نظرية التطور في أزمة (كتاب)

(تم التحويل من نظرية التطور في أزمة)

نظرية التطور: نظرية مأزومة

كتاب أصدره مايكل دنتون Michael Denton عام 1985 في بريطانيا من دار النشر Burnett Books Limited وأعيد طباعته في الولايات المتحدة 1986 في دار النشر Adler & Adler،وقد أثار الكثير من الجدل لأنه بخلاف كثير مما ألف في نقد الدارونية لم يكتبه محام أو عالم رياضيات بل متخصص في علم دقيق جداً من الوراثة البشرية التطورية، وقد ذكر العالم البيولوجي مايكل أن نظرية التطور بالاصطفاء الطبيعي نظرية مأزومة.

كتاب نظرية التطور في أزمة

ويقع الكتاب في 368 صفحة، موزعة على خمسة عشر فصلاً ، وقد صدر المؤلف كل فصلٍ باقتباس من كلام دارون. ISBN 0-917561-05-8

وقد أثنى أنصار الخلق على الكتاب وقال أحدهم بأن الكتاب "نقد علمي للدارونية التقليدية عميق الأفكار ومنطقي وتجريبي وجيد الأسلوب" ورغم حذر أنصار الخلق من آراء دنتون التي لا توافق الإنجيل تماماً فقد داخلهم السرور لأن كتابة "قد كشف للآلاف الحجم الهائل من المشاكل العلمية المرافقة للاعتقاد بالدارونية"

ويصف أحد المدافعين عن الاعتقاد الديني بأنه ممتع فكرياً وروحياً وفيه نقد قوي ومراجعة تاريخية دقيقة، ويعد هذا الكتاب من أكثر الكتاب إثارة للنقاش والجدل ويمثل الرد العلمي الدقيق على كثير من تفاصيل النظرية الدارونية وركز فيه الباحث على التفريق بين التطور الكبري المتمثل بنشوء أنواع جديدة وبين التطور الصغري المتمثل بتغيرات في النوع الواحد، كما أكد على تفاصيل علمية دقيقة في أكثر من مسألة منها تركيب رئة الطائر وحقيقة انتساب الحيتان إلى الثديات وليس لشيء يتوسط الأسماك والثديات، وقد ذاع صيت هذا الكتاب وأدى لتغيير كثير من المواقف المسبقة المسلمة للدارونية وقد أورد موقع أمازون أكثر من 100 كتاب يورد شواهد منه [1]

ادعى بعض المعارضين أن الكتاب مليء بالأخطاء العلمية الصريحة والمغالطات, ولم تأخذه الساحة العلمية بجديه نظراً لإحتواءه على كم هائل من الأخطاء.[2] ولكن في مقابلة مع دنتون أكد بأن أحداً لم يحاوره في مضمون أي فصل من فصول الكتاب!

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملامح مهمة من الكتاب

ولعل أهم فصول الكتاب تأكيده أن نشوء الخلية الأولى من المستحيلات اعتماداً على ما نعرفه من علوم البيولوجيا ودقة عمل البروتينات واعتماد البروتينات على معلومات مخزنة في الشريط الوراثي واعتماد النسخ الدقيق والضروري للشريط الوراثي على بروتينات دقيقة التركيب ومحددة البنية (خمائر نسخ الشريط الوراثي) بحيث نجد أن استمرار هذه الخلية لا يمكن حدوثه إلى إذا وجدت مكوناتها المعتمدة على بعضها بشكل متبادل في وقت ومكان واحد وقراءة الفصل العاشر من الكتاب فيها الكثير من المناقشات المعتمدة على مستجدات البيولوجيا. [3]


مقدمة الكتاب

تثير نظرية التطور في هذه الأيام الجدل بنفس الحدة التي أثارته في القرن التاسع عشر في الملتقيات العلمية الدولية الراقية وعلى صفحات المجلات العلمية وحتى في قاعات متحف التاريخ الطبيعي البريطاني. إن فكرة التطور قد أثرت على كل مناحي التفكير المعاصر كما لم تفعله أيةنظرية في الماضي فأعادت صياغة نظرة الإنسان إلى نفسه ولعلاقاته مع العالم من حوله. إن قبول نظرية التطور قبل 100عام أطلق ثورة ثقافية أهم وأوسع تأثيراً حتى من الثورة الكوبرنيكوسية والثورة النيوتينية في القرنين السادس عشر والسابع عشر. إن انتصار نظرية التطور كان نهاية لاعتقاد السائد بان الكون له علة غائية (أنه خلق لغاية لولم يخلق سدى) كما كان الغرب يعتقد لمدة ألفي عام. فوفقاً لدارون نجد أن التصميم والنظام والتعقيد في الحياة والغائية المذهلة لأجهزة الحياة مجرد عملية عشوائية عمياء بسيطة هي (الاصطفاء الطبيعي) وقد اعتقد الناس قبل دارون أن ربنا الرحمان قد دبر بعلي حكمته هذا الكون بنظامه المفروض على الطبيعة، ولكن الآن أصبحت الصدفة هي صاحبة الكلمة العليا! واستبدلنا بإرادة الله دولاب قمار الروليت المتقلب، وهنا حصلت القطيعة مع الماضي. ونظراً لتأثير نظرية دارون على قطاعات بعيدة كل البعد عن مجال البيولوجيا بحيث أصبحت إشكالات نظرية التطور تعمم على نطاقات واسعة وتأسر خيال الجماهير لدرجة أن عناوين علمية كالفجوات في سجل المستحاثات وطرق التصنيف النمطي المتنافسة فيما بينها والتي عادةما تكون محصورة في زوايا علمية خاصة ومغلقة باتت تناقش على صفحات الجرائد اليومية.

ونجد أن أي اقتراح جديد يشير إلى خلل كبير في النظرية يثير انتباه العامة لأن وراءه قضية مفادها : أن عجز البيولوجيين عن دعم الافتراضات الأساسية في الدارونية التي بني عليها كثير من نسيج التفكير المعاصر في القرن العشرين سيؤدي بالضرورة إلى تأثير هائل على المستوى الثقافي والفلسفي ، وهذا ما يبرر أثر الاضطراب الحالي في البيولوجيا واعطاءه هذا الاهتمام الواسع.

الموقفين المختلفين لتناول هذا الموضوع

  • الموقف الأول:

الموقف المحافظ الذي يرى الصعوبات التي تعترض النظرية عديمة القيمة وعبارة عن شذوذات محيرةوسوف يتم بطريقة ما حلها في نهاية الأمر ضمن الإطار التقليدي للنظرية.

  • الموقف الثاني:

الموقف الجذري؛ وبناء على هذا الموقف يمكن للمرء أن يتبنى موقفاً جذرياً ويرى أن هذه المشاكل ليست أغلازاً بل أدلة معارضة counterinstances وتناقضات منطقية pradoxes لا يمكن البتة أن تفسر بشكل كاف ضمن الإطار التقليدي للنظرية وبالتالي هي مؤشر بان هنالك خطأ جوهري ما في وجهة النظر الدارونية المقبولة حالياً.

ورغم أن معظم البيولوجيين الذين كتبوا مؤخراً عن نظرية التطور قد عدوا أن مشاكلها خطيرة فقد نحى معظمهم بالاتجاه المحافظ معتقدين أنه قد يمكن تفسير هذه الشذوذات عبر بعض التعديلات الصغيرة على الإطار الداروني. وفي هذه الكتاب ساتبنا طريقة التناول الجذرية للمسألة بتقديم نقد منهجي systematic لنموذج الدارونية المعاصر متنقلاً من علم المستحاثات إلى علم البيولوجيا الجزيئية وحاولت أن أشرح ما أعتقده من عمق المشاكل الكبيرة والعسيرة جداً بما لا يدع مجالاً لأي أمل بغمكانية حلها ضمن مصطلحات الإطار التقليدي للدارونية وبأن الموقف المحافظ في التعامل مع الدارونية عديم الجدوى

1- رفض سفر التكوين

Genesis Rejected ويقع هذا الفصل في 20 صفحة وقد ذيل بـ 23 مرجعا شاهدا يعود كل منها لاقتباس بين سطور الفصل. ومن المصادر التي اعتمدها الكاتب في هذا الفصل:

  • مجلة Zoologist ، مقال Georges Cuvier 1964
  • مجلة science مقال بعنوان طبيعة الثورة الدارونية Mayr, E 1973
  • مجلة Zoological Journal
  • بحث عن التصنيف لعالم المستحاثات أغزيز ومؤسس علم الجليديات (الأنهار الجليدية)

2- نظرية التطور

The Theory of Evolution ويقع هذا الفصل في 32 صفحة ، ويليه 44 مرجعا شاهدا ومن المصادر التي اعتمدها الكاتب في هذا الفصل كتب مؤسسي الدارونية أنفسهم وكتاب simpson عن مبادئ التصنيف وتصنيف الثديا، وكتاب Trevelyan عن التاريخ الاجتماعي لإنكلترا. وكتاي Vorzimmer عن سنوات التناقض لدارون

3- من دارون إلى العقيدة

From Darwin to Dogma ويقع هذا الفصل في عشر صفحات ويليه 13 مرجعا شاهدا ومنها :

  • Darwin's Century - Lisley, L.
  • Punctuated Equilibria: The Tempo and Mode of Evolution Reconsidered - Gould, s.j. and Eldrige, N.
  • beyond the edge of Certainty; Problems of Empiricism

4- حقيقة جزئية

A Partial Truth ويقع في 14 صفحة ويليه 15 مرجع شاهدا ومنها:

  • driver, c - The Present State of Theory of Natural Selection
  • Kettlwell, H.B.D. - Darwin's Missing Evidence مقال في مجلة العلوم
  • Evolution above the Species Level

5- الانطباع التصنيفي الشجري (النمطي) للطبيعة

The Typological Perception of Nature ويقع في 25 صفحة ويليه 25 مرجعا شاهدا

6- النظام الطبيعي من أرسطو إلى التطور القافز (الغلادستيك)

The Systema Naturae from Aristotle to Cladistics ويقع في 22 صفحة ويليه 23 مرجعا شاهدا

7- فشل (الهومولوجي) التشابه الظاهري للأعضاء

The Failure of Homology ويقع في 13 صفحة ويليه 24 مرجعا شاهدا

8- سجل الأحافير(المستحاثات)

The Fossil Record ويع في 42 صفحة ويليه 90 مرجعاً شاهداً ، وضمن الفصل يوجد 25 شكلاً توضيحياً ورسوم وجداول.

9- محاولة سد الثغرات

Bridging the Gaps ويقع في ثلاثين صفحة ويليه 54 مرجعاً شاهداً

10- الثورة الجزيئية البيولوجية

The Molecular Biological Revolution ويقع في 13 صفحة ويليه ثلاث مراجه شاهدة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

11- لغز انطلاقة الحياة

The Enigma of Life's Origin ويقع في 24 صفحة ويليه 34 مرجعاً شاهداً

12- صدى كيمياوي بيولوجي للتصنيف الشجري (التنميط)

A Biochemical Echo of typology ويقع في 34 صفحة ويليه 27 مرجعاً شاهداً

13- ما لا تستطيعه الصدفة

beyond the reach of Chance ويقع في 16 صفحة ويليه 14 مرجعاً شاهداً

14- اللوحة المتكاملة والمعجزة للكمال

The Puzzle of perfection ويقع في 17 صفحة ويليه 16 مرجعاً شاهداً

15- أولوية وجود نظام عام (باراديم)

The Priority of the Paradigm ويقع في 15 صفحة ويليه 15 مرجعاً شاهداً

ملاحظة: المراجع في ختام الفصل قد تكون من مصادر متعددة أو عدة شواهد من مرجع معين.

ثناء أنصار التصميم الحكيم

ويعد معهد ديسكفري Discovery Institute الكتاب ككتاب علمي قيم في نقد الدارونية ويشكل سنداً لنظرية التصميم الذكي intelligent design وقد أصدر دنتون بعده كتاب قدر الطبيعة يؤيد فيه ماذهب إليه أنصار التصميم الحكيم (المبدع) من دقة التوازن التي تستعصي على الصدف في قوانين البيولوجيا.

من اكتشافات المؤلف

وكان دنتون أول من لفت النظر إلى حقيقة مهمة وهي تساوي المسافات الجزيئية فأنصار نظرية التطور يقيسون اختلاف البروتينات بين الكائنات ولكن يفوتهم أن الكائن الواحد لديه نفس درجة الاختلاف مقارنة بكل الكائنات فمثلاً نجد التركيب البروتيني للسيتوكروم س للحصان يختلف 13% عن السرطان وكذلك 13% عن الضفدع والسلحفاة والدجاج والأرنب. وسبب غياب هذه الظاهرة المهمة عن كتب البيولوجيا أن تبني الدارونية يفرض دوماً الانتقال من أية ظاهرة إلى تفسيرها المناسب في النموذج العام للدارونية وهو السلف المشترك. فالمفروض وفق النظرية أن يوجد اختلاف بدرجات متعددة متدرجة وقد حاول أنصار نظرية التطور تاويل هذه الظاهرة بتعديل النظرية من جديد.

وقد ألفت كتب كثيرة بعد هذا الكتاب الرائد في نفي التطور العشوائي بالصدفة ومنها كتاب تصميم الحياة والمعروض في موقع كتاب تصميم الحياة

المراجع

  1. ^ http://www.amazon.com/Evolution-Theory-Crisis-Michael-Denton/dp/book-citations/091756152X#cited
  2. ^ Jerry Coyne, "Why Evolution Is True: Creationists don't deserve credence--especially from Forbes". Forbes magazine. 02.12.09. Retrieved 2009-06-20. {{cite web}}: Check date values in: |date= (help)
  3. ^ Monod, J.(1972) Chance and Necessity,Collins, London, p134

صفحات ذات صلة