أنطوان الدويهي

أنطوان الدويهي () روائي لبناني، وأستاذ علم اجتماع الآداب والفنون في الجامعة اللبنانية. اشتهر برواية حامل الوردة الأرجوانية.

أنطوان الدويهي

هاجر إلى باريس في منتصف التسعينات ثم عاد إلى لبنان في مطلع القرن 21.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

علاقته بالمدينة العربية

في كتبي الأربعة الأولى، الموضوع أساسها خلال هجرتي الباريسية، وإن نشرت في ما بعد في بيروت، لا حضور لطرابلس إلا في ما ندر، لكن لها في روايتَي الأخيرتين: "عبور الركام"، ثم "حامل الوردة الأرجوانية"، المكتوبتين بعد عودتي إلى البلاد واستقراري فيها منذ أواسط التسعينيات، لطرابلس حضور قوي. نشأت بعد عودتي علاقة وثيقة مع طرابلس، خصوصا مع المدينة القديمة التي يغلب عليها الطابع المملوكي، الملتفة حول قلعة صنجيل، وخلفها في البعيد جبل لبنان المغطى بالثلوج، كما مع مدينة الميناء القديمة وشاطئها الجميل المفتوح واسعا على البحر المتوسّط.


أعماله

مقتطفات

ـ "على رغم خطورة ما يحدث أو بسببه أو بمعزل عنه ـ من يدري؟ـ بات من النادر العثور على شخص، على عقل، يملك نظرة متكاملة لما يحدث. إنه لأمر مأساوي، على رغم كل المعطيات المتوافرة المنتشرة في الوسائل الإعلامية على اختلاف أشكالها، ومباشرة بين الناس، يصعب إيجاد الشخص الذي يستطيع تكوين "نظرة متكاملة" لما يجري. هذه الضبابية المخيفة في النفوس، هذه الفوضى العقلية والشعورية، فوضى الرغبات والنزعات، التي يتعامل بها الناس مع مصيرهم ومآل حريتهم، هي نفسها التي يشوهون بها الطبيعة والمشاهد المحيطة بهم تشويها نهائيا لا عودة عنه، وفي الحالتين لا يعون ما يفعلون.. إن وطني شيئان: جمال الطبيعة والحرية، فإذا فُقدا، لا يعود لي وطن".

.... أعلم علم اليقين أن الواقع، كل واقع، يوحي بأنه أقوى بكثير مما هو عليه، وأن كل واقع حتى الأكثر متانة واستقرارا، تسري في أنحائه حركة تحول دائمة لا تتوقف، ظاهرة كانت أم خفية. إن كل واقع مسكون حتما بالتناقض والعطب والهشاشة، المودية به عاجلا أو آجلا إلى الإنهيار. إن الألوف المؤلفة من المعذبين في أجسادهم ونفوسهم، والألوف المؤلفة من المقتولين الواعين موتهم، لا تضيع صرخاتهم وحشرجاتهم كالهباء المنثور، ولا هي تذوب في ذرات الهواء فتبددها الرياح، كلا إنها تتسرب عميقا إلى خلايا النظام وعروقه وشرايينه، حيث تصنع له موته. لا أحد يعلم تلك الساعة، فجأة بعد يوم، أو شهر، أو عام، أو أكثر يترنح شبح الخوف داخل النفوس، لا أحد يدرك لماذا، فيخرج الشعب كالنهر الهادر ويأخذ في طريقه كل شيء".

(مقتطفان من أفكار وتأملات بطل الرواية الرائعة (حامل الوردة الأرجوانية)).