ثورة الخلايا الجذعية

ثورة الخلايا الجذعية

يمكن تحريض الخلايا الجذعية stem cells للنمو متحولة إلى أي من أنواع الأنسجة البشرية، مثل الدماغ أو الدم أو الجلد. وقد يعني ذلك علاجات جديدة لأمراض مثل الشلل الرعاش (مرض باركنسون) والداء السكري… هذا ما سنستكشفه في هذا المقال

في ليلة رأس السنة لعام 2003، تمت تسمية الدكتور مارتن إيفانز Evans ،الأستاذ بكلية علم الوراثة للثدييات بجامعة كارديف البريطانية، للحصول على درجة فارس في القوائم السنوية التي تمنح بموجبها الملكة الألقاب. كان الشرف الأكبر هو الاعتراف بأبحاثه الرائدة في واحد من أكثر مجالات العلم إثارة للجدل- وهي أبحاث الخلايا الجذعية.

أدت المضامين الأخلاقية، بالإضافة إلى التحديات العلمية التي تنطوي عليها أبحاث الخلايا الجذعية في البشر ، لجدال مستعر في جميع أنحاء العالم. ويرجع ذلك جزئيا لأن إنتاج أجنة للحصول على الخلايا الجذعية منها أمر لا يقبله كل الناس ، ولأن العملية ذاتها مشابهة بشكل غير مريح لفرع آخر مثير للجدل من العلوم الطبية: وهو الاستنساخ cloning. في سبعينيات القرن العشرين، أظهر إيفانز – الذي كان يعمل وقتئذ في جامعة كامبردج- مع زملائه أنه بالإمكان أخذ الخلايا الجذعية من أجنة الفئران ومن ثم تربيتها في مزرعة بالمختبر. ومنذ ذلك الحين، تحققت العديد من التطورات الهائلة؛ من ولادة أولى أطفال الأنابيب في العام 1978 إلى استنساخ النعجة دوللي في العام 1996. يجري العلماء حاليا أبحاثهم على طرق يمكن بها استخدام الخلايا الجذعية لشفاء أمراض بشرية مثل مرض باركنسون ، ومرض ألزهايمر ، والسكري diabetes. وتعد بريطانيا من الدول المتقدمة في مجال أبحاث الخلايا الجذعية ، بالإضافة إلى بعض أكثر التشريعات تقدمية في العالم بهذا الخصوص. ففي عام 2003، أصبحت بريطانيا أول دولة في العالم – ولا تزال الوحيدة حتى الآن- تنشئ بنكا حكوميا للخلايا الجذعية لصنع وتخزين "خطوط" lines من الخلايا الجذعية. يقول الدكتور جلين ستايسي Stacey، مدير البنك البريطاني للخلايا الجذعية :" لقد انتهينا تقريبا من أعمال البناء ، ولدينا لجنة توجيهية قامت بتطبيق القواعد الأخلاقية ، والقانونية ونظام مراقبة الجودة للبنك. ونحن الآن مستعدون تقريبا لقبول أول خط من الخلايا الجذعية ، والذي سيصل إلينا قريبا." ليس الاستنساخ، وهو محظور في بريطانيا وكثير من الدول المتقدمة، هو السبب الذي يجعل العلماء مهتمين بدراسة الخلايا الجذعية ، بل يرجع ذلك إلى أن تلك الخلايا تمتلك خاصيتين رئيسيتين تقدم للطب وعودا غير عادية؛ فالخلايا الجذعية يمكنها نسخ أنفسها بصورة لا نهائية تقريبا، مما يعني أنه يمكن توجيهها في النهاية لتحل محل أي عدد من الخلايا التالفة في مريض ما. كما أنها "غير متمايزة" undifferentiated، مما يعني أنه يمكن حثها على إنتاج أي من الخلايا المتخصصة ، أو "المتمايزة"، التي تكوّن جميع أنسجة وأعضاء الجسم. تخيل شخصا يعاني من مرض باركنسون ، وهو مرض تنكسي degenerative يدمر العصبونات (الخلايا العصبية) المنتجة للدوبامين في الدماغ. فإذا أمكن زرع خلايا جذعية جديدة في دماغ هذا المريض ، ثم أمكن توجيهها لإنتاج عصبونات neurons بديلة ، سيكون من الممكن شفاء هذا المرض. أو إذا أصيب شخص ما بنوبة قلبية حطمت جزءا حيويا من نسيج العضلة القلبية، يمكن للخلايا الجذعية إصلاح التلف ، مما ينفي الحاجة لعملية زرع القلب. وبرغم أن الأمر يبدو أشبه بقصص الخيال العلمي، فالتكنولوجيا التي تستند إليها هذه التطورات ليس بعيدة عنا كثيرا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قصة نمطين من الخلايا

هناك نوعان رئيسيان من الخلايا الجذعية- البالغة والجنينية؛ ولكل منهما قدرات مختلفة، والعلماء مهتمون بكليهما. توجد الخلايا الجذعية البالغة adult stem cells في أعضاء وأنسجة معينة طوال فترة حياتك. ويمكنها تجديد أنفسها وتتمايز differentiate عند الحاجة لإنتاج خلايا متخصصة في الإصلاح والصيانة. وعلى سبيل المثال، هناك العديد من الأنواع المختلفة من خلايا الدم ، لكنها جميعا تتطور من الخلايا الجذعية البالغة. وتوجد هذه غالبا في نخاع العظم bone marrow ( الجزء الداخلي الرخو من العظام) ، برغم أن بعضها يوجد في الدم. ويمكنها أن تتمايز مكونة خلايا الدم الحمراء أو البيضاء ، أو الصفيحات platelets، اعتمادا على نوع الخلايا التي انخفض عددها. يقول الدكتور كريس هيجنز Higgins، مدير مركز العلوم الإكلينيكية التابع لمجلس الأبحاث الطبية (MRC) البريطاني :"تم استخدام الخلايا الجذعية البالغة بنجاح في عمليات زرع نخاع العظم لسنوات طويلة، لكن هذا ظرف خاص للغاية، لأن الدم يعد واحدا من الأعضاء القليلة بالجسم التي تجدد نفسها بصورة مستمرة." ويعد مجلس الأبحاث الطبية أكبر المنظمات البريطانية الممولة من قبل الحكومة في مجال أبحاث العلوم الطبية. لكن تطبيقات الخلايا الجذعية البالغة محدودة؛ فعلى سبيل المثال، فالخلايا الجذعية البالغة التي توجد في نخاع العظم، والتي تستخدم في عملية زرع النخاع، لا يمكنها أن تنتج سوى خلايا دموية أخرى، ولا يمكن استخدامها لأغراض أخرى، مثل استبدال العصبونات المنتجة للدوبامين في أدمغة مرضى الشلل الرعاش. يقول الدكتور هيجنز:" إن قضية أن نتمكن أو نفشل في النهاية في برمجة أو إزالة برمجة de-programming الخلايا الجذعية البالغة لإنتاج ،لا تزال محلا لجدل كبير." أما الخلايا الجذعية الجنينية embryonic stem cells، والمعروفة اختصارا باسم الخلايا ES، فهي التي تمتلك إمكانيات مثيرة لأن تتحول إلى أية خلية في الجسم. وكل ما تحتاجه هو التعليمات الصحيحة ، ومن ثم تتحول إلى صفيحة دموية، أو نسيج عضلي، أو عصبون- حسب الحاجة لأيها. وهي أيضا الخلايا الجذعية المسببة لأكبر قدر من الجدل ، إذ أنها تتكون في مرحلة مبكرة جدا من الحمل.


قدرات صانعة للحياة

عند عمر خمسة أيام من الحمل تقريبا، يتكون الجنين من كرة مكونة من 50-100 خلية ، تسمى التويتة morula . وهي في مثل حجم حبة الرمل. والخلايا الخلايا الجذعية الجنينية مشتقة من كتلة خلوية داخلية ضمن هذه الكرة. وخلال وقت قصير للغاية ( نحو ستة أيام) تكون قد تلقت الإشارات التي ترشدها لكيفية التمايز . ومع بداية نمو الجنين، تتخذ الخلايا تلك الأنماط المختلفة التي ستبقى عليها طيلة حياتها. ومن التقنيات المستخدمة من قبل العلماء لجني الخلايا الجذعية الجنينية القيّمة قبل أن تتمايز، هناك تقنية تسمى الاستبدال النووي للخلية cell nuclear replacement . والخطوات الأولية من هذه العملية هي نفسها المستخدمة في عمليات الاستنساخ؛ تتم إزالة نواة البويضة بعناية ، ومن ثم استبدالها بنواة خلية ناضجة أخرى، مثل خلايا الجلد. تندمج البويضة الفارغة مع النواة الجديدة ، وعندئذ تتكون كيسة أريمية blastocyst من البويضة والنواة المتبرع بها. وإذا تمت زراعة البويضة في رحم امرأة عند تلك النقطة، مع التأكد من عدم وجود مشكلات أخرى، فمن الممكن – نظريا- تنمو لتكوين طفل مستنسخ ؛ وهي عملية تسمى الاستنساخ التوالدي reproductive cloning. وعلى أية حال، فهناك عدد قليل جدا من العلماء المحترمين يقبلون مثل هذا الاستخدام للتقنية. وفي يناير 2004، ادعى باحث يوناني اسمه بانايوتيس زافوس Zavos أنه زرع جنينا مستنسخا في رحم امرأة. كانت استجابة المختصين في المملكة المتحدة تتسم بالازدارء الجماعي ، فكما علق الدكتور هيجنز: " عند إجراء هذه التجارب على الحيوانات، يكون هناك احتمال كبير لوجود تشوهات جنينية ، وبالتالي فإن زرع شيء في امرأة من المرجح- ليس من المحتمل ، بل من المرجح- أن يكون غير مأمون، يعتبر أمر لا يمكن أن يغتفر." ويمضى السير مارتن إيفانز إلى أبعد من ذلك، فيقول بحزم:" أعتقد أنه يجب اعتقاله ؛ فإذا ذهبت إلى وسائل الإعلام وأخبرتهم بأني أقوم بخنق النساء في كل ليلة، وهو أمر غير قانوني أيضا، أعتقد أنني سأصبح عرضة للشبهات . ومن المؤسف على وجه الخصوص أن أناسا مثله، والذين يقومون بالدعاية لأنفسهم في الغالب، يدّعون أنهم علماء." وبرغم تشابه المراحل الأولية للتقنيتين، إلا أن استخدام الأجنة لأبحاث الخلايا الجذعية يختلف تماما عن الاستنساخ التوالدي. وتسمى العملية البحثية هنا بالاستنساخ العلاجي therapeutic cloning؛ فبدلا من زرعها في رحم امرأة، يتم جني الخلايا الجذعية الجنينية من الكيسة الأريمية قبل أن تتمايز. ليس هناك جهاز عصبي في هذه المرحلة الباكرة من الحمل، لذلك فليس هناك ثمة ألم تستشعره الكيسة الأريمية. وبعد ذلك، تنمو الخلايا الجذعية الجنينية في المزرعة وتستخدم في الأبحاث. ويؤمل في أن تعمل الخلايا الجذعية الجنينية التي يتم الحصول عليها من عمليات الاستنساخ العلاجي ، على مساعدة المرضى بأمراض مثل الشلل الرعاش. تؤخذ النواة المتبرع بها من إحدى خلايا المريض نفسه، وبالتالي فلن يكون هناك خطر للرفض rejection، إذ أن المادة الوراثية الموجودة ضمن الخلية خاصة بالمريض نفسه. وتحرّض الخلايا الجذعية الناتجة على التمايز إلى الخلايا اللازمة- الخلايا المنتجة للدوبامين في هذا المثال- ثم تنقل إلى المريض مرة أخرى. لا يزال هناك عدد هائل من الصعوبات التقنية التي يتوجب حلها قبل أن يمكن استخدام هذا النمط العلاجي بالفعل. يحتاج العلماء إلى فهم كيفية إيقاف عملية نمو الخلايا بمجرد أن يتم إنتاج كمية كافية من الخلايا الجديدة، وإلا تحولت إلى ورم سرطاني. وبالإضافة إلى ذلك، فلا يزال هناك الكثير مما يتوجب فهمه عن المحرضات المحددة تماما التي تجعل الخلايا تتمايز بالطرق المرغوبة.

الأخلاقيات المستبطنة

بعيدا عن التحديات الفنية، فالقضايا الأخلاقية معقدة بدورها ، وكانت المملكة المتحدة هي أول دولة تأخذها على محمل الجد. ففي العام 1978، ومع ولادة أولى أطفال الأنابيب، لويز براون Brown، بات من الواضح أن هناك حاجة ملحة لتشريع ينظم الأبحاث المتعلقة بالأجنة. ونتيجة لذلك، تم تشكيل لجنة في العام 1984 برئاسة البارونة وارنوك Warnock، أدت تقاريرها إلى مشروع قانون الإخصاب وعلم الأجنة البشري ، والذي تم إقراره في النهاية عام 1990. وتتحكم في تنفيذ القانون هيئة الإخصاب وعلم الأجنة البشري (HFEA)، والتي تنظم عمليات تصنيع، وإخصاب، والتخلص من الأجنة المستخدمة في الأبحاث وفي علاج العقم. وفي عام 2001، تم توسيع معايير القانون لتشمل الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية الجنينية والاستنساخ العلاجي. والهيئة HFEA مفوضة ، تحت شروط صارمة، بإصدار التراخيص التي تسمح بإجراء الأبحاث على الأجنة البشرية. يقول هيجنز :"لا يسمح التشريع سوى بالعمل على الأجنة البشرية التي تقل أعمارها عن 14 يوما، وعندها لا تزال تمثل كرة من الخلايا غير المتمايزة، دون دليل على وجود خلايا عصبية من أي نوع، أو أي شيء قد يكون لديه أي إحساس. ولن تعطي الهيئة HFEA تصريحها إلا إذا لم يكن هناك أي بديل لاستخدام الأجنة البشرية؛ فالقانون يحظر تماما أية محاولة للاستنساخ الإنجابي البشري- بمعنى زرع أجنة مستنسخة في رحم امرأة." لكن الدول الأخرى لم يكن تفكيرها تقدميا بهذه الصورة، فكما يقول الدكتور جيليو كوسو Cossu، مدير معهد أبحاث الخلايا الجذعية بميلانو، إيطاليا، والذي تعوق التشريعات الإيطالية الحالية أبحاثه بدرجة كبيرة:" لقد وافق البرلمان الإيطالي مؤخرا على قانون رديء حول الإنجاب المساعَد assisted reproduction ، والذي يحظر تجميد الأجنة وأي أبحاث محتملة على الخلايا الجذعية البشرية." وفي أمريكا، رفض الرئيس بوش تقديم تمويل حكومي لأبحاث الخلايا الجذعية الجنينية ، وحظر إنتاج أية خطوط جديدة من الخلايا الجذعية. وهناك ما بين 24 إلى 60 خط موجود حاليا، بناء على من تستمع إليه ، لكنه ليس من السهل على العلماء الوصول إلى أيها. يقول هيجنز:" المشكلة هي أنه حتى لو توفر لديك التمويل الخاص، فيمكنك أن تفعل أي شيء ترغب فيه ، إذ أن القانون غير صارم فيما يتعلق بالأبحاث التي تتلقى تمويلا خاصا."

أفضل ما هو بريطاني

في عام 2003، أنشأت بريطانيا أول بنك معترف به حكوميا في العالم لتنمية وتخزين خطوط الخلايا الجذعية الجنينية- وهو بنك الخلايا الجذعية للمملكة المتحدة. وبرغم كونه في مراحله الأولى، إلا أنه بمجرد استكماله، سيستخدم في تخزين جميع أنواع الخلايا الجذعية، مع مرافق خاصة للخلايا الجذعية الجنينية. وقد أمضى مدير البنك، الدكتور جلين ستايسي، جزءا كبيرا من العام الماضي في التحدث إلى العلماء من داخل المملكة المتحدة وخارجها. ويقول:" كانت استجابتهم إيجابية للغاية، سنكون قادرين على التعامل مع مدى واسع من أنماط الخلايا وحالات الزرع المختلفة، كما سنكون مرنين بما يكفي للتعامل مع المزارع الخلوية التي قد تنمو بمعدلات متباينة وفي ظروف مختلفة."

وبمجرد أن يباشر البنك عمله، لدى ستايسي خطط مثيرة لإنشاء أنظمة يتم فيها نقل الصور من المختبرات الإكلينيكية إلى مختبرات "المودعين" depositors. ويقول:" في النهاية، سيتاح ذلك على شبكة الإنترنت ، بحيث يجلس المودع في مختبره أو عيادته ويرى صور إنتاج خلاياه، ثم تجميدها وحفظها في البنك".

وعموما، فقد تحقق قدر هائل من الإنجازات منذ أبحاث إيفانز الرائدة على الخلايا الجذعية للفئران في العام 1973، فالمرافق مثل بنك الخلايا الجذعية للمملكة المتحدة تجعل الفوائد المحتملة للمرضى أملا قابلا للتحقيق. وفي حين يعترف إيفانز بهذه المنجزات، إلا أنه حذر فيما يتعلق بمتى يمكن أن تتحول معجزات المعالجة بالخلايا الجذعية إلى حقيقة واقعة. ويقول: " من العدل تماما أن نقول أننا لازلنا بعيدين تماما عن هذا الهدف. فهناك تجارب تجرى حاليا لمحاولة تحديد الخلايا التي تفقد صوابها في الشلل الرعاش ، على سبيل المثال، لكن أن نقوم بالفعل بإعادة الخلايا الصحيحة إلى المكان المناسب تماما ، بحيث تقوم بالأفعال الصحيحة ، لا يزال أمرا بعيد المنال، لكنه سيأتي. فلدينا الخيال البشري والتقنيات اللازمة، برغم عدم كونها مثالية حتى الآن، إلا أنه من الممكن تماما التنبؤ بنجاحها. أعتقد أن الأمر سيتحقق خلال عقود، وربما خلال الجيل التالي سنتمكن من فعل هذه الأشياء."


معجزات علاجية

إن العلاجات المعتمدة على تجارب الخلايا الجذعية تزودنا الآن بشفاء "لما لا شفاء له".

طب الفم

قام العلماء اليابانيون في جامعة مقاطعة كيوتو الطبية بتحويل الخلايا الجذعية المأخوذة من الفم إلى نسيح القرنية. ذكر تقرير الفريق معالجة تسعة مرضى بضعف شديد في الإبصار بهذه التقنية في مارس 2003؛ استعاد ثمانية منهم بصرهم. 

قلب محطم

وفي مارس 2003 أيضا، أصيب ديمتري بونفيل ( 16 سنة) في قلبه بطلقة من مسدس للمسامير خلال مشاحنة مع صديق له. وبدلا من زراعة القلب التقليدية، عولج ديمتري بالخلايا الجذعية المأخوذة من نخاع العظم ، والتي تساعد نسيج القلب التالف على إصلاح نفسه.

رقعة للعين

في أغسطس 2003، قام العلماء بزرع الخلايا الجذعية للقرنية في العين اليمنى لمايك ماي (40 سنة) من كاليفورنيا. يمكنه الآن أن يرى شكل، ولون، وحركة الأشياء بصورة شبه طبيعية، لكن الرؤية المجسمة والتعرف على الأشياء لا يزالان معتلين بشدة.


تخطي الحدود

• 1973: تم عزل الخلايا الجذعية الجنينية في الفئران على يدي السير مارتن إيفانز وغيره من علماء جامعة كامبريدج الرواد.

• 1978: ولادة أولى أطفال الأنابيب باستخدام بويضة بشرية تم تلقيحها بحيوان منوي خارج الجسم.

• 1981: الدكتورة جايل مارتن من جامعة كاليفورنيا تصوغ لفظة "خلية جذعية" في بحث علمي يقرر وجود هذه الخلايا.

• 1990/91: البرلمان البريطاني بشقيه يجيز قانون الإخصاب وعلم الأجنة البشري لتعزيز الإجراءات التشريعية المتعلقة بالأجنة البشرية وتصنيعها والتخلص منها لاحقا.

• 1995: تم تقرير اكتشاف أول الخلايا الجذعية في غير البشر ، من قبل علماء جامعة وسكونسين الذين أجروا تجاربهم على قرود المكاك.

• 1996: استنساخ النعجة دوللي بطرق استبدال النواة. تم ذلك في معهد روزلين الإسكتلندي على يدي الدكتور إيان ويلموت والدكتور كيث كامبل. استلزم الأمر إجراء 277 محاولة فاشلة قبل أن تنجح العملية.

• 2000: تقرير لجنة دونالدسون يوسع نطاق قانون عام 1990 ليشمل إرشادات بخصوص أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية.

• 2001: أعلنت شركة تقنيات الخلايا المتطورة (ACT) بولاية ماساتشوستس الأمريكية أن علماءها نجحوا في إنتاج جنين من الدنا DNA البشري باستخدام تقنية نقل نواة الخلية. نما الجنين إلى مرحلة الخلايا الست.

• 2003: اكتمل مشروع الجينوم البشري لرسم خريطة الرموز الوراثية.

• 2003: افتتاح بنك الخلايا الجذعية للمملكة المتحدة رسميا. وعند اكتماله، سيفتح البنك أمام الباحثين والصناعيين من المملكة المتحدة وخارجها . شكلت لجنة توجيهية للإشراف على القواعد الموضوعة للممارسة.

• 2003: قام باحثو كلية كينجز كوليدج بلندن بإنتاج أول خط للخلايا الجذعية في المملكة المتحدة.

• 2004: أثار إعلان الطبيب اليوناني زافوس بقيامه بزرع جنين مستنسخ في رحم امرأة ، موجة من الاحتقار بين العلماء، الذين طالبوا بعدم إبراز وسائل الإعلام لمثل هذه الادعاءات التي لا تستند على أساس صحيح.


هل يجب أن نستخدم الخلايا الجذعية طبيا؟

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

لا يمكن ألا يكون هذا الموضوع مثيرا للجدل، لكن ما هي الأسباب الحقيقية وراء الدعوة لوضع قيود على أبحاث الخلايا الجذعية؟

نعم! الدكتور كريس هيجنز

مدير مركز العلوم الإكلينيكية التابع للمجلس الوطني للأبحاث بالمملكة المتحدة

"أعتقد أن أن هذا الجدل قد استهلك تماما، فقد عبر المعارضون لإجراء الأبحاث على الأجنة البشرية ، عن رأيهم مرارا وتكرارا وفقدوا حجتهم. والتشريع البريطاني بهذا الخصوص يعد واحدا من أفضل وأنظف وأقوى التشريعات في العالم؛ فهو لا يسمح بإجراء الأبحاث سوى على الأجنة التي تقل أعمارها عن 14 يوما ، مع الحصول على تصريح من هيئة الإخصاب وعلم الأجنة البشري HFEA، كما يحظر القانون أي شكل من أشكال الاستنساخ الإنجابي. وبالإضافة إلى ذلك، فإذا أردت التوقف عن العمل على الأجنة البشرية لأغراض علاجية، لعلاج أمراض خطيرة مثل الشلل الرعاش والداء السكري، فمن المنطقي أنك لا تستطيع الوقوف بعيدا والسماح بتقنيات أطفال الأنابيب، لأنها – بدورها- تستخدم الأجنة البشرية أيضا. فإذا أردت عدم إجراء أبحاث على الأجنة البشرية كلية، في رأيي أن علاج الأمراض المستعصية أهم من علاج العقم . ولنكون منصفين، علينا إلغاء التشريع المتعلق بأطفال الأنابيب وإنهاء الحمل ، وهو أمر لن يحدث."


لا! الدكتورة هيلين وات

مديرة مركز ليناكر لأخلاقيات الرعاية الصحية ، والذي يساعد الكاثوليك على تفهم وجهة نظر الكنيسة فيما يتعلق بالقضايا المثيرة للخلاف

"من غير المقبول أن تقتل إنسانا لتساعد آخر. نحن لا نقتل الرضع لعلاج الأطفال في سن العاشرة، ولا الأطفال في سن العاشرة لعلاج البالغين. والاستنساخ العلاجي يصنع الأجنة البشرية تماما بنفس الطريقة المتبعة في الاستنساخ الإنجابي ، الفرق الوحيد هو أن النسيلة clone لا يتم زرعها في جسد امرأة؛ فيتم الاحتفاظ بها حية في المختبر لعدة أيام. وبعد ذلك يتم استخلاص خلاياها للاستخدام في التجارب- وهي عملية تعمل على قتلها. ومن الواضح أن هذه العملية أبعد ما تكون عن أن تكون "علاجية" بالنسبة للنسيلة ، والتي تنتهك حقوقها بمحاولة تحويل الفرد الحي بداخلها إلى علاج لإنسان آخر. فالجنين هو كائن بشري حي منذ أبكر مراحل نموه، فقد بدأنا جميعا حياتنا كأجنة ، ولم تكن هناك مرحلة لم نكن نمتلك فيها حقوقا وغايات بشرية ، بما فيها الحق في البقاء على قيد الحياة والحماية من أن يعتدى علينا."


مسرد المصطلحات

Stem cells: الخلايا الجذعية خلايا غير متمايزة ، والتي يمكنها الانقسام لمرات غير محدودة لتكوين خلايا أخرى ، والتي تبقى خلايا جذعية ، أو تتمايز مكونة أنماطا متخصصة من الخلايا. Differentiated cells: الخلايا المتمايزة خلايا تحتفظ بشكلها الذي هي عليه طوال دورة حياتها. Undifferentiated cells: الخلايا غير المتمايزة خلايا تمتلك القدرة على التحول إلى نوع آخر من الخلايا. Cell nuclear replacement: استبدال نواة الخلية العملية التي يتم من خلالها أخذ نواة خلية ما وزرعها داخل بويضة تم نزع النواة منها. Reproductive cloning: الاستنساخ الإنجابي استخدام تقنية نقل نواة الخلية لصنع جنين يتم بعدها زرعه داخل رحم امرأة. Therapeutic cloning: الاستنساخ العلاجي استخدام تقنية نقل نواة الخلية لصنع جنين يتم بعدها أخذ خلاياه الجذعية لاستخدامها في الأغراض البحثية. Cell line: الخط الخلوي مزرعة للخلايا التي تبقى على قيد الحياة وتتكاثر بصورة لا نهائية.


كيف يمكن استخدام الخلايا الجذعية في المستقبل

خلال العقود القليلة القادمة، سيمكن استخدام تقنية تعرف باستبدال نواة الخلية في معالجة المرضى بحالات مثل الشلل الرعاش (مرض باركنسون)

يتم نزع نواة خلية ناضجة من المريض وزرعها في بويضة بشرية تمت إزالة نواتها . وعند مرحلة الكيسة الأريمية، تؤخذ الخلايا الجذعية الجنينية من كتلة الخلايا الداخلية وزرعها في المختبر. ويمكن بعد ذلك تحريض هذه الخلايا لإنتاج الخلايا المحددة التي يحتاجها كل مريض على حدة.


الموقف القانوني

كيف يقيّد القانون الاستنساخ والأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية

• بريطانيا أول دولة تبيح استنساخ الأجنة البشرية لإنتاج الخلايا الجذعية ( يناير 2001)، برغم أنه يتوجب تدميرها بعد سن 14 يوما. إنتاج أطفال عن طريق الاستنساخ محظور قانونا.

• إيطاليا يحرّم القانون الإيطالي جميع أشكال التجريب أو التدخلات التي تهدف لاستنساخ البشر، حتى ولو كان ذلك بصورة غير مباشرة.

• فرنسا يحظر القانون حاليا إجراء الأبحاث على الأجنة البشرية، لكن يسمح بإجراء الأبحاث على الأجنة المتبقية من عمل عيادات الخصوبة.

• ألمانيا ألقى العهد النازي بظلاله القاتمة على المناقشات المتعلقة بالأخلاقيات الحيوية لفترة طويلة. وبرغم أن إنتاج الخلايا الجنينية لغرض البحث وحده محظور، إلا أنه يسمح حاليا باستيراد الخلايا الجذعية الجنينية ولكن وفقا لضوابط صارمة.

• الولايات المتحدة الأمريكية برغم أن مجلس الشيوخ الأمريكي يعتبر أن استنساخ البشر غير قانوني، إلا أن التشريعات المتعلقة بالخلايا الجذعية الجنينية تتفاوت بين الولايات؛ فتسمح ولايات مثل نيو جيرزي وكاليفورنيا بإجراء الأبحاث على الخلايا الجذعية الجنينية ، كما أن هناك 11 ولاية أخرى على وشك اعتماد تشريعات بهذا الخصوص.

• السويد يسمح بإجراء الأبحاث على الأجنة الفائضة ، وهي البلد الأوروبي الذي يحتوي على أكبر عدد من خطوط الخلايا الجذعية الجنينية (24).