قسطاكي الحمصي

قسطاكي بن يوسف بن بطرس بن يوسف بن ميخائيل الحمصي (و. 1858 - ت. 1941)، هو شاعر، من الكتاب النقاد. من أهل حلب، مولداً ووفاة. أصله من حمص، هاجر أحد جدوده (الخوري إبراهيم مسعد) إلى حلب في النصف الأول من القرن السادس عشر للميلاد، ولزمته النسبة إلى حمص كما لزمت سلالته، ومنها الآن في دمشق والقاهرة ومرسيليا وباريس ولندن، وتعلم قسطاكي في أحد كتاتيب الروم الكاثوليك ثم بمدرسة الرهبان الفرنسيسكان (نسبة إلى مار فرنسيس) ولم يمكث في هذه أكثر من 15 شهراً، وانصرف إلى التجارة. وجمع ثروة كبيرة. وقرأ علوم العربية على بعض المعلمين في أوقات فراغه. وزار مرسيليا وباريس مرات عكف في خلالها على درس اللغة الفرنسية فأحسنها، وقرأ كثيراً من أدب العربية، قال عن نفسه في رسالة بعث بها إلى الزركلي: «كان لا يطالع غير كتب الفصحاء، حتى صار يأبى قراءة كتب غيرهم أشد الإباء». وترك التجارة سنة 1905، فأكثر من الرحلات إلى فرنسا وإنجلترا وإيطاليا والقسطنطينية ومصر.

قسطاكي الحمصي
Qestaki al-Homsi.jpg
وُلِد4 فبراير 1858
حلب، سوريا العثمانية
توفي9 مارس 1941
حلب، سوريا
الوظيفةشاعر، كاتب، ناقد
العرقسوري
الصنف الأدبيالقصيدة، الرواية، المقالة
الحركة الأدبيةالنهضة
أبرز الأعمالمنهل الورّاد في علم الانتقاد
مرآة النفوس

وصنّف أفضل كتبه منهل الورّاد في علم الانتقاد وهة في ثلاثة أجزاء. ونشر كثيراً من الفصول في كبريات الصحف والمجلات. وله كتاب "السحر الحلال في شعر الدلال" في سيرة خاله جبرائيل الدلال، وأدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر، و"مجموع رسائل وخطب ومقالات في أغراض شتى" لم يطبع، وديوان شعر كبير، و"مجموع أغان" من تأليفه. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. وشعره تغلب عليه جودة الصنعة، وفي بعضه رقة وحلاوة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أعماله

 
أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر. لتحميل الكتاب، اضغط على الصورة
  • السحر الحلال في شعر الدلال، 1903، القاهرة.
  • منهل الورّاد في علم الانتقاد، 1907، القاهرة.
  • أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر، 1925، حلب.
  • مرآة النفوس، 1935، حلب.

ترك الحمصي شعر قيم نشر بعضه عام 1907 في الإسكندرية، تحت اسم أناشيد من العهد القديم. كتاب آخر بعنوانمختارات من نظم قسطاكي الحمصي نُشر عام 1939، في حلب.

وتُرجم أيضاً الكثير من أعماله من الأدب الفرنسي إلى اللغة العربية.

لسوء الحظ، المجموعة الكاملة لأشعاره لم تُنشر.


قصائده

حديث النفس

إن كـان بعضُ الشعـر غـيرَ سديـــــــــــدِ خُذْ مـن حديث النفس كلَّ مُفـيـــــــــــــدِ
فـالنفسُ سِرٌّ لـم يــــــــــــــنل إدراكه مُستـرشِدٌ إلا بفكِّ قـيــــــــــــــــــود
فكأنه يَعْلـو عـلى مَتْنِ الرِّيـــــــــــــا حِ بنفْحةٍ مقـرونةٍ بخلــــــــــــــــــود
حجـبتْه عـن عـيـن الـبَصـيرِ كثــــــــافةٌ مـن عــــــــــــــنصر الأعْراض ذاتُ سُدود
مـن لِلَّبـيب بأنْ يبـدّدَ مــــــــــــا يُطَوْ وَفُ حَوْلَه مـن عـامـل الـتشْريــــــــــــد
فـيغضَّ طرْفًا عـن مـنـاظر عـالـــــــــــمٍ يلهـو بـه اللاهـونَ بـالـتقْلـيـــــــــد
ويصدَّ سمعًا عـن حديثِ مطـــــــــــــــامعٍ ومظالـمٍ وخِيـانةٍ وحقــــــــــــــــــود
فـيرى تفـاهـاتِ الـحـيـاةِ ولهـوَهـــــــا كـابـوسَ سكرانٍ بخمـرِ قـــــــــــــــرود
تتكشّف الـدنـيـا له عـن صــــــــــــورةٍ معبـودُهـا طمعٌ بـغـــــــــــــــير حدود
ويرى أتـمَّ هِدايةٍ فـي خلـــــــــــــــوةٍ معْ نفسه تـولـيـه كلَّ سُعـــــــــــــــود
متجـرّدًا مـن ثقـلِ أرضـيَّاتهـــــــــــــا متبـاعـدًا عـن مـجـمعٍ مَنْكـــــــــــــود
فـيرى بعـيـن العقـلِ أغربَ مــــــــــنظرٍ لـحضـورهـا فـيـه حضـورُ عـمـيــــــــــد
إذْ إنهـا تبـدو له بـمظاهــــــــــــــرٍ مـا بعـدهـا مـن واضحٍ لـمـريـــــــــــد
ويرى بعـيـن النفس أبـدعَ مـــــــــا إلى إدراكه يصْبـو فؤادُ رشـيــــــــــــــــد
لا يـنـتهـي إعجـابُه مــــــــــــن غِبْطةٍ بـمـواقفٍ لـيست مـن الـمعهــــــــــــود
حتى يـنـاجـي نفسَه بسعـــــــــــــــادةٍ فـوق الـتـي قـد حـازهـا بصعــــــــــود
وكأنمـا النفسُ النفـيسَةُ عُرِّيــــــــــــتْ فصـفتْ صـفـاءَ الجـوهـرِ الـمـنقــــــــود
فرأى بأُلْفَتِهـا عجـائبَ لــــــــــــم تَدُرْ فـي وهـمه كحقـيـقةِ الـمشهــــــــــــود
وأصـابَ لـذَّاتٍ أتتْ عـن صـفْوة الــــــــــ أفكـارِ مـن كـدرٍ ومـن تعْقـيــــــــــــد
وكأنَّ أُلْفته لهـا مــــــــــــــــاءٌ غدا متـمـازجًا مسْكـيَّة العـنقــــــــــــــود
لا لـذة ٌفـي الكـون تَحْكـيـهــــــــا وإنْ لـم تَقتـرنْ أفعـالُهـا بشهـــــــــــــود
بـل لـو بـدا ريبٌ له بـوجـودهــــــــــا فـالريبُ يـدفع حجَّة الـتفـنـيـــــــــــد
هل تستـوي عـند القضـاء شهـادةُ الـــــــ ـمحسـوسِ مـثلَ شهـادةِ الـمـجحـــــــــود؟
فكأنهـا نجـمٌ بأقصى شعــــــــــــــــرةٍ نـاداكَ مضطربًا بقـول مُجـيــــــــــــــد
إن أنـت لـم تُفْكِرْ بجِدٍّ إننــــــــــــــي فـي الكـون مـوجـودٌ عـدِمْتُ وجـــــــــودي
ولكـم عـظائمَ لـم تكـن لـو لـم أكــــــن حدَّثتُ عـنهـا النفسَ فـي مـجهــــــــــودي

ما كان ذنبي

مـا كـان ذنـبـي يـا أعزَّ النــــــــــاسِ حتى بـدلْتِ بـالجَفـا إيـنـاســـــــــــي؟
بَيْنـا أعـلّلُ مـنكِ طرْفـي بـاللِّقـــــــــا جـرَّدتِ بـالهجـران سـيفَ الـيـــــــــــاس
مـا كـنـتُ أحسبُ أن أرى قـلـبًا مـن الــــ ـفـولاذِ فـي جسمٍ مـن الألـمـــــــــــاس
أنسـيـتِ مـوثِقَنـا وأيــــــــــــامًا مضتْ كـانـتْ بعـمـرِ الـدهـر كـالأعـــــــراس؟
قـد كـنـتِ مأمـولـي وقـرَّة نـــــــــاظري قـد كـنـتِ فـي جنحِ الـدُّجى نِبْراســــــــي
قـد كـنـتِ ركـنَ صَبـابتـي وعبـادتـــــــي قـد كـنـتِ عـندي مقـدِسَ الأقــــــــــداس
قـد كـان نجـمـي فـيك فـوق الـمشـتــــري يـا زهـرةً فتـنـتْ عقـولَ النـــــــــــاس
قـد كـنـت لـي أُنْسَ الـحـيـاةِ ونِعْمة الــدْ ـدُنْيـا وطـيبَ النفْسِ والأنفــــــــــــاس
كـانـتْ أويـقـاتُ الهَنـا مـوصـــــــــولةً إذ كـنـتُ أَحْنـي فـوق صدرِكِ راســــــــــي
وأضُمُّ خـصْرَكِ بـالـيـمـيـن وبـالشِّمـــــــا لِ، وقـد سكرْتُ وقـد فقـدْتُ حَواســــــــــي
والقـلـبُ يَخْفقُ والعـيـــــــــــونُ شَواخِصٌ بك والسعـادةُ فـوق كلِّ قـيـــــــــــــاس
إن كـنـتِ قـد أُنْسـيـتِ هـــــــــــذا كلَّه فأنـا وحقِّكِ لـم أكـنْ بـالنـاســــــــــي
فعـلامَ قـابـلْتِ الـمـودةَ بـالجَفــــــــا وبَدَلْتِ لـي الضَّحَّاكَ بــــــــــــــالعَبَّاس؟
وجعـلـتِ حظِّي مـثلَ لـيلـــــــــــي أسْودًا ومزجتِ صـفـوَ العـيشِ بـالــــــــــوَسْواس؟
وجحدْتِ قبـلةَ عهدِنـا وهجـرت بـيــــــــــ ـعةَ حـبِّنـا وكـسَرْتِ لـي أجْراســـــــــــي
وتـركتـنـي غرضَ الشمـــــــــــاتَةِ للعِدا وَيْلـي مـن الـحُسَّاد والــــــــــــــحُرَّاس
وا خَجْلـتـي بعـد الـبَشـاشةِ مـنكِ لــــــي هـذا الجَفـــــــــــــــاءُ بحضْرةِ الجُلاَّس
إن كـان قـد أفتَى لك القسِّيسُ فــــــــــي صَدّي فـمطْرانُ الهَوى شَمَّاســــــــــــــــي
فَلأَحْرِمـنَّ الـمُسْتَحِلَّ لك الجَفـــــــــــــا عـن سِرِّ تـــــــــــــــــوبته مع القُدَّاس
فلقـد أثـارَ بَلابـلـي بفـنـــــــــــونه فـيـمـا قضى واسْتَلَّ روْحَ نُعـاســـــــــــي
هل كـان إلا ديـنَ حقٍّ ديـنُنـــــــــــــا هل فـي الرضـا عـن عـاشقٍ مـن بـــــــاس؟
فبحقِّ مـا بـيـنـي وبـيـنك فـي الهـــــوى لا تسمعـي لـوســـــــــــــــاوسِ الخنَّاس
وتذكّري تلك العهـودَ فإننـــــــــــــــي أوفى محـبٍّ قـام بـيـن النـــــــــــــاس
ولأنـتِ مطلـوبـي مـن الـدنـيـــــــا وإن أحـرقتِ قـلـبـي بـالجفـاء القـاســـــــي

التكريم

 
تمثال قسطاكي الحمصي في حلب.

كُرم قسطاكي الحمصي في مسقط رأسه، مدينة حلب حيث أطلق اسمه على شارع في وسط المدينة. عام 1970، نصب تمثال له في وسط ميدان الحرية في حي العزيزية بحلب.[1]

منزل قسطاكي الحمصي في حلب تحول إلى متحف بجهود من حفيده.[2]

انظر أيضاً

الهامش

الكلمات الدالة: