محبة رسول الله محمد (ص)

عندما نتحدث عن الطريق الى الله وصلة العبد الى الخالق فيجب ان نعرف من هوالطريق الى الله .ومن اي جهة تكون وجهتنا الى الله . ولما ادعى اقوام محبة الله قال الله عز وجل لسيدنا محمد ان يقول لهم: " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"

العمامة الخليفتي، هي عمامة الرسول وشعار الخلافة من بعده.


فكأن شأن الارتباط برسول الله هو باب الصلة بالله لذلك قال الله: قل ان كنتم تحبون الله " اي اذا برز من قلوبكم صدق محبة الله فان باب محبته هو رسول الله في هذا الوجود لذلك قال الله:"اتبعوني" وجعل الله أرتقاء العبد في طلب ان يحب الله اذا جاء من جهة الرسول جعل ثمرة ذلك ليس ان تنال انت محبة الله ولكن الثمرة :ان يحبك الله

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فهم الصحابة لمعنى"أتبعوني"

بعد فهم الصحابة لهذا المعنى جعلهم لاينظرون الى محمد على انه صاحب رسالة قد بلغ الرسالة واستلموها منه وذهب كل بحال سبيله ولكن نظروا الى انه هو الرسالة وهناك فرق بين من يتعامل مع الرسول على انه صاحب مهمة أداها وذهب لحال سبيله وانشغل هو بالمهمة وفرق بين من جعل رسول الله هو مهمته.

متعلقات الرسول

صلة اتباع الرسول بحبه

اتباع الرسول اي الاقتداء به والاقتداء له صورة وحقيقة والاتباع مراتب .فهناك من يتبع بعقله كمثل انسان يتبع تعليملت موجودة في دليل استخدام اي ألة.فاتباع الانسان لهذه التعليمات يترتب على ذلك ان يعمل الجهاز وهنا يعطي الانسان هذه اللائحة عقله فقط ويمتثل في جسده بما تمليه هذه اللائحة .والفرق بين تعاملنا مع هذه اللائحة وبين تعاملنا مع رسول الله هو ان صلتنا به هو قلب قبل ان يكون قالبا وكذلك شأن الاتباع له على وصف الحقيقة في القلوب ان يكون معنى الاتباع طواعية الصلة به.فالاتباع في الحقيقة ليس مجرد الاخذ الفكري العقلي لمقتضى كلام الرسول وتطبيقه في الاعمال الحسية والجسدية وان كان هذا الامر لابد منه هو بداية اخذ الانسان لاسباب اتباع الرسول المعبرعنه في قول الله: " فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ..."

فلاوربك لايؤمنون حتى...

" فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .ثم لايجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت .ويسلموا تسليما." فالقسم هنا يوضح شيء من منزلة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فالكلام هنا عن منهج وايمان بالله ومعاملة مع الله ولكن الله قال لنا ان هذا الامر لايتحقق لنا الا بمعنى معرفة وادراك وتطبيق باطني مع الظاهر بحقائق الصلة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذلك جعل الله بداية هذا الخطاب قسما بربوبية الله لسيدنا محمد. فقال الله:" فلا وربك" . وكان من الممكن ان يقول الله : فلا ورب البيت .فلا ورب العالمين .فلا وربكم" وقسم الله بربوبيته لسيدنا محمد يدل على مكانته صلى الله عليه وسلم. وفي كلمة"يحكموك" أحالة الله للناس الى سيدنا محمد مع ان معاملة العباد مع الله .واتباع الرسول هو مستوى راقي يريدنا الله ان نصل اليه وليس فقط ان نحكمه وننفذ امره ولكن انفسنا وقلوبنا يجب ان تستجيب وهو معنى" ثم لايجدوا حرجا فيما قضيت" ان معنى الاتباع الذي يورث الانسان التسليم الكامل كما في الاية.:"ويسلموا تسليما" هو معنى صعب حتى وان استقام الانسان على الاعمال .ولا يتأتى للانسان من ان يخضع نفسه من دون انتفاء الحرج وكمال التسليم الا اذا كان الدافع في هذه المعاملة شأن يتعلق بهوى النفس. والذي يخضع النفس هو هواها لذلك يجب ان يبحث الانسان عن شيء في هوى نفسه ان ربطه برسول الله اخضع له باقي جوانب الهوى. فمل هو اقوى مافي هوى النفس اذا توجه اتبعته باقي جوانب الهوى؟ ان الغضب والشهوة والطمع من هوى النفس ولكنها تتصارع فتتغالب . ولكن هناك جندي واحد في الهوى اذا استقام خضعت له باقي اركان الهوى وهو" الحب"

الحب

ان الانسان اذا احب لايستطيع الغضب او الطمع او الشهوة ان يغلب حبه اذا صدق في حبه.فاعلى جند الهوى الذي يمكن ان يخضع كليات الانسان عقلا وعملا وهمة وحتى النفس هو الحب ‎واعلى جند الهوى الذي يمكن ان يخضع كليات الانسان عقلا وعملا وهنة وحتى النفس هو الحب .فاذا غلب حب الانسان لرسول الله على حبه لنفسه فلن يخالف امر الرسول في شهوات نفسه .وليس من الصواب ان نقول ان الحب هو الاتباع مع ان هذا الامر هو صحيح على المجاز لان المحبة تثمر الاتباع لكن في الحقيقة الحب ليس هو الاتباع لان المحبة هو اصل يثمر الاتباع.وكلما ارتقى الانسان في المحبة رتبة ارتقى في الاتباع رتبة. فمن زعم انه ترقى في الاتباع ولم يجد سوابق محبة تتقدم الاتباع في كل مرتبة من مراتب الاتباع فهو صاحب صورة اتباع لاحقيقة له . فاذا لم تقم صور الاتباع على معانيها وحقائقها فان الاتباع يكون صورة وليس حقيقة فمن الممكن ان يكون الاتباع من دون حب وذلك اما طمعا او خوفا . او ان يكون هناك حب من دون وجود اتباع في البداية فاذا قوي الحب دفع صاحبه الى الاتباع.

عجائب من حب الصحابة

"لم يعلم الوجود احدا يحب احدا كحب اصحاب الرسول له" فقد ورد ان ابو سفيان بن الحارث قبل ان يسلم قد وقف امام زيد بن الدفنة (وهو مصلوب على جذع شجرة خارج حدود الحرم وقد قطعت اذناه وجزع انفه وقطعت اطرافه اصبعا اصبع وسلخ جلده والدم يسيل منه وهو في اخر لحظات حياته ). وقال له :"يا زيد اناشدك الله أتحب ان محمدا الان عندنا مكانك نضرب عنقه وانت امنٌ في اهلك في الحياة" فنظر اليه زيد بعينين كالجمرتين وقال:"اليك عني يا اب سفيان .فو الله لا احب ان محمدا الان تصيبه شوكة وانا امن في اهلي في الحياة" اي عنى زيد انه اذا اصاب الرسول شوكة هي اشد على قلبه فيما هو فيه من التعذيب. فاهتز ابو سفيان لهذا المعنى وقال:"مارأيت احدا يحب احدا كحب أصحاب محمد لمحمد".

يامحمد

لقد اظهر معنى المحبة الصحابي الجليل خبيب .حيث ورد ان عمر بن الخطاب قد عين احد الصحابة وليا على بعض الانصار في العراق (وكان يصيب هذا الصحابي صرعة).فااشتكى منه بعض الانصار ممن كان هذا الصحابي وليا عليهم . فلما سأله عمر عن ذلك . قال :"نعم .فأني قد حضرت قتل خبيب وشهدت ما يصنعون به .فلقد كوه بالنار وسلخوا جلده وقطعوا اطرافه.وفقعوا عينيه ولم يتكلم بكلمة واحدة.غير انه لما اوشكى ان يلفظ روحه قال: يا محمد". فقال الصحابي : "فكلما تذكرت هذا الموقف واذكر سكوتي وعدم مقدرتي على انجاد خبيب.خشيت ان يهلكني الله فـأتيني الصرعة" والعبرة :ان خبيب وقد فعل به كل ذلك التعذيب الا ان معنى الحب الذي اعتجن بنفسه وانفاسه وروحه جهله وهو حتى في هذه الحالة ان يكون اخرعهده منالدنيا ان ينادي من تعلقت به روحه في الحياة فنادى:يا محمد

امتزاج المحبة مع التعظيم والمهابة

ان تعامل صحابة رسول الله رسول الله جسدت معنى امتزااج الحب مع التعظيم والمهابة في التعامل وهذا المعنى هوالذي جعل عروة بن مسعود الثقفي (وهو الذي ارسلته قريش ليروا ماذا يفعلون برسول الله عندما قدم الى العمرة من المدينة مع اصحابه منزوعي السلاح).لما عاد الى قومه يقول لهم:"اطيعوني ياقوم.ولاتقاتلوهم." فقيل له:" أصبئت؟ هل سحرك محمد؟ " فقال لهم:"لا.ولكني دخلت على كسرى في ملكه وعلى قير في ملكه وعلى النجاشي في ملكه ولكني لم ارى احدا يعظم احداكتعظيم اصحاب محمد لمحمد.يا قوم انه ما تكلم كلمة الا كلهم أذان صاغية .يا قوم انهم يجلسون بين يديه وكأن على روؤسهم الطير"

مواقف الصحابة يوم مات رسولله

احد الصحابة لما جاءه خبر وفاة الرسول .قال: اللهم اقبط روحي فلا حياة بعد حبيبي فمات من ساعته وعبد الله بن زيد قال اللهم خذ بصري حتى لا ارى بعد محمد احد ففقد بصره من ساعته وسيدنا علي اقعد منساعته وسيدنا عثمان اخرس من ساعته وسيدنا عمر انتابه حال وخرج عن طوره وقد اخذه وجد الحب وحرقة الفقد ومع ان هؤلاء الصحابة جمعهم يعلمون ان روح الرسول وتعاليمه باقية بينهم لكنهم لم ياخذوا معنى الاتباع انه الرسالة.ولكن الاتباع عندهم هو الرسول لذلك غاب عمر بن الخطاب عن حسه واستل سيفه وقال: "ان طائفة من المنافقين يزعمون ان رسول الله قد مات.وما مات ولكنه ذهب الى ربه كما ذهب موسى وهو عائد . ومن قال ان رسول الله قد مات علوته بسيفي هذا" واما ابو بكر فمع ان معظم الناس لا يتذكرون من موقفه يوم مات رسول الله سوى قوله"من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات" الا انه كان اكثر الناس حرقة والما على فراق رسول الله بعد اهل بيته. فلقد دخل على اهل بيت رسول الله بعد ان استاذن في الدخول على ابنته السيدة عائشة ومن لديها. وتقول السيدة عائشة في ذلك: "لقد دخل ابي ومشى الى رسول الله وهو في الحجرة مسجى وكانت وكانت عينه تذرف الدموع ونفسه تقعقع في صدرهيشمع غليانا في صدره "اي يكظم مابه من شدة مانزل به فيوجد الصوت من صدره قبل لسانه" ورفع الغطاء من على وجه رسول الله فاكب عليه وقبل راسه ولثمه واغمض عينيه وذرفت عينيه الدموع وهو يقول:" بابي انت وبامي .ما أطيبك حيا وما اطيبك ميتا . ولو كان البكاء يجدي لاننفدنا من اجلك ماء الوجود . وما كان الله ليذيقيك الموت مرتين. جزاك الله عنا خيرا يا محمد اشهد لنا عند ربك " وهنا امتزاج لاذواق الثبات على قدم الاتباع مع هيجان المحبة في قلب سيدنا ابو بكر.

مصادر

محاضرة للشيخ علي الجفري


‏‎ ‎‏‎  ‏ ‏

 
شعيرات من رأس رسول الله
 
شعيرات من رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
أحد أسنان الرسول والتي كسرت في غزوة أحد.
 
مكحلة الرسول صلى الله عليه وسلم