وقف إسلامي

(تم التحويل من نظام الوقف الإسلامي)

جزء من سلسلة مقالات عن
الفقه الإسلامي

مجال دراسات إسلامية

مجالات

الوقف، وجمعها أوقاف، حسب الشريعة الإسلامية هو وقف مبلغ من المال أو الممتلكات، لأغراض خيرية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

دور الوقف في التنمية

لعب الوقف في وقت ازدهاره دورا فعالا في تحقيق التنمية بمفهومها الواسع متضمنة التنمية العلمية و الاجتماعية و الاقتصادية. بدأ دور الوقف التعليمي من المسجد حيث أنه لم يكن فقط مكانا للعبادة و الصلاة و إنما كان مصدرا للعلم حيث كان يقبل عليه الطلاب ليتعلموا من العلماء و المدرسين في مختلف فروع العلم. و لذلك كان المسجد في الحضارة الإسلامية يقوم بدور المدرسة في بادىء الأمر و قد خرج منه الكثير من العلماء. و قد تطور شكل الوقف التعليمي من المسجد و الذي كان نواة التعليم إلى الكتاب الذي كان بمثابة مدرسة صغيرة لتعليم الأطفال القراءة و الكتابة و القرآن و الرياضة. و رغم استمرار الكتاب، إلا أن الوقف التعليمي امتدت صوره ليشمل المدارس التي انتشرت انتشارا واسعا خاصة بعد استقرار الفتوحات الإسلامية. و قد ارتبطت المدارس بالمكتبات حيث أيقن واقفي المدارس أهمية الكتاب في تحصيل العلم و لذلك أوقفوا المكتبات كي يسهلوا العملية التعليمية.أما بالنسبة للتنمية الاجتماعية، فقد تنوعت الخدمات الاجتماعية التي قدمتها الأوقاف. فكثير من المسلمين أوقفوا أملاكهم لبناء المستشفيات و علاج المرضى. و لم تقتصر هذه الأموال الموقوفة على علاج الإنسان، إنما أيضا تضمنت الحيوان. و أظهرت الوثائق الوقفية الإدارة الدقيقة و الناجحة التي كانت تتمتع بها المستشفيات الموقوفة. إلى جانب الرعاية الصحية، فقد تنوعت الخدمات الاجتماعية التي قدمتها الأوقاف و منها أوقاف لمساعدة الغير قادرين على مصاريف فريضة الحج أو تزويج الفتيات الفقيرات أو بناء أوقاف لليتامى أو المسنين أو المكفوفين كما أن للوقف دورا هاما في التنمية الاقتصادية، و ذلك بسبب عدة عوامل. أولا، ساعد الوقف على انخفاض و استقرار الأسعار و ذلك لأنه كان من اليسير الحصول على محال تجارية مخفضة الأسعار بالأسواق الموقوفة، مما أدى إلى انخفاض الأسعار و رواج التجارة بها أكثر من الأسواق التي ليس بها أوقاف. و أدى ذلك أيضا إلى انخفاض الأسعار في الأسواق الأخرى حتى تستطيع أن تروج سلعها و تجاري أسواق الأوقاف. و بالتالي فإن الوقف على الأسواق ساعد كثيرا على إلزام التجار بأسعار منخفضة حتى لا تبور تجارتهم. ثانيا، ساعدت الأوقاف على الحد من البطالة و توفير فرص عمل كثيرة و تنمية المهارات. ثالثا، ساعد الوقف على حصول الفئة الفقيرة على أموال لم تكن لتحصل عليها بدونه مما ساعد على الإكثار على الطلب على كثير من السلع و الخدمات التي كانت ستكون مقصورة على الطبقة الغنية لولا الوقف، مما ساعد على تنشيط التجارة و تداول الأموال و السلع. ثالثا، إلى جانب تنشيط التجارة الداخلية الذي أدى إلى التنمية الاقتصادية، فإن السبيل أو الوقف على أحواض المياه الواقعة على الطرق التجارية الهامة ساعدت بصورة فعالة على تنشيط التجارة و تيسير مرور القوافل التجارية و التنقل بين المدن و القرى.


تعريف الوقف

شرع الله الوقف وجعله شكل من أشكال العطاء في الإسلام. و لم يكن الوقف معروفا في عهد الجاهلية و لكن دعا إليه الرسول صلى الله عليه و سلم بعد ظهور الإسلام و شجعه كنوع من أنواع الصدقة الجارية التي يجني الفقراء و المحتاجين ثمارها بصورة مستمرة دون توقف. و لقد شجع الرسول صلى الله عليه و سلم الصدقة الجارية متضمنة الوقف بقوله: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. و الأساس الديني للوقف يرتبط بالخليفة عمر بن الخطاب في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم عندما حصل على بساتين و حقول كغنيمة له بعد فتح العرب لخيبر. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أصبت أرضاً بخبير لم أحب مالا قط أنفس عندي عنه ، فما تأمرني به؟ قال: إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها. فتصدق بها عمر. إنها لا تباع ولا توهب ولا تورث، وتصدق بها في الفقراء وفي الرقاب. وفي سبيل الله، وابن السبيل والضيف لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ويطعم غير متمول. و منذ ذلك الحدث، انتشر الوقف بين المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و استمر بعده قرونا طويلة. و يجوز الوقف على أهل الذمة مثل المسيحيين و التصدق عليهم. و قد وقفت صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه و سلم على أخ لها يهودي.


أنواع الوقف

النوع الأول من الوقف هو الوقف الخيري و هو أصل نظام الوقف و يقصد به التقرب إلى الله تعالى بوقف ريع أي شيء مملوك و توجيهه إلى أعمال الخير المختلفة. النوع الثاني هو الوقف الأهلي و يكون على الزوجة و الأولاد و الأقارب و الأحفاد و يقوم الواقف بإدارته ثم يليه أحد الأولاد ثم الأحفاد و هكذا. و هناك الوقف المشترك و يقصد به أن يوقف جزء من ريع الشيء المملوك للأهل و الجزء الآخر لأعمال الخير. و بالتالي تنقسم أنواع الوقف بحسب الجهة التي يذهب إليها ريع الشيء المحبوس.


الفرق بين الوقف والصدقة

هناك فروقا بين الوقف و الصدقة يجب أن توضح:

1. الصدقة تجوز فقط على الفقراء و المساكين بينما الوقف يجوز على كل من الفقراء و الأغنياء و إن كان الفقراء أحق به.

2. يجوز التصرف في الصدقة بأن تملك أو تباع و تهب في حين أنه لا يجوز للوقف أن يملك أو يباع أو يورث أو يتصرف فيه بالهبة أو الهدية.

3. يجوز للصدقة أن تكون على أي شيء له نفع سواء كان يبقى مدة محدودة كالطعام و الثياب أو مستمر لفترة طويلة. و ذلك بخلاف الوقف الذي لا يجوز إلا في الأشياء التي من شأنها أن تبقى و ممكن أن تحبس.

انظر أيضا

الهوامش

المصادر

وصلات خارجية