بوابة:مسرح

بوابة:ثقافة
بوابة:أعلام
بوابة:تصفح بوابات جغرافيا
بوابة:تصفح بوابات تاريخ
بوابة:رياضيات
بوابة:علوم
بوابة:المجتمع
بوابة:التقنية
بوابة:فلسفة
بوابة:تصفح بوابات الأديان
ويكيبيديا:فهرس البوابات
الثقافة الأعلام والتراجم الجغرافيا التاريخ الرياضيات العلوم المجتمع التقنيات الفلسفة الأديان فهرس البوابات
تحرير مقالة مختارة

"ثورة القتلى"..ِ

     عرض مسرحي: ضحل الخيال.. فقير الإبداع 


ختام مهرجان حمص المسرحي التاسع عشر, كان عرض مسرحية"ثورة القتلى" تأليف: اروين شو ومن إخراج: سامر أبوليلى. وهذه الفرقة المسرحية تتبع نقابة الفنانين بحمص. والعنوان الأصلي للنص هو : ثورة الموتى. ومابين "ثورة الموتى" و"ثورة القتلى", فرقان اثنان, فرق لغوي بدهي بمعناه وتفسيره ودلالته, وفرق فني , مسرحي, وهذا ما يهمنا هنا. يدخل المشاهد إلى بهو المسرح , فيعطونه بروشور العرض المسرحي. الذي يحدد فيه المخرج والفرقة معا, منطلقات وعوالم وهدف العرض المسرحي, والمخرج لا يكتب كلماته هو, بل يستعير قصيدة الفرنسي بول إيلوار, بترجمة ركيكة ومنفرة, يقول إيلوار وسامر أبو ليلى بلسان واحد: كئيب هو اسمي حين أستفيق كئيبة هي الصورة المسخ فيّ التي تنكدني المكشرة المبدعة للهوس.. أمام مرآة ليلي كئيب هو ثقل ضلالي.. هو نصفي البارد العفن قد يتوسع صفر كئيب وصغير وفائق الضخامة قادر أن يستولي على الجزء الجوهري من الإنسان بهذه الركاكة والفجاجة والغربة يريد لنا المخرج أن ندخل إلى صالة العرض. وندخل رغم الإزدحام الشديد, ونجلس في مقعدنا , فنصفع بلوحة تتصدّر خشبة المسرح, نارية الألوان , باردة الأحاسيس, حيادية, فهي لا تنتمي إلى العرض المسرحي لا من قريب أو بعيد, متجهمة بغموض , وعبثية بالتزام, أو فلنقل أنها ملتزمة بعبثية.وفي يمين مقدمة المسرح رفوش ملطخة بالدم , وبكرة من قماش استخدمت طوال العرض المسرحي, كشريط إخباري خصّ العرب وأخبارهم المعاصرة, أما خشبة المسرح , فقد كانت تروي لنا قصة جنود أمريكيين يعانون ويلات حروبهم الطامعة والدنيئة, ويقاربها المخرج إلى الحرب الظالمة ,على العراق, وهي مقاربة خاوية من كل معنى ومن كل ذوق فكري أو جمالي, رغم جديتها و"تراجيديتها". يحار الضابط الأمريكي في أمر الجنود القتلى أو الموتى, لأنهم يرفضون أن يدفنوا, ولأنهم عرفوا "بعد موتهم" أن قتلهم كان مجانيا, وبلا هدف , رغم غسيل الدماغ الذي مورس عليهم من صنّاع الحرب وآلتهم الإعلامية الجبارة, يستشير الضابط قيادته في واشنطن, والقيادة تكاد أن تتهمه بالجنون , ثم تقرر أن الأمر خيال لا أكثر , فهو خيال المحارب المتوجس, المتوتر القلق. يقترح الضابط وبإصرار أن تزور القيادة العسكرية الأمريكية, مكان القتلى الذين وقفوا وقبورهم ليعلنوا احتجاجهم على حرب خاضوها وقتلوا فيها. وتخضع الإدارة العسكرية فتزور المكان, مصطحبة ذوي القتلى من النساء ,ليكنّ أكثر تأثيرا على إقناع موتاهم ,بأن يستريحوا في قبورهم , فالجنّة في انتظارهم. لكن لقاء الأحبة والأهل يكشف عري المجتمع في الولايات المتحدة الأمريكية, ويكشف هشاشة تفكير شبابه, الذي تدفعه مصالحه الحياتية الصغيرة, وهمومه اليومية للحرب , لا لهدف وطني أو قومي نبيل, وإنما لينال في نهايتها دخلا إضافيا , أو جنسية أمريكية بعد أن حلم طويلا, بأن يكون مواطنا أصيلا في بلاد العم سام. وإزاء إصرار القتلى, على بقاءهم موتى فوق الأرض , تتفتق العقلية الأمريكية, فتجعل منهم صرعة العصر , صرعة تعيش أياما بعنفوان هائل, فتباع ملايين القمصان وعليها صورهم الشخصية, وتصنع العطور باسمهم, وتنتج الأفلام الهوليودية , والمسلسلات التليفيزيونية, والألعاب الكومبيوترية. هكذا يحوّل النظام الأمريكي احتجاج قتلاه إلى سلعة. والنظام الأمريكي(كنمط إقتصادي- إجتماعي)بارع في تسليع وتشييء كل وأيّ شيء. هذه هي الفكرة الرئيسية لنص آروين شو. ولنلق نظرة على عرض سامر أبو ليلى . قبل أن ندخل في عناصر العرض المسرحي, لابد أن نقف قليلا عند الرؤية الإخراجية, فمقولة النص على أهمية طرحها أمام الرأي العام الأمريكي وغير الأمريكي( والعربي خصوصا, الذي يقع عليه الظلم الأمريكي), مقولة النص التي تفصح عن نفسها: أن لا للحرب , وتدين الحرب في كل مكان , ومهما كانت أسبابها. يتعامل معها المخرج بطفولة ثورية ( وفنية), مطلقا لسخريته العنان من النظام الأمريكي, ومن ركنه العسكري تحديدا, مؤمنا بمقولة ماوتسي تونغ الشهيرة: "الإمبريالية نمر من ورق", لا بل عمد إلى الأسوأ حين قدّم لنا شخصيات القائمين على الحرب, كبهاليل, وأنصاف مجانين ومدعاة للسخرية , معتمدا المبالغة والتضخيم( الغروتيسك), مستعيرا كاراكتارات هي أقرب للهزل المجاني منها إلى النمط, فضاعت جدية هذه الشخصيات, والتي تخوض حربا جدية أيضا, وبالتالي أضاع علينا هدف العرض الجميل : أن لا للحرب , وهو هدف يكتسب أهمية بالغة جدا ,إذا ماتمّ طرحه في المجتمع الأمريكي على وجه الخصوص, والمجتمع الأوروبي والعالمي على وجه العموم. "ثورة القتلى" عرض تهويمات . خال من الصورة الفنية, ضحل الخيال, فقير الإبداع, بلا هوية أسلوبية, ينم عن مخرج خاوي الروح ,ضحل الثقافة. وقد سفح المخرج وقته ووقت ممثليه, ووقتنا بلا فائدة ترتجى , ولا متعة تسر الخاطر. رغم أننا نشد على أيدي ممثليه جميعا, لجهدهم الطيّب, لكنه الضائع أيضا.هل نتحدث عن بقية عناصر العرض المسرحي, الإضاءة, الموسيقى, الملابس, الديكور, الإكسسوارات, التي تآلفت جميعا, لتساهم بسقوط هذا العرض؟؟. إن سقوط العرض, وطول زمنه ,ولجوءه إلى دلالات فنية شتى, شتت انتباه أحد أعضاء اللجنة التحكيمية للمهرجان, فاقتعد وراء الميكروفون,وبدأ يدلي برأيه متلمظا كلماته, تاركا فاصلا زمنيا قصيرا, بين كلمة وأخرى, معلنا, أن هذا العرض ينتمي إلى المسرح التسجيلي, وهو قول مستهجن ومستغرب, ويجافي الحقيقة. على أن سؤالا يتبادر إلى الأذهان: لماذا تتفاوت قدرات بعض المخرجين المسرحيين في عروضهم؟؟ فأنت ترى عرضا مسرحيا مذهلا لذاك المخرج في ذاك العام, وترى عرضا رديئا لنفس المخرج في هذا العام. هل تشبه عروضنا المسرحية , سحابنا في سماءنا, في يوم صيفي قائظ؟؟ لماذا يكون الإبداع عندنا طفرة, لمحة , تمضي إلى غير رجعة؟؟. هل هو نظام تفكيرنا؟؟ هل هو كسلنا وعجزنا؟؟ هل هو الركون إلى نصر صغير حصلنا عليه, وبه حصلنا على الأستاذية, وصار الباطل لا يدخل من خلفنا ولا من قّدّامنا, وكفى الله المؤمنين شر القتال؟؟. وهل نعتبر عرض "ثورة القتلى" كبوة؟؟ ومن القتلى؟؟هل هم أولئك الذين كانوا على الخشبة, أم أولئك الذين كانوا في قاعة مسرح الزهراوي؟؟. أخيرا.. ظل المخرجون المسرحيون في حمص, لسنوات طويلة, يجوّدون أعمالهم لجذب الجمهور , ولكي يصبح المسرح جزءا من حياة الناس,وهموم الناس, وأحلام الناس, ونجحوا في ذلك إلى حد مقبول, وحين صار لهيب الأكف لا يخبو في مسارحنا, تناسى أولئك رسالتهم,واستراحوا في دفاترهم العتيقة,وحتى جلسات النقاش الحميمية مع الجمهور, ضرب المخرجون بها عرض الحائط, وأبوا واستكبروا على الناس, فمنهم من لوى عنقه , وأعلن ببرود : هذا عملي كما رأيتم, ومنهم من فقع الجمهور خطبة , أين منها خطب شيشرون, ورفع نبرته بخطاب تكفيري مسرحي, مهددا أنه لم يكتف هذا العام بإغضاب جمهوره, بل توعّد جازما بإغضابه في العام القادم.

بالأمس كانوا يبيعون بيوتهم لأجل المسرح.. واليوم يبيعون المسرح من أجل بيوتهم.

                                                                                            عبد الكريم عمرين
تحرير صورة مختارة
تحرير علماء
تحرير هل تعلم...
تحرير فروع مسرح
      محاكمة فرحان بلبل في قاعة مسرح الزهراوي
                         والقرار للإستئناف
          عبد الكريم عمرين 

في نص محمد بري العواني "محاكمة فرحان بلبل" يتماهى المؤلف في شخصيات بلبل ,يحبها و يحنو عليها ويدخلها القلب, فتندغم أو تذوب تلك الشخصيات مع قلبه,وتصبح جزءا ً من روحه الهائمة , في عوالمه كمسرحي و في هواجسه كمبدع ,وفي انعتاقه كإنسان. وإذا كان من حق بري العواني أن يعود, ويعود بنا,إلى الزمن الجميل,فإن من حقنا,أيضا ً أن نقول له ,أحسنت الهدف وخانتك الوسيلة. والوسيلة هي شخصية مسرحية(في نص وعرض بري العواني)وهي ليست كذلك تأويلا ً, لأنها خرجت وخلقت من ورق ,والورق أصم ما لم يحمّل بالمعاني و الأفكار والمواقف ,إنها الغائب,الذي أراد أن يحاكم الشاهد (فرحان بلبل) ,وفي ذلك إخلال بالشرطية المسرحية . إن الالتباس الأول الذي وقع فيه بري العواني ,هو التباس العنوان "محاكمة فرحان بلبل" فشخصيات بلبل لا تريد محاكمته,بل العكس تماما ً, ففي ظني أن فرحان بلبل هو الذي يريد محاكمتها بعد هذه السنين.. في نص بري العواني وعرضه , انتقاء ذكي لشخصيات نموذجية , قدّمها فرحان بلبل في أوائل تجربته المسرحية,(بغض النظر عن الشخصية التي استنبطها العواني من "الطائر يسجن الغرفة") ولم يكن هذا الانتقاء مرتبا ً تاريخيا ً,كما اقتضى سياق التجربة المسرحية لفرحان بلبل ,بل بدأ بالعم أحمد من مسرحية "الجدران القرمزية " بدأها بشخصية رومانسية,ثورية,فطرية,حالمة ,واثقة,تتصدى , لبرّانية ,الإحتلال الصهيوني لفلسطين, و لجوّا نية , الخيانة المتجسدة في سلمان, وخليل المتخاذل وكل منهما سقط من حسابات العم أحمد. الشخصية النموذجية الثانية التي اختارها العواني, هي شخصية عبد المطّلب, جدّ الرسول محمد (ص), من مسرحية "الممثلون يتراشقون الحجارة" لفرحان بلبل , وهذه الشخصية تستنجد بالإله , لتفجر زمزم, إستجابة لهاتف سماوي, وتبتهل لله لكي يمنحها الكثرة في الولد , وحين تستجيب السماء لعبد المطلب , وينبجس ماء زمزم, يقرر إن زمزم لحجّاج البيت العتيق , وله السقاية والرفادة , مؤكدا ومثبتا قيادته, داحراً رجال سادة قريش, وسنده الأساس فقراء مكة. النموذج الثالث, الذي اختاره العواني, لنصّه ولعرضه, هو شخصية الحلاّج,الذي انتقل بعرض بلبل (كمخرج مسرحي لنص عبد الصبور), من المكابدة والمجاهدة مع النفس,إلى المكابدة والمجاهدة لنصرة المظلوم ضد الظالم, والوقوف في وجه الحاكم, والذي تحوّل كشفه وفيضه الإلهي, إلى كشف عن الظلم والإستبداد, والى فيض الحلم , حلم الفقراء بالعدالة. هذه هي النماذج التي اختارها محمد بري العواني , من مسيرة فرحان بلبل ككاتب ومخرج مسرحي. وكأنّ بري العواني أراد أن يقول: إن فرحان بلبل , أراد أن يقول بدوره, إنتبهوا إلى واقعكم ببرّانيته وجوّانيته, كما انتبه إليه العم أحمد, وعبد المطلب جدّ الرسول الأعظم, استند لفقراء قريش, وحارب أغنياءها, فكان له النصر, والحلاّج خلع الخرقة( خرقة الخضر كم يدّعي المتصوفة) لينضم إلى صفوف المظلومين والمقموعين, ويكون فداء لهم, كفداء المسيح ابن مريم البتول للبشرية . وظنّي أن بلبل والعواني, يلفتان الإنتباه إلى أن عبد المطلب يخرج من أرض البرهان إلى عباءة العرفان, والحلاج يخلع عباءة العرفان منطلقا إلى أرض البرهان, بينما العم أحمد, منطلقه البرهان ومستقرّه كذلك. وهنا نقول: إن اختيار العواني للراهن الحاضر أولا, ثم انتقاله لحقبة جاهلية شبه الجزيرة العربية, ومكة تحديدا, ولزمن ما قبل ولادة محمد(ص), ثم قفزه إلى فترة متقدمة من تاريخ الدولة العربية الإسلامية( عصر الحلاج), أريد به الإشارة إلى مكونات أساسية ومهمة في ثقافة الإنسان العربي المعاصر , وهذه المكونات يجب إعادة النظر بمبناها ومعناها لكونها تاريخنا نحن( عبد المطلب, والحلاج), ويجب التنبه إلى الراهن,في داخله وخارجه. وفي هذا الإختيار لتلك النماذج الثلاث, أسباب موجبة, لازمة وكافية, لانعتاق شخصية الورق, التي خرجت من "الطائر يسجن الغرفة",وهي شخصية إشكالية(ربما يقصد بها العواني ذاته , وربما يقصد بها المتفرج). إن الشخصية الورقية( المفترضة) تعلّمت من النماذج الثلاث, أن السفر إلى الضوء, هو الغاية والمرتجى, وأن الحياة الحقيقية تكمن بين الناس, بين البشر والشجر والحجر, والفضاء والهواء والماء, وبذا يكون الإنعتاق. والشخصية هاهنا تقرر انعتاقها, ليس لأن العم أحمد, وعبد المطلب والحلاج, هي كائنات بشرية من لحم ودم, تعيش حيواتها , وتمارس عواطفها ورغباتها كما البشر جميعا, وإنما(وأيضا) لأن فرحان بلبل كذلك. هذا ما أراد أن يقوله النص- العرض "محاكمة فرحان بلبل". ومحاكمة الشيخ الأكبر (مسرحيا), لم يكن فيها قضاة ولا مدعي ولا مدعى عليه, ولم يكن ثمة كاتب ديوان ولامحام,ولا قوس, وملفها بلا رقم ولا تاريخ, وليس لها عائدية, ولم تستند لنصوص قانونية , ولا فتاوى ولا اجتهادات, وإنما كانت محاكمة عقلية روحية شفيفة لشخصية ورقية, حاكمت ذاتها, وأيّدت قرارها, بمثل وأفكار ومواقف ومعاناة, تجتهد لخلق وإيجاد عالم جميل, لكل زمان ومكان, بل في الزمان والمكان إذا أردنا التعيين. في العرض المسرحي للمحاكمة, ثمة توق إلى الإرتسامات الأولى, في عقل ووجدان بري العواني, الإرتسامات الأولى التي خطها وألهبها فرحان بلبل(بفكره وقيمه الجمالية) في وعي وعاطفة العواني في شبابه, في زمن مضى, لكن في أمكنة تحف بها شغاف قلوبنا كل يوم. ولعل في أداء الممثل الجميل أحمد منصور, تلك القوة الخفية التي شدتنا, إلى تلك العوالم, التي كنّا ذات يوم, فيها ومنها وإليها. كان ذلك واضحا جليا في أداء أحمد منصور, خاصة وأنّه قد جسّد تلك الشخصيات بنفسه في الزمن الجميل الغابر, فقد استعاد ذاك التجسيد الرائع للشخصيات الثلاث, ومنحنا إحساسه المرهف , وعطاءه العفوي الصادق المتدفق, وأنشأ بيننا وبينه ذاك الحبل السري الوهّاج. في العرض لم يشأ بري العواني أن يتقدّم كمخرج مسرحي, بل فضّل, لسبب ذاتي ربما, أن يقبع وراء كونه كاتبا مسرحيا, مسكونا بهواجس مضت إلى غير رجعة, أراد أن يتمرد على بيجماليون, وكأنه يحتمي برحم الكتابة , ومخاض الكتابة, ويأمل بولادة الحلم. فلم يكن ثمة عناية كافية على الشغل المسرحي, فالديكور مبسّط وليس بسيطا, ويكاد أن يكون ميتا لا حياة فيه, وتوزيع كتل الديكور ولوازمه وإكسسواراته, فوضوية , لكن بطريقة فوضوية أيضا,وفي المسرح الفوضوية منظمة ومرتبة, ومدروسة , وثمة تنافر وتضاد لوني, يؤذي عين المشاهد في بعض المواضع. الموسيقى التي اختارها العواني من المنتخبات العالمية, لم تكن في المكان المناسب أبدا, لا اختيارا ولا تنفيذا, وحبّذا لو كانت الموسيقى شرقية, ومن آلة واحدة, وبري العواني أستاذ في الموسيقى. فكرة النص في بؤرة ضيقة جدا, وكذا المكان المسرحي, كان ضيقا جدا, لم يستطع الممثل أحمد منصور أن يحلّق بنا في فضاء المكان- الخشبة. إن ما أراد أن يقوله بري العواني في نصّه وعرضه,مهم جدا, ولكنه لا يدوم, لأنّ الدوام هنا مرتبط بدوامنا نحن, وحياتنا نحن,تلك الحياة التي عشناها, وعاش فيها فرحان بلبل. ولعلّ سؤالا مهما نطرحه هنا, يؤكد ما نرمي إليه. السؤال: هل يستطيع مشاهد ما, في مسرح ما, أن يتلمس ويدرك تجربة بلبل المسرحية؟؟ هل يستطيع أن يربط ويفهم ويتمثّل تلك الشخصيات النموذجية, التي اختارها العواني , وربطها بسياقها التاريخي, وأبان صيرورتها باختصار شديد؟؟. هل يستطيع المشاهد الغريب, أن يقبس من ذاك الزمن الجميل؟؟. أخيرا... قدّم العواني هامات إنسانية نموذجية ثلاث, من تجربة فرحان بلبل المسرحية, وكنا نحن نرى هامات مسرحية ثلاث في ذاك العرض, هي هامات: فرحان بلبل وبري العواني, وأحمد منصور. وأحسب أنّه لم يكن ثمة محاكمة لفرحان بلبل , بل كان ثمة قرار , يدعو للإستئناف, استئناف الحياة على خشبات مسرحنا السوري. نشر في جريدة العروبة-سورية-حمص بتاريخ25/11/2007 العدد12661.بمناسبة مهرجان حمص المسرحي التاسع عشر.21-27/11/2007

تحرير تصانيف
تحرير مشاريع ويكي
[{{fullurl:بوابة:مسرح/أخبار

مسرح|action=edit}} تحرير أخبار

مسرح

{{ بوابة:مسرح/أخبار مسرح }}

تحرير اقتباسات
[{{fullurl:بوابة:مسرح/مواضيع

مسرح|action=edit}} تحريرمواضيع في

مسرح

{{بوابة:مسرح/مواضيع مسرح}}

تحرير بوابات شقيقة






[[تصنيف: مسرح|*بوابة:مسرح]]