مملكة الأبواب

مملكة الأبواب، كانت ملكية نوبية في العصور الوسطى فيما يعرف حالياً بوسط السودان. في البداية، كانت المقاطعة الواقعة في أقصى الشمال مملكة علوة، وظهرت كمملكة مستقلة منذ عام 1276. ومنذ ذلك الوقت سجلتها المصادر العربية فيما سياق الحروب بين جارتها الشمالية مملكة المقرة وسلطنة المماليك المصرية، حيث كانت تنحاز بصفة عامة إلى الأخيرة. عام 1367 ذُذكرت لآخ رمرة، لكن حسب الآنية الفخارية التي عُثر عليها فإن تلك المملكة ظلت قائمة حتى القرن 15، وربما حتى القرن 16. في عهد ملك الفونج عمارة دنقس (حكم 1503-1533/4)، عُرفت المنطقة كجزء من سلطنة الفونج.

الأبواب

مملكة الأبواب
القرن 13–القرن 15/16؟
كانت مملكة الأبواب تقع في مكان ما بين أبو حمد وسوبا، عاصمة مملكة علوة.
كانت مملكة الأبواب تقع في مكان ما بين أبو حمد وسوبا، عاصمة مملكة علوة.
العاصمةغير محددة
اللغات الشائعةالنوبية
الدين المسيحية الأرثوذكسية القبطية
الإسلام
الحكومةملكية
• اِزد. 1276–1292
أبدور
الحقبة التاريخيةأواخر العصور الوسطى
• الاستقلال عن مملكة علوة
القرن 13
• آخر ذكر
1367
• انحلت
القرن 15/16؟
سبقها
تلاها
مملكة علوة
سلطنة الفونج
Today part of السودان

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع

 
كتاب مملكة الأبواب المسيحية وزمن العنج. تأليف: د. أحمد المعتصم الشيخ. لقراءة وتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.

لا زال موقع مملكة الأبواب غير معروف على وجه الدقة. كتب الأسواني في القرن العاشر أن عطبرة كانت تقع ضمن مملكة الأبواب، لكنه أضاف أيضاً أن حدودها الشمالية كانت تمتد شمالاً، عند منعطف نهر النيل العظيم. عام 1317 كانت الأبواب تقع عند ملتقى نهري عطبرة ونهر النيل، بينما عام 1289 سُجل أنها ربما كانت تصلم لأبعد من مسيرة ثلاثة أيام من جزيرة مقرط، مما يشير إلى أن حدودها الشمالية كانت تقريباً عند أبو حمد.[1][أ] في أوائل القرن 20 أشير إلى أن السودانيين قد استخدوا مصطلح الأبواب لوصف المنطقة الواقعة بالقرب من مروي.[3] أشار عالم الآثار ديڤد إدواردز إلى أن الثقافة المادية لوادي النيل بين أبو حمد، حيث يتجه النيل غرباً، وأن عطبرة كانت ضمن مملكة المقرة وليس مملكة علوة.[4]


التاريخ

 
مملكة الأبواب. لقراءة وتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.

لا يعرف الكثير عن تاريخ مملكة الأبواب.[5] قبل أن تصبح مستقلة كانت المقاطعة الواقعة في أقصى شمال مملكة علوة[6] ويبدو أن المقاطعة كانت تحت حكم مسئول يعينه ملك علوة.[7] يشير دليل أثري من سوبا، عاصمة مملكة علوة، إلى تراجع البلدة وربما المملكة بالكامل بداية من القرن 12.[8] لا يُعرف كيف انفصلت الأبواب عن مملكة علوة،[9] لكن بحلول عام 1276 ظهرت كمملكة مستقلة[9] والتي، تبعاً لابن أبي الفضائل، كانت تحكم "أراضي شاسعة".[10] ورد ذكرها في سياق الحرب بين مملكة المقرة وسلطنة المماليك: داود من المقرة هاجم عيذاب وأسوان، مما دفع السلطان المملوكي بيبرس للانتقام.. في مارس 1276 وصل بيبرس إلى دنقلة، حيث هُزم داود في المعركة. بعدها فر داود إلى مملكة الأبواب في الجنوب. إلا أن أدور، ملك الأبواب، سلمه للمسلمين،[11] الأمر الذي حدث، تبعاً للنويري، بعد هزيمة أدور لداود في معركة وأسره إياه.[12] يقول المفضل أنه سلم داود لأنه كان يخشى السلطان المملوكي.[10] نتيجة لهذه الحرب، عُين ملك تابع للمماليك في دنقلة،[13] وكان يشرف عليه الحشاشون من مملكة الأبواب.[14]

عام 1286، ورد ذكر أدور مرة أخرى. ورد أنه أرسل سفيراً غلى سلطان المماليك، الذي لم يكتف بتقديم الهدايا على هيئة فيل وزرافة، لكنه أعلن أيضاً ولائه له.[9] علاوة على ذلك، شكا السفير من عداء الملك المملوكي في دنقلة.[15] في أوائل العام التالي سمح المماليك للسفير بالعودة.[16] عام 1290، يقال أن أدور أطلق حملة على أناي، ملك المقرة، الذي فرد من البلاد عام 1289. ومع ذلك، فإنه ليس واضحاً من يكون آني:[17] عام 1289 كان ملوك دنقلة هم شمامون وبودما.[18] وربما كان آني مجرد زعيم. بعيداً عن الحرب ضد آني، أطلق أدور أيضاً حملة على ملك لم يذكر اسمه الذي اجتاح أرض عنج، وربما المقصود بها علوة. زعم أنه بمجرد تنجح حملاته ستكون بلاد السودان بالكامل تحت سلطة سلطان المماليك.[19] عام 1292 اتهم ملك المقرة آدور بتدمير بلاده.[20]

عام 1216 اجتاح المماليك المقرة مرة أخرى، بهدف استبدال الملك العاصي قرنبص بملك مسلم: برشامبو. فر قرنبص إلى مملكة الأبواب، لكن كما حدث قبل 40 سنة، احتجزه ملك الأبواب وسلمه للمماليك.[21] في العام التالي أصبحت مملكة الأبواب على اتصال مباشر مع المماليك: لاحق الجيش المملوكي عصابات البدو عبر وسط السودان، وصولاً إلى ميناء بلدة سواكن، ثم غرباً حتى عطبرة، حيث تبعوا مجرى النهر حتى وصلوا كسلا. وفي النهاية بعد فشلهم في الإمساك بالبدو، عاد المماليك إلى عطبرة حتى وصلوا مملكة الأبواب.[22] يزعم النويري أن ملك الأبواب، كان يخشى بشدة من ملاقاة الجيش، وأرسل لهم المؤن. وعلى الرغم من هذا، بدأ الجيش المملوكي ينهب البلاد للحصول على الطعام قبل أن يواصل مسيرته إلى دنقلة.[23]

في القرنين 14 و15، اجتاحت قبائل البدو معظم السودان.[24] بحلول عام 1367 ورد أن سلطان المماليك تراسل مع الشيخ جنياد من قبيلة قبيلة الجوابرة العربية، أحد فروع بني عكرمة،[25] الذين وصلوا إلى النوبة أثناء مرافقتهم للغزوات المملوكية.[26] وكتب القلقشندي، طلب منهم الإقامة في الأبواب، برفقة شيخ قبيلة عربية آخر يسمى شريف.[27]

لم يرد ذكر الأبواب في المصادر بعد القرن 14.[28] ومع ذلك، تشير الأدلة الأثرية في المنطقة إلى أن الأبواب ظلت قائمة حتى ظهور سلطنة الفونج، حيث عُثر على الآنية الفخارية المسيحية مع الآنية الفونجية.[29] وهكذا، يستنتج أن الدولة كانت مزدهرة "بالتأكيد" حتى القرن الخامس عشر وربما القرن السادس عشر.[5] في عهد أول ملوك الفونج، عمارة دنقس (ح. 1504-1533/4)، كان وادي النيل السوداني الواقع أقصى شمال دنقلة موحداً تحت حكمه.[30]

الديانات

كتب القلقشندي عام 1412 أن ملك الأبواب كان titulature شبيه لملك أرمنيا، مما يدل على أن الأبواب كانت مملكة مسيحية. استمر انتاج الفخار المسيحي في المنطقة حتى ظهور مملكة الفونج.[29] ومن ناحية أخرى، فمن المرجح أن الملك أدور كان مسلماً.[5] الحشاش الذي أمره السلطان بيبرس بمراقبة ملك المقرة التابع كان مسلماً شيعياً إسماعيلياً..[14] القبائل البدوية التي اجتاحت النوبة في القرنين 14 و14 كانت مسلمة، على الرغم من كون هذا اسمياً. مع ذلك، فقد ساهم هذا في نشر الإسلام في البلاد بزواجهم من النوبيين.[31] تبعاً للتقاليد السودانية، فإن المعلم الصوفي وصل المنطقة في القرن 15، ويزعم البعض أنه استقر في بربر عام 1445، بينما يعتقد آخرين أنه استقر بالقرب من المحمية (شمال مروي) عند نهاية القرن 15.[32]

الحواشي

  1. ^ Pottery discovered in a church in western Mograt Island is clearly linked to Makuria, although also showing some Alodian influence.[2]

الهوامش

  1. ^ Welsby 2014, pp. 187–188.
  2. ^ Weschenfelder 2009, pp. 93, 97.
  3. ^ Drzewiecki 2011, p. 96.
  4. ^ Edwards 2004, p. 224.
  5. ^ أ ب ت Werner 2013, p. 127.
  6. ^ Zarroug 1991, pp. 21–22.
  7. ^ Zarroug 1991, pp. 19, 97.
  8. ^ Welsby 2002, p. 252.
  9. ^ أ ب ت Welsby 2002, p. 254.
  10. ^ أ ب Vantini 1975, p. 499.
  11. ^ Welsby 2002, pp. 243–244.
  12. ^ Vantini 1975, p. 475.
  13. ^ Welsby 2002, p. 244.
  14. ^ أ ب Hasan 1967, p. 111.
  15. ^ Hasan 1967, p. 129.
  16. ^ Hasan 1967, p. 112.
  17. ^ Welsby 2002, pp. 254–255.
  18. ^ Werner 2013, p. 125.
  19. ^ Hasan 1967, p. 130.
  20. ^ Werner 2013, p. 126.
  21. ^ Hasan 1967, pp. 118–119.
  22. ^ Hasan 1967, pp. 76–78.
  23. ^ Vantini 1975, pp. 491–492.
  24. ^ Hasan 1967, p. 176.
  25. ^ Hasan 1967, p. 144.
  26. ^ Hasan 1967, p. 143.
  27. ^ Vantini 1975, p. 577.
  28. ^ Adams 1991, p. 38.
  29. ^ أ ب Werner 2013, p. 159.
  30. ^ O'Fahey & Spaulding 1974, p. 28.
  31. ^ Hasan 1967, p. 177.
  32. ^ Werner 2013, p. 156.

المصادر

  • Adams, William Y. (1991). "Al-Abwab". In Aziz Surya Atiya (ed.). The Coptic encyclopedia. Vol. 1. Claremont Graduate University. School of Religion. p. 38. OCLC 782061492. {{cite encyclopedia}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Drzewiecki, Mariusz (2011). "The Southern Border of the Kingdom of Makuria in the Nile Valley". Études et Travaux. Institute of Mediterranean and Oriental Cultures. XXIV: 93–107. ISSN 2084-6762. {{cite journal}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Edwards, David (2004). The Nubian Past: An Archaeology of the Sudan. Routledge. ISBN 978-0415369879. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Hasan, Yusuf Fadl (1967). The Arabs and the Sudan. From the seventh to the early sixteenth century. Edinburgh University. OCLC 33206034. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • O'Fahey, R.S.; Spaulding, J.L (1974). Kingdoms of the Sudan. Studies of African History Vol. 9. Methuen. ISBN 0-416-77450-4. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Vantini, Giovanni (1975). Oriental Sources concerning Nubia. Heidelberger Akademie der Wissenschaften. OCLC 174917032. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Welsby, Derek (2002). The Medieval Kingdoms of Nubia. Pagans, Christians and Muslims Along the Middle Nile. British Museum. ISBN 978-0714119472. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Welsby, Derek (2014). "The Kingdom of Alwa". The Fourth Cataract and Beyond: Proceedings of the 12th International Conference for Nubian Studies. Peeters Pub. pp. 183–200. ISBN 978-9042930445. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help); Unknown parameter |editors= ignored (|editor= suggested) (help)
  • Werner, Roland (2013). Das Christentum in Nubien. Geschichte und Gestalt einer afrikanischen Kirche ["Christianity in Nubia. History and shape of an African church"] (in German). Lit. ISBN 978-3-643-12196-7. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)CS1 maint: unrecognized language (link)
  • Weschenfelder, Petra (2009). "Die Keramik von MOG048" (PDF). Der Antike Sudan. Mitteilungen der Sudanarchäologischen Gesellschaft zu Berlin e.V. (in German). Sudanarchäologische Gesellschaft zu Berlin e.V. 20: 93–100. ISSN 0945-9502. {{cite journal}}: Invalid |ref=harv (help)CS1 maint: unrecognized language (link)
  • Zarroug, Mohi El-Din Abdalla (1991). The Kingdom of Alwa. University of Calgary. ISBN 978-0-919813-94-6. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)