الهرمل، هي بلدة في محافظة بعلبك-الهرمل، لبنان. وهي عاصمة قضاء الهرمل. وبها أول مركز الصليب الأحمر اللبناني للإسعافات الأولية.[2] معظم سكان الهرمل 95% من المسلمين الشيعة.[3]

الهرمل
قاموع الهرمل.
قاموع الهرمل.
الهرمل is located in لبنان
الهرمل
الهرمل
موقع الهرمل في لبنان
الإحداثيات: 34°23′29″N 36°23′45″E / 34.39139°N 36.39583°E / 34.39139; 36.39583Coordinates: 34°23′29″N 36°23′45″E / 34.39139°N 36.39583°E / 34.39139; 36.39583
البلد لبنان
المحافظةمحافظة بعلبك-الهرمل
القضاءالهرمل
المساحة
 • الإجمالي136٫4 كم² (52٫7 ميل²)
المنسوب
780 m (2٬560 ft)
التعداد
 • الإجمالي22٬250[1]
 • الكثافة660/km2 (1٬700/sq mi)
منطقة التوقيتUTC+2 (EET)
 • الصيف (التوقيت الصيفي)+3
Hermel Pyramid.jpg
مجموعة أدوات من الحجر الصوان تم العثور عليها في قمع الهرمل. 1. End scraper on a flake. 2. Transverse scraper and awl on a thin flake. 3. Borer on a flake blade. 4. Burin with a wide working edge on a heavy flake. All in matt brown flint.

يوجد في الهرمل هرم قديم يعرف بقاموع الهرمل ويقع على بعد 6 كم تقريباً جنوب البلدة والذي يعتبر معلماً شهيراً يستقطب السياح المحليين.[4]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

 
نهر العاصي في الهرمل.

أما في أصل التسمية، فهناك ثلاثة آراء حول معنى كلمة «الهرمل»: الأول، أنها كلمة عربية الأصل، تعني: المسنّة، أي المتقدمة في السن، وقد سُمّيت المدينة بهذا الاسم اشارة إلى قدمها. وقد ورد في كتاب تاج العروس للزبيدي [5] ويؤيد ذلك ما ورد في كتاب «العين» للخليل بن احمد الفراهيدي [6]، إذ قال: هرملت العجوز: صارت كالخرقة البالية من الكبر. فهي هِرمل وفقاً لما مر. وكذا ما جاء في كتاب قاموع الهرمل لسان العرب لإبن منظور: هرمل: هرملت العجوز: بليت من الكبر[7].

الثاني، أنها كلمة مركبة من كلمتين: هرم وإيل، أي هرم الإله، أو هرم الملك إيل، وذلك في إشارة إلى «القاموع» [8]المعروف الواقع على احدى التلال المشرفة عليها والذي يأخذ في اعلاه شكل الهرم. ودمجت الكلمتان، فصارتا «هرمل»، ثم أدخلت عليها لام التعريف.

الثالث هو أن «هرمل» اسم لأمير إمارة عِرْقة (بلدة تقع شرق طرابلس) التي امتدت من شكا حتى مدينة هيليوبولس (بعلبك) عام 75 ق.م. وكان هذا الامير يصطاد في تلك المنطقة فلقي حتفه، ودفن فيها، وأقيم على قبره عامود هرمي، وسميت المنطقة هرمل نسبة اليه. ويؤيد هذا وجود نقوش على «القاموع» تصور صيد الغزلان في تلك البراري.

ويشهد لهذا القول ما نقله مخايل موسى ألوف البعلبكي في كتابه «تاريخ بعلبك» (المطبعة الأدبية، بيروت 1926، ص 35) عن الاستاذ بردريزه من ان هذا القاموع هو مدفن لاحد امراء الاسر الشرقية التي كانت مالكة في هذه الجهات، بني في القرن الثاني أو الاول قبل المسيح، لأن شكل بنائه لا يتفق مع هندسة الابنية اليونانية، وانما هو بناء شرقي صميم متجه الى الشرق شأنه شأن غيره من الابنية الشرقية.

وما نميل اليه من هذه الأقوال الثلاثة هو الأول، لأن كلمة هرم عربية، وكلمة إيل سريانية، والتركيب بين كلمتين من لغتين مختلفتين بعيد. ولا ينقذ الموقف ما نقل عن البعض من ان الكلمة مركّبة من حرم وإيل، بمعنى حرم الرب، ثم حولت الحاء الى هاء، لأن الحرم كلمة عربية ايضاً، ولأنه لا داعي لتحويلها الى هاء مع كون الحاء من الحروف العربية الاصيلة.

والقول الثالث لا يوجد ما يدل عليه في رواية موثوقة، لذا فإن ما بين أيدينا من كلمة لها اصل عربي مناسب في معناه لتسمية مدينة قديمة مثل الهرمل لا يسمح لنا بالعدول عن القول الاول الى غيره مما هو مجرد تحليل لا مدينة ضاربة في القدمدليل عليه.

ومجرد كونها مدينة قديمة سابقة في وجودها على وجود العرب في المنطقة لا يستلزم بالضرورة ان يكون الاسم قديماً أيضاً، اذ لا مانع من ان يكون لها اسم قديم سرياني أو غير سرياني قبل دخول العرب اليها، ثم أعيد تسميتها باسم عربي. ويشهد لذلك ان الاسم القديم لنهر العاصي هو نهر «الأرنط» أو «الأرند»، ثم تمت تسميته باسم عربي عُرف به في ما بعد. فقد جاء في «معجم البلدان» لياقوت الحموي [9]: «فأقاموا على الأرنط، وهو النهر المسمى بالعاصي». وقال في موضع آخر: «الأُرُنْد: بضمتين، وسكون النون، ودال مهملة: اسم لنهر انطاكية، وهو نهر الرستن المعروف بالعاصي» .[10]


الجغرافيا

تقع الهرمل في شمال شرقي لبنان. تبعد 143كلم عن بيروت. ترتفع 780م عن سطح البحر. تبلغ مساحتها الإجمالية 136.4 كلم2. ويبلغ عدد سكانها حوالي 90000 نسمة[11].

علم الآثار

 
طبيعة الهرمل.

تعتبر الهرمل من المدن الضاربة عميقاً في التاريخ، وتدل على قدمها الآثار التاريخية التي عثر عليها في المناطق المجاورة لها، ومنها: القاموع، وبعض المغارات الموجودة فيها والتي تعود إلى العهد الروماني، وما وجد من نقوش مسمارية على بعض صخورها تعود إلى العهد الآشوري.[12]

وإذا كنا غير قادرين على تحديد عمر المدينة على وجه الدقة، إلا أن الدلائل تشير إلى أن الانسان سكن الهرمل منذ القدم لكثرة ينابيعها العذبة، وربما منذ أن جرى نهر العاصي، وشكّل مجراه الحالي، لأنه من المستبعد جداً أن لا تجذب المياه الغزيرة بني البشر اليها، ومن المعروف انهم، ومنذ فجر التاريخ، لا يزالون يبحثون عن الماء والكلأ.

وافتراض أن الانسان سكن تلك المنطقة منذ القدم لا يعني بالضرورة وجود الهرمل كقرية متكاملة على شكلها الحالي أو قريب منه، فربما كانت بيوتاً متباعدة شكلت في ما بعد نواة لما بات يعرف اليوم بالهرمل.

ومن الدلائل التي اعتمدتها منظمة اليونسكو على قدم المدينة، القبور الموجودة في المغارات الواقعة حول حافتي نهر العاصي، وآثار اخرى موجودة حتى اليوم في منطقة بريصا تؤكد مرور الملك نبوخذ نصر فيها، وقد نقش بالكتابة المسمارية على احدى صخورها أنه لبث فيها ستة أشهر كرّم خلالها جنوده الذين شاركوا في غزو أورشليم في ما عُرف بالسبي البابلي لليهود.

ومن المعروف أن نبوخذ نصر من ملوك الكلدانيين في بابل، وأن ملكه بدأ عام 604 ق.م.

جاء في قاموس الكتاب المقدس: «ربلة: اسم سامي ربما كان معناه جمهور أو كثرة، وهي مدينة في أرض حماه كان المصريون مرابطين فيها... وعندما ألقي القبض على صدقيا بعد هربه من أورشليم أتي به الى نبوخذ نصر الذي كان في ربلة، وهذا الأخير قلع عينيه وقيّده في سلاسل ليرسله إلى بابل. وفي ربلة أيضاً قتل بنوه ورؤساء يهوذا. ولا يعرف على وجه التحقيق ان كانت هي ذات ربلة التي ذكر عنها في سفر العدد (الإصحاح 34: الفقرة 11) أنها شرقي عين ـ أي العين الكبيرة التي يخرج منها نهر العاصي ـ واسم البلد الحديث هرمل». [13].

أما اذا أردنا أن نربط بداية وجود المدينة بتاريخ نهر العاصي، بما أنها تقع على ضفافه، والعادة تقضي بأن يسكن الناس حول الأنهار، فان وجود نهر العاصي ضارب بعمق في التاريخ إلى ما يزيد عن ألف ومائتي سنة قبل الميلاد. ففي «قاموس الكتاب المقدس»: «أما رمسيس من الأسرة التاسعة عشرة الثاني الذي حكم حوالي 1290 ـ 1223 ق.م. وهو من أشهر فراعنة مصر قديماً، فقد قاد معركة بالقرب من قادش ضد الحثيين وحلفائهم فقهرهم، وتعقّبهم الى نهر العاصي [14].


قاموع الهرمل

الروايات المتعددة عن هذا الصرح زاخرة بالتكهنات، حيث تناقل الأهالي رواية مفادها أن ابن أحد ملوك الفرس صرعه خنزير بري أثناء قيامه برحلة صيد، وتكريماً لذكراه، أمر الملك ببناء ضريح عند أعلى نقطة من السهل الموجود في المنطقة، أو في المكان الذي قضى فيه الابن، استناداً الى النقوش البادية على الجهات الأربع من النصب والتي ترمز الى المعركة التي دارت بين الفتى والخنزير، عدا عن رواية أخرى تشير إلى أن النصب شيّد فوق قبر ملك روماني كان يدعى هرمليوس[15]

الهرم القابع فوق هذه المنطقة وحيداً وسط الأرض القاحلة يبدو للزائر في وضوح كلي، يضاف اليه أن الدولة الفرنسية خلال فترة انتدابها للبنان عام ،1927 أمرت بفتح القاموع لعلمها بأنه يضم كنوزاً وأمتعة وأسلحة من أيام الفرس. وبغض النظر عن صحة هذه الرواية، وعما إذا كان الفرنسيون وجدوا مبتغاهم، فإن علماء آثار فرنسيين أعادوا ترميم الزاوية التي طالها الهدم من الجهة الجنوبية - الغربية من الهرم عام 1931 مستخدمين حجارة بركانية سوداء بازلت تبدو للعيان مختلفة عن حجارته الكلسية القديمة.

تركيبة البناء

الهرم أو القاموع يرتفع 26 متراً عن سطح الأرض، وهو عبارة عن كتلة واحدة خالية من أي باب أو نافذة، مؤلف من قاعدة بارتفاع 1.40 متر، وهي عبارة عن ثلاث طبقات من الرخام الأسود، وترتفع فوقها ثلاثة طوابق: سفلي مربع الشكل ارتفاعه 7.80 متر مزّين بالنقوش ومحاطة كل جهة منه بالاعمدة، ووسطي مربع الشكل ارتفاعه 7,20 متر، زيّنت كل جهة منه بأربعة أعمدة متناسقة الشكل بإرتفاع 0.60 متر، وعلوي هرمي الشكل ارتفاعه 9.60 متر، مزين بلوحات فنية محفورة على جدرانه، وببعض النقوش التي تمثل صوراً ووجوهاً لبعض الملوك، كما يرمز بعضها الى مشاهد صيد الخنازير البرية والغزلان، بوجود احد الدببة الذي يحمي صغاره. ولكن ما يوحد كل المشاهد المنقوشة على الهرم هو خلوها من أي أثر للصيادين، والاستعاضة عنهم بعدة الصيد من الرماح والاقواس والعصي الحديدية، وأشياء أخرى يصعب تحديد ما هيتها، إضافة الى الكلاب، الأمر الذي لم يجد له علماء الآثار أي تفسير حتى الآن، كما هو لغز هذا القاموع.


أما الجزء الثاني فيتألف من ثمانية مداميك، وتبرز من كل جهة اربعة أعمدة ملتصقة وبارزة عن بطن الهرم، وتعلو هذه الأعمدة تيجان وكورنيش بعدة أضلاع متساوية وبارزة عن الهرم. والجزء الأعلى من الهرم تبدأ قاعدته بشكل نصف دائري، ويلتف أفقياً على جوانب الهرم بشكل هندسي رائع، ومنه تنطلق قاعدة الهرم النهائية بحيث تشبه رأس المسلة، ويجعلنا نفكر بأن هذا الهرم متأثر بالحضارة الفرعونية، لكن هذا لا يعني أن هذا البناء فرعوني، فهذا النمط من البناء له طابع خاص ومميز بين الآثار الرومانية والأوروبية وفي بعض الأحيان كانت تمتزج الحضارات ببعضها البعض من حيث التحالف الروماني الذي يمتد من مصر حتى سوريا، لكن من دون أن يضيّع الرومان أحرفهم الأصلية التي حملوها معهم من روما، حيث السياسة الموحدة التي كانت روما تفرضها على العالم، ويتولد هذا التوحيد من تأثرها بالحضارة اليونانية، حيث تولدت فيما بعد الحضارة البيزنطية.

أهداف البناء

الهدف من بناء القاموع هو مراقبة المنطقة ترقباً للجيوش الغازية، وأيضاً نقطة دليل للقوافل التجارية والعسكرية، التي كانت تصل من جبيل مروراً بقلعة فقرا وأفقا وقلعة بعلبك واللبوة ثم الهرمل وحمص ومملكة تدمر، وكانت تصدر من هذا الهرم إشارات ضوئية تصل مدينة بعلبك بمملكة تدمر لتعلن وصول الملوك والجيوش أو الغزاة. وفي ملاحظة لكيفية بناء هذا الهرم وكم هي الاسرار التي تكمن في داخله وخارجه وشكله واتجاه واجهاته الاربع، نرى أن الواجهة الجنوبية تتجه بشكل مباشر نحو بعلبك والواجهة الشمالية نحو حمص ومملكة تدمر، أما الجنوبية فنحو سلسلة الجبال التي تطل على البحر المتوسط من أجل مراقبة الغزاة، أما الواجهة الشرقية التي تطل عليها سلسلة الجبال الشرقية، حيث توجد أسفل هذه السلسلة القنوات التي كانت تغذي مملكة تدمر بالمياه. أما السهل الذي يحيط بالهرم، فكان يزرع بالقمح الذي كان يغذي الجيوش الرومانية، ولقد سميت هذه المنطقة بإهراءات روما، وكانت الألوان الذهبية تتلألأ في هذا السهل عند يباس الحصاد في شهر يونيو، وكان يعج بالحيوانات خاصة الغزلان، وهذا ما تؤكده رسوم الصيد الموجودة على واجهات الهرم الأربع.

يشير أحد المراجع عن تاريخ وهدف بناء هذا الهرم، حيث يقول إنه كانت له ميزة سابقة تختلف عن الميزة التي هي عليه الآن، ففي بداية الامر كانت أهداف بنائه كمعبد دُفن فيه أحد الملوك وتم ردمه، حيث يقع المدفن في الأسفل. ومن أجل هذا الأمر فإن جزءاً منه هدم وسلب ما في داخله ثم أُعيد ترميمه، وهذا ملاحظ من أشكال الحجارة الجديدة التي رُمم بها. فليس هناك أي اعتقاد بأن هذا الهرم هدم بفعل العوامل الطبيعية اي الزلازل. إن بناءه وشكله الهندسي لا يسمحان له بـالتهدم بسهولة، ذلك لأنه في الداخل مملوء بالردم وحجارته متشابكة بمواد وأتربة قوية.


المصادر

  1. ^ "Hermel". Localiban.
  2. ^ Our Centers Archived 2006-02-12 at the Wayback Machine
  3. ^ Car bomb blasts Lebanese town near Syria border, 2014-01-16, https://www.theguardian.com/world/2014/jan/16/car-bomb-blasts-lebanese-town-hermel-syria 
  4. ^ Paul Doyle (1 March 2012). Lebanon. Bradt Travel Guides. pp. 215–. ISBN 978-1-84162-370-2. Retrieved 26 September 2012.
  5. ^ (ج 15، ص 801): الهرمل: المسنّة.
  6. ^ (ج 4، ص 128)
  7. ^ (ج 11، ص 695)
  8. ^ (ذكره الكتبي في «فوات الوفيات»، ج 2، ص 364، والصفدي في «وافي الوفيات» ج 3، ص 126)
  9. ^ (ج 2، ص 303)
  10. ^ أين تقع الهرمل، موضوع
  11. ^ لوكاليبان - مدينة الهرمل
  12. ^ الهرمل في التاريخ، الموقع الرسمي لبلدية الهرمل
  13. ^ (مجمّع الكنائس الشرقية، قاموس الكتاب المقدس، ص 398)
  14. ^ (المرجع السابق، ص 898)
  15. ^ "قاموع الهرمل خزينة أسرار تسترخي على نهر العاصي". جريدة الاتحاد الإماراتية. 2009-01-10. Retrieved 2018-01-30.