الإسلام في سويسرا

الإسلام هو أحد أبرز الديانات في سويسرا. وفق إحصاء 2001 كان هناك 310,000 مسلم يعيشون في سويسرا مشكلين 4.26% من مجمل تعداد السكان. جدير بالذكر أن الإسلام ليس ديناً معترف به رسمياً في البلاد.

مسجد محمود في زيورخ

جزء من السلسلات حول
إسلام حسب البلد

IslamicWorldNusretColpan.jpg
 ع  ن  ت

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أماكن تواجد المسلمين

يوجد أكبر تجمع للمسلمين في الهضبة السويسرية وهي منطقة ناطقة بالألمانية، وتبلغ نسبة المسلمين داخل الكانتونات اكثر من 5% من مجموع السكان:

المسلمون منتشرون بشكل متساوي في مناطق سويسرا وذلك على خلاف ما هو عليه الحال في العديد من الدول الأوروبية الأخرى، حيث يتركز المسلمون من مناطق بعينها. وبأخذ النسب بعين الاعتبار نجد أن أعلى نسبة من المسلمين إلى مجمل تعداد السكان توجد في كانتون بازل الناطق بالألمانية (6.72%) بينما أقل نسبة هي في كانتون تيتشينو الناطق بالإيطالية (1.82%).

في سويسرا يندمج المسلمون داخل مجتمعهم بصورة أكبر من اندماج المسلمين في مجتمعات غربية أخرى ، ويؤكد بعض المسلمين في سويسرا أنهم يتمتعون بحقوق لا يحلمون بها في أوطانهم الأصلية ، بينما يقول آخرون : إن أغنياء العرب الذين يقصدون سويسرا يلاقون معاملة تختلف عن تلك التي يواجهها الفقراء من أبناء بلدتهم، الذين قصدوا هذا البلد ، لا للبحث عن حسابات مصرفية بل جرياً وراء لقمة العيش أو للعمل ، أو هرباً من نظام جائر.

المسلمون في سويسرا يستغلون ظروف الحرية المتاحة ليطالبوا بالاعتراف بدينهم رسمياً ، وتسهيل إعطائهم الجنسية السويسرية، وهذا ما لا يستطيعون المطالبة به في العديد من الدول العربية والإسلامية.

يعيش نحو نصف مليون مسلم في سويسرا منذ عقدين من الزمن أو أكثر ، ويذهب غالبيتهم إلى أن حالهم أفضل من حال المسلمين في بلدان غربية أخرى ، أما الأسباب فلعل أولها أن سويسرا لم تكن يوماً ما دولة استعمارية.

مما يلاحظ أيضاً أن الغالبية الساحقة من المسلمين في سويسرا (88%) ليسوا مواطنين سويسريين. في حين أن عدد المسلمين السويسريين هو أقل من 12% من مجمل المسلمين في البلاد (حوالي 36 ألفاً أي نحو 0.5% فقط من مجمل تعداد السكان).

معظم مسلمي سويسرا هم في الأصل من يوغوسلافيا السابقة (56.4%، جاء معظمهم من البوسنة والهرسك وكوسوفو وجمهورية مقدونيا) في حين جاء 20.2% منهم من تركيا.

أشهر الشخصيات الإسلامية في سويسرا وأحد أشهر الشخصيات الإسلامية في أوروبا هو المفكر طارق رمضان، وهو من أصول مصرية ويقيم في جنيف.


التاريخ والأصول

من الناحية التاريخية فقد استقر بعض المسلمين العرب والبربر في كانتون فاليز منذ القرن العاشر الميلادي، كما قاموا باحتلال ممر سانت برنارد العظيم (وهو أقدم ممر عبر الألب الغربية)، كما وصلوا إلى سانت جالن شمالاً وراتيا شرقاً (راتيا هي أحد مقاطعات الإمبراطورية الرومانية وتمثل اليوم مقاطعات شرق ووسط سويسرا الحالية).


أراء بعض الشخصيات

  • إبراهيم صلاح من اتحاد الجمعيات الإسلامية في سويسرا: لا يستطيع مسلم في سويسرا أن يشكو من شيء، فنحن نتمتع هنا بحقوق وحرية وعدالة، لا نتمتع بها في أيّ بلد من بلداننا الأصلية.

وتتعامل السلطات السويسرية مع الجالية المسلمة بتسامح وتساهل ، وبكثير من المساواة ، يقول جوزيف دايس وزير الخارجية السويسري: لا أعتقد أن لنا مشكلة مع المهاجرين لأننا بلد يدافع عن الحريات، لاسيما الدينية منها، وليس هنالك أي مجال للتمييز أو التفرقة في حق أي من الديانات.

  • أحمد زناد من حركة النهضة التونسية واللاجئ إلى سويسرا: من الأشياء التي تواجه اللاجئ السياسي إلى سويسرا هو معنى الدولة، فمعناها ليس أبداً الاستبداد، كما إنها ليست بالدولة المائعة أو المفقودة، الدولة موجودة بقانونها ، وبجملة حريات تعطيها للمواطن ، وأعتقد أن مساحة الحريات وتقنين الحريات سبق وجود المسلمين هنا، وحتى التقييدات التي وجدت سبقت وجود المسلمين في سويسرا.

وبخلاف بعض الحكومات الغربية، لا تحمل السلطات السويسرية المسلمين وزر أخطاء البعض منهم ، وما يرتكبونه من مخالفات أو جرائم.

  • كريستيان دوك من قسم مكافحة الإرهاب في الداخلية السويسرية: الإسلام كدين لا يسبب لنا بأي حالٍ من الأحوال أية مشكلة أمنية، ولكن يمكن أن يكون بعض المسلمين أو غير مسلمين مهاجرين كانوا أو من ذوي الأصول السويسرية يشكلون خطراً أمنياً كأفراد مستقلين بغض النظر عن ديانتهم.
  • كاترين الشوليمسلمة فرنسية تقول: هنالك اختلافات منها أن المسلمين في سويسرا أقرب إلى السلطات ، فهم يمارسون نشاطاتهم وشعائرهم بشكل عادي دون أية مشكلة، على عكس ما يحصل في فرنسا ، حيث هناك تحفّظات على المسلمين وأنشطتهم ، وكما تعرفون فإن ماضي سويسرا يختلف عن ماضي فرنسا، فكل ما هو ديني يذكر بصراعات قديمة في تاريخ فرنسا، لاسيما تلك التي حصلت في العصور الوسطى بين العلمانيين والكنيسة.

أغنياء العرب وفقرائهم

تشهد سويسرا تناقضاً كبيراً طرفاه مسلمون، فلهذه البلاد يحج الكثير من أغنياء العرب والمسلمين ليودعوا مصارفها أموالهم، وفي المقابل هناك مئات الألوف من الفقراء واللاجئين من المسلمين في نفس البلد.

  • أورسولا راتف الكاتبة والصحفية السويسرية تقول: إننا لا نبحث هذا الأمر علناً، ولكن الأمر واضح ، ومعاملتنا للناس واضحة، إننا نرحب بالأغنياء ، ونحاول إبقاء الفقراء بعيداً عن بلدنا. هذا التناقض يؤثر ولا يؤثر على تعامل السويسريين مع طرفي المعادلة.
  • المصرية فوزية العشماوي الأستاذة في جامعة جنيف تقول: المعاملة لأثرياء الخليج غير معاملة فقراء البوسنة والهرسك والشيشان وكوسوفو، ولكن يمكن القول : إنهم يحترمون القيمة الإنسانية للإنسان، بغض النظر عن كونه فقيراً أو غنياً.

بعض العناصر الإيجابية

من العناصر الإيجابية التي حسّنت صورة المسلمين في سويسرا ، ودفعت عملهم التنظيمي إلى الأمام تدفق أعداد غير قليلة من اللاجئين السياسيين ذوي الثقافة العالية والوعي المعمق ، يقول أحمد زناد حول هذه النقطة: قدوم عدد من اللاجئين السياسيين الي هذا البلد أثّر على نوعية العمل الإسلامي ، وعلى اهتمام السويسريين بالمسلمين، فهناك ملتقيات، هناك ندوات ، وهناك نشاطات في المساجد تطورت بقدوم هؤلاء، كذلك هنالك طرح جديد في التعامل مع المجتمع الذي نعيش فيه ، والانتقال من حالة الهامشية والعزلة التي كان يمثّلها العمال، وهم عمّال قليلي الثقافة ، وقليلي الإمكانيات في التعامل عادة، إلى حالة التواصل والتفاهم، فصار لدينا اليوم حوار ديني مع السويسريين، وأنشط من يقوم بهذا الحوار هم اللاجئون السياسيون ،

ومن العناصر الإيجابية الأخرى التي يتمتع بها المسلمون في سويسرا هو الاستقرار، فبعد أن كانوا يفكرون بعقلية السائح أو ابن السبيل باتوا الآن يفكرون بعقلية المواطن. يقول إبراهيم يوسف إمام المركز الإسلامي في زيوريخ: من قبل كنّا نقول أن إقامتنا في هذه البلاد مؤقتة وأننا سنعود، أعتقد أن هذه المقولة قد انتهت وولت ، فنحن في هذه البلاد منذ أكثر من 17 سنة ، والمعتقد الذي نشعر به ونلمسه الآن عن كثير من إخواننا هو أنهم سيستوطنون هذه الديار.

بعض العناصر السلبية

هذه الصورة الوردية لا تخفي العديد من السلبيات والنواقص التي تشوب حياة المسلمين في سويسرا ، فتسامح الناس في المجتمع مازال أقل من تسامح الحكومة والسلطات.

  • تقول المسلمة السويسرية ليلى لاريزيه: عندما لا نستشف من الشكل الخارجي أن هذا الشخص مسلم ، أو عندما لا يعلن أنه مسلم فلا تكون هناك مشكلة، عندما لا يصلي هذا الشخص أو لا ترتدي الحجاب فليس هنالك من مشكلة أيضاً، ولكن ما أن يتبيّن بأننا مسلمون من خلال أنشطتنا ، أو عندما نريد أن نعبّر عن إسلامنا فإن الأمر يكون مخيفاً.
  • تقول اورسولا راتف: بشكل عام يحمل الناس فكرة تضارب الحضارات أو صراع الحضارات ؛ لذلك فإن العنصر الأساسي هنا هو التطرف الإسلامي، وهذا ما يأخذه الناس من وسائل الإعلام.

العلاقة مع الحكومة والسلطات

العلاقة مع الحكومة والسلطات وإن كانت حسنة نسبياً فإنها لم تصل بعد إلى المستوى المثالي لتقصيرٍ من الجانبين.

  • يقول إبراهيم اليوسف إمام المركز الإسلامي في زيوريخ: العلاقة بين المسلمين والحكومة السويسرية إلى الآن لم تأخذ العمق اللازم؛ لأننا لم نعرف إلى الآن كيف نستغل ما تمنحه لنا قوانين هذه البلاد ودساتيرها، وحسن المعاملة التي نجدها في هذه البلاد.

مطالب المسلمين

مطالب المسلمين الأساسية تتلخص :

  • أولاً، بالاعتراف بالإسلام كدين رسمي ، وهو ما يعني تمويل التعليم الإسلامي خاصة.
  • ثانياً، تسهيل حصول المسلمين على الجنسية السويسرية.


يقول إبراهيم صلاح: الجالية الإسلامية لازالت فقيرة، وليس عندها الإمكانية لكي تصرف على مدارس ومؤسسات ومراكز ومساجد وغيرها، ثم إنها تطالب بالتجنيس ؛ لأن عدم التجنيس يورث القلق دائماً ، فالتجنيس واجب ؛ لأننا نريد أن يشارك أولادنا في الأحزاب السياسية.

المساجد

يوجد في سويسرا مسجدين فقط، أحدهما في زيورخ والآخر في جنيف. إلا أن هناك نحو 120 مصلى في مختلف أرجاء البلاد، ونحو 100 مصلى غير رسمي. وقد رفض مجلس مدينة برن عام 2007 خطط بناء أحد أكبر المراكز الثقافية الإسلامية في المدينة.

حظر بناء المآذن

 
الملصق الرئيسي لداعي لحظر المآذن في سويسرا (النسخة الفرنسية).
 
نتائج استفتاء نوفمبر 2009 حسب الكانتون. الأحمر يدل على معارضة لحظر المآذن، الأخضر يؤيد الحظر.

وفي الاستفتاء في 29 نوفمبر 2009، التعديل لحظر بناء مآذن جديدة، الذي كان يحتاج أغلبية مزدوجة لكي يـُمرَّر، قد حاز موافقة 57.5% من الناخبين وكذلك 22 كانتون من أصل 26. جنيڤ، ڤود ونوشاتل، جميع الكانتونات المتكلمة بالفرنسية، صوتت ضد الحظر (59.7%، 53.1% و 50.9% بالترتيب). كانتون بازل، الذي يضم أكبر أكبر جالية مسلمة في سويسرا، رفض أيضاً الحظر بنسبة 51.6%. بلغ إقبال المصوتين 55%.[2]

فقط أربعة من 26 كانتون عارضت المبادرة، الأمر الذي منح الاستفتاء الأغلبية المزدوجة التي تجعل الحظر على المآذن جزءاً من الدستور السويسري.[3]

وحتى يوم التصويت، كان يوجد أربع مآذن في سويسرا، مرتبطين بمساجد في زيورخ، جنيڤ، ونترثور وڤانگن باي اُلتن. هذه المآذن الموجودة بالفعل لن تزال.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ردود الأفعال

وقد أثار الحظر ردود فعل سلبية في العالم الإسلامي وغيره. رحب النائب الهولندي اليميني خيرت ڤيلدرز بنتيجة الاستفتاء السويسري، وأعرب عن عزمه تنظيم استفتاء مماثل في هولندا. وقال أن الاستفتاء كان أول فرصة للشعوب الاوروبية أن تدلي برأيها مباشرة في محاولات أسلمة اوروبا.

كما صرح ناطق باسم الڤاتيكان بأنه "لطمة لحرية الأديان".[4]

حظر النقاب

في 7 مارس 2021، وافق الناخبون في سويسرا بأغلبية ضئيلة على اقتراح لليمين المتطرف بحظر أغطية الوجه في استفتاء مُلزم. والمجموعة التي اقترحت هذا الاستفتاء هي نفسها التي كانت وراء تنظيم استفتاء تسبب في فرض حظر على إقامة مآذن جديدة في عام 2009. وأظهرت النتائج الرسمية المؤقتة أنه تمت الموافقة على الاقتراح، الذي سيتم بموجبه تعديل الدستور السويسري، بنسبة 51.2% مقابل رفض 48.8% من الناخبين.<ref>"بأغلبية ضئيلة.. سويسرا توافق رسميا على حظر النقاب". دويتشه فيله. 2021-03-07. Retrieved 2021-03-09.

وبذلك، تنضم سويسرا إلى فرنسا والنمسا وبلغاريا وبلجيكا والدنمارك التي سبقتها في هذا المجال، بعد سنوات من الجدل. ولم تشر المبادرة التي تقدم بها الحزب الديموقراطي المركزي اليميني القومي، صراحة إلى البرقع أو النقاب، لكن الملصقات الدعائية للحملة كانت تشير لها بشكل واضح.

وفي أرجاء عدة مدن سويسرية، انتشرت ملصقات تابعة للحملة تقول "أوقفوا الإسلام الراديكالي" و"أوقفوا التطرف"، ترافقها صورة لامرأة منقبة. وينص قرار الحظر على عدم إمكانية تغطية كامل الوجه في العلن، سواء في المحال أو في الأماكن المفتوحة الأخرى. ويستثنى من ذلك أماكن العبادة خصوصا. وبناء على نتائج الاستفتاء سيمنع أيضا على مشاغبي ملاعب كرة القدم والمتظاهرين وضع الأقنعة التي تغطي الوجه.

انظر أيضاً

مصادر ووصلات خارجية

  1. ^ "Religious Composition by Country, 2010-2050". Pew Research Center. 12 April 2015. Retrieved 22 October 2017.
  2. ^ Minaret result seen as "turning point". swissinfo, November 29, 2009. Accessed November 29, 2009
  3. ^ Swiss Approve Constitutional Ban on Mosque Minarets Retrieved November 30, 2009
  4. ^ "Swiss minaret ban condemned by Vatican". ديلي تلگراف. 2009-11-30. Retrieved 2009-11-30.