زين الدين بن زين العابدين الرفاعي

الامام السيد زين الدين بن زين العابدين الرفاعي الحسيني البغدادي ، رضي الله تعالى عنه ، من اعلام التصوف الاسلامي في العصر العثماني الاخير و من كبار القضاة في الدولة العثمانية ، فقيه ، رحالة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

السيد زين الدين بن السيد زين العابدين بن السيد برهان الدين بن السيد عبد العلام بن السيد عبدالله شهاب الدين بن السيد محمود الصوفي بن السيد محمد برهان بن السيد حسن أبى محمد الغواص دفين دمشق بن السيد الحاج محمد شاه بن السيد محمد خزام بن السيد نور الدين بن السيد عبد الواحد بن السيد محمود الأسمر ابن السيد حسين العراقي بن السيد إبراهيم العربي بن السيد محمود بن السيد عبد الرحمن بن السيد شمس الدين بن السيد عبدالله قاسم نجم الدين بن السيد محمد خزام السليم بن السيد شمس الدين عبد الكريم بن السيد صالح عبد الرازق بن السيد شمس الدين محمد بن السيد صدر الدين علي بن الشيخ القطب السيد عز الدين أحمد الصياد الرفاعي بن السيد سبط الرفاعي ممهد الدولة عبدالرحيم بن سيف الدين عثمان بن السيد حسن بن السيد محمد عسلة بن السيد الحازم على بن السيد أحمد ابن السيد بن السيد رفاعة الحسن بن السيد المهدي بن السيد أبى القاسم محمد بن السيد الحسن بن السيد الحسين بن السيد أحمد بن السيد موسى الثاني بن السيد إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين السبط شهيد كربلاء بن الإمام علي بن أبى طالب أمير المؤمنين . ذكر هذا السيد أبو الهدى في كتابه هذا صفحة (88) من كتابه في انساب الفاطميين.


ولادته

لا تعرف سنة ولادته رحمه الله ولكنه ولد بأسطنبول ، وسماه والده زين الدين وكنّاه أبا رابعة ، ونفخ في فيه امتثالاً لسنة رسول الله

نشأته وحياته

تربى بحجر الدلال ، ورضع ثدي التقوى والكمال ، وسُقيَ بماء المكرمات حتى بلغ ستة أعوام ، قرأ القرآن وحفظة بثلاثة أشهر ، وفي السنة السابعة أتقن التجويد والقرآن بأصولهما ، وقرأ الغاية والتقريب في الفقة الشافعي ، قرأ علم العربية والفقه على مذهب الإمام أبى حنيفة النعمان رحمه الله، وأكثر من قراءة علوم الأدب واللغة والحديث والتفسير وأصولهما ، وتبحر في علوم البلاغة والتأريخ والنسب والتصوف ، ومال إلى دراسة التصوف برغبة وفرحة، فحل بدقيق تصرفه غوامض معانيه وأوضح مضمرات خوافيه ، وبلغ ما حفظ من منظومات في شتى العلوم وأصناف الأدب ما يزيد عن مائة ألف بيت . رحل إلى بغداد واجتمع بالعلماء والفضلاء ، واشتهر اسمه وعلا نجمه بين علماء بغداد ، وتشرّف بنهل العلوم على يد كبار علمائها وحصل على إجازات بعضهم في تدريس العلوم العقلية والنقلية ورجع إلى مسقط رأسه فرحاً مستبشراً بما حصل عليه في بغداد . أجازه والده بطريقة أسلافهم الأفاضل ، وبعد برهة أخذ إجازة الطريقة الرفاعية،. وفي سنه (1732 م ) شرف بغداد بقصد زيارة أجداده الأمجاد آل الرفاعي رضي الله عنهم، ووصل بغداد فاستأجر بها داراً في محلة الميدان، وأقام بها مدة من الزمن وأخذ البيعة عن قطب زمانه السيد بهاءالدين الرفاعي ، وتعرف على السادة والمشايخ الرفاعية وغيرهم من مشايخ الطرق ، وجالس العلماء الأفاضل واستقى منهم العلم ، وبعد ذلك سافر إلى حلب ونشر فيها أعلام الطريقة الرفاعية ، وقام بتأليف الكتب المعتبرة والرسائل الغراء التي أوضح بها أسرار الشريعة المطهرة والطريقة الرفاعية المعتبرة ، وبقي مقيماً في حلب حتى ارتحل منها إلى اسطنبول عاصمة الخلافة الإسلامية سنه ( 1739م ) وأقام بها ، بعد أن بلغ مسامع السلطان رحمه الله صلاحه وتقواه وعلمه . فأخذ بمجالسة الخليفة السلطان أحمد الثالث ، ويبدى له النصح والإرشاد ويحثه للعمل على الإهتمام بمصالح رعيته من المسلمين وغيرهم . أدرك الخليفة حسن سريرة الشيخ زين الدين وفضله ، قلده مشيخة المشايخ في دار الخلافة ، وألحقه رتبة قضاء العسكر التي هي منتهى المراتب العلمية ، وقلده وسام الحكومة التركية ، الذي يعتبر أعلى وسام في الدولة آنذاك .وبعدها رجع الى بغداد وبقى فيها مدة ومن ثم اثر العزلة والتعبد فرحل الى بلدروز ،وهناك اعتكف على العبادة الى ان توفي ، رحمة الله . كان رحمه الله لا يبخل بجاهه عند الخليفة والحكومة ، لا يرد من قصده وورده ويقضى حوائج من كانت له حاجة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، وكانت داره كخلية النحل تعج بالزائرين وأرباب الحوائج لدى الحكومة والولاة .


يصرف المال بسخاء لإكرام ضيوفه وزواره ، ويمنح الهدايا المالية للذين يستحقونها من المسلمين ، وبهذا نال شرف التقدير والإحترام عند المسلمين جميعاً قاصيهم ودانيهم ، رحمه الله وأرضاه وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب . أخذه الطريقة بعد أن بلغ حد الفطام ، وأصبح أهلا للبيعة ، أجازه والده بطريقة أسلافه ، وكانت طريقة والده الطريقة الرفاعية المباركة ، وبعد هذا البيعة الشريفة ، سلك على يد ابن عمه السيد علي ابن السيد خيرالله الصيادي الرفاعي بحلب ، وذلك بإشارة من والده ، وعند مجيئه إلى بغداد أخذ الطريقة على يد قطب زمانه السيد بهاء الدين الصيادي الرفاعي (رضي الله عنه).

تدرّجه في المراتب

نال الامام زين الدين عدة درجاة اهمها، وظيفة قاضي القضاء العسكري في الجيش العثماني ، وأحسن له بالوسامات الجليلة.

أعماله

قام السيد أبو الهدى رحمه الله مدة حياته الكريمة بأعمال جليلة نافعة ومآثر حميدة طيبة، ستبقى شافعة له عند ربه يوم اللقاء ، وأعماله كان منصبة على تعمير الأضرحة الطاهرة لآل البيت الكرام ، والمساجد الطاهرة والتكايا الشريفة والمكتبات العامرة ، وكل هذه الأماكن تعتبر مصدراً مهماً للتربية الصالحة ، ومعيناً لا ينضب للتوجيه الديني والإشعاع الفكري الوضاء ، أن مصاريف القسم الأكبر من هذه الأعمال ، كانت من ماله الخاص حسبة لله بدافع الإخلاص والصدقة ، راجياً بها نشر هذا الدين القيم وعلومه الشريفة ، ولمكانته المرموقة وجاهه العريض لدى الخليفة ، ساعد على لفت نظر الخليفة العثماني رحمه الله ، وكان يحثه على القيام بمثل هذه الأعمال وصرف المبالغ اللازمة لها ، وذلك لفائدة المسلمين ونشر الوعي الديني بينهم . بالإضافة إلى هذه الأعمال فإنه قام بالسعي لدى السطان ببناء كثير من المدارسة الدينية في شتى بقاع المملكة ، واستطاع الحصول على العفو العام من

الخدمة العسكرية لكثير من السادة الأشراف في الأقطار الإسلامية ، ومن ضمنهم السادة الرفاعية ، وبهذا كفاية من ذكر فضائل ومناقب هذا السيد النبيل والكريم البار.

وفاته

أصيب السيد أبو رابعة زين الدين في آخر أيامه بمرضٍ ألمَّ به ، وتركه طريح الفراش لمدة من الزمن وقضى مرضه هذا بالصبر والرضى والحمد والشكر لربه الرحيم الرؤوف بعباده ، وكان مدة مرضه لا ينفك عن ترتيل القرآن الكريم ولا يفوته فرض ولا نافلة وأخذ ينشد آخر مرضه هذين البيتين : لا تكن للهموم ضيِّق الصدرِ إنما يغلب الليالي الصبورُ وارضَ عن ربك الكريم منيباً إنه عنده العسيرُ يسيرُ لم يؤثر عليه مرضه بل زاد وجهه تبلُّجاً ونوراً ، وقلبه فرحاً وسروراً. وعندما جاءه الوعد الحق ، فاضت روحه الشريفة الطاهرة إلى خالقها راضية مطمئنة ، بعد تلفظ الشهادتين بالجهر والإسرار وهذا أعز ما يتمناه المسلم في حياته . كانت وفاة السيد زين الدين ، سنة 1742 وحملت جنازته على الرؤوس بحفل مهيب حضرة أكابر العلماء والسادات ، ودفن رحمه الله في زاويته ببلدروز في بعقوبة بالحجرة الملاصقة لمحل الصلاة والأذكار ، والتي جعلها في حياته مكتبة ملأها بما أوقفه على تلك التكية من الكتب الثمينة ،وضريحه مقبرة للمسلمين والقوام عليه ، هم ال شهيب وال كنوشة من عشيرة الزبيد ، وهو من معالم بلدروز التاريخية. بعد أن انتشر خبر وفاته في ربوع العالم الإسلامي حزن عليه كل مَن كان جالسه وسمع به ، وأقيمت مجالس الفواتح في العراق وسورية ومصر والأردن.

مصادر

  • كتاب :كشف الكربة برفع الطلبة ،للانصاري ،تحقيق عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم ، المجلة التاريخية ،مجلد32،لسنة 1976.
  • كتاب :المختصر في تاريخ شيخ الاسلام ،ابراهيم الدروبي ،اسلام اباد،1953.
  • كتاب:الالقاب والوظائف العثمانية ،د/مصطفى بركات ،دار غريب،القاهرة،2000.
  • كتاب:السلسلة الذهبية في ذكر رجال الطريقة الأحمدية الرفاعية ،لابي الهدى الصيادي ،مخطوطة الظاهرية بدمشق ،128.
  • كتاب :كتاب صحاح الأخبار في نسب الساده الفاطميه الأخيار، لابي الهدى الصيادي ، مخطوطة الظاهرية بدمشق ،861.
  • كتاب :جامع الانوار في مناقب الابرار، نظمي زادة ،مخطوطة متحف طوب قابي باسطنبول،برقم1204e.h.
  • كتاب: نزهة المشتاق في علماء العراق،محمد بن عبدالغفور البغدادي،مخطوط،في مكتبة المتحف العراقي برقم9420.
  • كتاب :محاظرات في التاريخ الاسلامي / جمال الدين فالح الكيلاني ، مكتبة المصطفى ، القاهرة، 2011 .