روبرت فلتون

روبرت فلتون ، إنگليزية: Robert Fulton مهندس ومخترع أمريكي (و. 14 نوفمبر 1765 - 24 فبراير 1815) اخترع السفينة البخارية وحصل على براءة الاختراع في 11 فبراير 1809 .

روبرت فلتون
Fulton.jpg
روبرت فلتون
وُلِدَ14 نوفمبر 1765
توفي24 فبراير،1815
الجنسيةأمريكي
المهنةمهندس
الوالدانروبرت فلتون، ماري سميث
السيرة الهندسية
المشاريعباخرة، الغواصة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والحياة المبكرة

 
الغواصة نوتيلس
 
فلتون يقدم باخرته لبوناپرت، عام 1803

ولد فلتون في بنسلفانيا وأبدى منذ نعومة أظافره ميلا كبيرا إلى الميكانيكا (علم الحركة) ، وأصبح ذا خبرة ومهارة في صناعة الأسلحة النارية ، مع أنه لم يمتهن الصنعة على يد معلم ، وكانت تلك الطريقة الشائعة في تعلم هذه المهارات في القرن الثامن عشر ، وعندما بلغ الرابعة عشرة صنع مركبا صغيرا بدولاب تجذيف يدوي. وقد انتقل فورا – وهو الذي امتهن على يد جواهري فيلادلفي – إلى رسم اللوحات الصغيرة وحلي الشعر. وقصد إلى انجلترا في العام 1786 للدراسة على يد الرسام الأمريكي الكبير بنجامين ويست ، لكنه هجر الفنون واتجه إلى الهندسة في مطلع تسعينيات القرن الثامن عشر. وفي العام 1797انتقل إلى فرنسا.


مقلد وليس مبتكر

لم يكن فلتون مبتكرا أصيلا ، وإنما كان يقتبس أفكار الآخرين ويطورها ويجمعها في توليفة جديدة أكثر نفعا. وقد طور الغواصة ديفيد بوشنيل التي صممها في العام 1776 لمحاربة الأسطول البريطاني في مرفأ نيويورك ، وحاول بيعها – وما أفلح في ذلك – إلى الفرنسيين. (وقد أطلع البريطانيين على تفاصيل مفاوضاتها مع الفرنسيين في هذه الأثناء – أملا في تحقيق مكاسب مزدوجة).

روبرت ليفنجستون

كان فلتون موهوبا – وأيضا رجل أعمال كثير الشكوك والوساوس – وكان بارعا بمصادقة المتنفذين وأصحاب السلطة. وكان أكثر أصدقائه تنفذا روبرت ليڤنگستون الذي عينه توماس جفرسون سفيرا للولايات المتحدة في فرنسا، وكان ينتمي إلى عائلة ليفنجستون النيويوركية الشهيرة التي أدت دورا كبيرا في سياسات الدولة.

وكان لليفنجستون أملاك واسعة في كليرمونت التي تبعد 110 أميال أعالي نهر هدسون عن مدينة نيويورك – لذلك سعي إلى تسريع حركة النقل بينهما . وحاول – كسمكري هاو – تطوير مركب بخاير بجهوده الخاصة ، لكن من دون طائل. ومع ذلك فقد تيسر له أن يقنع ولاية نيويورك بمنحه احتكارا للملاحة بالمراكب البخارية في مياه نيويورك شريطة أن يصنع في عام واحد قاربا له القدرة على قطع أربعة أميال في الساعة. ولم يتسن له الانتهاء في الموعد المضروب ، لكن المجلس التشريعي مدد آخر موعد إلى العام 1803 حيث أجاز مذكرة القانون وسط نوبة من الضحك ، إذ اعتقد أكثر الأعضاء أن الشروط الموضوعة تتجاوز مقدرته.

المركب البخارى

 
The marble statue by Howard Roberts in Statuary Hall of the U.S. Capitol Building

وعندما التقى فلتون في باريس ، قرر ليفنجستون المساعدة على تمويل تجارب فلتون على المركب البخاري ، ووقع الاثنان عقدا لبناء مركب بخاري يشغل في نهر هدسون في الولايات المتحدة . وقضت الاتفاقية بأن يضطلع فلتون بأعمال التصميم وأن يقدم ليفنجستون المال اللازم والوضع الاحتكاري الذي يضمن ربحية المشروع. وتحول فلتون باهتمامه إلى آلية تعمل بالسلسلة وهي تشبه قليلا جنزير الدبابة. وهي مزودة بمجاذيف لنقل الطاقة من المحرك إلى الماء. وحاول ليفنجستون جاهدا استخدام دولاب التجذيف لكن فلتون عارض الفكرة ، وأذعن ليفنجستون في نهاية المطاف. ويذر سيمنجستون أن فلتون زاره في اسكتلندا وصعد مركب تشارلوت دونداس وأبدى إعجابة الكبير به.

لقد أكد فلتون دائما أن مركبه البخاري كان من تصميمه بالكامل. لكن فلتون كان معروفات بمواربته للحقيقة وكذبه الصريح في كثير من المسائل الأخرى ، وبالتالي فمن المرجح أن يكون اقتبس أفكارا مهمة في مخططات سيمنجتون من دون الإشارة إليها ، وبخاصة رفع محور دولاب التجذيف إلى مستوى أعلى . وقد تخلي بالتأكيد عن فكرة التحريك بالسلسلة بعد أن عاد إلى فرنسا.

مركب نورث ريفر

 
An 1806 submarine design in cross section by Robert Fulton

ولدى عودته إلى الولايات المتحدة بعد نحو عشرين عاما متصلة في العام 1806 ، استقر فلتون في نيويورك ، وشرع في صناعة مركب بخاري لتشغيله في نهر هدسون . كان طول المركب بعد اكتماله 146 قدما وعرضه 12 قدما ، بقعر عريض وحواف مستوية. وصنعت آلية دولاب التجذيف – وهي من الحديد المطاوع – والمرجل النحاسي محليا ، أما المحرك البخاري بقوة أربعة وعشرين حصانا فقد أنتجته شركة جيمس في انجلترا.

وفي صباح الأول من اغسطس 1807 أقلع مركب نورث ريفر – كما أطلق عليه فلتون ، على نحو تعوزه البراعة اللغوية (ذلك أنه بعد وفاة فلتون صار يعرف باسم كليرمونت) – من رصيف شارع كريستوفر . واحتشد جمع غفير لمشاهدة انطلاق المركب ، وكان كثير منهم يعتقدون – ولم يكونوا مجانبين الصواب – أن المركب الذي شبهه أحدهم بمنشرة قائمة على طوف تشتغل بالنيران سيغرق بعد أن ينفجر.


نجاح الشريكين

لكن شيئا من ذلك لم يقع ، فقد شق المركب طريقه بثبات نحو الشمال ، متخطيا السفن الشراعية في طريقه ، ليبلغ أراضي ليفنجستون في كليرمونت صبيحة اليوم التالي. وظهر ليفنسجتون على متن المركب ، واستأنف الشريكان رحلتها إلى ألباني فلبغاها في صباح اليوم التالي. لقد استغرق المركب 32.5 ساعة لقطع مسافة مائة وخمسين ميلا بين نيويورك وألباني ، أي بسرعة أربعة أميال ونصف في الساعة وسطيا. وصار الاحتكار المشروط للملاحة بالمركب البخاري في مياه نيويورك – الذي صدر في العام 1803 – حقا الآن لليفنجستون وفلتون.

وأعلن فلتون للمسافرين تنظيم رحلة إياب ، لكن مسافرين اثنين فقط كان مستعدين لدفع سبعة دولارات ثمنا للرحلة ، أي ما يتجاوز ضعفي ثمن السفر بالمركب العادي إلى نيويورك. ومع ذلك فقد كانت شواطئ هدسون – في رحلة الإياب – محتشدة بالناس ، وخصوصا الصبيان في ويست بوينت مهللين لقدوم المركب. وعلى الفور اعتمدت خدمة النقل المنتظم بين مدينة نيويورك والمناطق الشمالية. وفي العام 1812 أصبح لد ى فلتون وليفنجستون ستة مراكب بخارية تمخر عباب المياه الداخلية.

لقد كان ليفنجستون – الذي فاوض على شراء لوزيانا من نابليون – مدركا تماما الفرصة الكامنة في تشغيل المراكب البخارية في نهر المسيسيبي وروافده ، فلقد وفرت هذه الأنهار ما لا يقل عن ستة عر ألف ميل من المياه الصالحة للملاحة وشغلت مساحة تتجاوز مليون ميل مربع من نيويورك ومونتانا. وكان أكثر تلك المساحات من أخصل الأراضي الزراعية في العالم ، مما جعل إمكاناتها الاقتصادية غير محدودة تقريبا. كما كان الكثير منها غنيا بالمعادن أيضا.

لكن استخدام البخار سبقته مشكلة : إن هذه المجاري المائية الطموية كانت إذا جاز القول ، وحيدة الإتجاه. فلقد كانت الجرادل (مراكب مسطحة) – وهي ليست إلا أطوافا كبيرة تربطا معا – قادرة على حمل ما بين ثلاثين وأربعين طنا من الشحنات دفعة واحدة ، ليجرفها التيار أسفل النهر باتجاه نيوأرلينز . وقد سلك هذه الرحلة ابراهام لنكولن في شبابه مرتين. وكانت الشحنة تباع – لدى وصولها نيوأورلينز – أما الجرادل تفك ويباع خشبها.

تطور ونجاح جديد

أما السبيل الوحيدة للملاحة عكس التيار (إلى أعالي النهر) فكانت مراكب الكلب (مسطحة القعر) التي كانت تستقر على ضفة النهر بعد انحسار التيار وكانت تجر إلى أعلى النهر بجهد الإنسان . كانت الرحلة بالجردل من وادي اوهايو إلى نيوأرليانز تستغرق شهرا واحدا من دون إنفاق جهاد برش يذكر. أما رحلة العودة بمركب الكلبت فكانت تستغرق ثلاثة أشهر من الجهد المتواصل. ومعظم تلك المراكب لم يحاول إنجاز تلك الرحلة ، فكانت تمضي إلى مواطنها بدلا من ذلك. وكانت طريق نهر ناتشيز تريس ، التي تصل بين روافد المسيسيبي في نانتشيز وناشفيل في تينيسي على كمبرلاند ، من الطرق الرئيسية حتى ظهور البخار.

وفي العام 1811 أرسل ليسفنجستون وفلتون بناء السفن (السفان) نيكولاس روزفلت إلى بتسبره لبناء مركب بخاري هناك ، وضع تصميمه فلتون. وقد حاول ليفنجستون في هذه الأثناء الحصول على ميزة احتكارية مماثلة لتلك التي منحت له في نيويورك ، وقد رفضت أكثر الولايات والمناطق ربيب منظومة المنطقة الشمالية هذا بشكل قاطع. حيث هاجمت صحيفة "سينسيناتي ويسترن سباي" هذه الفكرة من اساسها فكتبت: "يجب أن تظل – وسوف تظل – الطريق إلى الأسواق خالية من العوائق . إن هذه النزعة الاحتكارية الفردية ستحرض مواطني المناطق الغربية على التأكيد على حق العبور ذهابا وإيابا من دون مضايقات على الطرق الرئيسية العامة في المناطق الغربية".

وعلى الرغم من أنه لم يفلح في الحصول على الاحتكار في مناطق أخرى ، فإنه أصاب نجاحا حيث كان للنجاح أهميته ، وذلك في أراضي نيوأورلينز. إذ منحه الحاكم الاقليمي هناك – الذي كان من دون أي وجه مصادفة شقيق إدوارد عمدة نيويورك الأسبق وعضو الكونجرس – حقا احتكاريا في مياه لويزيانا. وحيث إن نيوأورليانز كانت النقطة الفاصلة بين النهر وحركة العبور القادمة من المحيط ، فقد كان ذلك احتكارا لنهر المسيسيبي برمته.

ومع ذلك فقد قوبل هذا الاحتكار بالتجاهل ، أو لنكن أكثر دقة بالتحدي ، فقد رفع أحد أصحاب القوارب ويدعى هنري شرف القضية إلى المحكمة الفدرالية ونجح في آخر المطاف في استصدار حكم ينكر على حاكم الاقليم أي صلاحيات بمنح مثل هذا الاحتكار. لكن ليفنجستون وفلتون كانا قد رحلا عن هذه الحياة. ولم يقدم أي استئناف على الدعوى وبالتالي شهد عدد من المراكب البخارية في نظام الملاحة عبر المسيسيبي ارتفاعا كبيرا.

تكريمه بعد وفاته

المصادر

قالب:إمبراطورية الثروة-ج2

وصلات خارجية

  هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.