تستخدم لفظة التعب fatigue في عدة علوم منها العلوم الطبية والمعادن (وهي حالة فشل معدني في تحمل ضغط ما)، وعلم النفس (ويتمثل في ردود الأفعال الدفاعية الطبيعية للعضوية بهدف الحفاظ عليها).[1]

اسم العـَرض/العلامة:
التعب
Fatigue

التصنيفات والمصادر الخارجية
Sleeping students.jpg
Occupations that require an individual to work long hours or stay up overnight can lead to fatigue.
ICD-10 R53.
ICD-9 780.7
DiseasesDB 30079
MedlinePlus 003088
MeSH D005221

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التصنيف

التعب العضلي

هي حالة الإنهاك التي تعقب عملاً مجهداً أو تمريناً رياضياً شديداً، وتثير الرغبة في الراحة وإيقاف العمل. كما يمكن أن تكون هذه الحالة عائدة إلى أسباب مرضية.

تشكل العضلات الهيكلية نحو 40% من وزن الجسم، وهي المسؤولة عن مختلف الفاعليات الفيزيائية (البدنية) التي يقوم بها الفرد، وهي عضلات مخططة إرادية. تتفعل هذه العضلات بوساطة الألياف العصبية الحركية من النمط ألفا a المعصبة لها.

تتألف العضلة الهيكلية من مجموعة حزم من الألياف العضلية (الشكل1ـ ب)، وتتضمن كل حزمة مجموعة من الألياف العضلية (الشكل1ـ ج)، ويتكون كل ليف عضلي من عدة مئات من وحدات صغيرة تدعى اللييفات (الشكل1ـ د) والتي تشتمل على خيوط بروتينية تقوم بعملية التقلص هي خيوط الميوزين (العضلين) myosine والأكتين actin (شكل1ـ هـ).

آلية التقلص العضلي

يتم التقلص العضلي وفق المراحل التالية:

1ـ يتفعّل العصب الحركي المعصب لعضلة ما تحت تأثير الإرادة عادةً، وينتشر هذا التفعيل على طول العصب حتى نهايته المعصبة للألياف العضلية.

2ـ تفرز نهايات هذا العصب مادة كيمياوية هي الأستيل كولينٍ التي تعد الناقلة العصبية.

3ـ ترتبط جزيئات الأستيل كولين على مواضع محددة من غشاء الليف العضلي تدعى المستقبلات receptors، فيحدث نتيجة لذلك تبدلٌ في نفوذية هذا الغشاء للأيونات ions ينشأ عنه تبدلات في قطبية غشاء الليف العضلي التي تدعى بجهد الفعل action potential، ينتشر جهد الفعل على طول غشاء الليف العضلي، وإلى عمق الليف أيضاً ليسبب تحرر أيونات الكالسيوم من الشبكة الهيولية العضلية، فيتضاعف بذلك تركيز هذه الأيونات في الهيولى العضلية.

4 ـ ترتبط أيونات الكالسيوم على مواضع محددة في خيوط الأكتين، فتتفعل عملية جذب خيوط الأكتين ما بين خيوط الميوزين فتتقاصر بذلك اللييفات، فالليف، ثمّ العضلة كلّها، ويتطلب هذا التقاصر (التقلص) طاقة ترد من حلمهة ثلاثي فسفات الأدينوزين A.T.P.

5ـ تعود أيونات الكلسيوم إلى الشبكة الهيولية العضلية بعد توقف تفعيل العضلة، ويتطلب ذلك صرف كمية من الطاقة ترد أيضاً من حلمهة ثلاثي فسفات الأدينوزين، كما تعود قطبية غشاء الليف العضلي إلى حالة ما قبل التفعيل، فيعود طول الليف العضلي إلى وضعه الطبيعي أي إلى حالة الاسترخاء.

التعب المرضي

قد يكون التعب ناتجاً من أسباب مرضية منها:

الوهن العضلي الوبيل myasthenia gravis الذي ينتج من قصور في نقل التفعيل من العصب المحرك إلى العضلة المعصبة به نتيجة وجود خلل في مستقبلات الأستيل كولين في مستوى غشاء الليف العضلي.

مرض أديسون Addison disease الذي يترافق مع قصور في إفراز قشر الكظر لهرمون الكورتيزول، والذي ينتج منه خللٌ في تنظيم سوية السكر في الدم، وفي المخزون الكبدي من الگليكوجين، وينعكس هذا سلباً على الأداء الوظيفي للعضلات، ويؤثر على ما يبدو في ظهور حالة التعب عند الإصابة بهذا المرض.

العوز الأنزيمي الولادي congenital لبعض الأنزيمات المسؤولة عن استحداث السكر في الجسم كالفسفوفر كتوكيناز والتي تسبب عدم تحمل الطفل المصاب للتمارين العضلية الشديدة نسبياً.

4ـ عوز أنزيم فوسفوريلاز الگليكوجين في العضلات الهيكلية: وهو المسؤول عن الغليكوجين العنب من أجل الحصول على الطاقة بعدها سواء عن طريق الأكسدة الهوائية أو اللاهوائية ويسبب عوز هذا الأنزيم إلى سوء تحمل المرضى للتمارين الرياضية حتى المعتدلة منها على الرغم من توافر الغليكوجين في عضلاتهم الهيكلية.


مصادر الطاقة في العضلات الهيكلية

إن كلا التقلص والاسترخاء العضليين هما عمليتان مستهلكتان للطاقة، ترد هذه الطاقة من مصادر عدة هي:

الفسفاجين: الذي يضم:

  • ثلاثي فسفات الأدينوزين A.T.P وهو مصدر الطاقة الأساسي في العضلة، الذي ينتج من حلمهته تحرر الطاقة وتشكل ثنائي فوسفات الأدينوزين ADP. يمكن للمخزون العضلي من ثلاثي فسفات الأدينوزين أن يمد العضلة بالطاقة مدة ثلاث ثوانٍ في أثناء التمرين العضلي الشديد عند البالغ.

2ـ الأكسدة اللاهوائية للغليكوجين: يقدر محتوى العضلات الهيكلية من الگليكوجين عند البالغ وسطياً بـ300غرام. يمكن لهذه العضلات أن تحصل على الطاقة اللازمة للتقلص والاسترخاء العضليين من الگليكوجين دون استهلاك الأكسجين وهو ما يدعى بالأكسدة اللاهوائية للغليكوجين وهي آلية سريعة ولكنها ذات مردود ضعيف، ويمكن لهذه الآلية أن تلبي احتياجات العضلات الهيكلية مدة دقيقة واحدة في أثناء التمرين العضلي الشديد، ولكنها سرعان ما تتوقف نتيجة لتراكم المستقلبات الناتجة منها في العضلة وهي حمض اللاكتيك (حمض اللبن) Lactic acid.

3ـ الأكسدة الهوائية للغليكوجين والحموض الدهنية: تمد هذه الآلية العضلات بالطاقة مدّة طويلة من الزمن، وهي تتطلب الأكسجين، كما أنها ذات مردود كبير بالمقارنة مع الأكسدة اللاهوائية للغليكوجين (مولّد سكر العنب). يمكن للمخزون العضلي من الگليكوجين أن يفي بمتطلبات العضلات الهيكلية من الطاقة لمدة أربع أو خمس ساعات من التمرين العضلي الشديد والمديد، وتتكفل المخازن الشحمية في الجسم بتلبية احتياجات الجسم من الطاقة اللازمة للتقلص والاسترخاء العضليين عدة أسابيع (مثال ذلك في أثناء الجري حول كندا).

 
الأهمية النسبية للأكسدة اللاهوائية والهوائية للگليكوجين في الإمداد بالطاقة اللازمة لسباق رياضي تبعاً لمسافة السباق. يلاحظ من الشكل بأن الأكسدة اللاهوائية مسؤولة عن تقديم معظم الطاقة اللازمة للمسافات القصيرة (1500متر)، أما أهمية الأكسدة الهوائية للگليكوجين في تزويد الطاقة فتتأكد بمسافات السباق الأطول.

تختلف أهمية مصادر الطاقة المذكورة أعلاه باختلاف شدة التمرين العضلي الممارس ومدته، ففي التمارين السريعة التي لا تستغرق عادةً إلا ثواني قليلة (جري 100متر، قفز، رفع أثقال، غطس) يشكل هنا الفسفاجين مصدر الطاقة الرئيس، في حين تكون مشاركة الأكسدة اللاهوائية للگليكوجين في إمداد العضلات بالطاقة اللازمة لعملها مهمّة في التمارين العضلية التي تحتاج نحو دقيقة واحدةً. أمّا في التمارين العضلية التي تستغرق وقتاً أكبر فتكون مشاركة الأكسدة الهوائية للغليكوجين في إمداد الطاقة للعضلات لاغنىً عنها، ويمكن بعد نفاد مخزون العضلات من الغليكوجين أن تعتمد العضلات من أجل الحصول على الطاقة على أكسدة الحموض الدهنية من أجل الاستمرار بنشاطها، كما تشكل هذه الآلية المصدر الرئيسي في الحصول على الطاقة خلال التمرين العضلي الخفيف أو متوسط الشدة. يمكن في حالات استثنائية أن تلجأ العضلات من أجل الحصول على الطاقة إلى أكسدة البروتينات العضلية وذلك بعد نفاد مصادر الطاقة السابقة أي الگليكوجين والحموض الدهنية.

يذكر أن الفسفاجين هو المسؤول الأول عن الإمداد بالطاقة اللازمة لسباق المسافات القصيرة جداً (أقل من 400 متر).

الأسباب

يتأكد دور الآليات الفيزيولوجية (الوظيفية) في ظهور حالة التعب عند ممارسة عملٍ مجهدٍ أو تمرينٍ عضليٍ منهكٍ، ومن حيث المبدأ يمكن لأي خلل يطرأ على آليات التقلص العضلي بدءاً من لحظة تفعيل العصب المعصب للعضلة حتى لحظة انزلاق خيوط الأكتين ما بين خيوط الميوزين (حدوث التقاصر العضلي) أن يسبب قصوراً أو عجزاً في الأداء الوظيفي للعضلات الهيكلية، وإن أهم الآليات الفيزيولوجية المسؤولة عن ظاهرة التعب هي:

  • تراكم حمض اللبن نتيجة الأكسدة اللاهوائية للغليكوجين في أثناء التمرين الشديد، يخفض هذا الحمض باهاء pH الهيولى العضلية وتثبط بالتالي الأنزيمات المسؤولة عن التحلل السكري glycolysis، ولابد في هذه الحالة من تخليص الجسم من هذا الحمض ويكون ذلك بتحويله في مستوى الكبد إلى بيروفات ومن ثم إلى گلوكوز يمكن أن يعود إلى العضلات ليشترك في بناء الگليكوجين العضلي. يحتاج الجسم للتخلص من حمض اللبن المتراكم إلى مدة من الزمن تراوح ما بين دقائق إلى ساعات تبعاً لشدة الجهد العضلي الممارس. يسهم الحماض acidosis الناتج من انخفاض باهاء pH الدم في مستوى الدماغ في الإحساس بالتعب.
  • نفاد المخزون العضلي من الگليكوجين: يمثل الگليكوجين مصدراً طاقياً رئيساً في العضلات، ويؤدي نفاده إلى قصور في آلية التقلص العضلي، ويلزم عادةً لإعادة ترميم المخزون العضلي من الغليكوجين بعد تمرين عضلي شديد لنحو يومين تقريباً، علماً بأن سويّة السكر في الدم تنخفض أيضاً بتأثير التمرين المجهد.
  • القصور التنفسي وعجز الجهاز التنفسي عن تلبية احتياجات الجسم المتزايدة من الأكسجين في أثناء التمرين أو الجهد العضلي الشديد، قد يشكل بخاصة عند الأشخاص غير المتدربين سبباً رئيساً يحد من استمرار هذا التمرين.
  • ارتفاع حرارة الجسم الداخلية حتى 40ْ أو أكثر قليلاً تحت تأثير الجهد العضلي الكبير الممارس وخاصة في بيئة حارة ورطبة تحد حتماً من استمرارية هذا الجهد.
  • ضياع الماء الجسمي والأملاح الجسمية عن طريق التعرق الشديد في أثناء تنفيذ جهد عضلي كبير وخاصة في البيئة الحارة والرطبة له دور مؤكد في إنقاص الكفاية العضلية وتسريع ظهور حالة التعب العضلي.

تؤدي مجمل هذه العوامل إلى منع استمرارية الجهد العضلي وظهور التعب. يمكن من جهة ثانية أن تظهر إحساسات الألم العضلي بعد عدة ساعات أو عدة أيام من التعب غير الاعتيادي لعضلة أو لمجموعة من العضلات نتيجة لعوامل عديدة كالتهاب السفاق العضلي aponeurositis، أو إصابة الألياف العضلية بأذيات نتيجة هذا الجهد، كما يمكن في بعض الحالات أن يترافق ذلك مع المعص (التشنج) العضلي cramp نتيجة التعب أو سوء التدريب، أو أن تظهر حالات أكثر فداحة كالتمزق العضلي.

التدابير المتبعة في معالجة ظاهرة التعب العضلي

يمكن تأخير ظهور حالة التعب باتباع بعض الإرشادات التي تُلخص بمايلي:

1ـ تناول الأغذية السكرية قبل عدة أيام من تنفيذ التمرين العضلي الشديد، الذي يزيد من الكفاية العضلية عن طريق زيادة المخزون العضلي من الغليكوجين.

2ـ تجنب تناول الأغذية السكرية في الساعات الثلاث التي تسبق التمرين العضلي الشديد لأن الأنسولين الذي يفرز تحت تأثير هذه الأغذية، يقلل من وصول الحموض الدهنية إلى الدم وبالتالي إلى العضلات.

3ـ تناول المحاليل السكرية كمحاليل الگلوكوز أو الفركتوز بتركيز 2 إلى 2.5٪ قبل البدء مباشرة بالتمرين العضلي الشديد، كما يمكن تناول المحاليل في أثناء التمارين العضلية المديدة كسباق الدراجات.

4ـ عدم ممارسة أي جهد رياضي كبير عند الانتقال إلى بيئة حارة ورطبة إلا بعد مضي مدّة أسبوعين، بعد أن يكتمل تأقلم الجسم مع هذه البيئة بزيادة إفرازه لهرمون الألدوستيرون الذي يقلل من التعرق في هذه الأوساط.

5ـ عدم ممارسة الجهد العضلي في أوساط غير مهواة جيداً.

6ـ الإقلاع عن التدخين لما لهذا الأمر من دور في تسريع ظهور التعب العضلي.

7ـ التدريب المنتظم والمتدرج في الشدة الذي يحسن الكفاية العضلية نتيجة ازدياد عدد اللييفات العضلية وازدياد محتواها من الفسفاجين و الگليكوجين والحموض الدهنية ومن الأنزيمات المسؤولة عن تشكل الطاقة.

أما فيما يتعلق بالتدابير المتبعة في معالجة ظاهرة التعب فيمكن تلخيصها بمايلي:

  • عدم ممارسة أي جهد عضلي شديد إضافي لأن ذلك يؤخر زوال ظاهرة التعب.
  • تدفئة العضلات المتعبة فتتحسن تروية هذه العضلات وبذلك يسهل تخليصها من حمض اللاكتيك المتراكم، وإعادة ترميم مخزونها الطاقي.
  • تعويض الجسم عن الأملاح المعدنية المفقودة عن طريق تناول عصير الفواكه.
  • تناول السكريات بكميات كبيرة نسبياً (إذا لم يكن هنالك من سبب مرضي يمنع من ذلك) لترميم المخزون العضلي من الگليكوجين.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

هوامش

  1. ^ عبد الرزاق شيخ عيسى. "التعب". الموسوعة العربية. Retrieved 15/8/2012. {{cite web}}: Check date values in: |accessdate= (help)

المصادر

  • Gandevia SC (1992). "Some central and peripheral factors affecting human motoneuronal output in neuromuscular fatigue". Sports medicine (Auckland, N.Z.). 13 (2): 93–8. doi:10.2165/00007256-199213020-00004. PMID 1561512.
  • Hagberg M (1981). "Muscular endurance and surface electromyogram in isometric and dynamic exercise". Journal of Applied Physiology. 51 (1): 1–7. PMID 7263402.
  • Hawley JA, Reilly T (1997). "Fatigue revisited". Journal of sports sciences. 15 (3): 245–6. doi:10.1080/026404197367245. PMID 9232549.
  • Edelman, Gerald Maurice (1989). The remembered present: a biological theory of consciousness. New York: Basic Books. ISBN 0-465-06910-X.
  • Kelso, J. A. Scott (1995). Dynamic patterns: the self-organization of brain and behavior. Cambridge, Mass: MIT Press. ISBN 0-262-61131-7.

وصلات خارجية