محمد البغدادي

محمد البغدادي (ولد 1930 - توفي 18 مارس 2020) هو عالم في فيزياء والرياضيات، سوري الجنسية. عُرف عنه أنه من أنصار التعريب، والتعليم باللغة العربية، وذلك قام بتأليف أو موسوعة في الفيزياء باللغة العربية والتي شكلت إضافة لم تسبق للمكتبة العربية.[1]

محمد البغدادي
275910433 1305501163290149 3284680719796733336 n.png
وُلِدَ1930
توفي18 مارس 2020
اللقبموسوعة أسس الفيزياء المعاصرة
السيرة العلمية
المجالاتالفيزياء الرياضيات
الهيئاتجامعة دمشق جامعة محمد الخامس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والتعليم

اسمه الكامل محمد بن محمد سعيد بن مصطفى بن صافي البغدادي، ولد 1930 في دمشق بسوريا، درس بجامعة دمشق في كلية الحقوق وبعد التخرج أُرسل في بعثة دراسية إلى فرنسا حيث درس الرياضيات وحصل على الشهادة الجامعية والماجستير والدكتوراه في الرياضات هناك. وحفزته الرياضيات لدراسة الفيزياء وتحديداً الفيزياء النظرية (theoretical physics) التي تهتم بالنظريات الفيزيائية وتعتمد في حلولها الرياضية والمعادلات الفيزيائية لاستنباط القوانين التي تفسر سلوك الأجسام.

عندما عاد من فرنسا، عمل أستاذاً جامعياً في كلية الهندسة بجامعة دمشق، وسافر إلى بلدان المغرب العربي في مهمة مؤقتة كخبير لدى منظمة اليونسكو في مجال مناهج تعليم الرياضيات والفيزياء، لاحقاً استقر في المغرب وأسس أول مختبر للفيزياء النظرية بكلية العلوم في جامعة محمد الخامس في الرباط. ويعتبر البغدادي من مؤسسي القسم العربي الذي درّس مواد علمية باللغة العربية في المدرسة العليا للأساتذة.

 
البغدادي مع موسوعته أسس الفيزياء المعاصرة"

عمل البغدادي بالتدريس لما يقارب ثلاثين سنة في المغرب باللغة العربية والفرنسية وساهم بتخريج دفعات من المتخصصين في مجال الفيزياء، سواء كطلاب مرحلة جامعية أو طلاب دراسات عليا.[2] وحظيَ الدكتور البغداديُّ بتكريم التنسيقية الوطنية للغة العربية، في المركز الاجتماعيِّ التربوي بحيِّ الرياض في مدينة الرباط، في فبراير من عام 2020؛ تقديرًا لغَيرته الحميدة على العربية، وجهوده في إبراز قدرتها على التعبير عن العلوم الحديثة، وأن تكون لغةً للتعليم والتأليف. تحدث عن موسوعته أسس الفيزياء المعاصرة ووصفها بأنها عمل لطالما أراد كتابته باللغة العربية. كما دافع البروفيسور محمد البغدادي حتى آخر أيام حياته عن الحوار العلمي الجدّي والمنظّم، ودعا الى عدم حصر نقاش لغات التدريس "بين المؤمنين" من مختلف الرؤى، لأن "الحوار أمر أساسي إذا كانت النية حسنة".

ومن بين أبرز مواقفه دعواه المستمرة لتدريس المواد العلمية باللغة العربية ومناهضته للتدريس باللغة الفرنسية أو الإنجليزية أو غيرهما.


أعمالة

ألف البغدادي وترجم الكثير، واشتملت أعماله على اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والألمانية، شملت بالأساس مواضيع الفيزياء النظرية وتاريخ العلوم كما اشتهر اسم البغدادي دائماً في مجال البحث العلمي. فقد كانت له مساهمات كبيرة في هذا المجال، وعمل البغدادي بالتعاون مع صديقه البروفيسور الباكستاني، محمد عبد السلام الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء النظرية في المركز الدولي في مدينة تريستي الإيطالية. مما ترجمه عن الألمانية وقدَّم له كتاب (منطق البحث العلمي) للباحث كارل بوبر، وصدَر عن المنظمة العربية للترجمة، بدعم من مؤسسة الفكر العربي. كما ترجم عن الفرنسية الكتابُ الضخم (من الخوارزمي إلى ديكارت، دراسات في تاريخ الرياضيات الكلاسيكية) للمؤرِّخ المصري رشدي راشد، من منشورات مركز دراسات الوحدة العربية، بالاشتراك مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.[3]

موسوعة أسس الفيزياء المعاصرة

 
موسوعة أسس الفيزياء المعاصرة

بعد تقاعده من العمل بالتدريس بدأ البغدادي بكتابة موسوعته الفيزيائية مستفيداً بخبراته في مجال التدريس والبحث العلمي التي امتدت قرابة نصف القرن، وقد اختار أن تكون باللغة العربية، وإن واجه تحديات وصعوبات كثيرة في هذا العمل ذكرها في مقدمة كتابه الذي أطلق عليه اسم أسس الفيزياء المعاصرة، وهو عمل موسوعي ضخم اشتغل به عدة سنوات إذ قام به بمفرده دون أي مساعدة أو دعم مادي. تتألف الموسوعة من خمسة مجلدات وتعد أول موسوعة فيزيائية باللغة العربية والتي تبناها البغدادي حباً لها وللعروبة وليثبت من خلالها أن اللغة العربية كانت وما زالت وستبقى لغة التاريخ والحضارة، وأنها قادرة على استيعاب العلوم المختلفة ومصطلحاتها على المستويات كافّةً. وقد قسم البروفيسور الموسوعة إلى خمسة أقسام مختلفة عن بعضها تتناول الفروع الرئيسة في الفيزياء على الشكل الآتي:

 
أجزء موسوعة أسس الفيزياء المعاصرة

وعمل البغدادي جاهداً ألا يترك مجالاً من مجالات الفيزياء النظرية، إلا وقد تطرق إليه، وفتح أمام القراء أبوابه، فكانت الموسوعة شاملة متكاملة قدر ما أمكن، وتضع بين أيدي الدارسين كل ما يبحثون عنه في هذا المجال، كما ارفقت في كل جزء، بالمراجع الخاصة به ومراجع أخرى لمن أراد التوسع والتعمق في الموضوعات التي تناولها الكتاب.

وقد وصف البروفيسور الغدادي الموسوعة بأنها: "تعطي كل ما يتطلبه الفيزيائي المتشبع بالرياضيات لإتمام دراسته والانفتاح على ما بعد السنوات الأولى من التعليم الجامعي".

ولهذه الموسوعة أهمية كبيرة، من ناحية أنها خير دليل على أن اللغة العربية ليست عقيمة وأننا العرب قادرون على تخطي الصعوبات والمعضلات اللغوية التي واجهناها أثناء الترجمات العلمية. وتؤكد امكانية كسر نير الانحياز والاحتكار العلمي. وبأن الباحثون العرب قادرون على أن يقدموا للمكتبات العربية كتباً ومراجع قيمة يستفيد منها الطلبة والباحثون دون ضرورة دراسة اللغات الأجنبية التي تعيق بعض الدارسين العرب وتضع شيئاً من الغموض حول بعض المفاهيم.

التضييق على نشر الموسوعة

عبر البغدادي عن أسفه لعدم وصولها إلى المكتبات العربية بعد إتمامها، وأنها بقيت حبيس دار نشرها وما زالت إلى اليوم. إذ رغم أن الموسوعة استغرق إنجازُها عدَّة سنوات، وصدرَت عن دار (طوب بريس) المغربية نحو عام 2016، إلا أن الكتاب لم يوزَّع ويُعرَف إلا عام 2019. وذلك بعد أن اشتكى البروفسور محمد البغدادي، من التضييق و الإهمال الذي تعرض له كتابه من عدة أطراف، أولها جامعة محمد الخامس، قائلا "لا توجد نسخة واحدة من كتابي في مكتبة كلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، علما أني درست فيها لمدة 32 عاما، و أسست بها مختبر الفيزياء النظرية، الذي خرج أعدادا لا يستهان بها من حملة الدكتوراه"، وذلك رغم أنه ورغم أنه مؤسس مختبر الفيزياء النظرية بجامعة محمد الخامس. كما أوضح أن الناشر لم يطرح الكتاب في المكتبات، مشيرا إلى أنه مازال يجهل أسباب ذلك، وأضاف "قلت للناشر ليست دارك دار نشر وإنما دار قبر"، مضيفا أن المفروض أن يعمل الناشر على الترويج للكتاب، وأن تشتري مكتبات الجامعات على الأقل نسخا منه بهدف وضعه بين يدي القارئ و الجهات العلمية القادرة على قراءته و تقييمه و نقده.

في آخر لقاء للبغدادي قبل وافته تحدث البغدادي عن موسوعته "أسس الفيزياء المعاصرة" ووصفها بأنها عمل لطالما أراد كتابته باللغة العربية كما عبر عن أسفه لعدم وصولها إلى المكتبات العربية بعد إتمامها، وأنها بقيت حبيسة دار نشرها وما زالت إلى اليوم.[4]

وفاته

توفي في 18 مارس 2020 في المغرب، عن عمر ناهز تسعين عاماً.[5]

مرئيات

كلمة للدكتور محمد البغدادي عن اللغة والعلوم والإيديولوجيا 2019

المصادر