تيمورلنك (8 أبريل 1336 - فبراير 1405 م) قائد مغولي من القرن الرابع عشر ومؤسس الإمبراطورية التيمورية (1370 - 1405 م) في وسط آسيا وأول الحكام في العائلة التيمورية الحاكمة والتي استمرت حتى عام 1506 م. ويعني اسمه "لنك الأعرج" نتيجة لإصابته بجرح خلال إحدى معاركه. أما كلمة تيمور فتعني بالتركية والمنغولية "الحديد". كان تيمورلنك قائدًا عسكريًا فذًا قام بحملات توسعية شرسة أدّت إلى مقتل العديد من المدنيين وإلى اغتنام مجتمعات بأكملها. وتيمورلنك كان يدعي الإسلام، ويبدي كثيراً من التقديس لآل النبي (ص). واهتم بجمع العلماء الصناع المهرة من البلاد التي يغزوها إلى عاصمته سمرقند.

تصورُ لتيمور بناءاً على رفاته.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المولد والنشأة

في إحدى قرى مدينة "كش" ولد تيمور في (25 من شعبان 736 هـ = 8 أبريل 1336م). ومدينة كش هي اليوم مدينة "شهر سبز"، أي المدينة الخضراء بالفارسية، وتقع جنوبي سمرقند في أوزبكستان.

عاش تيمور أيام صباه بين أفراد قبيلة "البرلاس" الأوزبكية أقرباء أجداده، وأتقن فنون الحرب الشائعة عند القبائل الصحراوية من الصيد والفروسية ورمي السهام، حتى غدا فارسًا ماهرًا، متقنًا لرمي السهام. ودخل في المذهب النصيرية على يد السيد بركة عندما التقى به في بلدة بلخ. وكان لبركة دوراً هاماً (في الفترات اللاحقة) في تشجيع تيمورلنك على غزواته وبخاصة مع تقتمش خان.


قصة الحضارة عن تيمور

عرفنا أول عرفنا عن التتار أنهم قوم رحل من آسيا الوسطى، وأنهم أنسباء وأقرباء، وجيران للمغول، وشاركوهم في الحملات على أوربا، ووصف كاتب صيني من القرن الثالث عشر تحدرهم، وصفاً كثير الشبه بما صور به المؤرخ جوردانيز أمة الهون قبل ذلك بألف سنة، فالتتار قصار القامة، كريهو الطلعة والمحيا للغرباء عنهم، يجهلون القراءة والكتابة، مهرة في الحرب، يسددون سهامهم دون أن تطيش من فوق ظهر جواد مسرع، ويحافظون على استمرار جنسهم أو عرقهم بالمواظبة على تعدد الزوجات. وكانوا في هجراتهم وحملاتهم ينقلون معهم كل متاعهم وأسراتهم - الزوجات والأولاد والجمال والخيول والغنم والكلاب، ويرعون الحيوانات فيما بين المعارك، ويتغذون بلحومها وألبانها، ويتخذون الملابس من جلودها. وكانوا يأكلون بنهم وشراهة عند توافر المؤن، ولكن كانوا يحتملون الجوع والعطش والقيظ والقر، "بصبر أكثر من أي شعب آخر في العالم "(17). وكانوا يتسلحون بالسهام المكسوة أطرافها أحياناً بالنفط الملتهب، وبالمدافع، وبكل معدات العصور الوسطى للحصار، ومن ثم كانوا أداة صالحة مستعدة لكل من كان يحلم بتأسيس إمبراطورية منذ كان في المهد صبياً.

وعندما مات جنكيزخان (1227) وزع ملكه على أبنائه الأربعة. فأعطى جغتاي الاقليم المحيط بسمرقند، وحدث أن أطلق اسم هذا الابن على قبائل المغول أو التتار التي حكمها. وولد تيمور (أي الحديد)، في مدينة "كش Kesh" في بلاد ما وراء النهر، لأمير إحدى هذه القبائل. وطبقاً لما رواه كلافيجو Clavijo أدى "سوط الله" الجديد هذه المهمة منذ نعومة أظفاره: فنظم عصابات من صغار اللصوص لسرقة الغنم والماشية من المراعي المجاورة (18). وفقد في إحدى هذه المغامرات إصبعيه الوسطى والسبابة من يده اليمنى، وفي مغامرة أخرى أصيب بجرح في عقبه، ومن ثم عرج بقية أيام حياته (19) فلقبه أعداؤه Timur-i-Lang أى تيمور الأعرج، ولكن الغربيين غير المدققين، مثل مارلو حرفوا هذا الاسم إلى Tamburlane أو Tamerane. وقد وجد تيمور فسحة من الوقت لتلقي قليل من التعليم، وقرأ الشعر، وعرف الفرق بين المبادئ والانحلال. ولما بلغ سن السادسة عشرة ولاه أبوه زعامة القبيلة. وآوى إلى أحد الأديار، لأن هذا الرجل العجوز (الوالد) قال عن الدنيا إنها ليست "أفضل من زهرية من الذهب مليئة بالثعابين والعقارب" وقيل إن الوالد نصح ابنه أن يرعى الديانة دوماً، واتبع تيمور هذه الوصية إلى حد تحويل الرجال إلى مآذن (تكديس بعضهم فوق بعض للتنكيل بهم).

وفي سنة 1361 عين خان المغول "خوجة الياس" حاكماً على بلاد ما وراء النهر، وعين تيمور مستشاراً له، ولكن الشاب النشيط لم يكن قد نضج بعد لممارسة فن الحكم، وتشاجر بعنف مع سائر موظفي خوجة الياس، وأجبر على الهروب من سمرقند إلى الصحراء... فجمع حوله عدداً من المحاربين الشبان، وضم عصبته إلى عصبة أخيه الأمير حسين الذي كان في مثل ظروفه. وتجولوا من مكمن إلى مكمن، حتى تحجرت أجسامهم ونفوسهم بسب الأخطار والتشرد والفقر، إلى واتاهم بعض الحظ حين استخدموا لقمع فتنة في سيستان Sistan ، وما أن اشتد عود الأخوين حتى أعلنا الحرب على خوجة الياس وخلعاه وذبحاه. وأصبحا حاكمين في سمرقند على قبائل جغتاي (1365)، وبعد ذلك بخمس سنوات تآمر تيمور على ذبح الأمير حسين، وأصبح السلطان الوحيد.

وتروى سيرة حياته المشكوك فيها، عن عام 769هـ (1367م): "دخلت عامي الثالث والثلاثين، ولما كنت دوماً قلق البال لا يقر لي قرار، فقد كنت تواقاً إلى غزو بعض البلاد المجاورة"(20). وكان يقضي أيام الشتاء في سمرقند، وقل أن انقضى ربيع دون أن يخرج فيه إلى حملة جديدة. وقد لقن المدن والقبائل في بلاد ما وراء النهر أن تتقبل حكمه طواعية أو سلماً لا حرباً. وفتح خراسان وسيستان، واخضع المدينتين الغنيتين هراة وكابول، وأحبط المقاومة والتمرد بما كان ينزل من عقاب وحشي. ولما استسلمت مدينة سبزاوار Sabzawar بعد حصار كلفه كثيراً، أسر ألفين من رجالها، "وكدسهم أحياء، الواحد فوق الآخر، وضرب عليهم بنطاق من الآجر والطين، وأقام منهم مئذنة، حتى إذا استقين الرجال جبروت غضبه، لا يعود يغويهم شيطان الصلف والكبرياء". وهكذا روى القصة مادح معاصر(21). وغفلت مدينة زيرية Zirih عن هذه الحقيقة وأبدت مقاومة، فأقام الغازي من رؤوس أبنائها عدداً أكبر من المآذن. واجتاح تيمور أذربيجان واستولى على لورستان وتبريز، وأرسل فنانيهما إلى سمرقند. واستسلمت أصفهان في 1387 وارتضت بقاء حامية من التتار بها، فلما غادر تيمور المدينة انقض السكان على الحامية وذبحوا رجالها. فعاد تيمور بجيشه وانقض على المدينة وأمر كل فرد في جيشه أن يأتيه برأس واحد من الفرس. وقيل إن سبعين ألفاً من رءوس الأصفهانيين علقت على أسوار المدينة أو أقيمت منها أبراج تزين الشوارع (22). فلما سكن روع تيمور وهدأت نفسه خفض الضرائب التي كانت المدينة تدفعها لحاكمها، ودفعت سائر مدن فارس الفدية دون ضجة.

وتقول أسطورة أطراف من أن تصدق، إنه في شيراز في 1387، دعا تيمور أشهر مواطني المدينة إلى المثول بين يديه، وقرأ عليه غاضباً سطوراً (من الشعر) كانت قد قدمت فيها مدينتا بخاري وسمرقند من أجل الخال في خد سيدة، وقيل إن تيمور شكا غاضباً وهو يقول: "إني بضربات سيفي اللامع الصقيل أخضعت معظم الأرض المعمورة لأزين بخاري، وسمرقند، مقر حكومتي، وأنت أيها التعس الحقير تريد أن تبيعهما من أجل شامة سوداء في خد سيدة تركية في شيراز!" وتؤكد الرواية أن حافظ انحنى أمام الأمير وقال: "وا أسفاه أيها الأمير، أن هذا التبذير هو سبب البؤس الذي تراني فيه". واستساغ تيمور هذا الجواب فأبقى على حياة الشاعر ومنحه هدية سنية. ومما يؤسف له أن أحداً من كتاب سيرة تيمور المتقدمين لم يورد ذكر هذه الحادثة الطريفة(23).

وعند ما كان تيمور في جنوبي فارس جاءته الأبناء بأن طقطميش خان القبيلة الذهبية انتهز فرصة غيابه ليغزو بلاد ما وراء النهر، بل حتى ليعمل السلب والنهب في المدينة الجميلة بخاري التي قدرها حافظ بنصف خال على خد سيدة، فسار تيمور ألف ميل إلى الشمال (تصور مشاكل التموين في مثل هذه المسيرة)، ورد طقطميش إلى الفولجا. وسار جنوباً وغرباً وأغار على العراق وجورجيا وأرمينية، وهو يذبح في طريقه كل السادة الذين دمغهم بأنهم "شيوعيون مضللون"(24). واستولى في 1393 على بغداد بناء طلب سكانها الذين لم يعودوا يحتملون جور سلطانهم أحمد بن أويس. ولما رأى تدهور العاصمة أمر معاونيه بإعادة بنائها، وفي نفس الوقت أضاف إلى حريمه نخبة من الزوجات، وغلى حاشيته واحداً من اشهر الموسيقيين، ولجأ السلطان أحمد إلى بايزيد الأول سلطان العثمانيين في بروسة. وطلب تيمور تسليم السلطان أحمد، فرد بايزيد بأن هذا أمر يخدش تقاليد الضيافة عند الأتراك.

وكان من الممكن أن يتقدم تيمور إلى بروسه، لولا أن طقطميش عاود غزو بلاد ما وراء النهر، فاكتسح التتري المهتاج جنوبي روسيا، وبينما كان طقطميش مختبئاً في البرية، اجتاح مدينتي القبيلة الذهبية: سراي واستراخان. ولما لم يجد تيمور أية مقاومة، تقدم بجيشه غرباً من الفلجا إلى الدون، وربما كان من خطته أن يضم روسيا كلها إلى مملكته. وأقسام الروس في البلاد الصلوات في حرارة وحمية، وحملت "عذراء فلاديمير" إلى موسكو، بين صفوف الضارعين الراكعين وهم يصيحون: "يا أم الاله، خلصي روسيا". وساعد فقر السهوب على إنقاذها. ولما وجد تيمور أنه لا غناء في هذه السهول الجرداء ولا شيء فيها يمكن سلبه، ارتد إلى الدون وقاد جنوده المنهوكين الجياع إلى سمرقند (1395-1396).

وتجمع كل الروايات على أنه كان في الهند ثروات تشتري مائة روسيا، وأعلن تيمور أن حكام المسلمين في شمال الهند شديدو التسامح مع الهندوس الوثنيين الذين يجب عليهم اعتناق الاسلام أو تحويلهم إليه. وسار تيمور، وهو في الثالثة والستين من العمر على رأس جيش قوامه 92.000 رجل (1398). وعلى مقربة من دلهي التقى بجيش سلطانها محمود، فهزمه، وذبح مائة ألف (؟) سجين، ونهب العاصمة، وجلب معه إلى سمرقند كل ما استطاعت جنوده ودوابه أن تحمل من ثروات الهند الأسطورية.

وفي 1399، ولم تكن قد محيت من ذاكرته قصة أحمد وبايزيد الأول، تقدم مرة ثانية، وعبر فارس إلى أذربيجان، وخلع ابنه المبذر المضيع الذي كان حاكماً عليها، وشنق الشعراء والوزراء الذين كانوا قد أغروا الشاب بالانغماس في اللهو، واجتاح جورجيا. ولما دخل آسيا الصغرى حاصر سيواس، واغتاظ لطول مقاومتها، فدفن أربعة آلاف جندي مسيحي أحياء- أو أن مثل هذه القصص من دعاية الحرب؟ ورغبة منه في حماية جناح جيشه عند مهاجمة العثمانيين، أرسل رسولاً إلى مصر مقترحاً ميثاق عدم اعتداء، ولكن سلطان المماليك أودع الرسول السجن، واستأجر سفاحاً لقتل تيمور. وباء المشروع بالإخقاق. وبعد إخضاع حمص وحلب وبعلبك ودمشق، سار التتري إلى بغداد التي طردت كل الموظفين الذين عينهم هو. واستولى عليها بثمن باهظ، وأمر جنوده البالغ عددهم عشرين ألفاً بأن يحضر إليه كل منهم رأس واحد من الأهالي. وتم له ما أراد- أو هكذا قيل: أغنياء وفقراء، رجالاً ونساء، شيباً وشباناً، فكلهم دفعوا ضريبة الرأس هذه، وكدست رءوسهم على شكل أهرام مروعة أمام أبواب المدينة (1401). وأبقى الغزاة على مساجد المسلمين وعلى أديار الرهبان والراهبات ، وسلبوا ودمروا ما عداها تدميراً تاماً، حتى العاصمة التي كانت يوماً مدينة زاهرة باهرة لم تعد سيرتها الأولى إلا في أيامنا هذه بفضل زيت البترول.

وإذا أيقن آنذاك تيمور أنه يمكنه أن يطمئن على ملكه عن اليمين وعن الشمال ،أرسل إلى بايزيد إنذاراً نهائياً للتسليم . ولكن سلطان الأتراك الذي زادت ثقته بنفسه يفضل انتصاره في معركة نيقوبوليس 1396، أجاب بأنه سوف يسحق جيش التتار ويتخذ من زوجة تيمور الأثيرة جارية له (25) والحم أقدر قائدين في زمانهما في أنقرة 1401، وأرغمت استراتيجية تيمور أعدائه الأتراك على القتال بعد أن أرهقتهم وأنهك قواهم طول السير. وهزم الأتراك هزيمة منكرة وأخذ بايزيد أسيراً. وابتهجت القسطنطينية، وظل العالم المسيحي بمنجاة من الأتراك لمدة نصف قرن بفضل التتار. وواصل تيمور سيره في اتجاه أوربا إلى بروسه واحرقها، وحمل معه من المدينة المكتبة البيزنطية والأبواب الفضية. وتقدم نحو البحر المتوسط، وانتزع أزمير من أيدي فرسان رودس، وذبح السكان،وقدمت جنوه التي كانت لا تزال تحتفظ بخيوس وفوشيا وميتلين خضوعها ودفعت الجزية. وأفرج سلطان مصر عن رسول ملك التتار، وانخرط في الزمرة الممتازة، زمرة التابعين الخاضعين لسلطان تيمور. وعاد تيمور أدراجه الى سمرقند، وهو أقوى حكام عصر، حيث امتد ملكه من أواسط آسيا إلى النيل ومن البسفور إلى الهند. وبعث إليه هنري الرابع ملك إنجلترا بالتهنئة، كما أوفدت إليه فرنسا أسقفاً يحمل الهدايا. وأرفد إليه هنري الثالث ملك قشتالة بعثة شهيرة برياسة روى جونزاليز كلافيجو. وإنا لمدينون لمذكرات كلافيجو بمعظم ما نعلمه عن بلاط تيمور. فقد غادر قادس في 13 مايو 1403، ومر بالقسطنطينية وطرابزون وأرضروم, وتبريز وطهران (التي وردت الآن لأول مرة على لسان أحد الأوربين) ونيسابور، ومشهد، حتى وصل سمرقند في 31 أغسطس 1404. وكان قد توقع لسبب ما، أن هناك قوماً من السفاكين الكريهى الطلعة. وما كان أشد دهشته لكبر عاصمة تيمور وازدهارها، وفخامة المساجد والقصور، وسلوك سادتها وعاداتهم الحميدة، وثراء البلاط وترفه، واحتشاد للفنانين والشعراء حول تيمور احتفاء به وتكريماً له.

وكانت المدينة آنذاك قد مضى على بنائها أكثر من ألفى عام، وكانت تضم نحو مائة وخمسين ألف نسمة مع "مجموعة من أعظم الدور وأجملها"، مع كثير من القصور "التي تضللها الأشجار"، بهذا كله رجح كلافيجو أن سمرقند "أكبر من أشبيلية"، هذا بخلاف الضواحي المترامية. وكان الماء يرفع إلى البيوت من نهر يجري بالقرب من المدينة، وكست مياه الري المنطقة الخلفية بالخضرة. وتضوع الهواء بعبير البساتين والكروم. وتوافرت المراعي للأغنام والماشية، ونمت المحاصيل الكثيرة. وكان في المدينة مصانع للمدافع والدروع والأقواس والسهام والزجاج والخزف، والمنسوجات المتناهية في اللمعان بما فيها "القرمزي" وهو الصباغة الحمراء، ومنه اشتقت اللفظة الإنجليزية Crimson. وكانت المدينة تضم التتار والأتراك والعرب والفرس والعراقيين والأفغانيين والكرجيين والأرمن والكاثوليك والنساطرة والهندوس، ممن يعملون في الحوانيت أو في الحقول، ويسكنون في بيوت من الطوب أو من الطين أو الخشب، أو يسرحون ويمرحون في المدينة على ضفة النهر، كل يمارس شعائره الدينية في حرية تامة، ويدعو لعقيدته المتعارضة مع سائر العقائد. وكانت تحف على جوانب الشوارع الرئيسية الأشجار والحوانيت والمساجد والمدارس والمكتبات، وكان هناك مرصد، وكان ثمة جادة رئيسية عريضة تقطع، في خط مستقيم، المدينة من أحد طرفيها إلى الطرف الآخر، وكان القطاع الرئيسي من هذا الطريق العام مغطى بالزجاج(26).

وفي 8 سبتمبر استقبل إمبراطور التتار كلافيجو، الذي مر بساحة فسيحة "نصبت فيها خيام كثيرة من الحرير"، وسرادقات مطرزة بالحرير، وكانت الخيمة هي المسكن المألوف لدى التتار، وكان لتيمور نفسه في هذه الساحة خيمة يبلغ 300 قدم، كما كان هناك أيضاً قصور ذوات أرضية من الرخام أو القرميد، مزودة بأثاث متين مرصع بالأحجار الكريمة، وكله مصنوع أحياناً من الفضة أو الذهب. ووجد كلافيجو ملك التتار جالساً القرفصاء على وسائد من الحرير "تحت مدخل أجمل قصر" قبالة نافورة يندفع منها عامود من الماء الذي انصب في حوض يتحرك فيه التفاح بلا انقطاع. وكان تمور يرتدي عباءة من الحرير ويلبس قبعة عالية واسعة مرصعة بالياقوت واللآلىء. وكان هذا العاهل طويل القامة نشيطاً يقظاً، أما الآن وهو في سن الثامنة والستين، فقد كان منحنياً ضعيفاً متوجعاً، وكاد أن يكون كفيفاً. وكان يستطيع بشق النفس أن يرفع جفنيه ليرى السفير.

وحصل تيمور من الثقافة على ما يمكن أن يحتمله رجل عمل، فقرأ التاريخ؛ وجمع الفن والفنانين، وصادق الشعراء والعلماء، واستطاع عند الاقتضاء أن يتحلى بأجمل العادات. واستوى غروره مع قدرته، مما لم يتفوق فيه أحد عليه في زمانه. وقدر تيمور على العكس من قيصر، أن القسوة جزء ضروري من الاستراتيجية، ولكنه، إذا صدقنا ضحاياه، غالباً ما يبدو آثماً متهماً بالقسوة لمجرد الانتقام. فإنه حتى في إدارته المدنية كان يسرف في الحكم بالإعدام، حتى على محافظ اتبع سياسة الظلم في المدينة، أو على جزار تقاضي للحم ثمناً أكثر مما ينبغي (27). إنه نفذ سياسة القسوة والعنف بوصفها ضرورية لحكم شعب لم يألف القانون بعد. وبرر مذابحه على أنها وسيلة لإرغام القبائل المخالفة للقانون والنظام على اتباع النظام ومتطلبات الأمن في دولة موحدة قوية. ولكنه مثل سائر الغزاة والفاتحين أحب القوة لذاتها، وأحب الغنائم والأسلاب من أجل العظمة التي يمكن أن تغطي الغنائم تكاليفها.

وفي 1405 شرع في فتح منغوليا والصين، يراوده حلم إنشاء دولة تضم نصف العالم، وتربط بين البحر المتوسط وبحر الصين. وكان جيشه يتألف من مائتي الف من الرجال الأشداء. ولكنه قضى نحبه في أتار Ottar على الحدود الشمالية من مملكته، وكانت آخر أوامره أن يتابع جيشه سيره، ولبرهة بسيطة تقدم جواده الأشهب المسرج، دون أن يمتطيه صاحبه، وهو يسير الهوينا في خطى متزنة - تقدم الحشد. ولكن جنوده كانوا على يقين من أن عقل قائدهم وإرادته كانتا تشكلان نصف قوتهم، فعادوا على عجل إلى أوطانهم وهم في حداد على موت القائد، وقد كتب لهم الخلاص من هذه المهمة. وشيد له بنوه في سمرقند مقبرة فخمة هي "مقبرة الأمير"، وهي عبارة عن برج تعلوه قبة ضخمة بصلية الشكل، مكسوة واجهتها بالآجر ذي الطلاء الأزرق الجميل الفيروزي المائل للخضرة.

وتحطمت إمبراطورية تيمور بموته، وكادت الأقاليم الغربية أن تنهار في الحال. وكان لزاماً أن يقنع أولاده بالشرق الأوسط. وكان أعقل أفراداً أسرة تيمور هو شاه رخ الذي رخص لابنه أو لوج في أن يحكم بلاد ما وراء النهر من سمرقند، على حين حكم الوالد نفسه خراسان من هراة، وتحت حكم خليفتي تيمور هذين أصبحت العاصمتان مركزين متنافسين على ازدهار التتار وثقافتهم، ازدهاراً وثقافة تعدلان أياً من مثيلاتهما في أوربا في ذات العصر (1405-1449). وكان شاه رخ قائداً قديراً يحب السلام، وقد شجع الفنون والآداب، وأسس في هراة مكتبة ذائعة الصيت. وقال أحد أمراء أسرة تيمور "إن هراة هي جنة الدنيا" (28). أما أولوح بك فقد رعى رجال العلم، وشيد في سمرقند أعظم مرصد في ذاك العصر. وقال أحد كتاب السير المنمقين من المسلمين:

"كان عالماً، عادلاً، بارعاً نشيطاً، على درجة كبيرة من المعرفة بعلم الفلك، على حين أنه في علوم البلاغة كان شديد التدقيق. وسمت مكانة رجال العلم في عصره إلى ذروتها. وفي الهندسة فسر أدق المسائل، أما في علم الظواهر الكونية (الكوزموجرافيا) فقد شرح كتاب بطلمبوس. ولم يجلس على العرش ملك مثله قط حتى اليوم. وسجل ملاحظات عن النجوم بالتعاون مع العلماء الأولين. وأسس في سمرقند كلية لا يمكن أن يوجد لها الأقاليم المتاخمة السبعة مثيل من جمالها ومكانتها وقيمتها"(29).

ولكن هذا النموذج الفريد للرعاية قتل في 1449 بيد ابن غير شرعي له. واستمرت هذه الثقافة العالية التي تميزت بها أسرة تيمور على عهد السلطان "أبو سعيد" والسلطان "حسين بن بيقره" في هراة حتى نهاية القرن الخامس عشر. وفي 1501 استولى مغول الأوزبك على سمرقند وبخارى، وفي 1510 انتزع الشاه الصفوى هراة وبابور، وفر آخر حكام أسرة تيمور إلى الهند وأسس هناك أسرة مغولية جعلت من دلهي الإسلامية بعاصمة رائعة في روعة رومه على عهد أسرة مديتشي.

بداية الظهور

ملف:Timur-200px.jpg
تمثال تيمور ممتطياً جواده في سمرقند بأوزبكستان.

أول ما عرف من حال تيمور أنه كان يتحرم، فسرق في بعض الليالي غنمة وحملها ليهرب بها، فآنتبه الراعي وضربه بسهم فأصاب كتفه، ثم ردفه بآخر فلم يصبه، ثم بآخر فأصاب فخذه وعمل فيه الجرح الثاني الذي في فخذه حتى عرج منه؛ ولهذا سمي تمرلنك، لأن " لنك " باللغة العجمية أعرج؛ وأما اسمه الحقيقي " فتمر " بلا " لنك " ، فلما أعرج أضيف إليه "لنك". ولما تعافى أخذ في التحرم على عادته وقطع الطريق، وصحبه في تحرمه جماعة عدتهم أربعون رجلاً.

وعندما تُوفِّي "كازغان" آخر إيلخانات تركستان سنة (758 هـ = 1357م) قام "تغلق تيمور" صاحب "قشغر" بغزو بلاد ما وراء النهر، وجعل ابنه "إلياس خواجه" قائدًا للحملة، وأرسل معه تيمور وزيرًا، ثم حدث أن ساءت العلاقة بين الرجلين؛ ففرَّ تيمور، وانضم إلى الأمير حسين حفيد كازغان آخر إيلخانات تركستان، وتقرب إليه. ولا زال يترقى بعد ذلك من وظيفة إلى أخرى حتى عظم وصار من جملة الأمراء. وتزوج بأخت السلطان حسين.

ونجح الاثنان في جمع جيش لمحاربة إلياس خواجه، لكنهما لم ينجحا في تحقيق النصر، وفرَّا إلى خراسان، وانضما إلى خدمة الملك "معز الدين حسين كرت". ولمَّا علم الأمير تغلق تيمور بوجودهما بعث إلى معز الدين بتسليمهما له، غير أن تيمور وصاحبه هربا إلى قندهار ومنها إلى سيستان، فاحتال واليها وهاجمهما.

ثم عاود الاثنان جمع الأتباع والأنصار، ونجحا في مهاجمة إلياس خواجه، وتمكنا سنة (766 هـ = 1364م) من السيطرة على بلاد ما وراء النهر، ثم لم يلبث أن وقع الخلاف بين تيمورلنك وصهره، فقتل تيمور زوجته (أخت السلطان) وأنتصر على السلطان بالحيلة في معركة ضاغلغا. ودخل سمرقند في (12 من رمضان 771 هـ = 14 أبريل 1370 م)، وأعلن نفسه حاكمًا عليها، وزعم أنه من نسل جغتاي بن جنكيز خان، وأنه يريد إعادة مجد دولة المغول، وكوَّن مجلس شورى من كبار الأمراء والعلماء.

التوسع على حساب جيرانه

قام تيمور بتنظيم جيش ضخم معظمه من الأتراك، وبدأ يتطلع إلى بسط نفوذه، فاتجه إلى خوارزم، وغزاها أربع مرات بين عامي (773- 781 هـ = 1372- 1379 م)، نجح في المرة الأخيرة في الاستيلاء عليها وضمها إلى بلاده، بعد أن أصابها الخراب والتدمير من جراء الهجوم المتواصل عليها، وفي أثناء هذه المدة نجح في السيطرة على صحراء القفجاق، والتي تمتد بين سيحون وبحيرة خوارزم وبحر الخزر (بحر القزوين).

ولَمَّا اضطربت أوضاع خراسان سنة (782 هـ = 1380 م) بعث ابنه ميران شاه، وكان في الرابعة عشرة من عمره، فنجح في السيطرة على إقليم خراسان كله، وبحستان وأفغانستان، ثم اتجه في سنة (787 هـ = 1385 م) إلى مازندران، فاستسلمت دون قتال، ثم انطلقت جيوش تيمورلنك تفتح أذربيجان، وتستولي على إقليم فارس، وتُغِير على أصفهان التي كانت قد ثارت على نوابه، وبلغ عدد القتلى فيها سبعين ألفًا، أقام تيمورلنك من جماجمهم عدة مآذن.

وفي سنة (790 هـ = 1388م) هاجم "توقتمش" ملك بلاد القفجاق (بلاد ما وراء النهر)، وحرص أهالي أذربيجان على الثورة ضد تيمورلنك، وأعلنوا ولاءهم لتوقتمش، ونتيجة لتفاقم هذه الأحداث توقف تيمورلنك عن التوسع، واتجه إلى أذربيجان لقمع الثورة، وما كاد يصلها حتى فرَّ توقتمش، ودخل تيمورلنك خوارزم، وأحلَّ بها الخراب والتدمير إلى الحد الذي لم يعد فيها حائطٌ يُستراح تحت ظله، وظلت خرابًا خالية من السكان حتى أمر تيمورلنك بإعادة تعميرها سنة (793 هـ = 1391م).

ولَمَّا كرَّر توقتمش هجومه مرة أخرى على بلاد ما وراء النهر في سنة (791 هـ = 1389م) تعقَّبه تيمورلنك حتى أرض المغول وصحراء القفجاق وهزمه هزيمة منكرة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

غزو موسكو

ولَمَّا رجع تيمورلنك ظافرًا من صحراء القفجاق سنة (794 هـ = 1392 م)، وقد تخلص من توقتمش، أناب ابنه "ميرنشاه" في حكم خراسان، وحفيده "بير محمد" في حكم غزنة وكابل، وقصد إيران في (رمضان 794 هـ = أغسطس 1392 م) لإخماد الثورات التي شبَّت بها، وظل هناك خمس سنوات مشغولاً بقمع تلك الثورات. وتُسمَّى حروبه هذه بـ"هجوم السنين الخمس"، وبدأ حروبه بإخضاع "جرجان" و"مازندان"، ثم اتجه إلى العراق فخرب "واسط" و"البصرة" و "بغداد" و"الكوفة" وغيرهم، ثم واصل سيره فخرب ديار بكر وبلاد أرمينية والكرج (جورجيا)، ثم أراد مهاجمة الشام سنة 798هـ، فسمع بأن الملك المملوكي الظاهر برقوق قد خرج بجيش كبير من مصر فرجع إلى بلاده خائفاً. ولمَّا سمع بهجوم توقتمش على بلاده، توجه إليه على جناح السرعة، وهاجم بلاده وأنزل به هزيمة كبيرة، وبعد ذلك زحف في نحو مئة ألف جندي واحتل موسكو لمدة عام واحد.

فتح الهند

كان تيمورلنك قد بلغ الستين عاماً، لكن هذا لم يوهن من عزيمته في مواصلة الغزو. ولم يركن إلى الراحة والخلود إلى ما حققه من قوة ونفوذ، والتمتع بمباهج الجاه والسلطة. فلما سمع بموت فيروز شاه ملك الهند من غير ولد وحصول اضطرابات بعده، استغل فترة الضعف هذه، وعزم على غزو الهند متذرِّعًا بأن التغلقيين يتساهلون مع الهندوس في أمر الإسلام! وانقضَّ بجيشه الجرار على قوات محمود تغلق في (7 من ربيع الآخر 801 هـ = 17 من ديسمبر 1397م)، وأنزل به هزيمة ساحقة، واحتل "دلهي" عاصمة دولة "آل تغلق"، وقام بتدميرها وتخريبها. وبلغ من بشاعة التدمير أنها لم تنهض مما حلَّ بها إلا بعد قرن ونصف القرن من الزمان. وعاد تيمورلنك إلى سمرقند محمَّلاً بغنائم وفيرة، ومعه سبعون فيلاً تحمل الأحجار والرخام التي أحضرها من دلهي، ليبني بها مسجدًا في سمرقند. وبينما هم في ذلك بلغ تيمور موت الملك الظاهر برقوق صاحب مصر، وموت القاضي برهان الدين أحمد صاحب سيواس من بلاد الروم، فرأى تيمور أنه بعد موتهما ظفر بمملكتيهما، وكاد أن يطير بموتهما فرحاً، وعاد إلى بلاده فوراً تاركاً فوضى عظيمة.

حملة السنوات السبع

 
صفحة من مصحف ضخم أمر تيمورلنك بكتابته - معروضة في متحف سميثسونيان بواشنطن

لم يمكث تيمورلنك طويلاً في سمرقند بعد عودته الظافرة من الهند، واستعد للخروج ومواصلة الغزو، وانطلق في حملة كبيرة سُميت بحملة السنوات السبع (802- 807 هـ = 1399- 1405 م) لمعاقبة المماليك لمساعدتهم أحمد الجلائري خان بغداد في حربه ضد تيمورلنك، وتأديب السلطان العثماني "بايزيد الأول" سلطان الدولة العثمانية الذي كان يحكم شرق آسيا الصغرى.

وبدأ تيمورلنك غزواته باكتساح قراباغ بين أرمينيا وأذربيجان فقتل وسبى. ثم توجه إلى تفليس عاصمة الكرج (بالقوقاز) ونهبها في جمادى الآخرة سنة (802هـ = 1399 م) ثم توجه إلى سيواس في 5 المحرم من سنة 803هـ، وقبض على مقاتلتها وهم ثلاثة آلاف نفر، فحفر لهم سرداباً وألقاهم فيه وطمهم بالتراب، ثم وضع السيف في أهل البلد وأخربها حتى محا رسومها.


الحملات في المشرق

 
Bayezid I being held captive by Timur

ثم سار تيمور إلى "عينتاب" ففتحها، واتجه إلى حلب، فسقطت بسبب رفض مماليك مصر مساعدة أهل الشام نتيجة صراعهم على الحكم. وبلغ عدد القتلى فيها عشرين ألفاً والأسرى أكثر من ثلاثمئة ألف.

وبعد عمليات النهب والحرق والسبي والتخريب التي قام بها تيمورلنك وجيشه اتجه إلى حماة والسلمية، ولم يكن حظهما بأحسن حال من حلب، وواصل زحفه إلى دمشق التي بذل أهلها جهودًا مستميتة في الدفاع عن مدينتهم، لكن ذلك لم يكن كافياً لمواجهة جيش جرار يقوده قائد محنك، فاضطروا إلى تسليم دمشق. ولمَّا دخل تيمورلنك المدينة أشعل فيها النار ثلاثة أيام حتى أتت على ما فيها، وأصبحت أطلالاً. وبعد أن أقام بها ثمانين يوماً، رحل عنها مصطحبًا أفضل علمائها وأمهر صُناعها، واتجه إلى طرابلس وبعلبك فدمرهما. وعند مروره على حلب أحرقها مرة ثانية وهدم أبراجها وقلعتها. ثم دمر ماردين.

واتجه تيمورلنك بعد ذلك إلى بغداد، وكانت تحت حكم الدولة الجلائرية؛ فهاجمها هجومًا شديدًا، ودمر أسوارها، وأحرق بيوتها، وأوقع القتل بعشرات الآلاف من أهلها، ولم تستطع المدينة المنكوبة المقاومة فسقطت تحت وطأة الهجوم الكاسح في أيدي تيمورلنك. وألزم جميع من معه أن يأتيه كل واحد منهم برأسين من رؤوس أهل بغداد. فكانت عدة من قتل في هذا اليوم من أهل بغداد تقريباً مئة ألف إنسان. وهذا سوى من قتل في أيام الحصار، وسوى من قتل في يوم دخول تيمور إلى بغداد، وسوى من ألقى نفسه في دجلة فغرق، وهو أكثر من ذلك.

Before the end of 1399, Timur started a war with Bayezid I, sultan of the Ottoman Empire, and the Mamluk sultan of Egypt Nasir-ad-Din Faraj. Bayezid began annexing the territory of Turkmen and Muslim rulers in Anatolia. As Timur claimed sovereignty over the Turkmen rulers, they took refuge behind him.

In 1400 Timur invaded Christian Armenia and Georgia. Of the surviving population, more than 60,000 of the local people were captured as slaves, and many districts were depopulated.[1]

Then Timur turned his attention to Syria, sacking Aleppo[2][3] ودمشق.[4][5][6][7] وفي ١٤ كانون الثاني ١٤٠١: بدأ تيمورلنك بحصار قلعة دمشق التي رفضت حاميتها الاستسلام بعد سقوط المدينة واستمر الحصار لأكثر من شهر تعرضت القلعة خلالها للقصف بالمنجنيقات إلى أن انهار برجها الشمالي الغربي. تم إعدام كل حامية القلعة وفرض تيمورلنك على أهالي دمشق غرامات كبيرة لم يتمكنوا من دفعها، فبدأ جيشه بتدمير المدينة وإحراقها، بشكل لم تشهده المدينة من قبل. جمع تيمورلنك الأهالي في الجامع الأموي ثم أقفله وأمر بإحراقه. يعتقد أن عشرات الآلاف من أهالي دمشق ذبحوا خلال الأيام التي تلت سقوط القلعة، ودمرت المدارس والمكتبات العائدة للعهدين الزنكي والأيوبي، وسيق أمهر الحرفيين والمعماريين أسرى إلى سمرقند عاصمة المنغول. فكانت كارثة لم تتعافَ منها المدينة قط.

Timur cited Umayyad caliphs Muawiyah I's killing of Hasan ibn Ali and Yazid I's killing of Husayn ibn Ali as the reason for his massacre of Damascus' inhabitants.

He invaded Baghdad in June 1401. After the capture of the city, 20,000 of its citizens were massacred. Timur ordered that every soldier should return with at least two severed human heads to show him. When they ran out of men to kill, many warriors killed prisoners captured earlier in the campaign, and when they ran out of prisoners to kill, many resorted to beheading their own wives.[8]

 
Shakh-i Zindeh mosque, Samarkand

In the meantime, years of insulting letters had passed between Timur and Bayezid. Finally, Timur invaded Anatolia and defeated Bayezid in the Battle of Ankara on 20 July 1402. Bayezid was captured in battle and subsequently died in captivity, initiating the twelve-year Ottoman Interregnum period. Timur's stated motivation for attacking Bayezid and the Ottoman Empire was the restoration of Seljuq authority. Timur saw the Seljuks as the rightful rulers of Anatolia as they had been granted rule by Mongol conquerors, illustrating again Timur's interest with Genghizid legitimacy.

After the Ankara victory, Timur's army ravaged Western Anatolia, with Muslim writers complaining that the Timurid army acted more like a horde of savages than that of a civilized conqueror.[بحاجة لمصدر] But Timur did take the city of Smyrna, a stronghold of the Christian Knights Hospitalers, thus he referred to himself as ghazi or "Warrior of Islam". A mass beheading was carried out in Smyrna by Timur's soldiers.[9][10][11][12]

Timur was furious at the Genoese and Venetians whose ships ferried the Ottoman army to safety in Thrace. As Lord Kinross reported in The Ottoman Centuries, the Italians preferred the enemy they could handle to the one they could not.

While Timur invaded Anatolia, Qara Yusuf assaulted Baghdad and captured it in 1402. Timur returned to Persia from Anatolia and sent his grandson Abu Bakr ibn Miran Shah to reconquer Baghdad, which he proceeded to do. Timur then spent some time in Ardabil, where he gave Ali Safavi, leader of the Safaviyya, a number of captives. Subsequently, he marched to Khorasan and then to Samarkhand, where he spent nine months celebrating and preparing to invade Mongolia and China.[13]

He ruled over an empire that, in modern times, extends from southeastern تركيا, Syria, Iraq, and Iran, through Central Asia encompassing part of Kazakhstan, Afghanistan, Armenia, Azerbaijan, Georgia, Turkmenistan, Uzbekistan, Kyrgyzstan, Pakistan, and even approaches Kashgar in China. The conquests of Timur are claimed to have caused the deaths of up to 17 million people, an assertion impossible to verify.[14]

Of Timur's four sons, two (Jahangir and Umar Shaikh) predeceased him. His third son, Miran Shah, died soon after Timur, leaving the youngest son, Shah Rukh. Although his designated successor was his grandson Pir Muhammad b. Jahangir, Timur was ultimately succeeded in power by his son Shah Rukh. His most illustrious descendant Babur founded the Islamic Mughal Empire and ruled over most of Afghanistan and North India. Babur's descendants Humayun, Akbar, Jahangir, Shah Jahan and Aurangzeb, expanded the Mughal Empire to most of the Indian subcontinent.

Markham, in his introduction to the narrative of Clavijo's embassy, states that his body "was embalmed with musk and rose water, wrapped in linen, laid in an ebony coffin and sent to Samarkand, where it was buried". His tomb, the Gur-e Amir, still stands in Samarkand, though it has been heavily restored in recent years.

محاولاته للهجوم على أسرة مينگ

 
The fortress at Jiayu Pass was strengthened due to fear of an invasion by Timur.[15]
 
Timur had aligned himself with the remnants of the Yuan dynasty in his attempts to conquer Ming China.

By 1368, Han Chinese forces had driven the Mongols out of China. The first of the new Ming dynasty's emperors, the Hongwu Emperor, and his son, the Yongle Emperor, demanded and received homage from many Central Asian states as the political heirs to the former House of Kublai. The Ming emperors' treatment of Timur as a vassal did not sit well with the conqueror. In 1394 Hongwu's ambassadors eventually presented Timur with a letter addressing him as a subject. He summarily had the ambassadors Fu An, Guo Ji, and Liu Wei detained. He had the 1500 guards executed.[16] Neither Hongwu's next ambassador, Chen Dewen (1397), nor the delegation announcing the accession of the Yongle Emperor fared any better.[16]

Timur eventually planned to conquer China. To this end Timur made an alliance with the Northern Yuan dynasty based in Mongolia and prepared all the way to Bukhara. Engke Khan sent his grandson Öljei Temür Khan, also known as "Buyanshir Khan" after he converted to Islam while at the court of Timur in Samarkand.[17]

Timur preferred to fight his battles in the spring. However, he died en route during an uncharacteristic winter campaign. In December 1404, Timur began military campaigns against Ming China and detained a Ming envoy. He suffered illness while encamped on the farther side of the Syr Daria and died at Farab on February 17, 1405,[18] before ever reaching the Chinese border.[19] After his death the Ming envoys such as Fu An and the remaining entourage were released,[16] by his grandson Khalil Sultan.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلافته

 
The Timurid Empire at Timur's death in 1405

Just before his death, Timur designated his grandson Pir Muhammad ibn Jahangir as his successor. However, his other descendants did not abide by this wish, and spent the next fifteen years engaged in violent infighting. His son Shahrukh Mirza and grandson Khalil Sultan struggled for control until Shahrukh won.

أسر السلطان العثماني

 
رسم بريشة Stanisław Chlebowski, السلطان بايزيد سجين تيمور, 1878, تـُظهر امساك تيمور بالسلطان بايزيد.

ولم تُشبِع هذه الانتصارات طموح تيمورلنك الجامح وإسرافه في الغزو وشغفه بفتح البلاد والمدن، فانطلق في سنة (804 هـ = 1402 م) نحو آسيا الصغرى فاقتحم "سيواس" والأناضول، واصطدم بالدولة العثمانية الفتيَّة.

واستعد بايزيد لملاقاة الغازي الجامح الذي تقدم بجيش جرار قوامه 300 ألف جندي، وبعد أن استولى على سيواس التقى بالجيش العثماني بقيادة بايزيد الأول في معركة هائلة عُرفت باسم "معركة أنقرة" في (19 ذي الحجة 804 هـ = 20 يوليو 1402 م)، وانهزم بايزيد هزيمة ساحقة، ووقع في الأسر هو وأحد أبنائه، ولم يتحمل السلطان العثماني ذل الأسر فمات كمدًا في (15 شعبان 805 هـ = 10 مارس 1403م)، في مدينة "أمد شهر"، حيث كان تيمورلنك عائدًا بأسراه إلى عاصمته سمرقند.

الاستعداد لغزو الصين

 
ضريح تيمور، المسمى جوري أمير بسمرقند

ولم يكد يستقر في سمرقند حتى أعد العدة لغزو الصين في خريف (807 هـ = 1404م)، وكان الجو شديد البرودة حين خرج لغزوته الأخيرة، وعانى جيشه قسوة البرد والثلج، ولم تتحمل صحته هذا الجو القارس، فأصيب بالحمى التي أودت بحياته في (17 من شعبان 807 هـ = 18 من فبراير 1405م)، بعد أن دانت له البلاد من "دلهي" إلى دمشق، ومن بحيرة آرال إلى الخليج العربي، وبعد وفاته نقل جثمانه إلى سمرقند حيث دفن هناك في ضريحه المعروف بكور أمير، أي مقبرة الأمير.

اهتمامه بالفنون والعلوم

 
A madrassa in Samarqand commissioned by Ulug Beg, Timur's grandson.
سبقه
-
الدولة التيمورية
1370-1405
تبعه
پير محمد
ميران شاه
خليل سلطان

انظر أيضاً

هوامش ومراجع

تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.


  1. ^ "The Turco-Mongol Invasions". Rbedrosian.com. Retrieved 2012-05-22.
  2. ^ Aleppo:the Ottoman Empire's caravan city, Bruce Masters, The Ottoman City Between East and West: Aleppo, Izmir, and Istanbul, ed. Edhem Eldem, Daniel Goffman, Bruce Master, (Cambridge University Press, 1999), 20.
  3. ^ http://www.shlama.be/shlama/content/view/3/4/
  4. ^ Margaret Meserve, Empires of Islam in Renaissance Historical Thought, (Harvard University Press, 2008), 207.
  5. ^ http://www.jadaliyya.com/pages/index/9452/tamerlane-in-damascus
  6. ^ http://www.historytoday.com/richard-cavendish/sack-damascus
  7. ^ http://syrianoor.net/article/1724
  8. ^ Ibn Arabshah, Timur the Great Amir, p. 168
  9. ^ Kevin Reilly (2012). The Human Journey: A Concise Introduction to World History. Rowman & Littlefield. pp. 164–. ISBN 978-1-4422-1384-5.
  10. ^ Henry Cabot Lodge (1913). The History of Nations. P.F.Collier. pp. 51–.
  11. ^ Marina Belozerskaya (4 September 2012). Medusas Gaze: The Extraordinary Journey of the Tazza Farnese. Oxford University Press. pp. 88–. ISBN 978-0-19-987642-6.
  12. ^ Vertot (abbé de) (1856). The History of the Knights Hospitallers of St. John of Jerusalem: Styled Afterwards, the Knights of Rhodes, and at Present, the Knights of Malta. J.W. Leonard & Company. pp. 104–.
  13. ^ Stevens, John. The history of Persia. Containing, the lives and memorable actions of its kings from the first erecting of that monarchy to this time; an exact Description of all its Dominions; a curious Account of India, China, Tartary, Kermon, Arabia, Nixabur, and the Islands of Ceylon and Timor; as also of all Cities occasionally mention'd, as Schiras, Samarkand, Bokara, &c. Manners and Customs of those People, Persian Worshippers of Fire; Plants, Beasts, Product, and Trade. With many instructive and pleasant digressions, being remarkable Stories or Passages, occasionally occurring, as Strange Burials; Burning of the Dead; Liquors of several Countries; Hunting; Fishing; Practice of Physick; famous Physicians in the East; Actions of Tamerlan, &c. To which is added, an abridgment of the lives of the kings of Harmuz, or Ormuz. The Persian history written in Arabick, by Mirkond, a famous Eastern Author that of Ormuz, by Torunxa, King of that Island, both of them translated into Spanish, by Antony Teixeira, who liv'd several Years in Persia and India; and now render'd into English.
  14. ^ Graziella Caselli, Gillaume Wunsch, Jacques Vallin (2005). "Demography: Analysis and Synthesis, Four Volume Set: A Treatise in Population". Academic Press. p.34. ISBN 0-12-765660-X
  15. ^ Turnbull, Stephen (30 January 2007). The Great Wall of China 221 BC-1644 AD. Osprey Publishing. p. 23. ISBN 978-1-84603-004-8. Retrieved 2010-03-26.
  16. ^ أ ب ت Tsai, Shih-Shan Henry (2002), Perpetual Happiness: The Ming Emperor Yongle (2 ed.), University of Washington Press, pp. 188–189, ISBN 0-295-98124-5, https://books.google.com/books?id=aU5hBMxNgWQCpg=PA188 
  17. ^ C. P. Atwood-Encyclopedia of Mongolia and the Mongol Empire, see: Northern Yuan Dynasty
  18. ^ Adela C.Y. Lee. "Tamerlane (1336–1405) – ''The Last Great Nomad Power''". Silkroad Foundation. Retrieved 2012-05-22.
  19. ^ Tsia 2002, p. 161

وصلات خارجية