عوده ابو تايه

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عوده أبوتايه الحويطي

(أبوعناد) عودة بن حرب أبو تايه الحويطي الشريف من الفريجات من بني علوان بن الشريف حويط من قبيلة الحويطات الأشراف [1][2][3][4][5][6][7][8] الحجازية التي تسكن في المنطقة الممتدة من شمال السعودية إلى الحجاز جنوباً ومن صحراء النفود الكبير شرقاً إلى الأردن والنقب وسيناء والسويس غرباً. ولد في منطقة ربما ما بين مرتفعات راس النقب وجبال الطبيق تقريبا سنة 1850 م.


حياته الشخصية

  • كان الابن الرابع من بين خمسة أشقاء وأخت واحدة. وأخته هذه كان "ينتخي" بها، أي يفتخر بها. والده حرب زعيم قبيلة ومقاتل شرس، تكفل عودة بتربية قاسية جعلته ما آل إليه.
  • يذكر عن صفاته الشخصية ما قاله تي أس لورنس: (منتصب كالرمح، ضامر البدن، قوي، خفيف الحركة ، جبهته عريضة واطئة وأنف حاد مرتفع أقنى.. كريم لا يجارى حتى الحق به كرمه الفقر).
  • وقال أيضاً لورنس: أن عوده أفضل رجل في جزيرة العرب يمكن أن يكون إلى جانبك في معركة ، بل أنك تكون مقداماً بعيد الهمه إذا إستطعت أن تجاريه طويلاً.
  • عرف عنه كرمه وكان يستقبل الناس في بيت الشعر خاصته الضخم والذي ينتصب بطول سبعة أعمدة، أو كما يقال في مصطلح البادية بيت مسوبع.
  • قال عنه لويال توماس تدليلاً بكرم عوده أبوتايه: أن 25 رجلاً يستطيعون أن يصطفوا دفعة واحدة حول منسف عوده.
  • الأرشمندريت بولس سلمان وصف عوده أبوتايه بقوله: عوده أقوى زعماء الحويطات ، أغناهم و أوسعم ملكاً ، عدد رجاله 7 آلاف والمسلحون منهم 4 آلاف ولهم سطوة ودولة.
  • عرف عنه بأنه من أشجع الفرسان على الإطلاق ، فوصل بفرسانه إلى نجد وأطراف الجزيرة وحلب وغيرها ، ولم يكن يخشى من إنتقام القبائل الأخرى.


حياته الحربية

اشتهر بشخصية مميزة مثل الشجاعة والفروسية والحرب. وكان مقاتلا عنيدا وشرسا كما هم أفراد قبيلته التي أشتهر بأنها قبيلة غازية، وهذا الشيء الذي اكسبه زعامة قومه عشيرة التوايهة وقبيلة الحويطات اجمع واخذ لقب (عقيد القوم) اي الرجل الذي عقد جميع رجال الحويطات بانه كفؤ على القيادة. ويروى انه قد أصيب بالكثير من الجروح والاصابات في حروبه وغزواته. قبل أنضمامه هو وجماعته من الحويطات للثورى العربية الكبرى، كان يوجه طاقات جماعته في الغزو القبلي التي كانت النظام الذي يحكم الصحراء. فوصل بفرسانه إلى معظم أطراف الجزيرة ونجد وغزا الجيش البريطاني في العراق ووصل إلى حلب.


في الثورة العربية الكبرى

كانت قبيلة الحويطات في وقتها بأشد قوتها، الشيء الذي دفع الشريف الحسين بن علي بالاستعانة به وبقبيلته في حربه ضد الاتراك العثمانيين التي لم يكن أبو تايه راضيا عنهم بعد تولي حزب الإتحاد والترقي الحكومة التركية وسيايته المعادية لغير الأتراك. وأيضا كان يطمح إلى التخلص من الأتراك وان يحكم العرب انفسهم ويكون الخليفة الشريف الحسين بن علي. وبعد انضمامه هو وقبيلته إلى الثورة العربية سنة 1916 م كان رأس حربة في قواتها وقائد لقبيلته المحاربة التي أبلت بلاء حسنا في تلك المعارك، وأهمها الاستيلاء على قلعة ومدينة العقبة وجنوب بلاد الشام.

  • "من مواقفه في الثورة العربية" قال عنه سليمان موسى انه أصبح مع بداية الحرب العالمية الأولى زعيماً من أكبر زعماء العرب في بادية الشام ومحاربا صنديدا حتى لا يكاد يخلو جزء من جسمه من أثر رصاصة أو ضربة بسيف. يذكر عن مواقفه العربية القومية الأصيلة أيضا أنه وعند قدومه إلى معسكر الأمير فيصل في منطقة الوجه، وعند تقديم الطعام قام بتكسير طقم أسنانه الذي صنعه الأتراك أمام دهشة الحضور قائلا لن آكل طعام الأمير قائد جيش الثورة بأسنان تركية، وبقي لا يأكل المنسف طعامه المفضل حتى فتحت العقبة، حيث صنع له طبيب مصري طقما جديدا. انضمامه هو وقبيلة الحويطات إلى الثورة كان من أهم أسباب انتصارها. ولقد إسنتد إلى القوة التقليدية لقبيلته في منطقة جنوب الأردن وشمال الحجاز. حتى أنه كان يخاطب قادة أعداءه الاتراك بصيغة الأمر كما في الرسالة التي كتبها إلى الحاكم التركي في منطقة الكرك، جنوب الأردن، والتي ذكرت جريدة الرأي الأردنية نصها كما يلي:

من عوده أبو تايه إلى متصرف الكرك. بعد السلام، أنذرك بلزوم مغادرة بلاد العرب قبل نهاية شهر رمضان. البلاد بلادنا ونريد أن يحكمها أهلها. إذا لم تغادر البلاد فإني سأعتبرك عاصياً، وسأهجم عليك حتى يقضي الله بيننا.

  • وقد أهداه الشريف الحسين بن علي سيفاً بعد تحرير العقبة، ووصفه الأمير فيصل في رسالة للأمير زيد سنة 1918 م قائلاً عودة أبو تايه صديق من الروح، استشيرُه في جميع الأمور ولا تخف عنه شيئا.
  • لم يكن راضيا عن نهاية الثورة العربية التي قطفت ثمارها بريطانيا وفرنسا بعد أن قسما بلاد العرب، بل حتى أن إنشاء الدولة الأردنية لم يكن ما يصبو اليه إذ انهت بذلك الثقل القبلي للحويطات في المنطقة، فمثلا، يروي أحد المستشرقين انه لم يستطع المرور من فلسطين إلى الحجاز إلا ومعه كتاب من شيخ الحويطات يسمح له بذلك. ويدل هذا على النفوذ الذي كانت تتمتع به هذه القبيلة في ذلك الوقت.


وفاته

توفي عوده أبوتايه بعد عملية أجريت له في القدس، وتوفي في 22 تموز سنة 1924 م ،ودفن في منطقة رأس العين في عمان. وقد حدث ما تنبأ به الكولونيل لورنس إذ قال: انه عندما يموت فإن العصور الوسطى للصحراء تكون قد بلغت نهايتها.


تجسيد عوده أبوتايه بالأفلام والمسلسلات

لم يكن لحد الآن، يوليو 2020، أي عمل سينمائي أو تلفزيوني يصور شخصية وأفعال عودة أبو تايه كما هي مثبتة بكتب التاريخ والمصادر. وكانت الأعمال الغربية تصوره على أنه الهمجي مقابل الغربي المتمدن، والاعمال العربية تصوره بما يتناسب مع الضوابط الاجتماعية والقبلية والسياسية لعدم جرح مشاعر القبائل. ولعل أهم الأعمال التي صورت عودة هي ما يلي:

  • قام الممثل أنتوني كوين بتجسيد دور عودة أبو تايه في فيلم لورانس العرب. وتم إظهار شخصية عودة على أنها شخصية معقدة تجمع ما بين الحكمة الأبوية واللصوصية الصحراوية، ومنذ عرض الفيلم الأول كان هذا التجسيد محل انتقاد من قبل النقاد والمستشرقين بنائا على حقيقة أن عودة كان داعما مخلصا للاستقلال العربي ومنخرطا بشكل أساسي في التخطيط العسكري للمعارك الثورة .
وتذكر المصادر، بإن شخصية عودة في الفيلم الشهير كانت مبنية على ما صوره لورنس في الاصل في كتاباته على أن عودة شخصية فوضوية ذات طاقة ذكورية بدائية تعارض مع فكرة الحضارة البريطانية  وهذه الفكرة بالأساس هي متكررة في الكثير من كتب الاستشراق التي تصور العرب على أنهم النقيض الشرير للحضارة الغربية عامة. وأثار تصوير عودة أبو تايه في الفيلم بهذه الطريقة غضب أقاربه وقاموا برفع قضية ضد ستوديوهات كولمبيا  - الشركة المنتجة للفيلم- إلا ان الدعوة تم إسقاطها في النهاية.
  • في سنة 2009، قام المركز العربي للإنتاج الإعلامي في الأردن بإنتاج مسلسل تلفزيوني من 30 حلقة باسم "عودة أبو تايه (مسلسل)". ومع أن المسلسل لاقى نجاحا، إلا أنه لم حول شخصية عودة أبو تايه إلى شخصية خيالية تناسب المسلسلات البدوية. وكانت هنالك العديد من النقاط التي تخرج فيها شخصية عودة في المسلسل عن الإطار التاريخي والحقيقي لعودة بن حرب أبو تايه وتتحول إلى بطل مسلسل بدوي يتناسب مع أذواق الفئة المستهدفة من الجمهور وبنفس الوقت لا تصور الاعمال الحقيقة لعودة كي لا تجرح مشاعر أبناء القبائل الأخرى.


المصادر