الفترة الانتقالية الثالثة الفرعونية

الفترة المصرية الإنتقالية الثالثة بالإنجليزية Third Intermediate Period of Egypt ، هو الاسم الذي اطلقه علماء المصريات علي الفترة ما بين نهاية الدولة المصرية الحديثة وحلول الأسرة المصرية السادسة والعشرون.

الفترة الانتقالية الثالثة الفرعونية

1069 ق.م.–664 ق.م.
الفصائل السياسية فتـَّت مصر أثناء الفترة الانتقالية الثالثة. وتبين الحدود أعلاه الوضع السياسي أثناء منتصف القرن الثامن ق.م..
الفصائل السياسية فتـَّت مصر أثناء الفترة الانتقالية الثالثة. وتبين الحدود أعلاه الوضع السياسي أثناء منتصف القرن الثامن ق.م..
العاصمة
اللغات الشائعةالمصرية القديمة
الدين الديانة المصرية القديمة
الحكومةملكية
فرعون 
التاريخ 
• تأسست
1069 ق.م.
• انحلت
664 ق.م.
سبقها
تلاها
المملكة المصرية الحديثة
الفترة المتأخرة من مصر القديمة
الامبراطورية الآشورية الحديثة
Today part of مصر
الأسر الفرعونية
بمصر القديمة
مصر قبل الأسرات
عصر نشأة الأسرات
عصر الأسر المبكرة
1 - 2
الدولة القديمة
3 - 4 - 5 - 6
الفترة الانتقالية الأولى
7 - 8 - 9 - 10 -
11 (طيبة فقط)
الدولة الوسطى
11 (كل مصر)
12 - 13 - 14
الفترة الانتقالية الثانية
15 - 16 - 17
الدولة الحديثة
18 - 19 - 20
الفترة الانتقالية الثالثة
21 - 22 - 23 - 24 - 25
العصر المتأخر
26 - 27 - 28
29 - 30 - 31
العصر الإغريقي والروماني
بطالمة - الإمبراطورية الرومانية
الفصائل السياسية فتـَّت مصر أثناء الفترة الانتقالية الثالثة. وتبين الحدود أعلاه الوضع السياسي أثناء منتصف القرن الثامن ق.م..
الأسرة 25
أهرامات نوري

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التطورات السياسية

سادت في هذه الفترة كثير من التقلبات التي استمرت طوال ما يزيد عن أربعة قرون، وهي تعد حدا فاصلا بين مرحلة التدهور والإنحلال التي حكم خلالها الرعامسة الأواخر، وبين اليوم الذي تم فيه إعادة توحيد البلاد بقيادة الملك بسماتيك الأول Psammetique I مفتتحا بذلك "عصر النهضة الصاوية" الرائعة. وعلى مدى فترات طويلة كان البعض يطلق على هذه المرحلة المتدهورة اسم "ما قبل الصاوية" ، بل هناك من أوصوا حديثا بتسميتها "الدولة الحديثة المتأخرة" وهي تسمية تبتعد عن "الإمبريالية" فعلا. تجسدت مظاهر تعد السلطات الإقليمية في وجود العديد من الملوك الفراعنة، وفي اضمحلال توسع مصر الإستعماري التي عانت من الإنهيار، ثم من الغزو الأجنبي. كل ذلك يبرر استعمال وصف محايد، كما هو الحال بالنسبة لفترتي الإنتقال السابقتين. ولا شك أن هذا الوصف يقدم كنموذج للجغرافيا السياسية، ويبين كيف تمكنت هذه العصور الصعبة من التحول من الثقافة والمؤسسات التي ترجع إلى عصر الرعامسة إلى ثقافة "عصر النهضة" التي تبلورت في عصري الإثيوبيين والصاويين.[1]

وبالرغم مما ساد هذا العصر من مظاهر سيطرة المحاربين الليبيين، وعدم الأمان، ونهب القبور، وارتفاع شأن الإله آمون من خلال كهنته، واضمحلال النظام الملكي الحاكم، فقد بدأت تلك المرحلة الإنتقالية خلال حكم الرعامسة الأواخر، لكن اتفق على تحديد بدايتها نحو عام 1080 ق.م عندما تقلد القائد والكاهن الأعظم "حريحور Herihor سلطة تكاد تكون ملكية بطيبة، بينما قام سمندس ملك تانيس بإدارة مصر السفلى. وما تبع ذلك التجديد الوهمي يمكن تقسيمه إلى أربع مراحل هي:


مرحلة الملوك التانيسيين و الملوك الكهنة

(1069 - 945 ق.م) . أسس فيها سمندس الأسرة الواحدة والعشرين، وكان أكثر أفرادها شهرة هو الملك "بسوسنس الأول ابن الكاهن الأعظم والملك الطيبي بينجم، في الوقت نفسصه حكمت سلالة من كبار كهنة آمون جنوب مصر. وتفشي الليبيون في منطقتي مصر السفلى والوسطى.

مرحلة سيطرة الملوك ذوي الأصل الليبي

(945 - 850 ق.م)، أسس فيها شوشنق الأول الأسرة الثانية والعشرين "البوباسطية"، وعلى مدى قرن كامل استطاعت مصر أن تستعيد بعض سيطرتها في الخارج، وانطلقت متألقة في أوجه نشاط التشييد (كما هو الحال في عصر الملك أوسركون الثاني) ، وأنعم فيها أيضا على الأبناء الملكيين ككبار لكهنة آمون وحكام لهيراكليوبوليس Heracleopolis.

الفوضى الليبية

وهي مرحلة سادتها سمات التمزق المتزايد (850 - 730 ق.م)، وتأججت فيها نيران الحروب الأهلية داخل البلاد، والمنازعات والصراعات بين السلالات الحاكمة المكونة من أسرات المقاطعات. وتعايش فيها فرعونان، وأخيرا أي حوالي عام 780 ق.م حدث الإنفصال والإنشقاق بين مصر السفلى والعليا. وفي نهاية الأمر وجدت البلاد نفسها مقسمة بين خمسة أفراد يطالب كل منهم بأحقيته في ارتقاء العرش. وفي الوقت ذاته أقر نحو عشرة من كبار حكام القاليم الشمالية بالأحقية المقدسة لواحد من هؤلاء المطالبين بالعرش.

فترة النزاع من أجل إعادة توحيد البلاد

(730 - 656 ق.م)، فيها استطاعت الأسر الأثيوبية أن تضم إليها منطقة الجنوب نهائيا، وانتهت فترة الإنتقال، ولم يستطع المصطلح الكوشي أن يتقدم خطوة واحدة جهة الشمال، فقد خاضت ضده الأسرتان الرابعة والعشرون والسادسة والعشرون في سايس صراعا مميتا من أجل الإستيلاء على منف والدلتا. واستطاعت الغزوات الآشورية أن تقهر الأثيوبيين وتطردهم شر طرده. وبفضل ذلك الفراغ الذي تركه تقهقر الأثيوبيين، وبسبب انحطاط الآشوريين استطاع الملك الصاوي توحيد القطر سريعا، ولم تمنعه الإنقسامات من إشعال شرارة النهضة الثقافية.

ومن الناحية الشكلية، فخلال فترات الإنهيار حفظت التقاليد الملكية المنقوشة على الحجر، حتى في الوقت الذي كان يحكم فيه القطرين خمسة ملوك. أما من الناحية العقائدية فإن القصر أي "البيت العظيم" (برعا) كان يمتزج دائما في نطاق الدولة العام. وفي عصر الليبيين تحدد ذلك التقليد بوضع ال"برعا" - كلقب - أمام اسم ولادة الحاكم (الفرعون أوسركون). في الواقع لم يكن الفرعون بهذه الدرجة من العظمة والفخامة التي تصورها النصوص والنقوش: إذ أقدم بعض الأمراء على تأريخ نصوصهم بإحدى سنوات حكم ملك من الملوك المنافسين.. تاركين خرطوشه دون كتابة اسمه بداخله. كما أن الفرعون الورع المتدين المدعو "بعنخي" رفض ذات مرة استقبال اثنين من زملائه المصريين اللذين لم يحترما قواعد التطهر الإجباري في بيت الملك. وبالرغم من الإديولوجية الدينية التي كان الملوك الكهنة يقومون بصياغتها ونشرها، وكذلك بالرغم من أن كبار الليبيين والكوشيين كانوا يخضعون الأمور السياسية لسيطرةآمون، فإن أصول الطقوس الكهنوتية قد استطاعت المحافظة على الدور الأساسي للإسم الملكي كوسيط.

ويمكننا من خلال التاريخ الملكي ملاحظة مظهرين بارزين ومرتبطين ببعضهما: سيادة الوساطة التي تمارسها السلطة الإلهية على السلطة البشرية، والأهمية التي تتمتع به الأسرة الكهنوتية فهي المسئولة عن العبادة وممتلكات المعابد. وفي ظل حكم التانيسيين والليبيين انتشرت وسادت ظاهرة الحصول على تصديق وإقرار وسيط آمون فتمام مختلف الأعمال العامة. أما الزعماء المحليون الذين كانوا يقومون أيضا بقيادة الوحدات العسكرية ويرأسون الكهنة، فقد كانوا يستمدون قوتهم وسيطرتهم، بل وأحيانا العرش الملكي، من إله مدينتهم.كما يلاحظ أيضا خلال فترة الإنتقال الثالثة ظهور وتطور ملامح مصر الصاوية: من هيمنةعلى مدن الدلتا، وعبادة الحيوانات المقدسة، واللجوء إلى التقاليد العتيقة، وإضفاء الروحانية الشمسية على الطقوس الجنائزية، وظهور المبادئ الأولى للاهوت المحلي (بظهور كهنة متخصصين)، وانتشار شعبية أوزيريس، وإضفاء الصيغة الشيطانية على الإله "ست"، وتقديس الأشكال الطفولية لأبناء الآلهة (العبادة الماميزية في بيت الولادة).

الثقافة والأدب

ولقد كفلت هذه الفترة بالرغم مما سادها من نزاعات وصراعات داخلية وغزوات الحفاظ على التراث الأدبي والفني، والعمل على إثرائه. وبلغت مظاهر التبحر والتعمق في علم اللاهوت والسحر في ظل حكم "الملوك الكهنة" ذروتها في الأوساط الكهنوتية بطيبة (مثل تجمع الفصول الإضافية من كتاب الموتى)و التجميع النهائي لبردية "جرين فيلد Papyrus Greenfiled" وتبسيط كتاب الأمدوات Am-Douat..إلخ).ومن الأعمال الأدبية التي أبدعها كتاب ذلك العصر، قصة "ون آمون" وهي مغامرة توحي بالعبرة، والخطاب الذي يحكي من خلاله كاهن عين شمس المدعو "ورماي" ما مر به من مصاعب ومصائب، وقائمة أسماء الأعلام "الأمنوبي Amenope" وهي عبارة عن قائمة تعدادية للواقع الجغرافي والإجتماعي والإقتصادي خلال حكم الرعامسة. وتجددت في هذا العصر الأنماط والأساليب التقليدية في النقوش والكتابة (خاصة في كتابة السيرة الذاتية في عصور الملوك الشاشنقة).

الأسر

الصور

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ پاسكال ڤيرنوس (1999). موسوعة الفراعنة. دار الفكر. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • Dodson, Aidan Mark. 2001. “Third Intermediate Period.” In The Oxford Encyclopedia of Ancient Egypt, edited by Donald Bruce Redford. Vol. 3 of 3 vols. Oxford, New York, and Cairo: Oxford University Press and The American University in Cairo Press. 388-394.
  • Kitchen, Kenneth Anderson. [1996]. The Third Intermediate Period in Egypt (1100-650 BC). 3rd ed. Warminster: Aris & Phillips Limited.
  • Myśliwiec, Karol. 2000. The Twighlight of Ancient Egypt: First Millennium B.C.E. Translated by David Lorton. Ithaca and London: Cornell University Press.
  • Taylor, John H. 2000. “The Third Intermediate Period (1069-664 BC).” In The Oxford History of Ancient Egypt, edited by Ian Shaw. Oxford and New York: Oxford University Press. 330-368.