رهبنة الآباء الدومينيكان

ظهرت رهبنة الدومينيكان في القرن الثالث عشر الميلادي، ومؤسسها هو القديس عبد الأحد (دومينيك بالفرنسية) ومنذ نشأتها اهتمت بالشرق الأوسط، وقد استقرت مبكرا في القسطنطينية وتونس وبغداد، ثم في الموصل فيما بعد.

وقد كان لرجال هذه الرهبنة فضل كبير على أوربا الوسطى والحديثة، ذلك أنه بفضل تراجمهم من العربية اكتشف معلمو الرهبنة في اللاهوت الفيلسوف أرسطو وابن رشد، ومن بين هؤلاء المعلمين ألبير الكبير، وتوما الأكويني اللذان قاما بتفسير ابن رشد وابن سينا.

وتقول الروايات في ذلك الوقت: إن التبادلات الفكرية قد تطورت إلى مناقشات تدور داخل الأراضي الإسلامية، وهكذا نشأ نشاط يستمر حتى اليوم في معاهد الدومينيكان ويحرص الآباء على مواصلته، ويتمثل هذا النشاط في مصر في معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومينيكان في القاهرة IDEO الذي أنشئ منذ أكثر من خمسين عاما من أجل إقامة حوار علمي وموضوعي بين الإسلام والمسيحية، وذلك بعيدا عن أي تبشير أو تطويع سياسي.