ڤیتال كینیه

(تم التحويل من فیتال كینیه)

ڤیتال-كازيمير كینیه Vital-Casimir Cuinet (عاش 1249 - 1314 هـ / 19 ديسمبر 1833 - 6 سبتمبر 1896، اسطنبول) هو مستشرق وجغرافي فرنسي.

قبر كینیه في الأستانة.

من أهم اثاره كتاب «تركيا في آسيا» (بالفرنسية: La Turquie d'Asie‏) والذي يتناول فيه الوضع الاجتماعي والاقتصادي للدولة العثمانية في آسيا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

واقع عكار

قام فیتال كینیه Vital Cuinet بوضع مؤلف حول تركیا الآسیوية المعروفة اصطلاحاً باسم آسیا الصغرى أو الأناضول. وعمل فور إنجازه على استكماله بالشروع في دراسة الجغرافیا الإدارية والإحصائیة لمناطق سورية ولبنان وفلسطین.

دراسة فیتال كینیه غنیة بالعديد من المعلومات والأرقام التي تلقي الضوء على الواقع السكاني والاقتصادي. ولكن معطیاته كانت موضع شك وتعلیقات سلبیة حول مصادرھا. في ما وصلنا منھا نذكر موقف المستشرق الیسوعي ھنري لامنس Henri Lammens في قوله: مصداقیة فیتال كینیه موضع شك في قضايا الجغرافیا اللبنانیة. " فوصفه للمتصرفیة صاحبة الاستقلال الذاتي يشكل قصیدة ملحمیة من المعلومات المتنافرة المأخوذة من مصادر ھي من الأقل صدقیة".


ثمة موقف مشابه تقريباً يتخذه مؤلفا كتاب "ولاية بیروت" وقد استندا في بعض المعلومات التي أورداھا في مؤلفھما إلیه؛ ولكنھما سجلا الملاحظة الآتیة: "لقد اقتبسنا الأرقام المذكورة آنفاً من كتاب (سورية ولبنان وفلسطین) الذي نشره في باريس عام Vital ) ١٨٩٦ (cuinet أحد أرباب الاختصاص بفن الجغرافیا. وبالنظر لإھمال المؤلف ذكر مآخذ ھذه الأرقام مع أن الضرورة تقضي بذلك فإننا نضطر لإيقاظ القراء إلى تتبع الحقیقة عن مساحة..."

ترجمة مقتطفات من النص أوضح المؤلف في تمهيده لهذه الدراسة قائلاً: "(ص ΙΙ) تشكل الأقاليم المعنية التقسيمات الإدارية الأربع الآتية: ١- ولاية بيروت vilayet de Beyrouth المتكونة من قسم من فينيقيا القديمة ومن سورية الساحلية ومن السامرة والجليل. ٢- متصرفية لبنان mutessariflik du Liban التي تحتل أيضاً قسماً من فينيقيا ومن سورية الساحلية. تحولت هذه المنطقة إلى مقاطعة متميزة إثر حوادث العام ١٨٦٠ التي أدت إلى اتفاقية بين السلطان عبد المجيد والدول العظمى الخمس: فرنسا وبريطانيا والنمسا وبروسيا وروسيا. ٣- ولاية سورية vilayet de la Syrie المتكونة من سورية القديمة وفيها المدن الرئيسية الآتية: دمشق (الشام الشريف)، العاصمة التاريخية للخلفاء الأمويين؛ حمص إيميس Emèse القديمة؛ حماة المدينة التوراتية. تشكل هذه المدن الثلاث مراكز لصناعة وتجارة مزدهرتين.

٤- متصرفية القدس mutessariflik de Jérusalem (القدس الشريف) وهي مقاطعة هامة من عدة وجوه".

لكل هذه الأقاليم الوافرة الإنتاج مرافئ معتبرة بصواب: طرابلس، بيروت، عكا، يافا، إلخ. هذه المرافئ التي تقصدها منذ القديم أساطيل المعمورة تم تطويرها حديثاً أو هي موضع تطوير لتواكب أحدث حالات التقدم؛ وهذه المرافئ والمواقع التجارية يمكنها منافسة أفضل المواضع التي يقصدها التجار في العالم القديم والحديث.

ثمة سكك حديدية، بعضها سالك وبعضها الآخر قيد الإنجاز، تربط مباشرة، أو ستربط قريباً، هذه المواضع الساحلية بالمدن الرئيسية في الداخل أو في سورية العليا حتى الفرات ...".


ولاية بيروت

(ص ٣)

نشوء الولاية

كانت ولاية بيروت قسماً من ولاية سورية حتى العام ١٨٨٨ عندما انتزعت منها لتشكل ولاية جديدة من الدرجة الأولى، ترتبط مباشرة بوزارة الداخلية ويديرها موظفون مدنيون وعسكريون من نفس مرتبة حكام باقي ولايات الدرجة الأولى.

الاتجاه والحدود: تقع هذه الولاية الجديدة بين الدرجة ٣٢ والدقيقة ٣٥ والدرجة ٣٤ والدقيقة ١٠ من خطوط الطول والدرجة ٣١ والدقيقة ٥٠ والدرجة ٣٥ والدقيقة ٣٥ من خطوط العرض. تحدها من الشمال ولاية حلب، ومن الشرق ولاية سورية، ومن الجنوب متصرفية القدس الشريف، ومن الغرب البحر المتوسط. وتفصلها إلى قسمين متساويين تقريباً من حيث المساحة متصرفية جبل لبنان التي تطوق مركز هذه الولاية (مدينة بيروت).

المساحة: يبلغ إجمالي مساحتها حوالي ٣٠٥٠٠ كلم. وهي مقسومة إلى سناجق تتوزع عليها هذه المساحة كالآتي: (ص ٤)


التقسيم العسكري

تنتمي القوات العسكرية النظامية في جميع مواقع ولاية بيروت إلى الجيش الخامس (ص ٥) ومقر قيادته العامة في دمشق، مركز ولاية سورية، حيث يقيم المشير القائد العام لهذا الجيش المكون من فيلقين. الفيلق الثاني قيادته العامة تتمركز في بيروت حيث يقيم الفريق القائد العام للفيلق.

السلطات المدنية: السلطة المدنية منوطة بحاكم عام هو الوالي، مقره الرسمي في بيروت عاصمة الولاية. وهو يدير مباشرة سنجق بيروت وقضاء بيروت. أما السناجق الأربعة الباقية فيديرها مدنياً متصرف في كل سنجق، ويرتبطون كباقي موظفي الولاية المدنيين بالوالي. ويدير قائمقام كلاً من الأقضية الستة عشر والتقسيمات الأساسية في السناجق.

يرتبط قائمقامو مركز سنجق بيروت، وهم ثلاثة، بالوالي مباشرة؛ ويرتبط قائمقامو السناجق الأخرى بمتصرف كل سنجق. يدير كلاً من نواحي هذه الولاية مختار ينتخبه السكان، وتساعد المختارين مجالس محلية، تعرف باسم مجالس "القدماء"، في تعيين الضريبة وتحقيق العدالة الاجتماعية. أما المجالس الإدارية التي تساعد الوالي والمتصرف والقائمقام، فهي شبيهة بالمجالس القائمة في باقي الولايات العثمانية الموصوفة في كتابنا السابق.

السلطات الدينية

Ι- المسلمون: السلطات الدينية عند المسلمين السنة يمثلها القاضي والنائب ومقرهما في مراكز التقسيمات الإدارية. ويخضع القاضي والنائب، في ما يخص القضايا الدينية الصرف أو الحق الإسلامي، مباشرة إلى شيخ الإسلام، أو وزير الأديان. أما في ما يخص محاكم البداية أو القانون الحديث التي شأنها كشأن المحاكم (ص ٦) الشرعية التي يرأسها النائب، فهم يعودون إلى وزارة العدل. هذا بينما للمسلمين الشيعة مشايخهم المختصون بهم والمرتبطون بسلطات متنوعة. ΙΙ- الكاثولیك: اللاتین Latins: ثمة أسقف یحمل لقب القاصد الرسولي في سوریة ولقب النائب الرسولي في حلب، تطال سلطتھ القضائیة كل الإكلیروس اللاتیني في حلب ودمشق وبیروت مقر إقامتھ. یضم الإكلیروس اللاتیني في ولایة بیروت عدة رھبنات وعدداً من المؤسسات المتنوعة، كالآتي: ١- آباء الأرض المقدسة الفرنسیسكان Les Pères Franciscains de Terre-Sainte، ولھم دیر في بیروت ویخدمون رعایا طرابلس واللاذقیة. ٢- الكبوشيون Les Capucins ويخدمون رعية بيروت. ٣- الآباء اليسوعيون Les Pères Jésuites ولهم في بيروت مقر أساسي، لإقامة الرئيس العام لسورية ومصر؛ ولهم مدارس في صيدا، مركز قضاء صيدا، وفي القرى المجاورة. ٤- اللعازاريون أو كهنة بعثة القديس منصور دو بول Les Lazaristes ou Prêtres de la mission de Saint-Vincent de Paul، ولهم أيضاً مقر في بيروت يقيم فيه الرئيس العام في سورية، وعندهم مدرسة في طرابلس ومؤسسات كبيرة في لبنان. ٥- راهبات المحبة (Sœurs de la charité) Les religieuses françaises الفرنسيات ولهن، علاوة على مقرهن الأساسي في بيروت حيث تقيم الرئيسة العامة لولاية بيروت ومتصرفية جبل لبنان، مستشفى في بيروت ومستوصف وميتمان وخمس مدارس للبنات أو الصبيان، ولهن في طرابلس "مؤسسة للقطاء" وميتم ومدرسة. ٦- أخوة المدارس المسيحية (الفرير) Les Frères des écoles chrétiennes المرتبطون برئيس عام في مصر ويقيم في القاهرة. وهم ينصرفون إلى التعليم الابتدائي والثانوي. ولهم مدارس في المرحلتين في بيروت وطرابلس واللاذقية وحيفا. ص) يرتبطون Les sœurs de Saint-Joseph de l’Apparition الظهور يوسف مار راهبات -٧ ٧) برئيسة عامة لسورية تقيم في صيدا. ولهم في هذه المدينة وفي بيروت والناصرة مؤسسات تعليمية. ٨- راهبات الناصرة Les sœurs de Nazareth مقرهن المركزي في بيروت حيث تقيم الرئيسة العامة، وحيث لديهن مدرسة ومستوصف. أما باقي مؤسساتهن في الولاية فهي مقر وميتم في بيروت، مدرسة خارجية في حيفا، ومستوصف في شفا- عمرو في قضاء عكا.

٩- راهبات القلب الأقدس البلديات religieuses indigenes du Sacré-Cœur، رهبنة أسسها اليسوعيون وتدير مدرسة خارجية للبنات في بيروت. ΙΙΙ- روم كاثوليك وملكيون Grecs Unis et Melkites: يرتبط مطران صور، ومقره في صور، والأساقفة الملكيون، مطران صيدا وعكا، وجميع الروم الكاثوليك والملكيون ببطريرك الروم الكاثوليك الذي يحمل لقب بطريرك أنطاكية والقدس والإسكندرية وسائر المشرق، ويقيم أحياناً في دمشق وبيروت وأحياناً في الإسكندرية. ثمة ثلاث رهبنات ملكية تتبع قانون القديس باسيل لديها أديرة في لبنان، ويقوم خوارنة هذه الجماعة المرتبطون بالمطارنة المذكورين بخدمة رعايا ولاية بيروت. VΙ- الموارنة: تقوم السلطات الدينية عند الموارنة في يد تسعة أساقفة ومطران، وجميعهم يرجعون إلى بطريرك هذه الجماعة المقيم شتاء في بكركه، بلدة لبنانية على مسافة حوالي ١٥ كلم شمالي شرقي بيروت، وصيفاً في الديمان، بلدة لبنانية أخرى في منطقة الأرز. بيروت هي المقر الأسقفي الماروني، وثمة مقران للأساقفة واحد في صيدا، صيدون القديمة، وآخر في طرابلس. V- الأرمن الكاثوليك Arméniens Catholiques: هذه الجماعة (ص ٨) القليلة العدد في الولايات المتشكلة من سورية القديمة وفينيقيا واليهودية ترتبط روحياً ببطريرك القسطنطينية بواسطة وكلاء أسقفيين يقيمون في المدن التي يتواجد فيها أبناء جماعتهم. ΙV- السریان الكاثولیك Syriens Catholiques: يقيم في بيروت أسقف للسريان الكاثوليك يرتبط ببطريركهم الذي يقيم في ماردين، عاصمة سنجق ماردين في ولاية ديار بكر. ΙΙV- السریان الأرثوذكس Syriens Orthodoxes: یدیر جماعة السریان الروم الأرثوذكس في ولایة بیروت تسعة أساقفة. مقراتھم: في سنجق بیروت، مدینة بیروت وصیدا؛ في سنجق عكا، مدن عكا والناصرة وطبریة وجبل الطابور، ویقیم مطرانا المدینتین الأخیرتین في القدس؛ في سنجق طرابلس مدینة طرابلس وعكار؛ في سنجق اللاذقیة مدینة اللاذقیة حیث یقیم مطران تغطي أبرشیتھ كل السنجق. یرجع جمیع ھؤلاء الأساقفة إلى بطریرك الروم المقیم في دمشق. ΙΙΙV- الأرمن الغریغوریون Arméniens Grégoriens: یشرف علیھم مطران بیروت المرتبط ببطریرك الأرمن في القسطنطینیة. XΙ- الإسرائیلیون Israélites: یمثل الإسرائیلیین (الیھود) لدى السلطات المحلیة والسلطة المركزیة حاخام- باشي khâkhâm-bachi، أو كبیر الربابنة grand rabbin، وھو مكلف بأمورھم المدنیة والروحیة. ویعاونھ مجلس من ستة أعضاء، ولھ نفس حقوق وحصانة البطاركة المسیحیین. (ص ٤٦) الإنتاج الصناعي (ولاية بيروت): لا تعرف ولاية بيروت الصناعة الكبرى. بيد أن الصناعات الزراعية ليست عديمة الأهمية، بل إنها تميل إلى الازهدار. ... مصانع الصابون متعددة، وإنتاجها رائج. منها ١٤ مصنعاً في مدينة طرابلس تعمل ستة أشهر في المتوسط، وتنتج حوالي ٢٥٠٠٠٠٠ كلغ من الصابون سنوياً. ثمة صناعة هامة يعود لها الفضل في نمو مضطرد لتربية الطيور الداجنة بجوار نفس المدينة (طرابلس)، ولقد تم إدخالها منذ بضع سنوات على يد الفرنسيين، وينافسهم فيها بنجاح السكان المحليون الذين يكتفون بربح أقل. نقصد بذلك صناعة زلال البيض وصفاره، وهي صناعة وسائلها سهلة وقليلة الكلفة اكتسبها السكان المحليون بسرعة. ومن المتوقع أن تحل المصانع البلدية بسرعة مكان المصانع التي أدخلها الفرنسيون. وفي الحقيقة، (ص ٤٧) تصدر المصانع البلدية في

المتوسط سنوياً ١٠٤٢٧ كلغ من الزلال بسعر ٣,٥٠ ف.ف. للكلغ الواحد، و٥٨٦٤٥ كلغ من الصفار بسعر ف.ف. واحد للكلغ. وإذا اعتبرنا أن كلغ الصفار يستلزم ٦٠ بيضة، وهي كمية من ضمنها صناعة الزلال أيضاً، لوجدنا أن هذه الصناعة المزدوجة تستلزم سنوياً ٣٥١٨٧٠٠ بيضة؛ وإذا أضفنا إليها كمية البيض المصدرة في المتوسط سنوياً وهي ١٣٣٤٨٠٠ بيضة، لبلغ إجمالي إنتاج البيض ٤٨٥٣٥٠٠ بيضة يتم شراؤها في السوق، علاوة على الاستهلاك المحلي. أما صناعة النسيج وإن كانت قاصرة على مستوى كمية الإنتاج فهي متفوقة من حيث نوعية المنتجات، وهي تكمن في مصانع غزل الحرير وإنتاج القطن، وشتى المنسوجات. وتعتبر المنسوجات القطنية في بيروت وعكا وطرابلس واللاذقية من أكثرها أهمية. فمصانع غزل الحرير في طرابلس وفي ضواحي بيروت يغذيها، في معظم حاجتها، من الفيالج، علاوة على إنتاج السنجقين، إنتاج لبنان الذي تستمد منه طرابلس حوالي ٣٥٠٠٠٠ كلغ، وبيروت ٢٠٠٠٠٠ كلغ، وذلك من اصل إنتاج إجمالي يبلغ حوالي ٧٥٩٠٠٠ كلغ. ومجموع ٢٠٠٠٠٠ كلغ مغزولة يدوياً في القرى اللبنانية تباع لصناعة ولاية سورية. وثمة مصانع للحرير مشهورة في صيدا أيضاً. وعلاوة على صادرات الحرير المغزول المصدر إلى مرسيليا وسواها فإنها تغذي صناعات بيروت... ... ... صناعة زنار الحرير المقلم بالأحمر والأصفر، والمعروف باسم الزنار الطرابلسي zunnâr-i Tarabolousi لأنه يصنع في طرابلس. ويصنع في هذه المدينة أيضاً قماش موسلين الحرير لقمصان وخمار النسوة، (ص ٤٨) وأقمشة أكثر سماكة كالشرشف tcharchaf، قطعة كبيرة من القماش يتلفحن بها عندما تخرجن من المنازل، والتي تستعمل كأغطية للسرير والأريكة. ... ... (ص ١٢١)

سنجق طرابلس الاتجاه والمساحة: يقع سنجق طرابلس في القسم الشمالي من ولاية بيروت. يحده شمالاً سنجق اللاذقية، وشرقاً ولاية سورية، وجنوباً ولاية سورية ومتصرفية جبل لبنان (لبنان)، وغرباً البحر ٢ المتوسط. وإجمالي مساحته ٥٩٦٩ كلم

.

التقسيم الإداري: يقسم السنجق إدارياً إلى أربعة أقضية هي: طرابلس الشام (طرابلس سورية) وصافيتا وعكار وحصن الأكراد؛ وفيه ست نواحٍ هي: طرابلس، الأسكلة، هنية Haniyè ، طرطوس، أرواد، حزور؛ وفيه ٥٦٧ مدينة وبلدة وقرية ومزرعة. السلطات: السلطات الإدارية في سنجق طرابلس هي: المتصرف (الحاكم العام للسنجق ولقضاء طرابلس)، ثلاثة قائمقامين هم بمثابة حكام الأقضية الثلاثة الأخرى، المخاتير الذين ينتخبهم سكان النواحي للقيام بوظيفة مدير الناحية. أما السلطات الدينية فهي بالنسبة للمسلمين بيد المفتي والقاضي والنائب وإلخ... وهم يرتبطون بشيخ الإسلام أو وزير الأديان ومقره في القسطنطينية. وللموارنة مطران في طرابلس. بينما للأرثوذكس أساقفة في طرابلس وعكار.

المحاكم: يوجد في مركز السنجق وفي مراكز (ص ١٢٢) الأقضية محاكم ابتدائية مرتبطة بمحكمة الاستئناف في بيروت.

الدرك: ثمة قوة من ٣٠٠ عنصر من الدرك مفصولين من الفيلق الذي تتمركز قيادته العامة في بيروت، وهي مكلفة بالمحافظة على النظام العام في السنجق.

الجمارك: هناك مديرية للجمارك مرتبطة بالمديرية العامة في بيروت، ومقرها طرابلس.

البريد والبرق: يوجد في سنجق طرابلس مركز للبريد والبرق للخدمات الدولية (مراسلاته بالتركية والعربية والفرنسية)، وذلك في مرفأ طرابلس؛ ويوجد مركز آخر في المدينة نفسها للخدمات "الداخلية" فقط، ومراسلاته بالتركية والعربية فقط. وثمة ثلاثة مراكز بريدية في صافيتا وعكار وحصن الأكراد. وهناك أخيراً مركز للبريد والبرق في طرطوس يؤمن الخدمة الداخلية.

سكان السنجق: يبلغ عدد إجمالي سكان السنجق ٩٦١٠٩، موزعين وفق الجدول الآتي:

جدول بتوزيع السكان على المذاهب


(ص ١٢٤) إنتاج الحرير: يمكن تقدير أهمية إنتاج الحرير في سنجق طرابلس بمتوسط إنتاج ١٠ الفيالج في شتى مراكزه العاملة في هذا المجال، وهو إنتاج يقدر وفق الجدول الآتي

9 لا یتفق عدد الموارنة ھنا مع عددھم في سكان قضاء عكار الوارد في الصفة ١٤٣ (المترجم). یتناول المؤلف نفس موضوع إنتاج الحریر في سنجق طرابلس، من حیث كمیة الفیالج وقیمتھا المالیة، في الصفحة ٣٤: "تقوم زراعة 10 التوت أیضاً في سنجق طرابلس؛ وأھم مراكز تربیة دود الحریر ھي ضواحي مدینة طرابلس والنواحي المرتبطة مباشرة بمركز القضاء. أما الأقضیة الثلاثة الأخرى (في سنجق طرابلس) فیأتي قضاء عكار في طلیعتھا بحیث یُنتج لوحده ما یعادل تقریباً ربع ما ینتجھ السنجق، وذلك وفق الجدول الآتي:

ص ١٢٥) الطرقات: لا يوجد في سنجق طرابلس غير طريق واحدة للعربات؛ وهي تنطلق من مدينة طرابلس إلى حمص وحماة (ولاية سورية). يبلغ طولها الإجمالي ١٤١ كلم؛ منها ٩٤ كلم من طرابلس إلى حمص، و٤٧ كلم من حمص إلى حماة. ٦٢ كلم الأولى من الطريق داخل سنجق طرابلس، أما ٧٩ كلم الباقية فداخل ولاية سورية.

... يتم نقل الركاب في عربات من ١٢ مقعداً تجرها ٥ أحصنة أو بغال، تقطع الرحلة في مدة ١١ ساعة، تتخللها ٦ محطات، بما فيها محطة الانطلاق. كلفة المقعد من طرابلس إلى حمص، وبالعكس، ٣ مجيديات أي ما يعادل ١٣ ف.ف...

(ص ١٢٦) أما نقل البضائع فيتم... من خلال ٧ قوافل كل منها من ٧ عربات، على أساس رحلة يومياً من طرابلس إلى حمص ومن حمص إلى حماة. تستغرق الرحلة، ذهاباً أو إياباً، ٣ أيام، أي ٢٧ ساعة من السير (حوالي ١٤٨ كلم)، بما فيها أوقات الراحة بالطبع. والعربة من ٤ دواليب يجرها ٣ بغال.

قضاء عكار

(ص ١٤٢) الاتجاه والحدود: يقع قضاء عكار جنوب شرق سنجق طرابلس. يحده شمالاً قضاء حصن الأكراد، شرقاً وجنوباً ولاية سورية، غرباً متصرفية جبل لبنان (لبنان) ومركز قضاء طرابلس.

تقسيمه الإداري: لا توجد فيه نواحٍ، ويضم ١٧٤ بلدة وقرية ومزرعة hameaux.

١١ سكان القضاء: يبلغ مجمل عدد سكانه ٢٠٣٧٨ ساكناً، موزعين كالآتي

(ص ١٤٣)

عاصمة القضاء: بلدة عكار هي مركز القضاء الحامل لنفس الإسم، وفيها مقر القائمقام وشتى الأجهزة الحكومية، ومكتب البريد ووكالات الدين العام وإدارة حصر التبغ وغيرها وغيرها... تقع البلدة على مسافة ٤٠ كلم شرقي طرابلس عاصمة السنجق؛ وتبعد عن بيرون مسافة ١٠٠كلم كخط مستقيم شمالي شرقي بيروت، عاصمة الولاية. ثمة طريق للمركبات بطول ٢١ كلم تربط عكار بطريق طرابلس حمص حماة التي تخدم التجارة بين هذه المدن الثلاث، وذلك على السواء لنقل منتجات عكار ومنتجات الأقضية المجاورة في لبنان وسورية.

سكان عاصمة القضاء: يبلغ عدد سكان بلدة عكار (وهم من ضمن مجموع سكان القضاء) ٣٥٠٠ نسمة موزعين كالآتي:


المدارس: تضم المدينة ومعها القضاء ١٨٠ مدرسة، منها ثانوية و١٧٩ مدرسة ملحقة بالمساجد، ويرتادها كلها ١٨٤٠ تلميذاً بينهم ٨٤٠ مسلماً و١٠٠٠ نصيرياً. يقع معظم هذه المدارس والمساجد الملحقة بها (ص ١٤٤) في القرى النصيرية التي طالبت بهذه المدارس لدراسة القرآن والخدمة العسكرية.

الإنتاج الزراعي: أهم الزراعات هي زراعة الحبوب والتوت والزيتون، كما أن زراعة البقول في المستنقعات منتشرة في كل مناطق القضاء. ويزرع البصل بكميات كبيرة في سهل عكار بغية تصديره إلى بيروت ومصر والحجاز. وغالباً ما يصدر إلى مصر وحدها أكثر من ٢٠٠٠ طن من بصل عكار الذائع الصيت في تلك الأنحاء. والكثير من التلال تغطيها الغابات التي تتخللها فرجات فسيحة هي مراعٍ ممتازة، ولهذا تزدهر هنا تربية الحيوانات. ويقدر متوسط الإنتاج الحيواني سنوياً ٤٣٣٧٤ رأساً موزعة كالآتي:

ويبلغ متوسط مجموع الضريبة المحصلة سنوياً عن الجواميس والخراف والماعز والجمال حتى ١٤٣٨٩٠ قرشاً، ما يعادل ٣٣٠٩٥ فرنكاً.

الصناعة: ثمة مصنعان لغزل الحرير، أحدها في بلدة القبيات يغذيه إنتاج الشرانق في القضاء، وهو الذي يزود أيضاً الكثير من مغازل لبنان والعديد من الأبراج التي تمتلكها بعض العائلات. وبالإضافة إلى ذلك ثمة كثير من القرى، منها النهرية Nahriyè والرومنية Roumniyè (لعلها خربة الرمان) وعيدمون Aïdémoun، فيها معامل للسجاد المخطط بستة ألوان زاهية موزعة بخطوط دقيقة: أبيض، بنفسجي، أسود (ص ١٤٥)، أخضر، أحمر، أصفر. هذا السجاد المسمى سيرالي sirali من شام-شهر Châm-chèhr (دمشق)، مرغوب جداً؛ وتبلغ مساحة السجادة حوالي م ١٦ ٢ ، بضلع طوله ٤م.

الوضع السكاني في الأقضية المجاورة مباشرة لعكار

(ص ١٣٤) قضاء طرابلس (سنجق طرابلس):

المراجع

  هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية فرنسية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.