قاعدة طانطان العسكرية

قاعدة درعة، طانطان العسكرية

مساحتها تعادل ألف ملعب لكرة القدم، أي ألف هكتار. إنها قاعدة طانطان العسكرية التي انطلق العمل بها ليلة عيد الفطر المبارك، 30 شتنبر 2008، والتي اختارتها الإدارة الأمريكية، على بعد 25 كيلومترا قبالة ساحل المحيط الأطلسي و300 كيلومتر عن جزيرة لانثاروتي بأرخبيل الكناري. وبعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من الجدل حول وجودها، يكشف تقرير صدر عن «أفريكا أنفو ماركت» أن «قاعدة طانطان العسكرية انطلق العمل بها ابتداء من 30 شتنبر 2008، حيث تعتبر ثمرة جهود سنتين من المفاوضات والدراسات الاستراتيجية». وبذلك تكون القاعدة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية «أفريكوم»، لمحاربة كل ما له علاقة بالإرهاب على الخصوص، قد «استقرت بالمغرب بشكل نهائي كنتيجة للعلاقات الخارجية المتينة التي تربط المغرب والولايات المتحدة الأمريكية»، تؤكد نفس الوثيقة (تقرير المنعطف المغربي للأربعة أشهر الأولى من سنة 2008). وبالنسبة إلى الأمريكيين، فإن «المغرب هو البلد الإفريقي الأكثر مصداقية من البلدان الإفريقية الأخرى لاستضافة الأفريكوم»، يضيف تقرير «أفريكا أنفو مارك»، في إشارة إلى البيانات التي أدلت بها لجنة البحوث التابعة للكونغرس الأمريكي. إن وضع المغرب الجغرافي و»الاستقرار الداخلي الذي ينعم به يعتبران «سببين رئيسيين للولايات المتحدة لتركيزها على المغرب وإقامة قاعدتها العسكرية الكبرى.

وسيمتد العمل العسكري انطلاقا من قاعدة طانطان العسكرية الأمريكية إلى كامل القارة الإفريقية باستثناء مصر، التي لاتزال تابعة لقيادة «سنتكوم» العسكرية الأمريكية، ومدغشقر، التي تخضع لقيادة «پاكوم» العسكرية بالمحيط الهادئ، يقول تقرير أفريكا أنفوماركت. وحسب مصادر إسبانية، فإن انطلاق الأشغال بدأ بمنتهى السرية في بناء ما كان البنتاغون يصفه قاعدة متطورة ضد الإرهاب في طانطان مع نهاية سنة 2004، ولكن مع بداية 2005 توصلت المخابرات السرية الفرنسية إلى معلومات تفيد بوجود اتفاق بين الرباط وواشنطن. حينها تم إغلاق المنطقة، ولم يعد يسمح حينها بالدخول إلا لأصحاب البذل العسكرية. كما أن الاتفاق المبرم بين البنتاغون والقوات المسلحة الملكية يتضمن استعمال الميناء البحري لطانطان لنزول بعض أساطيل أمريكا الحربية البحرية، حيث انتقل حينها إلى القاعدة حوالي 50 مهندساً جوياً يطلق عليهم اسم «نحل البحر» Seabees ينتمون إلى الفرقة الجوية المتنقلة رقم 1، والذين أشرفوا على بناء ورفع الآليات العسكرية في قاعدة طانطان، أو قاعدة درعة كما يسميها الأمريكيون. وتم إرسال المهندسين إلى المغرب من قاعدة روطا العسكرية في بداية شهر أبريل من سنة 2005، بعد انتهائهم من وضع اللمسات الأخيرة على القاعدة التي يوجد مقرها الدائم في گولبورت، ميسوري، والتي يتم تغيير أعضائها كل ستة أشهر إلى القاعدة الإسبانية الأمريكية بروطا في إقليم قادس جنوب إسبانيا.

وتفيد نفس المصادر بأن العملية الأولى لبناء قاعدة درعة بطانطان كلفت الپنتاگون 4 ملايين دولار تقريبا، وهي مخصصة لتعبيد الطريق إلى القاعدة وتخصيص حقل التدرب على الرماية وإعداد أبراج للمراقبة وتجهيزات للتدريب العسكري، كما تشمل بناء مدرسة بخمسة أقسام لأطفال المنطقة بغلاف قدر بـ200 ألف دولار. وحسب تقارير عسكرية إسبانية، فإن جنرال البحرية الأمريكي جيمس ل. جونز، المكلف بأوروبا وإسرائيل والمشرف على القارة الإفريقية أيضا، هو الذي أشرف على هذا المشروع الذي يدخل في سياق الحرب على الإرهاب على حد قوله، ولرصد وتتبع من سماهم «الجهاديين»، الذين هم على صلة بمنظمة القاعدة في منطقة شمال موريتانيا والساحل. ومن المتوقع أن تتحول قاعدة درعة، التي انطلق العمل فيها في 30 شتنبر 2008 والتي تدعي أمريكا أنها لمحاربة الإرهاب، في مدة قصيرة إلى قاعدة لاستقبال القوات العسكرية في طريقها من وإلى أفغانستان والعراق وأمريكا، كمحطة استراحة، وكذا للقيام بعدة عمليات لوجيستية تسمح للولايات المتحدة الأمريكية بأن تكون لها قاعدة أخرى بديلة عن قاعدة روطا في قادس الإسبانية، بالنظر إلى العلاقات الباردة التي تسود بين مدريد وواشنطن منذ دخول خوسي لويس ثاباتيرو قصر المونكلوا الرئاسي.

وكان الپنتاگون قد وضع خطة استراتيجية لإنزال قواته في منطقة الساحل لمحاربة «إرهاب تنظيم القاعدة» وكذلك لمراقبة الثروات الطاقية وبسط وجوده العسكري في المنطقة. فقبل أن يغادر دونالد رامسفيلد منصبه كوزير الدفاع في إدارة جورج بوش، وضع هو وفريقه خطة موسعة لإقامة «القوات الأمريكية في إفريقيا» (أفريكوم) في منطقة الساحل الإفريقي. وحسب تقرير الپنتاگون، فإن مخطط رامسفيلد فضل إقامة مركز لإدارة العمليات في منطقة وسط موريتانيا يصعب الوصول إليها، حيث بدأ في بناء قاعدة خاصة هناك. وفي الجزائر، قام الأمريكيون ببناء مركز للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، حيث سيتم تعزيزه بقاعدة للتنصت الإلكتروني وللاتصالات في محيط تمنراست في أقصى جنوب الجزائر، وذلك لموقعها الجغرافي من دول الساحل. أما في المغرب، فقد عزز البنتاغون نظام اتصالاته بين قوات «أفريكوم» والقيادة المتمركزة في أوربا، وتحديدا في شتوتگارت (ألمانيا)، وذلك ببناء قاعدة جوية جنوب أكادير. وفي النيجر ومالي، يتم بناء قواعد لتدريب فرق كوماندو ووحدات خاصة بمكافحة الإرهاب، تحت إشراف ضباط أمريكيين متخرجين من الأكاديمية العسكرية «فورت براغ».[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ جمال وهبي (2008-10-05). "انطلاق العمل بقاعدة طانطان العسكرية ليلة عيد الفطر". شبكة شموخ الإسلام. Retrieved 2009-12-30.