المصريون الإيطاليون

(تم التحويل من مصريون إيطاليون)

الإيطاليون في مصر، ويشار إليهم أيضاً بإسم المصريون الإيطاليون، هم جالية عريقة تضرب بجذورها حتى العصر الروماني.

إيطاليا المصريون الإيطاليون مصر
Italoegiziani
التعداد الإجمالي
3,374 (2007)
المناطق ذات التواجد المعتبر
الإسكندرية، القاهرة، السويس، بورسعيد
اللغات
الإيطالية، اللغة الإنگليزية، العربية، الفرنسية
الديانة
الكنيسة الكاثوليكية
الجماعات العرقية ذات الصلة
إيطاليون، المالطيون في مصر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

 
فيليپو توماسو مارينتي، مصري إيطالي وُلد في الإسكندرية ومؤسس حركة المستقبلية الدولية.

تزوجت آخر ملكات مصر القديمة (كليوپاترا) من الروماني مارك أنطونيو بعد أن منحها البلاد "مهراً"، بعدها أصبحت مصر جزءاً من الامبراطورية الرومانية لسبع قرون. في تلك القرون، انتقل الكثيرون من شبه الجزيرة الإيطالية للمعيشة في مصر: توضح معابد الإسكندرية المسيحية عمق هذا التواجد.[1]

من وقتها أصبح تواجد هؤلاء (من وُلدوا في شبه الجزيرة الإيطالية) وأحفادهم مستمراً في مصر.


الأصول الفعلية للجالية

في العصور الوسطى تواجدت جاليات إيطالية من "الجمهوريات البحرية" في إيطاليا (أساساً من پيزا، جنوة وأمالفي) في مصر كتجار. من عصر النهضة أصبحت لجمهورية البندقية حضور دائم في التاريخ التجاري المصري: حتى أنه كان هناك "الحي البندقي" في القاهرة.

بعد ناپليون الأول، بدأ تنامي الجالية الإيطالية في الإسكندرية ومصر بطريقة كبيرة: وصل حجم الجالية إلى حوالي 55.000 شخص قبل بدء الحرب العالمية الثانية، مما جعلهم ثاني أكبر الجاليات المغتربة في مصر.

الحرب العالمية الثانية

توسع الامبراطورية الاستعمارية الإيطالية بعد الحرب العالمية الأولى كان موجهاً نحو مصر من قِبل بنيتو موسوليني، للسيطرة على قناة السويس.[2]

وفي الثلاثينيات، افتتحت فروع للحزب الفاشستي في الإسكندرية والقاهرة، وانضم إليه عدة مئات من المصريين الإيطاليين. حتى بعض المثقفين، أمثال فيليپو توماسو مارينتي (مؤسس المستقبلية) والشاعر جوزپي أوگارِتي، صاروا أنصار للقومية الإيطالية في وطنهم الإسكندرية.

لذا، أثناء الحرب العالمية الثانية، إحتجزت السلطات البريطانية ما يقرب من 8,000 من المصريين الإيطاليين المتعاطفين مع الفاشية في معسكرات الاعتقال، لمنع حدوث أي أعمال تخريبية عندما هاجم الجيش الإيطالي غرب مصر في صيف 1940.[3] احتلت إيطاليا أثناء الحرب السلوم وسيدي براني) مؤقتاً أثناء الحرب.

كان حزب "مصر الفتاة" الذي كان يضم الضباط الشباب جمال عبد الناصر وأنور السادات، متأثر بشدة بالمُثل الفاشية. وكان على استعداد للقيام بثورة في القاهرة في صيف 1942، إذا استطاع إرفين رومل احتل الإسكندرية، بعد فوزه في معركة العلمين.[4]

مثل العديد من المجتمعات الأجنبية الأخرى في مصر، تحولت الهجرة إلى إيطاليا، وتقلص حجم المجتمع إلى حد كبير في زمن الحرب بسبب الاعتقال، وصعود النزعة الناصرية القومية والتصعيد ضد الغربيين. بعد الحرب، تم ترحيل العديد من أعضاء الجالية الإيطالية الذين تربطهم علاقات بالسلطات الإيطالية المنهزمة، وهكذا بدأ عددهم يتناقص. فقد انخفض عدد المصريين الإيطاليين من ما يقرب من 60,000 في الأربعينات إلى بضع آلاف بعد عام 1952. معظم المصريين الإيطاليين، عادوا إلى إيطاليا خلال الخمسينات والستينات، على الرغم من أن بعضهم لا يزالون يعيشون في الإسكندرية والقاهرة. رسمياً، يبلغ عدد الإيطاليين في مصر في نهاية عام 2007 نحو 3,374 نسمة،[5] معظمهم ممن كانوا يعملون في الشركات الإيطالية في مصر.

العلاقات المصرية الإيطالية

 
صالون إيطالي في الإسكندرية في ثلاثينيات القرن ال20.

تصدر إيطاليا في التبادل التجاري لمصر انعكس في حجم الجالية الإيطالية بمصر. بعض أولى البعثات التعليمية المصرية التي أرسلها محمد علي باشا إلى أوروبا، توجهت إلى إيطاليا لتعلم فن الطباعة.

استخدم محمد علي أيضاً عدداً من الخبراء الإيطاليين للمساعدة في المهام المختلفة لبناء الدولة الحديثة مثل التنقيب عن الآثار والتنقيب عن المعادن وفي فتح السودان وتصميم مدينة الخرطوم ورسم أول خريطة تفصيلية لدلتا النيل. بالإضافة إلى ذلك، شغل الإيطاليون دوراً بارزاً في حاشية الخديوي إسماعيل، ربما كان هذا السبب في اختيار المهندسين المعماريين الإيطاليين لتصميم معظم قصور الخديوي إسماعيل والضواحي الجديدة والمباني العامة في القاهرة.

تعد دار الأوبرا الخديوية أكثر المباني التي صممها الإيطاليون شهرة في مصر، والتي بنيت بناء على أوامر من الخديوي إسماعيل للاحتفال بافتتاح قناة السويس. صمم المبنى المهندسون المعماريون الإيطاليون بيترو أفوسكاني وماريو روسي، وأفتتحت دار الأوبرا في نوفمبر 1869 بأوبرا عايدة للمؤلف الموسيقي الإيطالي جوزپي ڤردي. تعرضت دار الأوبرا الخديوية للاحتراق في أكتوبر 1971.[6] كما صمم پيترو أڤوسكاني كورنيش الإسكندرية قبل وفاته في عام 1891 في الإسكندرية.[7]

كانت العلاقات الإيطالية المصرية قوية جداً، حتى أن الملك فاروق الأول دعا فيكتور عمانويل الثالث ملك إيطاليا بعد تنازله عن العرش عام 1946، إثر هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية للإقامة في الإسكندرية. توفي ڤيكتور عمانويل الثالث في الإسكندرية في ديسمبر 1947، ودفن بها في كاتدرائية سانت كاترين.

مناطق الأصل والإقامة

قبل عام 1952، كان الإيطاليون ثاني أكبر جالية أجنبية في مصر، بعد اليونانيين. حسب تعداد مصر 1882 وصل عدد الإيطاليون في مصر إلى 18.665. بحلول 1897 إرتفع الرقم إلى 24.454 وبعد 30 عام وصل إلى 52.462. مما يعني أن الجالية الإيطالية ازدادت بنسبة 122% في تلك السنوات.

كُتب في جريدة الأهرام عدد 19 فبراير 1933، تحت عنوان "الإيطاليون في مصر"، أن المؤرخ الإيطالي أنگلو سان ماركو كتب، "البنادقة والأشخاص من ترييسته، دلماتيا، جنوة، پيزا، ليڤورنو، ناپولي وصقلية استمروا في الاقامة في مصر لفترة طويلة بعد فقدانها وضعها كمراكز تجارية مع تراجع البحر المتوسط كطريق رئيسي للتجارة العالمية".

في فقرة أخرى بالمقال، كتب سان ماركز أن الجالية الإيطالية في مصر احتكرت البضائع التي كانت شائعة في الشرق، والتي كانت تشمل العديد من الواردات. غالبية الجالية الإيطالية أقامت في القاهرة والإسكندرية، وكان عددهم 18.575 ثم إرتفع إلى 24.280، حسب تعداد مصر عام 1928.[8]

 
المتحف المصري بالقاهرة (أهم متحف للآثار المصرية القديمة بالعالم) بُنته عام 1901 گاروزو-زافاراني، شركة انشاءات إيطالية.

فضل الإيطاليون الاقامة في ضواحي معظم سكانها من الإيطاليين أو الضواحي التي يقيم فيها الأجانب الآخرين. ربما من أشهرها في القاهرة ما يعرف بالحي البندقي. ومع ذلك، فقد كتب سان ماركو أن، بهدف تجنب التحرش، كان الإيطاليون يرتدون الثياب المصرية، ويتبعون قدر الإمكان، التقاليد المصرية.

الجمعيات الأهلية

 
المدرسة الإيطالية بالشاطبي بالإسكندرية، كلية الزراعة الآن.
 
تمثال برونزي للخديوي اسماعيل بالإسكندرية. نحته پييترو كانونيكو(1869-1959). أزاح الستار عنه الملك فاروق في 4 ديسمبر 1938. وكان التمثال هدية من الجالية الإيطالية بالإسكندرية.

كانت الجالية الإيطالية في مصر تتكون بصفة رئيسية من مجموعة كبيرة من التجار، الفنانين، وعدد كبير ومتزايد من العمال. يرجع هذا إلى أن إيطاليا ظلت لفترة طويلة ضعيفة سياسياً واقتصادياً، مما جعلها غير قادرة على المنافسة مع الصناعات والكبيرة ورؤوس الأموال الآتية لمصر من فرنسا.

أثناء الفترة الفاشية كان هناك 8 مدارس حكومية و6 مدارس أبراشية إيطالية. كانت المدارس الحكومية تحت إشراف لجنة رسمية يراسها القنصل الإيطالي وكان إجمالي الطلاب في تلك المدراس 1.500 طالب. كان عدد الطلاب في المدارس الأخرى بالمئات. كذلك، كان للإيطاليين بالإسكندرية 22 جمعية خيرية، من بينهم "جمعية الاوپرا الوطنية"، "جمعية متطوعي الحرب المعاقين"، "جمعية جامعي الشارات العسكرية"، "النادي الإيطالي"، "الاتحاد الإيطالي للتعاون العمالي"، "جمعية إنقاذ أيتام الحرب"، "مستشفى موسوليني الإيطالي"، و"اتحاد دانته أليگيري للغة الإيطالية". بالإضافة إلى ذلك، كان هناك الكثير من الصحف الصادرة بالإيطالية تنشر في الإسكندرية، من أشهرها "L'Oriente"، و"Il Messaggero Egiziano".[9]

وكذلك، كان هناك المئات من الكلمات الإيطالية التي دخلت على اللهجة المصرية وربما كانت دليلاً على أنه من بين جميع الجاليات الأجنبية المقيمة في مصر، كان الإيطاليون الأقرب للمجتمع المصري.

يعتقد سان ماركو أن السبب في ذلك، أن "شعبنا اشتهر بروح التسامح، وافتقارهم للشوڤينية الدينية والقومية، على عكس الآخرين، كرههم للظهور بمظهر المتعالي."[بحاجة لمصدر]

اللغة والدين

كان جميع المصريين الإيطاليين يتحدثون الإيطالية، بينما كانت لغته الثانية العربية والإنگليزية، وكانوا كاثوليك.

الأجيال الجديدة من المصريين الإيطاليين اندمجوا في المجتمع المصري، وكان معظمهم يتحدث العربية لكنهم كانوا يتحدثون الإيطاليون على نحو ثانوي (وأحياناً الإنگليزية). بالنسبة للحياة الدينية، كان معظم المصريين الإيطاليين روم كاثوليك.

شخصيات بارزة


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Roman Catacombs in Alexandria
  2. ^ Davide Rodogno. Fascism's European Empire p.243
  3. ^ Internment of the Italian Egyptians (بالإيطالية)
  4. ^ Nasser and Sadat, 1942 revolt (in Italian)
  5. ^ Official statistics on Italian Emigration
  6. ^ History and photos of the Khedivial Opera House
  7. ^ Foto of the Alexandria Corniche
  8. ^ Marta Petricioli. L'Egitto degli italiani (1917-1947). Milano, Bruno Mondadori, 2007
  9. ^ Lamb, Richard. Mussolini as Diplomat. Fromm International Ed. London, 1999 ISBN 0-88064-244-0

ببليوگرافيا

  • Petricioli, Marta. Oltre il mito. L'Egitto degli Italiani (1917–1947) Mondadori. Milano, 2007 ISBN 978-88-424-2120-7
  • Rodogno, Davide. Fascism's European Empire. Cambridge University Press. Cambridge, 2006. ISBN 0-521-84515-7
  • Serra, Luigi. L'Italia e l'Egitto dalla rivolta di Arabi Pascià all'avvento del fascismo. Marzorati Editore. Milano, 1991.
  • Yannakakis, I. Alexandria 1860-1960. The brief life of a cosmopolitan community. Alexandria Press. Alexandria, 1997.

وصلات خارجية