تاريخ اللغة الفارسية

قالب:History of the Persian language تاريخ اللغة الفارسية تعدّ اللهجات الإيرانية فرعاً من اللغة الهندية ـ الإيرانية التي هي الأخرى فرعٌ من أسرة اللغات الهندية ـ الأوربية.

A variant of the Iranian standard ISIRI 9147 keyboard layout for Persian.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اللغة الفارسية ولهجاتها

مرّت هذه اللهجات بثلاث مراحل:


مرحلة اللهجات الإيرانية القديمة

التي وصلت إلينا من النقوش الفارسية القديمة ونصوص «الأفسْتا» Zend - Avesta. وتضم فرعين لغويين متشابهين هما اللغة البلخية القديمة واللغة الفارسية القديمة.

مرحلة اللهجات الإيرانية الوسطى

التي نتجت من اختلاط اللهجات الإيرانية القديمة باللهجات الجديدة، وأهمها: اللغة البهلوية الأشكانية ـ البارثية Persian أو الفرسية، واللغة الفارسية الوسطى أو البهلوية ـ الساسانية، واللغة الصغدية (السغدية) والخوارزمية والسكائية.

انتشرت اللغة البارثية في أواخر القرن الأول قبل الميلاد ومطلع القرن الأول الميلادي، وضعفت بعد القرن الرابع الميلادي أي بعد استقرار الحكم الساساني. وقد فُقدت المؤلفات التي دوّنت بهذا الخط وهذه اللهجة بعد دخول الإسلام إلى إيران، أو إثر ترجمة بعضها إلى اللغة العربية، وزالت أصولها. وما بقي منها يعود إلى أواخر العهد الساساني والقرون الثلاثة الهجرية الأولى وأكثرها من الموضوعات الدينية.

انتشرت اللغة الصغدية في بلاد الصغد ووصلت إلى حدود الصين. اقتُبس خطها عامة من الخط الآرامي، ومن آثار المسيحيين بالخط السرياني، ومن كتابات المانويين[ر] بالخط الخاص بهم. وما اللهجة اليغنابية التي يتكلم بها أهالي وادي يغناب الواقع بين سلاسل جبال ذرفشان وحصار إلا بقايا من تلك اللهجة. أما الآثار القديمة للهجة الخوارزمية التي كانت منتشرة إلى نحو القرن الثامن الهجري، فهي بالخط الآرامي، وآثارها الأكثر حداثة بالخط العربي. والخوارزمية قريبة من الصغدية والسكائية. وقد دخلها في العهد الإسلامي كلمات عربية وفارسية. وهناك بقايا من اللغة السكائية تعود إلى مابين القرنين السابع والعاشر الميلاديين، ولها خصائص اللهجات الإيرانية الوسطى كتصريف الأسماء والضمائر. أما القواعد فهي في شكلها الجديد قليلة التعقيد.

ويدل وجود عدد كبير من اللهجات الإيرانية الحديثة على وفرة التنوّع اللغوي في مرحلة اللهجات الإيرانية الوسطى التي لا يُعرف عنها ما يُذكَر لضياع آثارها، مثل اللهجة الآذرية، والخوزية، والطبرية وغيرها، وكذلك اللهجات المعروفة بالأوسية الوسطى وهي في الأصل لهجات شرقي إيران انتقلت إلى القسم الغربي من الهضبة الإيرانية.

مرحلة اللهجات الإيرانية الحديثة

التي انتشرت بعد الفتح الإسلامي لإيران، ويعود أكثرها إلى زمن انتشار الخط العربي، وقد حدث فيها تغيير في الحركات والأصوات وفي الألفاظ، ودخلها الكثير من الكلمات العربية بعد انتشار الإسلام، كما دخلها عدد كبير من الكلمات التركية بعد مجيء التتر والمغول في حدود القرنين السابع والثامن الهجريين ومابعدهما، وبذلك اتخذت اللغة الفارسية شكلاً جديداً. وقد سلمت اللهجات المكتوبة من نفوذ هاتين اللغتين.

تقسيم اللهجات الإيرانية

وتقسم اللهجات الإيرانية الحديثة إلى:

ـ لهجات إيران المركزية التي تنتشر في حدود أذربيجان ومناطق غرب خراسان والسفوح الجنوبية لجبال البرز إلى حدود فارس وكرمان.

ـ لهجات جنوبي إيران، مثل اللهجة الفارسية أي اللهجات المستعملة في تلك المناطق كالبشاكردية والدزفولية واللورية والبختيارية.

ـ لهجات شمالي إيران، مثل الجرجانية والمازندرانية والكيلكية والديلمية والطالشانية وبقايا اللهجة الآذرية.

ـ لهجات غربي إيران، مثل الكردية وفروعها المتعددة، كالكرمانجي، ولغة «التات» ولغة «البلوتشي» وهي لغة غير مكتوبة.

ـ لهجات شرقي هضبة إيران، وبعضها يكتب بالخط العربي مثل البوشتوية والأورمورية (في أفغانستان) والبراتشية (في هندكوش) واللهجات الباميرية في فلات بامير، والسجستانية واليغنابية في يغناب وذرفشان وغيرهما.

ـ الخوزية، وهي لغة أهل خوزستان.

ولبعض هذه اللهجات آثار أدبية مدونة أو شفوية تلفت النظر، كالكردية والمازندرانية والجرجانية والديلمية.

اللهجات الإيرانية الإسلامية

وقد انتشرت في إيران منذ أواسط القرن الثالث الهجري أي في النصف الثاني من القرن التاسع الميلادي وتُعرف بالفارسية الدرية، أو الدرية. ويقول ابن المقفّع[ر]: «وأما الدريّة فلغة مدن المدائن، وبها كان يتكلم من بباب الملك، وهي منسوبة إلى حاضرة الباب، والغالب عليها لغة أهل بلخ". تأثرت لهجات الدرية التي غدت لغة البلاط الساماني ولغة عاصمة إيران بلهجات شرقي إيران، ويعود ذلك إلى طول مدة حكم الأشكانيين واستقرارهم في طيسفون. وهذه اللغة العامة امتزجت باللهجة البهلوية الجنوبية، وأصبحت في أواخر العهد الساماني لغة العاصمة الإيرانية ووسيلة الاتصال بين الإيرانيين بعد ظهور الآداب الفارسية الإسلامية.

الكتابة في اللغة الفارسية

منذ الفتح الإسلامي أخذ الإيرانيون بنظام الكتابة بحروف عربية، مع الإشارة إلى أربعة أحرف في الفارسية لامقابلات صوتية لها في العربية، وليس لها رموز أو أشكال تمثلها العربية كتابة هي: الكاف بوضع فتحة طويلة فوق صورة حرف الكاف العربية، أو بوضع ثلاث نقط، أما نطق هذا الحرف فشبيه بنطق الحرف الإنكليزي (G) أو بنطق الجيم القاهرية. والحرف الذي يرسم كحرف الزاي في العربية ولكن بثلاث نقط، ويلفظ كحرف الجيم في العربية، والحرف الذي يرسم كحرف الجيم العربي ولكن بثلاث نقط، ويلفظ كالحرفين (CH) من كلمة Child في الإنكليزية (تشا)، والحرف الذي يكتب كالباء في العربية ولكن بثلاث نقط تحتية، ويسمّى الباء المفخّمة أو المشبعة ويقابله الحرف (P) في الإنكليزية والفرنسية وغيرهما، كما في نطق كلمة (Pantalone).

وتطبع الكتب والصحف بالخط العربي النسخي، وتسمى الكتابة الفارسية بخط اليد اليوم «شِكِستِه"، أي الخطّ المكسور. وتعاني الكتابة مشكلات الصوتية التي قد لاتستقيم قبل فهم السياق، نظراً إلى وجود اختلاف في المقابلات الصوتية بين العربية والفارسية، ككلمتي عرض وأرض اللتين قد تكتبان بشكل واحد في الفارسية وهو (أرد)، وككلمتي حال وهال اللتين قد تكتبان بشكل واحد هو (هال: Hal). وقل مثل ذلك في كلمتي ظهر وزهر.

النظام الصوتي

تتصف منظومة الأصوات في اللغة الفارسية بالاطراد، فثمة ثلاثة مصوتات طويلة هي الألف والواو والياء، وثلاثة قصيرة هي الفتحة والضمة والكسرة كالعربية، إلا أن الكسرة تتحول إلى ألف ممالة قصيرة إذا وقعت في نهاية الكلمة. أما الألف الطويلة فتنطق مفخمة جداً، وإذا جاورتها في التركيب صوامت بغنّة انقلبت إلى واو طويلة مثل «إيران» التي تنطق هنا «إيرون»، كذلك تنطق الفتحة ممالة حتى يقترب لفظها من الكسرة. وتعرف الفارسية نوعين من الأصوات المزدوجة: (إي، أو). والتقابل بين الجهر والهمس فيها يتألف من ستة عشر صامتاً تؤلف بدورها ثمانية أزواج من الصوامت هي: ب/ب، د/ت، ج/ج، كـ/ ك، و/ف، ز/س، ز/ش، غ/خ. أما الصوامت التي لاتخضع لهذا التقابل فهي أكثر الصوامت شيوعاً في اللغة: م،ن، ل، ر، ي، هـ، الهمزة. ويكاد ينعدم التشديد على الصوامت إلا في الكلمات التي هي من أصل عربي. ولاتبدأ الكلمة الفارسية بساكن، مما يعني أن الفارسية فقدت بعض خصائص أسرة اللغات الهندية ـ الأوربية. أما النبر Stress فيقع غالباً مع المقطع الأخير من الكلمة، وإن كانت صيغ الأفعال تخرج على هذه القاعدة.

بنية اللغة وخصائصها

ثمة أصول وألفاظ احتفظت بها اللغة الفارسية تمثل انتماءها إلى أسرة اللغات الهندية الأوربية وإن اعتراها بعض التغيرات الصوتية، من أمثلة ذلك المفردات:

«بَدْر» :أب، «مارد»: أم، «برادر»: أخ، «دختر»: بنت..

ذلك تشير بعض ألفاظ الأعداد إلى هذا الانتماء مثل: «دو»: اثنان، «ببخ»: خمسة، «نه»: تسعة، «ده»:عشرة.

ـ ليس في اللغة الفارسية تعيين لمفهوم الجنس، سواء في الأسماء أو الضمائر المنفصلة والمتصلة، فالضمير «أو» يعني: هو، هي، للعلم، ويستوي في الضمائر المثنى والجمع والمذكر والمؤنث والعَلَم والجماد مثل: تود(أنتَ، أنتِ)، أو (هو، هي) في الضمائر المنفصلة. ويصاغ الجمع في الفارسية بإضافة اللاحقة «ها» أو اللاحقة «آن» إلى الاسم المفرد، ويصاغ أحياناً بصيغ الجمع العربية في الكلمات التي من أصل عربي.

ـ واللغة الفارسية ليست إعرابية، فأواخر الكلمات فيها ساكنة، إلا المضاف والموصوف فيُكسران. مثل: كتابِ عليْ (كتابُ عليّ)، كتابِ مفيد (الكتابُ المفيدُ).

ـ والأسماء في الفارسية معرفة، وإذا أريد تنكيرها تلحقها ياء (كتابى) أو تسبقها كلمة «يك» وتعني واحد: (يك كتاب)، والأسماء المنسوبة تلحقها ياء النسبة كالعربية: شيرازي، أصفهاني. لكن الياء تؤدي وظيفة الموصولية إذا لحقتها أداة الوصل «كه» نحو: «شخصي واكه..» أي: الشخص الذي. أما الأداة «ر» فهي لاحقة غير مبتورة ترمز للمفعولية، وينطقونها في اللغة الدارجة «رُو» أو «رِ» نحو «دُزْدْرا تَرْس كَرفت» أي: أسر الخوفُ اللص، أو خاف اللص (دزد: اللص، تَرْس: الخوف، كَرفت: أمسك).

ـ ولبناء صيغ التفضيل من الصفات تضاف اللاحقة «تر» إلى الصفة لصوغ المرتبة الثانية من التفضيل، نحو «بُزُرْگ»: كبير ـ «بزر كتر»: أكبر.

أما صيغة «الأفضل» فتكون بإضافة اللاحقة «ترين» إلى الصفة، مثل: «بزركَترين»: الأكبر.

ـ في اللغة الفارسية نوعان من الضمائر متصلة ومنفصلة وكل منها ستة، ويستوي فيها المثنى والجمع، كما يستوي المذكر والمثنى.

ـ والفعل في الجملة الفعلية يأتي في خاتمة الجملة مثل: سعيد رَفْت (ذهب سعيد)، وصياغة الأفعال ليس فيها مؤنث ولا مثنى، ويعبر الفعل في الفارسية عن الهيئة وعن الأزمان المختلفة للحدث، وهي كثيرة فيها، وللفعل في حالة النصب زمنان، وثمة صيغ خاصة بفعل الأمر. ويصاغ المبني للمجهول باستعمال الفعل المساعد «شُدَنْ»، وللفعل في الفارسية صيغ غير مسندة إلى الضمائر الشخصية كصيغ: اسم الفاعل واسم المفعول ومصدرين. أما نهايات التصريف فواحدة لا تتغير بتغير الأزمنة، عدا نهاية الغائب المفرد في الماضي البسيط فهي تُطابق صيغة الجذر الثاني من الفعل، ذلك أن لكل فعل جذرين، فمثـلاً «كَرْدَن»: صنع عمل، الجذر الأول منه «كُنْ» وهو يباين المصدر، والجذر الثاني منه «كَرْد» ويسمّى أيضاً «مَصْدَر مُرَخّم»، يستعمل الجذر الأول لصوغ الزمن الحاضر المرفوع والمنصوب ولفعل الأمر ولاسم الفاعل. أما المستقبل فيصاغ من الجذر الثاني «كرد» والفعل المساعد «خواستن» باستعمال جذره الأول «خواه» نحو: «خواهم كرد»: سوف أعمل. «جه كرد»: ماذا أفعل؟ وثمّة تفصيلات مشابهة تتصل بصياغة الأفعال وبالضمائر لايتسع المقام لإيرادها كاملة.

خلاصة القول إن اللغة الفارسية لغة تحليلية إلصاقية على قدر عال من الكمال بفضل نظامها الصوتي المتوازن ونظامها الصرفي الذي يتسم بالوضوح والتيسير.

انظر أيضا


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

ملاحظات

قراءات إضافية

  1. Thackston, W. M. (1 مايو 1993). An Introduction to Persian (3rd Rev ed.). Ibex Publishers. ISBN 0936347295.
  2. Mace, John (1993-03). Modern Persian (Teach Yourself). Teach Yourself. ISBN 0844238155. {{cite book}}: Check date values in: |date= (help)
  3. Mace, John (18 أكتوبر 2002). Persian Grammar: For Reference and Revision (illustrated ed.). RoutledgeCurzon. ISBN 0700716955.
  4. Schmitt, Rüdiger (1989). Compendium linguarum Iranicarum. L. Reichert. ISBN 3882264136.
  5. Windfuhr, Gernot L. (15 يناير 2009). "Persian". The World's Major Languages (2 ed.). Routledge. ISBN 0415353394. {{cite book}}: Unknown parameter |editors= ignored (|editor= suggested) (help)
  6. Skjærvø, Prods Oktor (2006). "Iran, vi. Iranian languages and scripts". Encyclopaedia Iranica. Vol. 13.
  7. Asatrian, Garnik (Expected November 2010). Etymological Dictionary of Persian. Leiden Indo-European Etymological Dictionary Series, 12. Brill Academic Publishers. ISBN 978-90-04-15496-4. {{cite book}}: Check date values in: |year= (help)

وصلات خارجية