تاج السر الحسن

الدكتور تاج السر الحسن الحسين (1935 - 8 يونيو 2014) شاعر سوداني.

تاج السر الحسن


ولد عام 1935 في الجزيرة أرتولي- الولاية الشمالية (السودان) أنهى دراسته الابتدائية في النهود- كردفان 1946، والقسم الابتدائي بمعهد النهود الديني 1950، وبعد أن أتم دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية بالأزهر وتخرج فيها 1960، ثم سافر إلى موسكو والتحق بمعهد ماكسيم جوركي للآداب 1962، وتخرج فيه 1966 ثم حصل على الدكتوراه 1970.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

اشتغل بالتدريس في معهد العلاقات الدولية بموسكو 1967- 1973. أثناء وجوده في القاهرة وموسكو صدرت له مجموعات شعرية، واشترك في الندوات الأدبية والشعرية وفي البرامج الإذاعية والتلفزيونية، كما أسهم بالكتابة في الصحف السودانية والمصرية والعربية. كما عمل بالتدريس في جامعة عدن في السبعينات من القرن الماضي.


دواوينه الشعرية

قصائد من السودان 1956- القلب الأخضر 1968- قصيدتان لفلسطين 1991- النخلة تسأل أين الناس 1992- الآتون والنبع 1992. مؤلفاته: بين الأدب والسياسة- قضايا جمالية وإنسانية- الابتداعية في الشعر العربي الحديث، بالإضافة إلى نشره العديد من الترجمات من الروسية إلى العربية.


تناول شعره بالدراسة دارسون عرب وأجانب منهم محمد النويهي، ومصطفى هدارة، كما كان موضوع دراسات للماجستير والدكتوراه. تاج السر الحسن من اسرة بها العديد من الشعرا فاخوه الحسين الحسن شاعر مجيد وقد تغني له عبد الكريم الكابلي قصيدة "إني اعتذر".

وفاته

بهدوء ترجل الدكتور تاج السر الحسن، الشاعر والناقد والمفكر السوداني، وألقي بعصاه التي كان يتوكأ عليها ويمشي بها، واحتضنت جثمانه مقابر البنداري في حي الحاج يوسف، أحد الأحياء الفقيرة في أطراف العاصمة السودانية الخرطوم. رحل الشاعر السوداني الكبير ليرقد بجانب زوجته الروسية تاتيانا، التي سبقته إلى دار البقاء قبل أعوام قليلة، والتي كان حزنه على فقدها عميقا.

تاج السر الحسن أسلم الروح مساء الاثنين، ليلتحق أيضا بوالده الذي سبق أن حكى عنه تاج السر في أحد البرامج التلفزية أنه لما كان في موسكو رآه في المنام وهو يعاتبه من مسقط رأسه مدينة النهود وسط السودان، ويلومه على أنه لم يزره منذ مدة طويلة، وما إن مرّ شهر حتى أتاه خبر وفاته. يومذاك نظم شاعرنا قصيدة جاءت فيها أبيات لو تلاها اليوم لكانت معبرة عن لحظة اللقاء، إذ يقول فيها:

يا أبي جئناك طيفا حلما .. لا جوازا معنا لا أمتعة لا هدايا في يدينا، فقراء .. كل ما نملك روح مولعة تاج السر الحسن أثرى المكتبة السودانية والعربية (الجزيرة نت)

أنشودة آسيا وأفريقيا

<embed width="320" height="240" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?fid=b80f37d9b55f63ed8b8" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/</embed>

شدو عبد الكريم الكابلي، وتأليف الدكتور تاج السر الحسن.

الكثير من الساسة وأهل الاهتمام حينما يتحدثون عن العلاقات المصرية السودانية يختصرونها في أسطر من قصيدة "أنشودة آسيا وأفريقيا"، التي كتبها تاج السر الحسن عام 1956 في الذكرى الأولى لمؤتمر باندونگ الذي عقد في إندونسيا عام 1955 وكان النواة الأولى لتأسيس حركة عدم الانحياز. ويقول في القصيدة:

مصر يا أخت بلادي يا شقيقة
يا رياضا عذبة النبع وريقة
يا حقيقة
مصر يا أم جمال أم صابر

وأم صابر هذه امرأة بسيطة كانت تخبئ الذخيرة في ملابسها وتوصلها إلى الثوار المصريين الذين يقاومون الاحتلال الإنجليزي، فخلدها بشعره وهو السوداني، وذلك ما دفع بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلى الصعود إلى خشبة المسرح القومي السوداني في ستينيات القرن الماضي ليقبل الفنان عبد الكريم الكابلي حينما كان يتغنى بها. في "أنشودة أفريقيا وآسيا" ذكر تاج السر الحسن كبار قادة التحرر في أفريقيا وآسيا من جومو كنياتا في كينيا إلى أحمد سوكارنو في إندونيسيا إلى الشاعر الهندي رابندرانات طاغور، وتعتبر هذه القصيدة من الملاحم العربية كلمة ولحنا.

فلقد مُدّت لنا الأيدي الصديقة
وجه غاندي وصدى الهند العميقةْ
صوت طاغور المغني
بجناحين من الشعر على روضةِ فنِّ
يا دمشقُ... كلنا في الفجر والآمال شرقُ
أنتِ يا غابات كينيا يا أزاهرْ
يا نجوماً سمقت مثل المنائرْ
يا جزائرْ...
ها هنا يختلط القوس الموشّى
من كلِّ دارٍ، كل ممشى

ولا غرابة أن تجود قريحته بمثل هذه القصيدة وهو الرجل الذي ارتبط بحركات التحرر في العالم الثالث، وتوسعت مداركه وثقافته بالهجرة والدراسة في الاتحاد السوفيتي السابق، واشتغل بالتدريس في معهد العلاقات الدولية في موسكو، قبل أن يعود إلى السودان ويشغل مناصب عديدة.

تاج السر الحسن لم يكن شاعرا وكفى، بل جمع إلى القوافي ملكة النقد ومهارة الترجمة وغزارة العلم الأكاديمي، وكان نموذجا للمثقف الملتزم بقضايا أمته، في مثابرة شديدة، بدأت منذ خمسينيات القرن المنصرم مع صديقه الراحل الدكتور جيلي عبد الرحمن.

فقد غزوَا منتديات القاهرة وهما طالبان في الجامعة، وأصدرا ديوانا مشتركا بعنوان "قصائد من السودان"، كتب مقدمته الشاعر كمال عبد الحليم، وصور في كلمات بليغة دورهما في حركة التجديد الشعري العربي ومساهمتهما في إنزال الشعر من برج التقليدية إلى براح التجديد والحداثة. تاج السر الحسن اعتبر محبة الجمهور خير تكريم له (الجزيرة نت)

خطاب الوعي

شعر تاج السر الحسن يمثل نموذجا من نماذج خطاب الوعي، ويجمع بين المعرفة والثقافة في انسيابية ورصانة حافظت على قوالب لغوية صحيحة ولم تخرج عن التفعيلة، وقامت على القلق والتأمل الواعد والحالم بغد أجمل، وهو صاحب خبرة شعرية تعمقت بالمعرفة الإنسانية وإجادة اللغات من إنجليزية وروسية وفارسية.

يعتبره الناقد مجذوب عيدروس أحد رواد حركة الشعر الحديث في الخمسينيات، إذ ساهم هو والشاعران جيلي عبد الرحمن ومحمد الفيتوري في تثبيت حركة شعر التفعيلة في الوطن العربي. ويضيف عيدروس في حديث للجزيرة نت أن تاج السر الحسن شارك في الحركة النقدية، وهو "من أفضل الذين تناولوا الحركة الابتداعية في الشعر العربي مع تركيز خاص على المساهمة السودانية".

أما الشاعر عبد الله شابو فيقول إن وفاة تاج السر "خسارة للإنسانية وليس للسودان فحسب"، ويضيف أن شعره "تجسيد لفكره في كلمات، إذ إنه كان يرى أن الإنسان عبارة عن موانئ من الفكر والعاطفة". وبدوره يقول الناقد خالد أحمد بابكر للجزيرة نت إن هذا الشاعر الكبير "ظل دوما ينأى بنفسه عن السلطة ومؤسساتها، وألزم نفسه ذلك النأي الجميل إلزاما قد لا يتوافر عند عدد كبير من الشعراء، إذ ظل -ولآخر رمق- يقف بعيدا عن تخومها لا يلوي على شيء".

قبل رحيله بشهور قليلة ذكر تاج السر الحسن في تصريحات للصحافة أنه رفض كل التكريمات من الحكومات المتعاقبة، لأنه يرى أن تكريمه الحقيقي في محبة الشعب السوداني له.

المصادر