الناس والنيل (فيلم)

الناس والنيل، هو فيلم مصري من إنتاج عام 1972. الفيلم بطولة عزت العلايلي وسعاد حسني ومن إخراج يوسف شاهين.

الناس والنيل /النيل والحياة
الناس والنيل.jpg
الملصق الترويجي للفيلم
اخراجيوسف شاهين
انتاجموسفيلم - موسكو
المؤسسة المصرية العامة للسينما والتلفزيون (والمسرح والموسيقى)
الحوار السينمائينيكولاي ڤيگوروڤسكي
حسن فؤاد
بطولةسعاد حسني
محمود المليجي
عزت العلايلي
صلاح ذو الفقر
موسيقىخاتشادوريان
توزيعالمؤسسة المصرية العامة للسينما والتلفزيون (والمسرح والموسيقى)
تواريخ العرضيناير 17، 1972 (1972-01-17)
طول الفيلم105 دقيقة
البلدمصر والإتحاد السوڤيتي
اللغةالعربية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قصة الفيلم

 
البوستر السوڤيتي لفيلم الناس والنيل.

ثمة بطلان للعلاقات المصرية-الروسية في ستينيات القرن الماضي، رسما مسار انطلاقة الحقبة الأقوى في التقارب بين البلدين على مر العصور، والتي ما زالت تتطور حتى يومنا هذا. البطل الأول، هو السد العالي، أحد أعظم مشاريع القرن العشرين، أما الثاني فهو الفن السابع، وفيه برزت أول تجربة مشتركة للإنتاج عبر فيلم “الناس والنيل”، الذي قُدّم في 25 ألف دار للعرض في الاتحاد السوفيتي.

العمل السينمائي الذي خرج للنور برؤية المخرج الكبير يوسف شاهين يوثّق مراحل بناء السد المصري بمشاركة الاتحاد السوفياتي، ويقدم صورة سينمائية مستوحاة من الواقع، ويبيّن كيف انصهر الخبراء الروس المبعوثين لإتمام المشروع، والذين استقروا لسنوات في جنوب مصر، داخل المجتمع المصري، أو بالأحرى كيف كانت حياة هؤلاء القادمين من بلاد الصقيع في أرض الشمس – أسوان.

وسط المحاجر وأصوات العمال، تتشابك الأحداث بين الشخصيات المصرية والروسية، فتجمعهم علاقات صداقة قوية. الجميع يعمل طوال النهار ثم يبحث عن وقت للسمر

والحديث عن ذكريات الماضي أو المستقبل القادم، وعبر هذه الرحلة اليومية نكتشف المجتمع الروسي، بمختلف طبقاته وأفكاره، من خلال ثلاث قصص إنسانية.


قصة حب المهندس أليكس وزوجته زويا

 
املصق الفيلم قبل تغيير الاسم.
 
يوسف شاهين أثناء تصوير الناس والنيل.

هذه القصة يجسدها على الشاشة الممثلان فالنتينا كوتسينكو، ويوري كامورني، وهي تدور حول شخصية “أليكس”، الذي كان يعمل في الجيش السوفياتي، ثم عاد مصاباً من المعركة، وارتبط بالمهندسة “زويا” التي تطمح لإثبات ذاتها بالعمل. بعد زواجهما يقرران السفر إلى مصر للعمل في السد العالي، فتترك “زويا” طموحاتها العملية وتأتي مع “أليكس” إلى أسوان، ويعيش الزوجان وسط أصدقاء وعائلات مصرية ويندمجان في هذا المجامع.

لكن مع مرور الوقت تتحول الزوجة إلى ربة منزل من دون عمل وتشعر بالوحدة، وتتهم زوجها بالأنانية، وتتصاعد وتيرة الأحداث، حتى تقرر العودة إلى موسكو، وتترك أسوان بالفعل، لكنها سرعان ما تكتشف أن زوجها يمتلك قلباً نابضاً بالحب برغم أنانيته، فهو لم يتركها بعدما علم أنها عاقر، بل يخبرها أنه سيبقى طفلها وابنها المدلل.

نيكولاي.. الوجه الآخر للشخصية الروسية الصارمة

شخصية “نيكولاي” المرحة، التي قدمها الممثل فلاديمير إيفاشوف، تقدم شريحة مجتمعية أخرى ونمطاً مختلفاً. هو عامل يعشق الحياة، ويرتبط بفتاة جميلة، لكنه يتركها من أجل تحقيق حلم السفر، فيأتي إلى أسوان ويقرر مع صديقه المقرب العامل النوبي “براق” أن يدخلا التاريخ، ويقفزا سوياً في النيل قبل لحظات قليلة من تغيير مسار المياه إلى الأبد، حتى يكونا “آخر من سبح في النيل القديم قبل تحويله”.

الحنين إلى الوطن والثلج

يقدم الممثل والمخرج إيگور فلاديميروف، نمطاً ثالثاً من الشعب السوفياتي، فهو الشخصية الحكيمة التي ترتبط بجذورها، وتشعر بحنين دائم إلى أجواء روسيا الباردة، وهو اجتماعي يحاول المساعدة دائماً، ويستخدم تجاربه الحياتية السابقة لإصلاح علاقة الحب بين بطلي الفيلم سعاد حسني وعزت العلايلي.ومع اقتراب انتهاء مشروع السد وعودة الروس إلى وطنهم يتحدث الخبير مع العامل النوبي “براق” قائلاً: “حقيقي التلج وحشني… كلنا راجعين بيوتنا يا صديقي… وانت واللي زيّك اللي هتشيلوا الحمل.. مسؤولية كبيرة وانتوا قدّها”. الحوار السابق يتضمن رسائل سياسية ولكنها لا تتعدى الدقائق، ليبقى الخط الرئيسي هو البشر.

وبالرغم من أن الاتحاد السوڤيتي، كنظام سياسي، لم يكن حاضراً بقوة على الشاشة، لكنه بلا شك كان محركاً أساسياً للأحداث، وربما المشهد صاحب الصبغة السياسية الأقوى في الفيلم هو ذلك المشهد التاريخي لتحويل مجرى مياه النيل القديم.

اختار المخرج المصري يوسف شاهين أن يمزج بين قوة اندفاع المياه في المجرى الجديد، وعدة لقطات تؤكد على التعاون المشترك بين مصر وروسيا، عبر أصوات الآذان للمساجد، مع أجراس الكنائس الشرقية، ثم لقطة للمصافحة الحميمية بين المهندسين من كلا الجانبين، وسط قلق وترقب صحافي أميركي، في إشارة إلى مخاوف القوى الغربية ومؤامراتها.

يحكي شاهين في حواره مع ملحق السينما لجريدة “الحياة” بتاريخ 16 يوليو 1999 عن كواليس صناعة مشهد تغيير مجرى النيل، والذي يعتمد على لقطة واقعية عندما كان الرئيس عبد الناصر يقوم فعلاً بتغيير مسار النهر، بحضور جميع كاميرات التلفزيون والوكالات الأجنبية التي كانت تصور الحدث.

الفيلم هو من الأفلام المصرية النادرة التي قدمت الشعب الروسي عن قرب، وسيظل سيمفونية صداقة شارك فيها عدد من النجوم المصريين والسوفيات، وتم عزفها على موسيقى تصويرية رائعة للروسي المعروف ختشتوريان.

الجدير بالذكر أن القاهرة وموسكو رصدتا كل الإمكانيات للإنتاج المشترك بين المؤسسة المصرية العامة للسينما، ومؤسسة الإنتاج الضخمة “موسفيلم”، وضمن سيناريو مشترك بين نيكولاي فيگوروفسكي وحسن فؤاد، وتصوير شلينكوف وتشي وبييتر تشفكو، برؤية المخرج الكبير يوسف شاهين.

عندما تبدأ بمشاهدة أول تجربة للإنتاج المشترك بين مصر والاتحاد السوفياتي، قد تتوقع رؤية ساحات موسكو الشاسعة مع أسوار الكريملين العالية لكن في “الناس والنيل” ترى ما هو أبعد من ذلك.. ترى البشر.

يوسف شاهين وصناع الفيلم اختاروا أن تكون روسيا حاضرة من خلال ثقافتها وتاريخها حيث نشاهد مسرح البولشوي، وذكريات الحرب، وسط مجموعة من الحكايات لأشخاص من لحم ودم، قدمت مزيجاً ساحراً من مشاعر الحب والحنين والبحث عن الذات، والتي تدور كلها على أرض الحضارة المصرية القديمة.[1]

طاقم العمل

الإخراج

الممثلون

المصادر

  1. ^ ""الناس والنيل"… يوسف شاهين ورحلة الروس إلى أرض الشمس". المسكوبية.