مواتالي الثاني

مُواتالِّي الثاني Muwatalli (نيرگال؛ وأيضاً مواتالّيس أو مواتالّيش؛ عاش 1315ـ 1282 ق.م) هو الابن الأكبر للملك مورسيلي الثاني Mursili II، الذي ترك لابنه امبراطورية مترامية الأطراف، تربط بينها شبكة ممالك موالية للدولة الحثية، فلم تحدث أي اضطرابات خطيرة عند تسلمه العرش، ومع ذلك فقد أرسل مواتالي قواته إلى العديد من مناطق الامبراطورية فثبّت الأمراء التابعين له في مناصبهم. كما قام باستعادة ما فقدته الامبراطورية من أراضٍ في السابق. امتدت امبراطوريته من أرمنيا وحدود دولة آشور شرقاً حتى كيليكيا غرباً، ومن شمال أواسط آسيا الصغرى شمالاً حتى الحدود الجنوبية لأواسط بلاد الشام جنوباً، وبذلك أصبحت تجارة غربي آسيا ومصر خاضعة لمراقبة الحثيين، كما سيطر الحثيون في عهده على الثروات الطبيعية في بلاد الشام.

مُواتالِّي الثاني، نقش بارز في سيركلي هويوك.
نحت بارز يمثل الملك مُواتالِّي الثاني

وليضمن حدود بلاده قام مواتالّي بعقد معاهدات سلام مع عدد من الدول المحيطة به، فعقد معاهدات مع ألكساندو Alaksandu ملك ويلوسا (طروادة)، احدى أراضي أرزاوا، ومع ملك حلب، ومع ملك كركميش. لكن أهم معاهدة عقدها كانت مع ستي الأول Seti فرعون مصر الذي طمع في استعادة أقاليم سورية التي ضاعت زمن أخناتون Akhenaton، فاتجهت جيوشه إلى قادش على نهر العاصي حيث قاومه الحثيون بشدة، ولم تكن نتائج هذه الحرب حاسمة، فعقدت المعاهدة بين الطرفين فترك فرعون بموجبها قادش للحثيين ليتفرغ للقضايا الداخلية في مصر، وظل مواتالي ملتزماً بهذه المعاهدة حتى بعد وفاة ستي الأول واعتلاء ابنه رعمسيس الثاني Ramses العرش (1304-1237ق.م).

نقش مصري للدفاع الحثي للمدينة الحدودية داپور أمام حصار رمسيس الثاني. من الرمسيوم.

عندما تسلم رعمسيس الثاني العرش أخذ يعد العدة للدخول في معركة حاسمة ضد الحثيين لاستعادة الأملاك المصرية في آسيا. في الجانب الآخر، قام مواتالي بنقل مقر قيادته وحكمه وآلهته من العاصمة حاتوشا - التي كانت تتعرض لهجمات الكاشكيين Kaska- إلى بقعة أكثر قرباً من مسرح الأحداث العسكرية في سورية وهي مدينة تارهونتاسا Tarhuntassa عاصمته الجديدة في جنوب آسيا الصغرى، كما قام بتجنيد كل من استطاع من رجال دولته والدول الموالية له كقادش وأوغاريت وكركميش وصيدا وأرواد وغيرها، إضافة إلى أمراء آسيا الصغرى وبعض الشعوب التي أتت من جزر البحر المتوسط، التي سيطلق عليها فيما بعد شعوب البحر، كالشردانيين والفلستيين والدردانيين، وانحازت مملكة آمورو إلى جانب المصريين.

اتساع مُلك الحثيين في عهد مواتالي الثاني

لم تكن معركة قادش التي جرت عام 1285 ق.م. في صالح المصريين، ودليل ذلك عدم تغير حدود الدولتين عند نهر الكلب، إضافة إلى بقاء قادش بيد الحثيين مع وقوع آمورو تحت سيطرتهم، وتنصيب ملك موالٍ للحثيين بدلاً من الملك الموالي للمصريين.

بعد قادش بدأت قوة الحثيين بالتراجع فاغتنم الملك الآشوري حدد نيراري الأول (1305- 1274ق.م) الفرصة واستولى على الدولة الميتانية التابعة للحثيين، وهي التي كانت تشكل حاجزاً بين الدولتين، وهاجم المملكة الكاشية Kassites وضمن ولاءها، وبدأ يمتد نفوذه إلى الفرات مستغلاً انشغال مواتالي بحروبه مع المصريين، فاستولى على المنطقة الممتدة من حران حتى كركميش، وسيطر بذلك على الطريق التجارية التي كانت تصل بلاد مابين النهرين بالأجزاء الغربية من آسيا الصغرى.

وصارت الدولة الآشورية تسبب تهديداً كبيراً لطرق التجارة الحثية والمصرية على حد سواء، إضافة إلى تدفق هجرات شعوب البحر على حوض البحر المتوسط الشرقي.

توفي مواتالي ولم يترك وريثاً للعرش، فلم يكن له ولد من زوجته الأولى وإنما ولدان من إحدى سراريه، الأول يدعى كورونتا Kurunta والثاني يدعى اورخي تشوب Urhi-Teshub وهو الذي تسلم العرش بعد أبيه بمساعدة والدته، وأطلق على نفسه لقب مورسيلي الثالث، لكن عمه الذي كان قائداً للجيوش زمن مواتالي استطاع أن يستولي على الحكم وأطلق على نفسه لقب حاتوشيلي الثالث Hattusili III.

تم العثور على ختم أسطواني يحمل صورة الملك مواتالي برفقة إلهه الحامي، ويضع الإله ساعده على كتفي الملك خلف عنقه ويقوده من معصمه، وظهر نقش حجري للملك في منطقة سيركولي قرب مدينة أضنة التركية، كما عثر على أطول دعاء حثي معروف من عصر مواتالي، مؤلف من ثلاثمئة سطر، ومقسم إلى مئة وخمسين فصلاً، يزود بلائحة كاملة للآلهة المحلية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً


المصادر

  • إبراهيم توكلنا. "مُواتالِّي". الموسوعة العربية.

الهامش

وصلات خارجية

للاستزادة

  • أحمد أمين سليم، في تاريخ الشرق الأدنى القديم (دار النهضة العربية، بيروت 1990).
  • KURT BITTE, Les Hittites (Gallimard, Paris 1976).


سبقه
مورسيلي الثاني
ملك حيثي
ح. 1295–1272 ق.م.
تبعه
مورسيلي الثالث

قالب:ANE-bio-stub