الكارست، هى ظاهرة جيولوجية تحدث في المناطق الجيرية الرطبة، حيث تتميز بعض المناطق الجيرية في الجهات المطيرة بأشكال مثالية خاصة ،و يرتبط تكوين هذه الأشكال ارتباطا وثيقا بما ينشأ عن عمليات الإذابه من توسيع الشقوق والفواصل والكسور، و لابد أن يكون مستوى الماء الباطنى أسفل السطح على عمق يسمح للمياه أن تتسرب باستمرر في العمق خلال الصخور و تسود هذه الأشكال مناطق خاصة من العالم أشهرها : منطقة الكارست في غرب يوغوسلافيا ، واقليم الكوسفي جنوب شرق الهضبة الوسطى بفرنسا، وهضبة كنتاكي في الولايات المتحدة، وشبه جزيرة يوكاتان بأمريكا الوسطى، و منطقة البنين بانجلترا.[1]

A karst landscape in Minerve, Hérault, فرنسا
The karst hills of The Burren على الساحل الغربي لأيرلندا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شروط تكون ظاهرات الكارست

 
Doline in the causse de Sauveterre, Lozère, France.

لابد من توافر شروط معينة لكي تتكون ظاهرات الكارست المثالية, ويمكننا إيجاز هذه الشروط فيما يلي:

أولاً: لابد من وجود طبقات صخرية قابلة للأغذابة على سطح الأرض أو بالقرب منه. ومن المعروف أن الصخور الجيرية أكثر قابلية للإذابة من صخر الدورلومايت الأكثر صلابة, أو الطباشير .

ثانياً: لابد أن تكون هذه الصخور القابلة للذوبان كثيفة, وكثيرة الشقوق والمفاصل, ويستحسن أن تكون الطبقات التي تـألف منها طبقات رقيقة. وكثيراً ما كان يظن خطأ من قبل, أن أهم الشروط التي يجب أن تتوافر لحدوث ظاهرات الكارست, هو كون الطباقت الصخرية القابلة للإذابة مسامية منفذة للمياه. ولكننا نرى أنه كانت هذه الصخور مسامية فإن هذا يعني أن مياه الأمطار تتحرك خلال كتلة الصخر كلها, دون أن تتركز على طول خطوط محدودة هي مناطق الشقوق والمفاصل, وهذا هو السبب في أن ظاهرات الكارست لم تكتمل أو تنضج في المناطق الطباشيرية بإنجلترا وفرنسا, إذ أن, الصخور الطباشيرية صخور كثيرة المسام تحمل قدراً كبيراً من المياه ومن خوصها المميزة أن المياه إذا تسربت خلالها تحركت في كتلة الصخر كلها ولا تتركز على طول مفاصل أو شقوق بحيث تؤدي إلى توسيعها.

ثالثاً: لابد من سقوط كميات كبيرة من الأمطار, وكلما إزدادت غزارة الأمطار, كان هذا مدعاة لإكتمال ظاهرات الكارست. ولهذا نجد أن ظاهرات الكارست, يندر يندر تكونها في الأقاليم الجافة , بإستثناءمناطق من هذه الأقاليم هي التي شهدت في البلاستوسين عصراً مطيراً, تكونت إبانه معظم ظاهرات الكارست, كما هي الحال في منطقة التكوينات الجيرية بشبه جزيرة يوكوتان.


الكيمياء

 
Karst lake (Doberdò del Lago, إيطاليا) fed by an underground water source into a depression with no surface inlet or outlet


المورفولوجيا

تتميز أقاليم الكارست في شتى جهات توزيعها بظاهرات جيومروفية عديدة لابد أنت نجد بها بعض الإختلاف والتباين نتيجة إختلاف الظروف التي تتكون فيها في شتى مناطق توزيعها. وسنحاول في الصفحات القليلة المقبلة أن نوجز بعض الظاهرات الأكثر شيوعاً وإنتشارً والتي نجدها مشتركة ومتشابهة في أقاليم الكارست العديدة.

أرض الحمراء

ويتكون هذا النوع من التربة فوق التكوينات الجيرية في جنوب القارة الأوروبية بصفة خاصة. وهي عبارة عن المواد الصلصالية والطينية (التي ترتفع بها نسبة أكاسيد الكالسيوم والألومنيوم) التي تخلفت عن تعرض التكوينات الجيرية لعمليات الإذابة, وزوال مادة كربونات الكساليوم التي كانت تحتويها بفعل مياه الأمطار وما يندمج بها من غاز ثاني أكسيد الكربون. ويدل تراكم مثل هذه التكوينات الطينية الصلصالية على أن التكيونات الجيرية التي تخلفت عنها لم تكن نقية بل كانت تكثر بها الشوائب الطينية, وكلما إزدادت نقاوتها قلت مخلفاتها بعد تعرضها لعملية الإذابة. وتتفاوات هذه التربة الحمراء (التي تتكون جنوب فرنسا أو سهل الأندلس إلى عدة أقدام, كما أنها أكثر إكتمالاً في المناطق المسطحة أو المتدرجة الإنحدار, ولكنها تختفي إختفاءً تاماً من سفوح المنحدرات الشديدة.

ظاهرة البوجاز

وتكون هذه الظاهرة في المناطق المتضرسة من التكوينات الجيرية وهي تلك المناطق التي تختفي منها التربة الحمراء, ولاينمو فوقها غطاء نباتي. وقد تمكن اليوغوسلافي "يوفان شفييك " (1924) من راسة ظاهرة البوجاز في إقليم الكارست بساحل دلماشيا, وذكر أن هذه الظاهرة لا تتكون إلا في المناطق الجيرية النائتة الصخور والتي تتميز بخلوها من أي غطاء نباتي, وهي لهذا يندر تكونها في المناطق السهلة الأفقية الطبقات, إذ تتسرب مياه خلال الصخور النائتة, فتذيب قدراً كبيراً من المواد الجيرية مما يساعد على توسيع شقوق هذه الصخور ومفاصلها, وتستمر هذه العملية بسرعة وإطراد حتى لا يبقى من التكوينات الجيرية إلا كتل منفصلة مشرشرة, ذات سطوح كثيرةالتذبذب. وتتحكم في عملية الإذابة التي تؤدي إلى تكونظاهرة البوجاز هذه, عوامل عديدة هي التي تؤثر في سرعة قيامها بعملها وفي الإتجاه الذي تعمل فيه, ومن هذه العوامل: درجة إنفاذ الصخر لمياهالأمطار, وجود المفاصل وخطوط الإنفصال, وجود بعض عقد في التكوينات الجيرية, وكمية الأمطار.

ظاهرة البالوعات أو الحفر الغائرة

البالوعات Sinkhole وهي من أكثر الظاهرات الجيومروفية - التي توجد باقاليم الكراست شيوعاً وإنتشاراً, إذ يكاد لا يخلو منها أي إقليم من أقاليم الكراست. وتوجد مثل هذه البالوعات بأعداد كبيرة في مناطق التكوينات الجيرية, فقد وجد الجيومورفلوجي الأمريكي "مالوت " (1945) من دراسته لظاهرات الكراست بولاية إندياينا, أن عدد هذه البالوعات في الميل الواحد المربع من الأرض يبلغ 1022 بالوعة, وعلى هذا قدر مجموعة ما يوجد منها بالقسم الجنوبي من هذه الولاية بأكثر من 300.000 بالوعة. وهذا يدل على أن ظاهرة البالوعات في مناطق الكراست تمثل في واقع الأمر أوضح ظاهرة جيومروفية باللاندشافت الطبيعي.

وتتفاوت البالوعات تفاوتاً كبيراً في مساحتها وعمقها, فقد لا تزيد مساحة بعضها على بضع ياردات مربعة, وقد تصل مساحة بعضها الآخر ما بين 10, 30 قدماً, وقد يغور بعضه في داخل التكوينات الجيرية مائة قدم أو أكثر. ومعظم هذه البالوعات ذات شكل قمعي بحيث تصل إلى أقصى إتساع لها فوق سطح الأرض. وتزداد ضيقاً كلما غارت - وتعمقت فيها, ولذا تبدو كأنها متصلة بالمجاريس السفلية التي تمتد تحت الأرض بما يشبه الأنابيب.

ويمكنناأن نميز بين نوعين رئيسيين من هذه البالوعات, نوع يتكون ببطء ملحوظ بفعل عملية الإذابة التي تواصل عملها في الصخور الأصلية بشرط ألا تكون هذه الصخور جراه عارية, وأن تتكون فوقها تربة واضحة المعالم كاملة التكوين بحيث تؤدي إلى وجود غطاء نباتي. وأما النوع الآخر فيتكون نتيجة إنهيار الصخور الجيرية السطحية, فوق شرخ أو مفصل إزداد إتساعه بفعل عملية الإذابة وتعرف البالوعات التي تنتمي إلى النوع الأول, بالدوليناس (كلمة صربية شائعة في إقليم الصرب بيوغوسلافيا) أو ال (يمكنأن تسمى ببالوعات الإذابة ), أما بالوعات النوع الثاني فتعرف عادة بالبالوعات الإنهيارية , وهي أقل شيوعاً من الدوليناس, وتختلف عنها في أن جوانبها صخرية شديدة الإنحدار نحو قاعها, كما أنها ليست مستديرة أو بيضاوية. ولابد بطبيعة الحال من أن تنصرف نسبة كبيرة من المياه التي تجري جرياناً سطحياً - في مناطق الكارست - إلى هذه البالوعات وسرعان مانجد بها بعض المسارب الباطنية التي توسعها وتتجمع فيها.

وكثيراً ما تندمج البالوعات المتجاوة (وذلك في المناطق التي قد يصل فيها عددها إلى بضع مئات ف يالميل المربع نم الأرض) بعد أن تزداد أطوال أقطار كل منها وتتسع مساحاتها, ويتكون إزاء هذا منخفض كبير قد تصل مساحته إلى عدة أفدنة مربعة. ويسمى مثل هذا المنخفض بالبالوعة المركبة .

وقد سبق ن ذكرنا أن المجاري المائية السطحية تكاد تختفي تمامأً ن سطح الأرض في مناطق التكوينات الجيرية, وتشق لنفسها مجاري باطنية ذات سقوف. وكثيراً ما تنهار بعض أجزاء من هذه السقوف بحيث يمكن عن طريقها رؤية مجرى النهر الباطني, وقد أطلق "مالوت" على مثل هذه الأجزاء المنهارة من سقوف الأنهار الباطنية إسم نوافذ الكارست , ويتراوح إتساعها من بضع بوصات إلى بضع كيلومترات. وتعرف الفتحات الكبيرة منها في إقليم بوزنيا بالأوفالا .

وهناك نوع آخر من البالوعات هو الذي يعرف ب"البوليي " وهي تسمية يوغوسلافية (شائعة في البوسنة) تطلق على الأحواض الطولية الشكل التي تتميز بأن أرضها مسطحة مستوية, وتحيط بها حوائط مرتفعة من كل جهاتها, وتكون في المناطق الجيرية التي تعرضت للهبوط سواء بحركات من الإلتواء أو الإنكسار. وكثيراً ما تصل مساحة بعض أحواض البوليي المثالية إلى عدة أميال مربعة. ويوجد عدد كبير منها في شبه جزيرة البلقان, وأكبرها حوض ليفنو بغرب يوغوسلافيا الذي يبلغ طوله 40 ميلاً ويتراوح إتساعه ما بين ثلاثة وسبعة أميال. فكأن هنالك إذن ظروفاً جيولوجية معينة هي التي تؤدي إلى تكون أحواض البوليي بعمليات الإذابة.

الأودية الباطنية والعمياء

تتميز المناطق التي تـتألف من طبقات جيرية أفقية أو قليلة الميل, بتعدد البالوعات والحفر الغائرة التي تعمل على تجميع كل المياه التي تجري جرياناً سطحياً فوق سطح الأرض مما يؤدي إلى إختفاء المجاري المائية السطحية تقريباً. وكثيراً ما تغور مياه جدول أو نهر صغير في بالوعة واحدة من هذه البالوعات فتحول إلى نهر باطني, وقد تغور في بعض هذه البالوعات أجزاء من مجرى نهر كبير قد يصل طولها إلى بعض أميال يجريها النهر في باطن الأرض قبل أن يعاود ظهوره فوق سطحها. ومن أمثلة هذه الأنهار: بولاية إنديانا, الذي تجري مياهه في باطن الأرض حوالي ثمانية أميال قبل أن يعاود ظهوره فوق سطح ألأرض, ونهر ريكا - القريب من مدينة تريست اليوغوسلافية - الذي يبلغ طول مجراه الغائص في باطن الأرض أكثر من 18 ميلاً.

وكثيراً ما تجف المجاري السطحية التي تغوص بعض أجزاء من مجاريها في جوف الأرض لفترة طويلة من السنة, ولا تمتلئ بالمياه إلا عقب سقوط أمطار عاصفة غزيرة لا تستطيع البالوعات إمتصاصه وإستيعابها, فتظل تجري على سطح الأرض, أو قد تتجمع المياه فيه بعد تلك الأمطار فتظهر على شكل بحيرة طولية مؤقتة تظل على سطح الأرض لفترة تتراوح بين بضعة أسابيع. وكثيراً ما تعرف المجاري السطحية التي تجف بعد أن تتحول مياهها إلى بحار أخرى باطنية, بالأودية العمياء . وينتج عن إمتلاء هذه الأودية العمياء عقب فترة أمطار غزيرة, حدوث فيضانفيضانات تهدد القرى والحقول في مناطق الكراست.

وقد يحدث أحياناً أن تعود مياه الأمطار الغائصة إلى سطح الأرض في صورة ينابيع تتفاوت تفاوتاً كبيراً في أحجامها وتصريفها, فتعود الأنهار إلى الجريان على سطح الأرض مبتدئة من عيون أو ينابيع في نقط أخرى في أسفل أوديتها. على أننا نرى أن معظم الينابيع الصغيرة التي تظهر في أقاليم الكارست عبارة عن ينابيع تظهر فيها المياه بفعل الجاذبية , إذ تهبط المياه السطحية التي تجمعها البالوعات والحفر الغائرة في باطن الأرض حتى تصل إلى طبقة غير منفذة للمياه من الصلصال أو الطين المتماسك, فتتجمع فوقها, ثم تنحدر نحو أحد الأودية العمياء, وتخرج من جانب هذا الوادي على شكل عيون وينابيع, فتؤدي إلى تجمع المياه مرة أخرى في واديه الجاف أو الفارغ.

ومن الظاهرات الجيومورفية الهامة التي تحدث للمجاري المائية التي توجد في مناطق التكوينات الجيرية, سواء كانت هذه المجاري تجري في باطن الأرض أم على سطحها ظاهرة الأسر النهري الجوفي. وتحدث هذه الظاهرة إذا تمكن نهر سطحي من أن يعمق مجراه خلال تكوينات جيرية تقع قريبة من مجرى نهر باطني, إذ كثيراً ما تتحول مياه النهر السطحي إلى النهر الباطني الغائص عن طريق بعض المسارب الباطنية.

الدورة الجيومروفية في مناطق الكارست

يتضح لنا من دراستنا للمظاهر الجيومورفية المرتبطة باللكارست, أن المياه الباطنية هي العامل الرئيسي في تشكيل سطح الأرض في مناطق التكوينات الجيرية, وقد كان "وليام مرويس ديفز" أول من وجه الأنظار إلى أن سطح الأرض في المناطق الجيرية يمر بدور جيومروفية شبيهة إلى حد كبير بالدورة العادية للتعرية التي يمر بها سطح ألأرض في المناطق التي تشق فيها الأنهار السطحية مجرايها فوقه, كما بين "ديفز" أن العملية الجيومورفية الرئيسية التي تعمل من أجل هذا الغرض هي عملية النحت الكيماوي.وتبدأ الدورة الجيومورفية للكارست بإحدى الطريقتين الآتيتين:

1- يحدث حركة رافعة في قشرة الأرض تؤدي إلى رفع منطقة تـتألف من طبقات جيرية فوق مستوى القاعدة, ويترعض سطح هذه المنطقة في نفس الوقت لعوامل النحت النهري.

2- بإرتفاع منطقة ما فوق مستوى القاعدة, بحيث تتألف من صخور حطامية توجد على سطح الأرض مباشرة, وترتكز هذه الصخور على طبقات جيرية.

وفي كلتا الحالتين, تبدأ الدورة الجيومورفية بجريان المياه جرياناً سطحياً فوق قشرة الأرض, ولكن تحول الجريان السطحي للمياه إلى رجيان باطني يتم طريقتين مختلفتني. فإذا كانت المنطقة التي تعرضت للإرتفاع تتكون من صخور تظهر على سطح الأرض أو بالقرب منه دون أن ترتكز عليها طبقات صخرية حطامية, فإن أول ما يحدث هو تعميق المجاري السطحية حتى تصل إلى مستويات قاعدتها, ثم يتم بعد ذلك توسيع الشقوق والمفاصل الرأسية - التي تنتشر في التكوينات الجيرية - وتعميقها, وتكيون البالوعات والحفر الغائرة, التي يتحول عن طريقها جزء كبير من المياه السطحية إلى باطن الأرض.

أما في المناطق التي تتميز بأن صخورها السطحية لا تقبل صخوراً حطامية غير قابلة للذوبان في الماء - كطبقات من شرائح الطين أو الحجر الرملي - ولكنها ترتكز على طبقات جيرية, فيتم تحول المياه من الرجيان السطحي إلى الجريان الباطني بطريقة معقدة تختلف تماماً عن الطريقة السابقة, وخصوصاً إذا كانت الطبقات السطحية الحطامية عظيمة السمك. وأول ما يحدث في هذه الحالة, هو تعميق الأنهار المتجددة الشباب (التي إنخفضت مستويات قاعدتها) لمجاريها خلال التكوينات الجيرية, وتتحول هذه المجاري إلى ما يعرف باودية الكارست التي هي عبارة عن أودية محفورة في تكوينات حطامية, وتتألف جوانبها من هذه الصخور, أما قيعانها فتتألف من صخور جيرية, وتمثل هذه الأودية المرحلة الإنتقالية بين الجريان السطحي والباطني. وكلما إزدادت هذه الأودية إتساعاً وعمقاً ظهرت البالوعات والحفر الغائرة التي تتضخم وتنتشر في بطون الأودية وجوانبها, ويتحول بعد ذلك جزء كبير من الأنهار التي تجري في تلك الأودية إلى مجار سفلية.

ويعد الجيومروفولوجي اليوغوسلافي "يوفان شفييك" من أحسن الذين درسوا الدورة الجيومروفية في أقاليم الكراست. وقسم المراحل التطورية التي يمر بها سطح الأرض في هذه الأقاليم إلى أربع مراحل رئيسية هي: مرحلة الشباب, ومرحلة النضج, ومرحلة النضج المتأخر , ومرحلة الشيخوخة.

وتبدأ مرحلة الشباب في نظر (شفييك) بجريان المياه جرياناً سطحياً فوق صخور جيرية يشترط أن يكون سطحها أعلى من مستوى المياه الباطنية. وتظهر مثل ههذ الصخور فوق سطح البحر, إذا ما ترعضت قشرة الأرض لحركة رافعة, أو إذا أزالت عوامل النحت طبقات أخرى كانت تعلوها.وتبدأ في هذه المرحلة عملية توسيع الشقوق والمفاصل التي توجد التكوينات الجيرية, ثم تعميقها, وتتكون في هذه المرحلة بالبالوعات وما يرتبط بها من ظاهرات جيومروفية أخرى, كما يتسرب جزء كبير من المياه السطحية في ابطن الأرض عن طريق هذه البالوعات,ولا تتكون الكهوف في هذه المرحلة, كما أن التصريف المائي الباطني لا يتم إكتماله فيها.

أما في مرحلة النضج, فتختفي المجري المائية السطحية, أو بعض أجزاء منها على الأقل, كما يصل التصريف المائي الباطني إلى أوج عنفوانه, وتنشط المجاري اتلمائية الباطنية في النحت, وتتكون في جوف الأرض, شبكة معقدة من الكهوف والمغارات التي تزداد أحجامها زيادة تدريجية.ويمكن القول بصفة عامة, أن ظارهات الكراست في مرحلة النضج تصل إلى نهايتها لاعظمى من الإكتمال والبلوغ, وتقتصر المياه التي تجري فوق سطح الأرض على بضعة أنهار صغيرة تنصرف مياهها إلى بالوعات عميقة, وعلى بعض الأودية العمياء , التي قد تمتلئ بالمياه عقب فترات الأمطار الغزيرة الفجائية.

وتمثل مرحلة النضج المتأخر بداية إنهيار وتلاشي معظم الظاهرات التي تكونت في المرحلتين السابقتين, إذ تنهار بعض أجزاء من سقوف الكهوف وتتكون نوافذ الكراست - التي سبق وصفها - وتزداد هذه النوافذ إتساعاً, وتتحول إلى ما يعرف بالأوفالات (النوافذ الكبيرة), كما تظهر فوق سطح الأرض بعض التلال المنعزلة التي تتخلف عنإذابة التكيونات السطحية وتخفيضها, وبإطراد عمليات النحتا اتلسطحي, ترق سقوف الكهوف شيئاً فشيئاًِ, حتى تتهدم وتنهار, وتنكشف المجاري السفلية تماماً.وتتميز مرحلة الشيخوخة بتحول المجاري المائية الباطنية مرة أخرى إلى مجار سطحية بعد أن تتلاشى الكهوف وتتم إزالتها, ولا تظهر فوق سطح الأرض إلا بعض التلال المنعزلة (الهامز أو البيبنو) التي تعتبر بمثابة البقايا التي تخلفت عن التكوينات الجيرية التي مرت عليها دورة الكراست الجيومورفية.

ومما يجدر ذكره هنا, أن المقصود من مراحل دورة الكارست هو توضيح الصورة العامة التي يظهر عليها سطح الأرض في مناطق التكوينات الجيرية, في كل مرحلة من مراحل الدورة, وكما سبق أن ذكرنا عند الكلام عن دورة التعرية النهرية من أن بعض الأنهار قد تظهر فيها خصائص الشباب والنضج والشيخوخة في آن واحد, يمكن القول با، بعض مناطق الكارست كذلك تتمثل في خصائص كل مرحلة من المراحل الأربع التي وضحها "شفييك". ومن الأمور الأخرى التي يجب أن نضعها في أذهاننا دائمأً, أن مراحل دورة الكارست الأربع مراحل متشابكة ومتداخلة بحيث لا يمكن في الواقع فصل إحداها عن الأخرى, مثلها في هذا كمثل مراحل دورة الترعية النهرية الثلاث.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهيدرولوجيا

 
A karst spring in the Jura mountains near Ouhans in eastern France at the source of the river Loue

Pseudokarst

أشهر مناطق الكارست


على الرغم أن الصخور الجيرية صخور واسعة الإنتشار على سطح الأرض, إلا أن ظاهرات الكارست الحقيقة لا تظهر إلا في مناطق محدودة بالإضافة إلى منطقتها الرئيسية في يوغوسلافيا (السابقة). إذ تظهر في أقليم كوس بجنوب فرنسا, وفي إقليم كوس بجنوب فرنسا, وفي إقليم الأندلس باسبانيا, وفي شبه جزيرة المورة باليونان, وفي القسم الشمالي من شبه جزيرة يوكوتان بأمريكا الوسطى, وفي جزيرة جمايكا . والقسم الشمالي من بويرتوريكو , وغربي جزيرة كيوبا . وكل هذه الجزائر من مجموعة جزر الهند الغربية. كما تتمثل ظاهرات الكارست أيضاً في السهل الساحلي المطل على الخليج الأسترالي العظيم, وفي الإقليم الأوسط من شبه جزيرة فلوريدا, وفي مناطق أخرى متفرقة من الولايات المتحدة, كما هي الحال في فرجينيا , وتنيسي , وجنوب ولاية إنديانا, والقسم الأوسط من غرب كنتاكي , ولا تظهر بطبيعة الحال كل الظاهرات الجيومورفية المرتبطة بالكارست في جميع هذه المناطق, إذ قد يظهر بعضها في بعض المناطق دون الأخرى, إنما يمكن القول بصورة عامة بأن المظهر العام للاندشافت الطبيعيفي مثل هذه المناطق يرتبط أوثق أرتباطاً بما ينجم عن عمليات الإذابة من ظاهرات جيومورفية تتمثل في البالوعات والكهوف , والأنفاق الباطنية . . . إلى غير ذلك من ظاهرات الكارست.[2]

وتوجد نفس ظاهرات الكارست ولكن بصورة مخففة في بعض جهات جبال جورا والألب والأبناين, وفي المناطق الطباشيرية بإنجلترا أوفرنسا. وتتميز ظاهرات الكارست في كل هذه المناطق بأنها لم تكتمل بعد ولم تتضح معالمها بل مازالت في طور التكوين.

أمريكا الشمالية

بليز

الولايات المتحدة

أنظر أيضا

المصادر

  1. ^ ملتقى جيولجيو مصر
  2. ^ أبو العز, محمد صفي الدين (2001). قشرة الأرض. القاهرة، مصر: دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)

قراءات إضافية

  • Jennings, J.N., Karst Geomorphology, 2nd ed., Blackwell, 1985, ISBN 0631140328
  • Sweeting, M.M., Karst Landforms, Macmillan, 1973, ISBN 023103623X

وصلات خارجية