المعرفة:مقالة اليوم المختارة/22-07-2023

صورة فوتوغرافية سپيا تعطي مشهد پانورامي للكنيس وجواره. ويقع الكنيس في الوسط ويرتفع فوق المباني المحيطة.

كنيس الخراب أو بيت هـكنست هـخربه، حرفياً "الكنيس الخرب") ويعرف أيضا باسم خرڤت ربي يهوده هـحسيد ("خربة الحاخام يهودا التقي")، هو كنيس تاريخي يقع في حارة اليهود في القدس العتيقة. ويقوم الكنيس على أطلال كنيس بني لأول مرة في عام 1700 فيما كان يسمى دير الأشكناز بالقدس القديمة. ثم هدم ثم بني عدة مرات.

في شتاء 1700، وصلت إلى القدس مجموعة من 500 يهودي إشكنازيم بقيادة الحاخام يهودا هـحسيد من اوروبا. وكانوا من المتصوفين العاملين على التعجيل بوصول المسيح المنتظر وذلك باستقرارهم في القدس واتباع أسلوب حياة زاهد. وبعد أيام من وصولهم المدينة، توفي هـحسيد، وبدون زعيم، تبددت آمالهم الخلاصية وبدأت المجموعة في التفكك. وقد تمكن الذين بقوا منهم من بناء أربعين مسكناً وكنيساً صغيراً في دير الأشكناز. وبعد ذلك مباشرة، قرروا بناء كنيس أكبر، إلا أن المهمة كانت باهظة الثمن. فقد اضطروا لرشوة السلطات العثمانية للسماح لهم لإنشاء المبنى. تكاليف الإنشاء غير المتوقعة والصعوبات المالية وثقل الضرائب الأخرى استنفدت أموالهم. فأصبحوا فقراء واضطروا إلى الاستدانة من الأهالي العرب، حتى سقطوا تحت وطأة ديون كبيرة.<ref الضغوط والتهديدات من الدائنين دفعتهم إلى إرسال مشولخ (مبعوث حاخامي) للخارج طلباً لأموال لسداد الديون. وفي نهاية 1720، ومع عدم سداد الديون، فقد الدائنون العرب صبرهم وأضرموا النار في الكنيس ومحتوياته. وقد سـُجن قادة الجماعة الأشكنازية، وبعد ذلك بفترة قصيرة مـُنع كل الأشكنازيون من التواجد بالقدس. وعادت ملكية المساكن لآل البكري. ومع مرور الوقت بـُنيت محال تجارية في الباحة وبقي الكنيس خرباً، وكومة حجارة. ولذلك أصبح اسمه "خربة الحاخام يهودا هـحسيد".

في أواخر 1815، وصل إلى القدس زعيم پروشيم صفد، الحاخام مناحم مندل (المولود في شكلوڤ) مع مجموعة من أتباعه. وقد وجهوا جهودهم الرئيسية لإعادة بناء كنيس هـحسيد، الذي كان رمزاً لطرد الأشكنازيم من القدس. وبعملهم هذا، كانوا يريدون أن يـُظهروا إعادة تأسيس الوجود الأشكنازي في القدس. وكان لاعادة بناء أحد أطلال القدس أيضاً أهمية قبـّالية رمزية. "فإصلاح" تدمير سابق سيمثل الخطوة الأولى في اعادة بناء كامل المدينة، وهو شرط لوصول المـُشيـَّخ.