بليون شجرة حور بسبب مرض واحد، مما أدى إلى تراجع جهود الزراعة لعشرين عاماً.[17] زعم علماء الغابات في الصين أن زراعة الأشجار أحادية النوع أكثر فعالية في امتصاص غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون من الغابات بطيئة النمو،[10] لذلك، على الرغم من أن التنوع قد يكون أقل، فإن الأشجار يُفترض أنها تساعد في تعويض انبعاثات الكربون في الصين.

ويعتقد ليو تو، رئيس مكتب مكافحة التصحر في إدارة الغابات الحكومية، أن هناك فجوات ضخمة في جهود البلاد لاستعادة الأراضي التي أصبحت صحراوية.[18] عام 2011، كان هناك نحو 1.73 مليون كم² من الأراضي التي تحولت إلى صحراء في الصين، منها 530.000 كم² قابلة للمعالجة. لكن بالمعدل الحالي المتمثل في معالجة 1717 كم² سنوياً، فإن الأمر سيستغرق 300 سنة لاستعادة الأراضي التي تحولت إلى صحراء.[19]

انظر أيضاً


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ "Media Reports: China's Great Green Wall". BBC News. 3 March 2001. Archived from the original on 14 April 2009. Retrieved 2012-05-19.
  2. ^ "Three-North Shelterbelt Poplar Tree Death Caused by the Director of the State Forestry Bureau" (in الصينية). Phoenix TV. Archived from the original on 2019-07-23. Retrieved 2019-07-23.
  3. ^ "State Forestry Administration" (in الصينية). English.forestry.gov.cn. Archived from the original on 2014-03-15. Retrieved 2012-05-19.
  4. ^ 李谷城 (Li Kwok-sing) (2006). 中國大陸改革開放新詞語 中國大陸改革開放新詞語 [A Glossary of New Political Terms of the PRC in the Post-Reform Era] (in الصينية). HK: Chinese University Press. p. 39. ISBN 978-962-996-258-6.
  5. ^ Chen, Yuan Julian (2018). "Frontier, Fortification, and Forestation: Defensive Woodland on the Song–Liao Border in the Long Eleventh Century". Journal of Chinese History (in الإنجليزية). 2 (2): 313–334. doi:10.1017/jch.2018.7. ISSN 2059-1632.
  6. ^ أ ب "The Fall of the Green Wall of China". WorldChanging. 29 December 2003. Archived from the original on 19 July 2010. Retrieved 17 March 2007.
  7. ^ "China's Dust Storms Raise Fears of Impending Catastrophe". National Geographic. 1 June 2001. Archived from the original on 29 March 2010. Retrieved 19 October 2009.
  8. ^ How China Turned the Desert into Green Forests
  9. ^ "Green Dream Comes True". www.chinatoday.com.cn. Retrieved 2021-06-05.
  10. ^ أ ب Watts, Jonathan (11 March 2009). "China's loggers down chainsaws in attempt to regrow forests". The Guardian. London. Archived from the original on 6 September 2013. Retrieved 19 October 2009.
  11. ^ Chen, Yimeng (9 July 2022). "It Is Urgent to Protect Global Biodiversity". The Diplomatic Affairs.
  12. ^ أ ب ت Zastrow, Mark (23 September 2019). "China's tree-planting drive could falter in a warming world". Nature.
  13. ^ Amos, Jonathan (28 October 2020). "Climate change: China's forest carbon uptake 'underestimated'". BBC News.
  14. ^ Schauenberg, Tim (16 February 2022). "How to stop deserts swallowing up life on Earth". DW News.
  15. ^ أ ب "The Green Wall Of China". Wired. April 2003. Archived from the original on 1 May 2010. Retrieved 19 October 2009.
  16. ^ Jia, Xiaoxu; Shao, Ming'an; Zhu, Yuanjun; Luo, Yi (2017-03-01). "Soil moisture decline due to afforestation across the Loess Plateau, China". Journal of Hydrology (in الإنجليزية). 546: 113–122. Bibcode:2017JHyd..546..113J. doi:10.1016/j.jhydrol.2017.01.011. ISSN 0022-1694.
  17. ^ Rechtschaffen, Daniel (September 18, 2017). "How China's Growing Deserts Are Choking The Country". Forbes. Retrieved April 30, 2021.
  18. ^ Jonathan Watts (4 January 2011). "China makes gain in battle against desertification but has long fight ahead | Environment". The Guardian. London. Archived from the original on 21 September 2013. Retrieved 2012-05-19.
  19. ^ Patience, Martin (2011-01-04). "BBC News - China official warns of 300-year desertification fight". Bbc.co.uk. Archived from the original on 2011-09-20. Retrieved 2012-05-19.

وصلات خارجية

قالب:Asia Pollution