السوديت (بالألمانية: Sudetenland سوديتنلاند) (بالتشيكية والسلوفاكية:Sudety سودتي) هو إقليم يقع في غرب التشيك على الحدود مع ألمانيا. شكلت منطقة السوديت محور نزاع بين ألمانيا النازية وتشيكوسلوفاكيا قبيل الحرب العالمية الثانية. تقع المنطقة حسب التقسيم التشيكي ضمن أقاليم بوهيميا ومورافيا وسيليسيا وكانت تقطنها غالبية ساحقة من الألمان حتى نهاية الحرب العالمية الثانية حيث تم ترحيل معظم هؤلاء إلى ألمانيا.

خريطة توضح العرقيات الرئيسية الألمانية السابقة (مظللة باللون الأسود) regions (popularly called Sudetenland during the interbellum) on a territorial map of the current Czech Republic.
Czechoslovak soldiers patrolling the town of Krásná Lípa (ألمانية: Schönlinde) in the Sudeten Region, September, 1938.
أراضي السوديت باللون الأصفر ضمن تشيكوسلوفاكيا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بزوغ المصطلح

توزيع الجماعات العرقية في النمسا-المجر عام 1911: المناطق ذات الأغلبية ألمانية موضحة باللون الوردي، مناطق ذات أغلبية تشيكية موضحة باللون الأزرق.


تاريخ الإقليم

الأصول المبكرة

 
مراحل الاستيطان الشرقي للألمان، 700–1400

استقرت قبائل الكلت و البوئي في منطقة السوديت. وكان أول ذكر للسوديت في خريطة پطولِمايوس في القرن الثاني الميلادي. القبيلة الجرمانية ماركوماني هيمنوا على لب تلك المنطقة في القرون اللاحقة. تلك القبائل كانت قد شيدت بالفعل مدن مثل برنو، ولكن انتقلوا غرباً في عصر الهجرات. في القرن السابع الميلادي، وصلت الشعوب السلاڤية واتحدوا تحت إمرة سامو. ولاحقاً في العصور الوسطى العليا استقر الألمان في منطقة الحدود الأقل سكاناً.

الحرب العالمية الأولى

 
دخول القوات الألمانية إلى السوديت
 
جنود ألمان في السوديت


كان الإقليم سابقاً جزءاً من الإمبراطورية النمساوية المجرية. عقب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، قرر مؤتمر الصلح في باريس اقتطاع إقليم السوديت من ألمانيا وإلحاقه بتشيكوسلوفاكيا. كان 95% من سكان هذا الإقليم من الألمان ولهذا طالب هتلر عام 1938 بإجراء استفتاء شعبي بين سكان الإقليم يقررون فيه إما البقاء مع تشيكوسلوفاكيا أو الانضمام إلى ألمانيا.

أيمن زغلول
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

السودت هي منطقة في جنوب غرب تشيكوسلوفاكيا يطلق عليها Sudetengau وهي تعني إقليم السوديت أي الجنوبيين. وهذه المنطقة كانت تقطنها أغلبية المانية لهذا كان هتلر حريصا علي ضمها كأول خطوة تمهيدية للحرب وتم ذلك في خريف عام 1938 عقب ضم النمسا قبل ذلك في بداية العام. وضم إقليم السوديت جاء نتيجة صفقة بين الدول الأوروبية وعلي راسها بريطانيا في محاولة لتجنب قيام حرب نظرا للقوة العسكرية الهائلة التي كانت ألمانيا قد وصلت إليها مما جعل التضحية بسيادة الدولة التشيكية أمرا مقبولا في سبيل تجنب حرب كبري مع هذا الجيش العرمرم الذي يقف علي راسه شخص متعطش للدماء هو هتلر. وكان ذلك في مؤتمر ميونيخ الذي حضره رئيس الوزراء البريطاني نفيل تشيمبرلين الذي كان تشرشل يصفه دائما بالمتخاذل الضعيف.

وقامت الحرب وبعد أن دخل الجيش السوفيتي اراضي ألمانيا من جهة الشرق قام البولنديون والتشيك بطرد كل الموجودين علي اراضيهم من عرق ألمانيى جزاءا لهم علي بداية الحرب التي لا يمكن النزاع في قيام ألمانيا بها. وكانت القواعد التي وضعتها الدول الطاردة هي التخلي عن أي منقولات وعن أي مجوهرات أو مبالغ مالية ولا يحمل الشخص سوي الملابس التي عليه وغذاء يكفي للرحلة إلي المانيا وبعض الماء. وخلف الالمان وراءهم منازلهم وعقاراتهم وأموالهم ومنقولاتهم التي نزعت عنهم بلا مقابل.

وبذلك وصل عدد من دخل ألمانيا من هؤلاء المهجّرين 10 مليون شخص. وكان لزاما علي المانيا الغربية أن تأويهم وتجد لهم سكنا ومالا وعملا وأن تكاملهم في المجتمع الألماني الراسخ الذي كان أهل زوجتي من أعضائه.

وبالطبع لم يكن التكامل أمرا سهلا حيث أن المهجرين كانوا يطالبون الدولة الألمانية بتعويضهم عما خسروه بسبب الحرب التي بداتها الدولة الألمانية. ولم يكن الأمر يسيرا علي دولة تعاني من شبه مجاعة وتعتمد في كل شىء علي معونة الحلفاء المنتصرين وأولهم الولايات المتحدة.

وكذلك كان التقبل الإجتماعي لهؤلاء المهجّرين صعبا رغم أنهم عرقا من الألمان ورغم أن لغتهم الأصلية وربما الوحيدة هي الالمانية ورغم وحدة الدين ووحدة المحنة..

وفي 1951 بعد قيام الدولة في الغرب أصدر البرلمان تشريعه الشهير تحت إسم قانون توازن الأعباء Lastenausgleichsgesetz والذي يقضي بتقسيط قيمة تساوي نصف أموال كل من يعيش في ألمانيا الغربية علي أقساط لمدة 30 عاما تدفع مرة كل 3 شهور وتوضع كل هذه الأموال في صندوق يقوم بدفع التعويضات لهؤلاء المهجرين أو النازحين. وخضع لأحكامه الجميع. وكلمة Gau هذه لا توجد كلمة نسب مشتقة منها أي لا يمكن قول جاوي أو جاويست للدلالة علي أحد مواطني هذا القطاع.

ولكن الألمان المستقرين كانوا يقومون غمزا ولمزا بتسمية أبناء قطاع السوديت مجازاً Sudetengauner وهي كلمة تعني أفّاق السوديت لأن كلمة Gauner تعني نصاب. وهذا يعرض لنا كيف كان التكامل الإجباري صعبا علي الطرفين بل أنه كانت هناك أعمال عنف في بعض الأحيان.

في جمهورية تشيكوسلوڤيا (1918-1938)

 
Czech inscriptions smeared by Sudeten German activists, March 1938, Teplice (ألمانية: Teplitz).
 
Flag flown by Sudeten Germans.[1]

رفض رئيس تشيكوسلوفاكيا ذلك واعتبره تدخلاً في شؤون بلاده الداخلية فهدد هتلر باستعمال القوة لتحقيق ذلك، الأمر الذي أدى إلى تأزم العلاقات الدولية في أوروبا لأن تشيكوسلوفاكيا كانت قد وقعت اتفاقيات تحالف مع فرنسا ومع الاتحاد السوفيتي فإذا ما قام هتلر بالحرب ضد تشيكوسلوفاكيا فإنه سيلزم الدولتين بالوقوف إلى جانبها.

للخروج من هذا المأزق، دعا رئيس وزراء بريطانيا نيفيل تشامبرلين إلى عقد مؤتمر لتسوية هذه المسألة، وبالفعل عقد هذا المؤتمر في ميونخ ما بين 29 آب و 1 أيلول 1938 وحضره زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. استمرت أعمال المؤتمر ثلاثة أيام وفي النهاية تم التوقيع على معاهدة ميونخ التي كانت بنودها كما يلي:

  • 1. ضم إقليم السوديت إلى ألمانيا خلال 10 أيام.
  • 2. منع تشيكوسلوفاكيا من هدم التحصينات العسكرية الموجودة في الإقليم.
  • 3. رسم الحدود الألمانية التشيكية وفقاً للمصالح الإستراتيجية الألمانية.
  • 4. مقابل ذلك يتعهد هتلر بالتخلي عن أية مطامع إقليمية أخرى.
 
سكان ألمان طردوا من إقليم السوديت عام 1945

اضطرت تشيكوسلوفاكيا للرضوخ لتلك الشروط، فدخلت القوات الألمانية إقليم السوديت في الأول من تشرين الأول 1938. كان اجتماع ميونخ المسمار الأخير في نعش السلام الأوروبي والعالمي بشكل عام لأنه أعطى دليلاً لهتلر على ضعف فرنسا وتردد بريطانيا في الوقوف بوجه أي عمل يقوم به مهما كان، فقرر ضم تشيكوسلوفاكيا بأكملها لألمانيا في آذار 1939، وكانت تلك مقدمة لاندلاع الحرب العالمية الثانية.

مع نهاية الحرب وهزيمة ألمانيا، استعادت تشيكوسلوفاكيا الإقليم وطُرد معظم السكان الناطقين بالألمانية إلى ألمانيا.

انظر أيضا

هوامش

وصلات خارجية