مؤتمر الحسنة (1968)

مؤتمر الحسنة، في 5 نوفمبر 1968 دعت إسرائيل لاقامة مؤتمر موسع بمدينة الحسنة بوسط سيناء شارك فيه وفود يمثلون حكومات دول العالم والأمم المتحدة وجميع وسائل الاعلام العالمية. وجمعت إسرائيل مشايخ قبائل سيناء في مؤتمر كبير عقد في الحسنة. وحاولت تحريضهم على إعلان قيام دولة مستقلة لهم في سيناء. وعرضت عليهم المزايا والدعم الخارجي والمستقبل الزاهر. ولكنها فوجئت بموقف ورد سريع من مشايخ القبائل. عندما جاء الرد بالتنسيق الكامل بين شيوخ القبائل والمخابرات العامة المصرية من خلال شيخ المحامين سعيد لطفي بصحبة شيخ المجاهدين سالم الهرش والشيخ خلف الخليفات واعلن الشيخ سالم الهرش امام عدسات التلفزيون بصوت جهوري "إن باطن الارض أولي بنا من ظهرها اذا ما قبلنا هذا الأمر‏.‏ مصريون ولدنا واستشهدنا وسنبقي إلي أن نموت ومن يريد التحدث بشأن سيناء فعليه الذهاب إلي الرئيس جمال عبد الناصر"‏. بعدها قامت إسرائيل بحملة اعتقالات بممثلي القبائل.[1]

فى 31‏ أكتوبر‏ عام 1968‏ وجهت إسرائيل الدعوة لوكالات الأنباء العالمية ومراسلي التليفزيون والصحف من كل أنحاء العالم لحضور مؤتمر صحفي يعلن فيه موشي ديان وزير دفاع الإسرائيلى عن مفاجأه .. رتبت أسرائيل لهذا المؤتمر في بلدةالحسنة بوسط سيناء وأحضرت شيوخ وعوائل قبائل سيناء ليعلنوا علي العالم المفاجأة التي ستهز مصر.

هذا ما تم ترتيبه بدقة وفي سرية من جانب إسرائيل المعتقدة أن الشعب المصري في غيبوبة وكيف لهم أن يعرفوا ما يدور في سيناء التي تم أسرها في يوم ‏5‏ يونيو‏1967‏

عقب إحتلالها لشبه جزيرة سيناء، حاول الإسرائيليون تحريض أهالى سيناء على الاستقلال بها وإعلانها دولة مستقلة للقضاء على تبعيتها لمصر وإثبات عدم أحقيتها في استرداد سيناء مرة أخرى حاول الإسرائيليون تحريض أهالى سيناء على الاستقلال بها، والإعلان عن دولة سيناء وحشدت إسرائيل فى سبيل ذلك كل طاقاتها لتحقيق حلمها فى نزع سيناء من مصريتها وسعيا وراء الهدف التقى موشية ديان وزير الدفاع فى إسرائيل آنذاك، عددا من مشايخ سيناء وأغدق عليهم بالهدايا والأموال لإقناعهم بفكرة تحويلها إلى دولة مستقلة.

فى نفس الوقت علمت السلطات المصرية بتفاصيل المخطط الإسرائيلى، فقامت بتكليف الضابط السيناوى محمد اليمانى بمتابعة القضية ، حيث طلب من المشايخ وفق تعليمات من القاهرة بمواصلة خداع ومجاراة إسرائيل فى طلبها، وقام برصد تحركات العدو الصهيونى واتصالاته الدولية، فى الوقت الذى وافقت فيه أمريكا وعدد من حلفائها على دعم القضية فى حالة موافقة أهل سيناء على التدويل فى مؤتمر عام يراه العالم كله.

اجتمع ديان بالشيخ سالم الهرش وبعدد من كبار المشايخ معلنين موافقتهم على المقترح مبدئيا، إلا أنهم طالبوا بمهلة للحصول على إجماع شيوخ القبائل فى سيناء.

في 31 أكتوبر عام 1968 أعدت إسرائيل عدتها لإعلان سيناء دولة منفصلة وحشد ديان وزير الدفاع عدته ، ويضيف محمود سعيد لطفى ابن المحامى الشهير سعيد لطفى أحد مهندسى العملية إن الطائرات كانت تنقل الطعام ومصورى وكالات الأنباء وعشرات القنوات العالمية وكبار القيادات فى إسرائيل يتوافدون جوا على مكان التجمع بمنطقة الحسنة من أجل اللحظة الحاسمة لأعلان سيناء دولة مستقلة (يطلق على أراضى شبه جزيرة سيناء في الكتب العبرية - أراضى شبه جزيرة سيناء المتاخمة للحدود المصرية - أى المجاورة لها ولا تقع ضمن حدود مصر الجغرافية )

تم تفويض الشيخ سالم الهرش من قبيلة البياضية للحديث عنهم أمام الإسرائيليين فقال: أترضون بما أقول؟ فقالوا: نعم. وبينما موشيه ينتظر لحظة التدويل قال الهرش:

إن سيناء مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه. ومن يريد الحديث عن سيناء يتكلم مع زعيم مصر جمال عبد الناصر‏.' وعلت الهتافات باسم مصر وحاول الحاكم العسكري الصهيوني لسيناء أن ينقذ ما يمكن إنقاذه وأمسك بالميكروفون وبأعلي صوت قال‏: 'غير الموافق علي رأي الشيخ سالم يرفع يده.'‏

( أطاح موشيه دايان بالشيخ سالم الهرش من أعلي منصة المؤتمر وتوعد له وطالب بإعدامه لولا أن أنقذوه رجال وضباط المخابرات العامة المصرية رحلوه هو وأسرته بعيدا عنهم في سيارة جيب إلي الأردن عبر ميناء العقبة. وبعد عام أرسل في إحضاره الرئيس جمال عبد الناصر لمقابلته وتكريمه علي الدور الوطني البارز الذي قام به وبالفعل ألتقي شيخ المجاهدين سالم الهرش بالرئيس جمال عبد الناصر وأهدي جمال عبد الناصر له سيارة جيب وطبنجة وعباءة ولكن أكتفي الهرش بأخذ وقبول العباءة كالتذكار من جمال عبد الناصر.

بعد نصر أكتوبر 1973 عاد الشيخ سالم الهرش ( 2 أكتوبر 1917 - 28 أبريل 1981) إلي سيناء

جاء بناء مدينة ياميت بهدف إنشاء منطقة تعزز الرابط بين سيناء وبين إسرائيل، وفصل قطاع غزة عن شبه جزيرة سيناء. كانت تطمح أسس التخطيط التي وضعت للمدينة إلى الوصول إلى مدينة تستوعب ربع مليون مواطن أسرائيلى . تم التخطيط لتكون ياميت ثالث أكبر مدينة ساحلية في إسرائيل، بعد تل أبيب وحيفا وكان مخططًا لها استيعاب موجات الهجرة المستقبلية، التي كان يُفترض أن تشكل المركّب الأساسي من سكان المدينة. كان يُفترض أن تكون القطاعات الأساسية للمدينة كالتالي: سياحة، صناعة وتجارة ونقل (ميناء بحري، ميناء جوي ومركز نقل بري). بالإضافة إلى ذلك، تم التخطيط لأن يكون المكان مركزًا لوجستيًا واقتصاديًا يخدم شبه جزيرة سيناء. كانت ياميت مدينة إسرائيلية في منطقة رفح، أقيمت عام 1973 في الجانب الشمالي الشرقي من شبه جزيرة سيناء، على شاطئ البحر المتوسط بين رفح والعريش. كانت النواة الاستيطانية التي أقامت المدينة، مؤلفة من قادمين جدد من الاتحاد السوفيتي وكانوا قدموا إلى المنطقة خلال حرب الغفران وبعدها.

وتحتفل مدينة الحسنة بذكرى مؤتمر الحسنة في 5 نوفمبر من كل عام.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مراجع