أخبار:انتخاب باتريس موتسيبي رئيساً للكاف

في 12 مارس 2021، ينتخب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في الرباط الملياردير الجنوب أفريقي پاتريس موتسيپى رئيساً جديداً له خلفاً للملگاشي أحمد أحمد في انتخابات تقترب إلى التزكية، وذلك بعد أن وافق المرشحون الثلاثة الآخرون الموريتاني أحمد ولد يحيى والسنغالي أوگوستين سنگور والعاجي جان أنوما، على الانسحاب من السباق وتقاسم السلطة مع موتسيپ، تحت رعاية الاتحاد الدولي للعبة برئاسة السويسري جياني إنفانتينو.[1]

"أنا مصدوم. لقد ركزنا على توزيع المناصب بدلا من الاتفاق على الوحدة. يبدو لي أننا ضحينا بأفريقيا على مذبح الطموحات الشخصية". هذه التصريحات التي لا يلفها لبس ولا غموض تعود لرئيس اتحاد ساحل العاج لكرة القدم بين 2002 و2011 جاك أنوما (69 عاما)، والعضو السابق في اللجنة التنفيذية للفيفا. وقد أكد في هذه التصريحات التي أدلى بها في منتصف الأسبوع الماضي لوكالة الأنباء الفرنسية معلومات وردت في تقارير إعلامية مفادها أن الفيفا عقد اجتماعا في الرباط نهاية شهر فبراير حضره ثلاثة مرشحين من أصل الأربعة المتنافسين على خلافة الملغاشي أحمد أحمد على رأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ليعرض عليهم "أرضية تفاهم" بهدف "تزكية" رجل الأعمال الجنوب أفريقي پاتريس موتسيپلا مقابل الحصول على مناصب عليا في قمة الهرم القاري.

وحسب أنوما فإن الاجتماع انتهى باتفاق مبدئي بينه وبين اثنين من منافسيه، الموريتاني أحمد ولد يحيى والسنغالي أوگوستين سنگور، يقضي بموافقتهم على شخصية الملياردير باتريس موتسيبي الذي يحظى أصلا بدعم رئيس الفيفا السويسري جاني إنفانتينو. وعُقد الاجتماع بدعوة من رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع.

وأكدت عدة مصادر إعلامية أفريقية وأجنبية مختصة في الشأن الكروي الأفريقي أن الفيفا عرض على أوغستين سنغور وأحمد ولد يحيى منصبي نائب الرئيس الأول والثاني مقابل انسحابهما من السباق، فيما عرض على أنوما منصب مستشار الرئيس.

وفيما كان عشاق الكرة الأفريقية يتوقعون أن لعبة التحالفات بين الاتحادات الوطنية الـ 54 في القارة هي التي ستحدد اسم الفائز، يبدو الأمر محسوما مسبقا قبل هذه الانتخابات التي تستضيفها عاصمة المملكة المغربية الرباط الجمعة. وركز المرشحون الأربعة في بداية المنافسة على التنمية الاقتصادية للكرة الأفريقية، مشددين بشبه الإجماع على ضرورة وقف نزيف اللاعبين الشبان إلى الأندية الأوروبية.

لكن فكرة الفيفا، حسب مصادر قريبة من أحد المرشحين، كان جمع المنافسين و"تعيين مرشح واحد بينهم" ثم "الاتفاق على برنامج مشترك". وكان الصحافي الفرنسي في جريدة "ليكيب" الرياضية إيرفي بينو قال خلال برنامج رياضي على أمواج إذاعة فرنسا الدولية إن الفيفا دافع عن باتريس موتسيبي كونه "شخصا جديدا في كرة القدم القارية". وبالتالي، فإن اسمه غير مرتبط بالإدارات السابقة التي غالبا ما تواجه تهم الفساد وسوء الإدارة"، والدليل أن أحمد أحمد تعرض للإيقاف عامين بسبب فضائح فساد، والدليل أيضا أن الفيفا كان قد فوض أمينه العام، السنغالية فاطمة سامورا، قبيل انطلاق كأس الأمم الأفريقية 2019 بمصر لإعادة الأمور إلى نصابها في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

وبعد أن عاد المرشحون الثلاث إلى بلدانهم لبحث القضية مع السلطات السياسية، التقوا مجددا في 5 مارس/آذار بعاصمة موريتانيا نواكشوط بمناسبة نهائي كأس الأمم الأفريقية لما دون 20 سنة ليؤكدوا اتفاق الرباط، ثم انسحبوا من السباق نهائيا لترك المجال أمام موتسيبي. وستسمح صورة الرئيس الجديد لجذب رعاة ومستثمرين جدد، خاصة في الظرف الاقتصادي والصحي العالمي الصعب.

واعتبر المسؤول في أسبوعية "ريكور" السنغالية باكاري سيسيه في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن الفيفا "يبحث عن دمية" ولا عن "مرشح مثالي"، مذكراً بأن الاتحاد الدولي "جاء بأحمد أحمد لإنهاء حكم الكاميروني عيسى حياتو" الذي استمر 29 عاماً، من 1988 لغاية 2017.

من جانبه، توقع الليبيري موسى بيليتي، عضو اللجنة التنفيذية السابق في الاتحاد القاري لكرة القدم أن يتضمن الجزء الثاني من اتفاق الرباط "نقل فاطمة سامورا من زيوريخ إلى القاهرة لتكون أمينة عامة للاتحاد الأفريقي، فيما يتم ترفيع (السويدي) ماتياس غرافستروم لمنصب أمين عام الاتحاد الدولي".

ما من شك إذن أن زعامة كرة القدم الأفريقية ستنتقل الجمعة من أحمد أحمد إلى باتريس موتسيبي، قطب صناعة التعدين في جنوب أفريقيا وصهر رئيس البلاد سيريل رامافوزا.

المصادر

  1. ^ "الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يستعد لـ "تزكية" باتريس موتسيبي رئيسا جديدا تحت رعاية الفيفا". فرنسا 24. 2021-03-11. Retrieved 2021-03-11.