اغلاق باب المندب 1973

إغلاق باب المندب، هي عملية حربية قامت فيها العسكرية المصرية بإغلاق مضيق باب المندب بهدف تعطيل عمل ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر. حدث هذا الاغلاق بمسافة تبعد عن أقرب ميناء مصري ب 1000 كم في يوم 7 أكتوبر، كانت الأنباء جنوب البحر الأحمر، تعلن بأن البحرية المصرية، حاولت إغراق ناقلة نفط محملة بالوقود متجهة إلى ميناء إيلات. كان ذلك يعنى أن هناك حصاراً بحرياً على إسرائيل من جنوب البحر الأحمر. فالممر البحري الجنوبي، أصبح مغلقاً أمام حركة السفن الإسرائيلية، والمصريون يفرضون حصاراً بحرياً، على مقربة من مضيق باب المندب، بقوة بحرية مكونة من مدمرتان وغواصتان. ورغم أن السفن المصرية قديمة، ولكنها تكفي لمنع مرور السفن التجارية، خاصة أن الأسطول البحري الإسرائيلي بالبحر الأحمر فقيراً جداً، فقد كان السلاح البحري يعتمد على زوارق صغيرة وسريعة، ولكن قصيرة المدى.

إغلاق باب المندب ساهم في إنجاح حرب أكتوبر.

بإغلاق ممر النفط إلى إيلات، كان من الضروري أن تعتمد إسرائيل على مخزونها من احتياطي الطوارئ. فحتى النفط كان يجلب من آبار أبو رديس في سيناء، لم يعد متاحاً، بعد بدء الحرب. [1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تفاصيل العملية

لم يكن المخطط الاشتباك مع البحرية الإسرائيلية ولكن كان المخطط له تعطيل الإبحار الي إسرائيل من المحيط الهندي والخليج العربي.


تعطيل ميناء إيلات

 
مدمرة من طراز "سكوري" كالمدمرتين المصريتين اللتين أغلقتا مضيق باب المندب.

في لقاء مع القائد مصطفي كمال منصور بمناسبة الاحتفال بالذكري الخامسة والعشرون لحرب أكتوبر وقد قال أن سربه المكون من مدمرتان من طراز "سكوري" Skoryy غادر الميناء في أغسطس 1973 إلي المحيط الهندي. وكانت الأوامر أن يتوجه إلي الهند أو باكستان لعمل بعض الاصلاحات في المدمرات ولكن توقف السرب في ميناء عدن وقد اخبر المسؤلون في الميناء أن الهند ليست مستعدة لاستقبال المدمرات. وقد واظب السرب علي التدريبات وعمل زيارات لبعض الموانئ في السودان والصومال واليمن الشمالي.

وقبل خمسة ايام من الحرب تم فتح خطاب كان فيه ميعاد الحرب ومهمة السرب البحري خلال الحرب. وكان السرب مسئولا عن اعتراض أي سفينة إسرائيلية تدخل أو تخرج من مضيق باب المندب. وكان مقدراً للسرب ان يبقي في هذه المنطقة لمدة 7 شهور من بداية الحرب مؤدية لعمليات منع وقطع لخطوط الابحار لميناء إيلات. وكان مرافقا للمدمرتين بعض السفن المساعدة للامداد والتموين واعتمد المصريون علي جمع المعلومات من السفن التجارية العربية الداخلة لمضيق باب المندب وكان هناك بعض التشويش من سفن المراقبة التي كانت تراقب التحركات المصرية. وكانت هذه السفن من أمريكا وفرنسا وانجلترا.

وكان اختبار باب المندب لقطع الامدادات البترولية عن اسرائيل من الخليج العربي.

وفي مذكرات الجمسي قال أن مصر قدرت كمية البترول القادمة لاسرائيل عن طريق مضيق باب المندب بحوالي 18 مليون طن من البترول سنويا.

حجم البحرية المصرية

تفتقر السجلات المصرية الي تفاصيل عدد القطع البحرية في هذه الحرب وكان التركيز علي ذكر التكتيكات البحرية فقط. ولكن المصادر الغربية والاسرائيلية ذكرت ان حجم البحرية المصرية في هذه الحرب هو:

  • 60 قارب هجوم سريع.
  • 12 غواصة.
  • 8 مدمرات.
  • 14 مركبة برمائية.

وكان قائد البحرية المصرية في هذه الحرب هو فؤاد أبو ذكري.

فك اغلاق باب المندب ضمن فض الاشتباك

استخدم السادات اغلاق مصر لباب المندب كورقة ضغط خلال المفاوضات مع الاسرائيليين لوقف اطلاق النار.

كانت الوفد الإسرائيلي يلف و يدور دون أن يعطي أي إيضاحات عن خطوط القتال التي سينسحب منها. بل كان يصر أنه لن يتحدث عن ذلك إلاّ بعد فك حصار باب المندب. و هو ما أستخدمه السادات أثناء مفاوضات فض الإشتباك الأول بحيث يكون فك حصار باب المندب مقابل التوقيع على فض الإشتباك الأول و رعايته من قبل الإتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأمريكية أثناء توقيع هذا الإتفاق في جنيف كمدخل لعملية سلام شاملة.

ففي مذكرات المشير الجمسي صفحة ٤٧٧

يصف الإجتماع السابع عشر و الأخير الذي دار بينه و بين الوفد الإسرائيلي في الكيلو ١٠١ يوم ٢٨ نوفمبر ١٩٧٣ لبحث موضوع فض الإشتباك و الإتفاق على خطوط الفصل بين القوات. حيث أعلنت مصر "رسمياً " توقف المحادثات مع الجانب الإسرائيلي بسبب مراوغة إسرائيل المستمرة في تنفيذ البند الثاني من اتفاقية النقاط الستة وهو الخاص (بتسوية مسألة عودة القوات الإسرائيلية لخطوط ٢٢ أكتوبر ١٩٧٣ "ضمن خطة" للإتفاق على فض الإشباك و فصل القوات تحت إشراف الأمم المتحدة).

وكانت إسرائيل قد طلبت في الإجتماع السابع والأخير يوم ٢٨ نوفمبر ١٩٧٣ رفع الحصار البحري عن باب المندب دون أن تعطي إسرائيل أية ضمانات عن المواقع التي سوف تنسحب إليها ضمن خطة فض الإشتباك.

ولهذا أوقف الرئيس السادات المباحثات مع إسرائيل بعدما أطلعه المشير الجمسي على نتيجة محادثات الإجتماع الأخير مع الجنرال ياريف في الكيلو ١٠١. وتفاصيل الإجتماع الأخير لمحادثات المشير الجمسي مع الجنرال الإسرائيلي أهارون ياريف مذكورة في تفاصيل مذكرات المشير الجمسي صفحة ٤٧٧.

وكما هو واضح مما ذكره المشير الجمسي في مذكراته بصفته رئيساً للأركان في ذلك الوقت أن حصار باب المندب ظل قائماً حتى تم توقيع فك الإشتباك الأول في ١٨ يناير ١٩٧٤ في الكيلو ١٠١ (الذي سبقه اجتماعات جنيف ٢١ ديسمبر ١٩٧٣ الذي لم ينجح في توقيع فض الإشتباك بين كل الأطراف وإسرائيل مع تغيب سوريا وحضور الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي).

انظر أيضاً

  • باروخ زكي مزراحي، ضابط مخابرات إسرائيلي (من أصل مصري) ألقت السلطات اليمنية القبض عليه أثناء تصويره مضيق باب المندب. وقد سلمته اليمن لمصر، التي قايضت به في تبادل الأسرى بعد حرب أكتوبر.

مرئيات

إغلاق باب المندب في حرب أكتوبر 1973.



المصادر